أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد رباص - قراءة في رواية -العيش في ضوئك- لعبد الله الطايع














المزيد.....

قراءة في رواية -العيش في ضوئك- لعبد الله الطايع


أحمد رباص
كاتب

(Ahmed Rabass)


الحوار المتمدن-العدد: 7552 - 2023 / 3 / 16 - 22:46
المحور: الادب والفن
    


مليكة مغربية، من أسرة فقيرة في البادية، عاشت عدة حيوات. الأولى عاشتها في البداية في الخمسينيات من القرن الماضي مع علال، زوجها الرقيق والذي لا حول ولاقوة له، ذهب إلى الحرب في الهند الصينية، على أمل تحسين وضعيته ، إلى جانب الفرنسيين. "من أجل المال يا مليكة. من أجل والدي يا مليكة. من أجلك يا مليكة. سوف أعود وسآخذك إلى الرباط، مدينة المهدي بن بركة". وعدها، لكن علال لم يعد. وهكذا أصبحت مليكة أرملة في العشرين من عمرها، وهجرها أهل زوجها، بعد أن غرقت في الفقر.
تم إنقاذها من خلال اقتراح زواج آخر وعاشت حياة ثانية في الستينيات، بصحبة محمد زوجها الثاني. انتقلت معه إلى الرباط وأنجبت له تسعة أطفال.
لكن الفقر يتربص باستمرار بمنزلها. غير قادرة على الاعتماد على دخل زوجها "الشاوش" (الذي يعمل أي شيء) ، تحلم مليكة بالتقدم الاجتماعي من خلال أطفالها. من يدري، ربما ترتبط إحدى بناتها الست برجل ينتمي للمجتمع الراقي؟ :"في غضون عام. في عضون سنتين. رجل مهم. رجل من القصر الملكي لم لا؟ مصير مزدهر لخديجة".
لذلك عندما وضعت ميراي، وهي امرأة فرنسية، نصب عينيها على ابنتها لتجعلها خادمة، أخذ دم مليكة يغلي. لن تسمح بحدوث ذلك أبدا، حتى لو كان ذلك يعني استخدام أكثر الطرق غموضا لمنعه!
بعد سنوات، أجبر الأم هجوم على إعادة النظر في ماضيها: ظهرت مخاوفها وهواجسها.
يستحوذ نطباع بالغرابة على قارئ الكتاب الجديد للكاتب المغربي عبد الله الطايع "Vivre à ta lumière" . ربما لأننا نقحم أنفسنا معه في ذهن المرأة المعذب، متبعين مجرى حياتها والأحلام أو كوابيس الهذيان التي تلازمها. بدون حصر كلام الشخوص بين مزدوجتين أو علرضتين علامات اقتباس أو لتحديد صوتها، يتأرجح النص طواعية بين الداخل والخارج، بينن الباطن والواقع - الواقع النسبي للغاية، لأنه أعيد اختراعه بشكل مضاعف من قبل الشخصية كما من طرف المؤلف.
الاستقلال المالي يمثل في نظر مليكة إمكانية الوصول إلى وضع اجتماعي أفضل فحسب، ولكن أيضا الهروب من جميع أشكال الهيمنة. لأن وراء الرغبة المستمرة في الخروج من حالتها، هناك ذكرى مستحثة لكل الإهانات التي نخمنها في مليكة، من عار فقر الأسرة إلى التدهور العام لـ "الشعب الصغير" المغربي بسبب جشع أصحاب الامتياز في المملكة، أو بسبب الوجود الفرنسي.
"لم يحصل المغرب على استقلاله في عام 1956. إنهم نيكذبون علينا. الحكومة ووزراؤها والأغنياء يخدعوننا. إنهم لا يهتمون بنا. ينوموننا أكثر قليلاً كل يوم ويستمرون في القيام بأعمالهم الخاصة. لتقاسم الثروة. لا تزال فرنسا هناك. »
نشعر بغضب ورغبة في الانتقام قريبين من الهوس يستحوذان على مليكة التي تيظهرها الروائي كأم ينتهي حلمها في التحرر في المستقبل بجعل أطفالها صما وعميانا. أحمد، أحد أبنائها، المثلي الذي استشهد لهذا السبب
، لن ينال منها التفهم ولا الحماية. "كنت مشغولة جدا، كنت مشغولة جدا طوال هذه السنوات. كان ينبغي إنقاذهم جميعا، العائلة بأكملها (...) لم يكن لدي الوقت لرؤية أحمد حقا، لفهم كل شيء عن أحمد، لحماية أحمد، للدفاع عن أحمد (...) كان علينا اختيار الأولويات"، تقول وهي تقدم المبررات.
لكن مما لا شك فيه أن الفصل الأخير من الكتاب قدم فرصة للمؤلف ليشرح لنفسه شخصية والدته. وهكذا تأخذ الرواية شكل القبول وربما حتى المغفرة بعد الوفاة.
وراء غضب أمه الواضح وقساوتها، في ضوء قصتها، ربما رأى الابن (الكاتب) شجاعة امرأة أرادت أن تعيش وأن يعيش أطفالها بكرامة تحت شمس وطنه الجميل.
يصف الطايع بدقة علاقة الهيمنة بين المغاربة والفرنسيين، بين الرجال والنساء، بين الأغنياء والفقراء. وهي العلاقات نفسها التي ما زالت البلاد تكافح للتخلص منها.
تحدث أولل عن القوة المذهلة لأمهات بلده وفعل ذلك بروح وموهبة من خلال سرد الحياة المعذبة لأهم الأمهات، مليكة.
بعد بضع صفحات نجد أنفسنا منغمسين في أسلوب خاص به للتعبير عن قوة وضعف المرأة المغربية، المستسلمة لمصيرها والمحاربة للظلم.



#أحمد_رباص (هاشتاغ)       Ahmed_Rabass#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالتان من آلان باديو إلى آلان فينكيلروت
- فرنسا: تحقيق صحفي حول قضية الفنان الكوميدي بيير بالماد
- الحرب في أوكرانيا: كييف تدعي أن أكثر من 1000 روسي لقوا حتفهم ...
- مفهوم الجمال في الفلسفة الغربية
- مفهوم الجمال في الفلسفة الغربية (الجزء الثامن)
- الديوان الملكي يرد على بيان حزب العدالة والتنمية بشأن موقف ا ...
- مفهوم الجمال في الفلسفة الغربية (الجزء السابع)
- هل من شان الاتفاق بين ألسعودية وإيران أن يبدد قدرة أمريكا عل ...
- مفهوم الجمال في الفلسفة الغربية (الجزء السادس)
- بسبب تغريدة البي بي سي توقف برنامج -مباراة اليوم- الذي يقدمه ...
- مفهوم الجمال في الفلسفة الغربية (الجزء الخامس)
- أهمية باخموت بالنسبة لروسيا وأوكرانيا
- مفهوم الجمال في الفلسفة الغربية (الجزء الرابع)
- المغرب: تحويل القنب الهندي ابتداء من نونبر 2023
- مفهوم الجمال في الفلسفة الغربية (الجزء الثالث)
- مفهوم الجمال في الفلسفة الغربية (الجزء الثاني)
- مفهوم الجمال في الفلسفة الغربية (الجزء الأول)
- -قطرغيت- و -ماروكيت-: بانزيري -التائب- يعرض تفاصيل القضية وي ...
- الدين في الفلسفة والفلسفة في الدين
- الدين في الفلسفة والفلسفة في الدين (الجزء الثالث)


المزيد.....




- وفاة المنتج المصري وليد مصطفى زوج الفنانة اللبنانية كارول سم ...
- الشاعرة ومغنية السوبرانوالرائعة :دسهيرادريس ضيفة صالون النجو ...
- في عيد التلفزيون العراقي... ذاكرة وطن تُبَثّ بالصوت والصورة
- شارك في -ربيع قرطبة وملوك الطوائف-، ماذا نعرف عن الفنان المغ ...
- اللغة الروسية في متناول العرب
- فلسطين تتصدر ترشيحات جوائز النقاد للأفلام العربية في دورتها ...
- عُمان تعيد رسم المشهد الثقافي والإعلامي للأطفال
- محمد نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية يع ...
- -الحب والخبز- لآسيا عبد الهادي.. مرآة لحياة الفلسطينيين بعد ...
- بريطانيا تحقق في تصريحات فرقة -راب- ايرلندية حيّت حماس وحزب ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد رباص - قراءة في رواية -العيش في ضوئك- لعبد الله الطايع