أهمية باخموت بالنسبة لروسيا وأوكرانيا

أحمد رباص
كاتب
(Ahmed Rabass)

الحوار المتمدن-العدد: 7546 - 2023 / 3 / 10 - 13:41
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    

مدينة باخموت في حالة خراب!
منذ أكثر من سبعة أشهر، حاصرت القوات العسكرية الروسية هذه المدينة الصناعية الصغيرة الواقعة في شرق أوكرانيا.
وفقا لنائب رئيس البلدية، أولكسندر مارشينكو، فر جميع السكان تقريبا من المدينة. لم يبق سوى عدد قليل من المدنيين الذين يعيشون في ملاجئ تحت الأرض، بدون ماء وغاز وكهرباء. وقال ل(بي بي سي): "المدينة دمرت تقريبا". واضاف: "لم يسلم من الغارات سوى مبنى واحد".
فلماذا تتشاجر روسيا وأوكرانيا حول هذه المدينة التي تشبه حاليا كومة من الأنقاض؟ لماذا يقوم الطرفان بتعزيز قواتهما المتمركزة في هذه المنطقة؟
ومع ذلك، يقول المحللون إن باخموت لا تقدم سوى القليل من الرهانات على جميع المستويات. إنها ليست بلدة حامية، ولا هي مركز نقل. التركيبة السكانية ليست مهمة. قبل الغزو كان عدد سكانها حوالي 70 ألف نسمة.
من ناحية أخرى، اشتهرت المدينة بمناجم الملح والجبس وقبوها الضخم.
على حد تعبير أحد المسؤولين الغربيين، "تعد باخموت "مدينة إستراتيجية تقع على خط أمامي بطول 1200 كيلومتر".
ومع ذلك، تنشر روسيا موارد عسكرية ضخمة للسيطرة على المدينة. ويقدر المسؤولون الغربيون أن هناك ما بين 20 و30 ألف جندي روسي قتلوا أو أصيبوا في باخموت وما حولها.
الكرملين متعطش للانتصار مع انه سيكون رمزيا. استمر الغزو الروسي. استولت القوات العسكرية الروسية على مدن مثل سيفيرودونتسك وليسيتشانسك
. ومنذ ذلك الحين، كافح الجيش الروسي لغزو المدن الأوكرانية الكبرى الأخرى.
هذا هو السبب في أن روسيا بحاجة إلى دعم الدعاية. وقال سيرهي كوزان، رئيس المركز الأوكراني للأمن والتعاون، ل(بي بي سي): "هدف روسيا الرئيسي سياسي بحت. وسيواصل الروس التضحية بأرواح الآلاف من أجل تحقيق أهدافهم. كما يريد القادة الروس الاستيلاء على باخموت لأسباب عسكرية. إنهم يأملون أن تكون بمثابة نقطة انطلاق لهم لبسط سيطرتهم على مناطق أخرى. وكما أشارت وزارة الدفاع البريطانية في ديسمبر، فإن الاستيلاء على المدينة "من المحتمل أن يسمح لروسيا بالحصول على مناطق حضرية أكبر من كراماتورسك وسلوفيانسك".
ثم هناك مسألة مجموعة فاجنر المرتزقة التي تقع في قلب الهجوم.
يعتمد زعيمها، يفغيني بريجوجين، على خبرته بمساعدة قواته لغزو مدينة باخموت. إنه يريد أن يثبت أن فريقه يمكنه أن يفعل أفضل مما يفعله الجيش الروسي النظامي. قام بتجنيد آلاف المرتزقة. تسببت إستراتيجيته الحربية في سقوط العديد من القتلى على الجانب الأوكراني.
إذا فشل، فسوف تتراجع سمعته السياسية في موسكو. يجب أن نعلم أن السيد بريغوجين يختلف مع وزير الدفاع الروسي، سيرجي شويغو. هذا الأخير انتقد نهجه. وبحسب السيد كوزان، هناك حرب رهانات سياسية بين الرجلين.
فلماذا تدافع أوكرانيا عن باخموت بهذه الحماسة؟
الهدف الاستراتيجي الرئيسي هو الاستفادة من الحرب لإضعاف الجيش الروسي. وقال مسؤول غربي: "باخموت تعطي لأوكرانيا فرصة فريدة لقتل الكثير من الروس".
وفقًا للناتو، يموت خمسة روس كل يوم في باخموت. يتحدث وزير الأمن القومي الأوكراني أوليكسي دانيلوف عن مقتل سبعة جنود روس في اليوم.
من المستحيل التحقق من هذه الأرقام. وقال سرحي كوزان لبي بي سي: "طالما تسمح لنا باخموت بسحق أعدائنا، سنواصل القتال من أجلها. ومن خلال الدفاع عن المدينة، تحيد أوكرانيا القوات الروسية التي قد يتم نشرها في أماكن أخرى.
مثل روسيا، أعطت أوكرانيا أيضا أهمية سياسية لباخموت. جعل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي المدينة رمزا للمقاومة. عندما زار واشنطن في كانون الأول (ديسمبر)، وصفها بـ "الحصن الأخلاقي"، وعرض علم باخموت على الكونجرس الأمريكي. وقال "الكفاح من أجل الحفاظ على باخموت يندرج في اطار الكفاح من أجل استقلالنا وحريتنا".
ماذا لو سقطت باخموت؟ سوف تسارع روسيا للمطالبة بالنصر. أخبار جيدة يمكن أن ترفع معنويات القوات. وفي هذه الحالة، ستتكبد أوكرانيا خسارة سياسية ورمزية. لم يعد بإمكان الأوكرانيين أن يهتفوا "باخموت قاومي!" من خلال الشبكات الاجتماعية.
لكن قلة تعتقد أن هذا الوضع سيكون له تأثير عسكري ضخم. قال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن: "إن سقوط باخموت لن يعني بالضرورة أن الروس غيروا مسار المعركة".
يعتقد ميك رايان، الاستراتيجي والجنرال الأسترالي السابق، أن "الأوكرانيين سوف يتراجعون إلى المناطق الدفاعية في كراماتورسك. لأن المدينة تقع على ارتفاع شاهق، مما يجعلها مكانا استراتيجيًا. وأي تقدم في منطقة كراماتورسك قد يكون قاتلاً أيضا للروس .
إذن، ما يثير الاهتمام في معركة باخموت بالنسبة للطرفين هو عدد الإصابات التي تكبدها كل واحد منهما وتأثيرها على المرحلة المقبلة من الحرب. هل سيكون لدى روسيا القدرة على شن المزيد من الهجمات إذا تم إضعافها؟ وأوكرانيا، بعد خسائر فادحة في صفوف جنودها، هل ستتمكن من شن هجوم مضاد في فصل الربيع؟

#أحمد_رباص (هاشتاغ)       Ahmed_Rabass#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل