العراق دولة ريعية يحتاج إلى عقود من عمل التنمية لإنعاش الشعب

فلاح أمين الرهيمي

الحوار المتمدن-العدد: 7554 - 2023 / 3 / 18 - 10:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

يعاني الاقتصاد العراقي من تشوه خطير باعتباره تحول إلى الاقتصاد الريعي بعد أن كان العراق يكتفي ذاتياً من القطاعين الصناعي والزراعي حيث تجاوز اعتماد العراق من القطاعين عجز يقدر أكثر من 60% وأصبح يعتمد بشكل كبير على واردات النفط في توفير الغذاء ووسائل الحياة الضرورية عليه واستمر الانحدار التدريجي بالقطاعين بشكل كبير وخاصة بعد انقطاع مياه الأنهر التي تنبع من تركيا وإيران وإن هذا التناسب المتدهور يؤشر بشكل واضح على التدهور لبنية الاقتصاد العراقي الذي جعل الشعب العراقي مستهلكاً وغير منتج حيث خلق الاقتصاد الريعي ضربات مميتة إلى الاقتصاد العراقي وأصبحت الدولة ريعية وسطية بين القطاع الذي يولد الريع والقطاعات الاقتصادية الأخرى مثل الزراعة والصناعة وتحول الريع إلى عدد قليل من النخبة الحاكمة مسبباً الاستغلال والفساد الإداري مستفيداً من الاقتصاد الريعي والأموال المخصصة لإطعام الشعب العراقي كما أدى ذلك إلى ظهور شرائح اجتماعية ترعى الاقتصاد الريعي وهي بعيدة عن ذهنية العمل والإنتاج والإيداع وخدمة الشعب العراقي مما سبب ذلك إلى تراجع الصناعة والزراعة وجميع القطاعات الإنتاجية وأصبح العراق ومصيره مرتبط بالأزمات الدولية اقتصادياً ومالياً مما أدى إلى نشوء فئة من المتاجرين بقوت الشعب مهتمين بالمضاربات المالية والأرباح السريعة مما جعل الاقتصاد العراقي يتأثر بالأزمات الاقتصادية والمالية العالمية بمجرد تعرض أسعار النفط إلى الهبوط.
المطلوب من الدولة الاهتمام بالقطاع الصناعي لوجود المؤهلات والاستفادة منها ببناء صناعة وطنية من أجل امتصاص البطالة وتوفير الاكتفاء الذاتي للشعب العراقي والمحافظة على الأمن الغذائي وكذلك الزراعة حيث توجد جميع مستلزماتها من الأرض والأيدي الفلاحية بعد الاهتمام والاستفادة من تنظيم المياه لسقي المزروعات وكذلك الاهتمام بالسياحة حيث يعتبر العراق من حيث مراقد الأئمة الأطهار وكذلك التاريخ الزاخر بالحضارات القديمة.
إن ميزانية الدولة واسعة وكبيرة يجب على الحكومة أولاً صيانتها والمحافظة عليها من الفساد الإداري ومن ثم استثمارها بإقامة صناعة وطنية توفر للشعب حاجياته وتمتص البطالة وكذلك الاهتمام وإصلاح الأراضي التي تصحرت بسبب قطع المياه عنها وتوفير الأسمدة والبذور المحسنة للفلاحين والاهتمام ورعاية العوائل المعففة وتحسين رواتب الموظفين والمتقاعدين والرعاية الاجتماعية والاهتمام والإكثار من المناطق الخضراء والقضاء على ظاهرة التلوث وتغيير المناخ وتصحر الأراضي.
المطلوب من رئيس الوزراء السوداني إزاحة الريعية عن الاقتصاد العراقي من خلال تخصيص ثلث الميزانية التي هي الأكبر في تاريخ العراق وإنقاذ العراق من الاعتماد ورهن اقتصاده بأيدي دول الجوار وغيرها في تأمين الغذاء والسلع الصناعية من هيمنة الدول الأخرى والمحافظة على أمنه الغذائي العملية التي تساعد على امتصاص البطالة والعاطلين عن العمل وكذلك تقليص التضخم في الجهاز الوظيفي ... والمطلوب أيضاً من السوداني العمل والضغط على دول الجوار من أجل إطلاق الأنهر التي تنبع منها حسب المعاهدات الدولية من أجل إنعاش الزراعة في العراق وإعادتها إلى عهدها الماضي ويتطلب ذلك تجاوز المجاملات والحزم والإرادة ومصلحة الشعب العراقي في التعامل مع الدول التي تسبب للشعب العراقي الشحة والقطع للأنهار التي تسقي الأراضي الزراعية العراقية.

#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات