أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فوز حمزة - بنكهة الكاكاو














المزيد.....

بنكهة الكاكاو


فوز حمزة

الحوار المتمدن-العدد: 7554 - 2023 / 3 / 18 - 11:23
المحور: الادب والفن
    


هذا الصباح .. وأنا أحدق في سقف غرفتي .. طرأت في رأسي فكرة لا أدري كيف كانت غائبة عني ألا وهي التخلص من عاداتي القديمة .. وقت طويل من حياتي مرّ منذ أن أصبحت أسيرة لها .. شعور تمكن مني من أنني بتلك العادات بنيتُ سجناً كبيرا ومظلما وأدخلت نفسي فيه بإرادة مني ٠٠
حان الوقت للتحرر منها ...
راقتْ لي الفكرة وبدأتْ بتنفيذها فورا .. فالوقوف في الشرفة وقت الضحى و شرب القهوة ليس ضروريا لأبدأ يومي به .. وعلى الرغم من أن أغنية ( وقلت بكتبلك ) التي أستمع إليها كل صباح كانت العادة الأحب إليّ .. إذ كيف لي التخلي عن شيء يفجر فيّ إحساسا وكأنني أنظر للأشياء من فوق غيمة .. مع كل ذلك .. لا شيء سيثنيني لما عزمت عليه ..
شعرت كأني أكسر قضبان سجني الكبير وأتنفس هواءً جديدًا ..
تحفزت بشكل رائع لأرمي الرواية التي بدأت بقرائتها قبل أيام .. فليذهب كولن ويلسون و كتابه إلى الجحيم ..
صوت البلابل وهي تغرد ومنظر السناجب وهي تسير على أسلاك الكهرباء بين عمود وعمود جعلني أسرح بعيدًا واتساءل: هل فكرت هذه المخلوقات يوما بتغيير عاداتها؟
من دون سبب واضح وجدتني أتهرب من الإجابة!!
الساعة قاربت على التاسعة والنصف صباحًا .. لا رياضة بعد اليوم .. لست بحاجة إلى تمارين اليوغا التي تجعلني أجلس كالبلهاء لساعات طوال ..
أية عادات سخيفة حرصت على ممارستها كل هذا الوقت؟!
كلما أتذكر ما ينتظرني في الأيام المقبلة أشعر بالسعادة ..
بدأت مساحة الحرية تتسع بعد حذف أرقام هواتف بعض الصديقات .. الحديث معهن عادة لا تجلب سوى الهم والندم ..
وضعت يدي في جيوبي و بدأت أذرع الغرفة .. لم أجد وسيلة أفضل من عد الخطوات لأتخلص من عادة تصفح تطبيقات الهاتف ..
لا أنكر أن مقاومتي كانت شديدة لنفسي وأنا أحاول منعها من ممارسة الكتابة .. في النهاية .. أعلنت انتصاري و رفعت رايتي فوق حطام تلك العادة التي انساق وراءها دون تفكير .. مالي و مال الكلمات والمعاني و الأفكار ..
ثمة سؤال يلح عليّ: هل الكتابة عادة ؟ حقاً لا أدري!
شعرت بالسجن يتهدم وبقضبانه تتكسر .. أهلا بالحرية ..
بعد أن قضيت على كل عاداتي الغريبة ودفنتها عميقا.. تنفست الصعداء ..
لكن الأمر لم يستغرق طويلاً إذ سرعان ما وجدت نفسي في صحراء شاسعة .. أسير وحيدة .. لا علامات ترشدني ولا إشارات تهديني .. شعور بالضياع أحاطني من كل الجهات .. بعد ساعات أخذت أبحث عن عاداتي القديمة التي دفنتها في صحراء حريتي .. الظلام الذي حل سريعًا أنار ما كان معتما فيّ حينما اخبرني أن عاداتي هي التي تميزني .. عاداتي هي أنا ..
عند المساء .. بينما القمر افترش نوره أرض الشرفة .. كنت استمع لمطربتي المفضلة وفي يدي فنجان قهوتي وفي اليد الاخرى على الرغم من أنني لا أدخن .. سيجارة بنكهة الكاكاو ..
يبدو أن التجربة منحتني عادة جديدة!!



#فوز_حمزة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هاتف نقال
- نجمة الحب
- مهمة في قطار
- حين يصمت المغيب
- حدث في البنك
- البوابة
- اعتراف
- لعبة في الوطن
- نوافذ الكلمات
- كان لدي صباح لأجلكِ
- حفلة شواء
- هزة مرتدة
- وجهان للحب
- من خلف القضبان
- رسالة في صندوق أسود
- السطر الأخير
- تعال ننس الماضي
- تسعة عشر دقيقة
- أيها المطر .. عليك السلام
- شجرة العشق


المزيد.....




- فنانون عالميون يستنكرون -الصمت- أمام -إبادة غزة- عشية افتتاح ...
- -الدفاع- في البرلمان الألماني: إما أن تستعدوا للدفاع أو تتعل ...
- بأقلام قطرية.. كاتبات صغيرات يرسمن أحلامهن بالكلمات
- اختتام مؤتمر الاتّجاه النفسي في النقد باتحاد الأدباء
- قبل 24 ساعة على انطلاقه.. مهرجان كان السينمائي يحظر العُري ع ...
- مغني الراب شون -ديدي- كومز أمام القضاء بتهم الاتجار بالبشر و ...
- الصين بعيون مغربية: هكذا عرفتُ الصين.. مُشاهدات أول طالب مغر ...
- -عليهم البدء بتعلم اللغة الروسية-.. برلمانية أوروبية توجه ند ...
- فرنسا: كان تفرش السجاد الأحمر لكبار المخرجين والممثلين وتجدد ...
- الکويت يرفع التمثيل الدبلوماسي مع لبنان


المزيد.....

- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فوز حمزة - بنكهة الكاكاو