أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال بركات - الاتفاق السعودي الايراني جعل قنبلة ايران النووية في الملعب الامريكي














المزيد.....

الاتفاق السعودي الايراني جعل قنبلة ايران النووية في الملعب الامريكي


طلال بركات

الحوار المتمدن-العدد: 7548 - 2023 / 3 / 12 - 00:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أتسعت الفجوة بين العرب وامريكا حيث لم يعد هناك ثقة في السياسة الامريكية لانها فقدت المصداقية في كل شيء، خصوصاً بعد محاولات تضخيم قوة ايران والادعاء بتمكنها من انتاج القنبلة النووية في غضون ايام من اجل حث العرب على المزيد من التقارب والتعاون مع امريكا بينما المقصود مزيداً من الابتزاز، الا ان العرب فهموا اللعبة ولم يعد احد يبالي بقنبلة ايران النووية لانه منذ سنوات امريكا والغرب يساعدونها تقنياً ويبرروا لها سياسياً ورسموا لها خارطة طريق لتهيئة الاذهان لدخول ايران النادي النووي لكي يصبح انتاج القنبلة النووية أمرا واقعاً لذلك وزعت الأدوار بدقة متناهية وبدرجات متفاوته وفق لعبة أنا أقبل، وأنت ترفض، والآخر يتحفظ، كل ذلك من اجل اخافة دول المنطقة ليتسنى ابتزازهم بتحالفات او معاهدات دفاع طويلة الامد يتم من خلالها حلب ثرواتهم من اوسع الابواب .. ولكن التحول المفاجئ الذي حصل بعد الاعلان عن وساطة الصين في تسوية الخلافات بين السعودية وايران واستئناف العلاقات الدبلوماسية ضمن المساعي من اجل احلال السلام في المنطقة واحترام حسن الجوار وعدم التدخل بالشؤون الداخلية، جعل الولايات المتحدة لامناص من الترحيب بالاتفاق بالرغم من تأثير ذلك على مستقبل مصالحها الاستراتيجية في الشرق الاوسط التي تسعى الى بقائه بعيداً عن تمركز النفوذ الصيني، بمعنى ان هذا الاتفاق شكل ارباك للاجندة الامريكية في المنطقة بالرغم من الشكوك التي تعترض هذا الاتفاق لانه ليس من السذاجة تصديق السعودية مقاصد سياسة ايران الخارجية ودورها المزعزع لاستقرار المنطقة على مدى عقود وهو احتمال لا ينبغي البناء عليه لان ايران ليس من السهولة تغيير مواقفها الايدولوجية والاستراتيجية دون حدوث متغير جوهري بداخل النظام، ومع ذلك الاتفاق يشكل حالة أيجابية للاستقرار اقليمياً لكل من السعودية وبلدان الخليج لما له من تأثير على فاعلية النفوذ الايراني في اليمن وصلته بالامن القومي السعودي، ولكن بالرغم من هذة الاحتمالات يبقى الاتفاق بمثابة رسالة قاصمة الى السياسة الامريكية في المنطقة حيث مضمونها يقول لم يعد يخيفنا تعظيم قوة ايران، فقد انتهت مرحلة الابتزاز .. مما يعني هناك سياسة استقلالية باتت تنتهجها السعودية للاقتراب من محور روسيا والصين ابتداءً من قمة الرئيس الصيني في جدة والتي شهدت التوقيع على شراكات استراتيجية شملت بلدان خليجية اخرى بالاضافة الى الزيارة التي قام بها وزير الخارجية السعودي الى موسكو للتوسط في حل ازمة الحرب الاوكرانية بعد نجاح الدبلوماسية السعودية في حل مشكلة تبادل الاسرى بين الطرفين الروسي والاوكراني، بمعني هناك دور سعودي محوري نابع من الاستقلالية عن النهج الامريكي نتيجة شك السعودية في مصداقية تهديدات الولايات المتحدة الامريكية الجدية في مواجهة التحديات الايرانية لانه ثبت ان الادارات الامريكية المتعاقبة ليست معنية بمصالح الدول بقدر ما تعنيها الحفاظ على مصالحها الاستراتيجية .. مما يعني هناك تطور في بناء علاقات متوازنة مع روسيا والصين بعيداً عن مرحلة الاملاءات الامريكية ولسان الحال يقول لا يهمنا صراعكم المصطنع مع ايران، وان التهديدات والمناوشات بين اسرائيل وايران لا دخل لنا بها، بمعنى حتى لو نشبت حرب بين اسرائيل بدعم امريكي ضد ايران فأن الاتفاق مع ايران حيد دول مجلس التعاون الخليجي من الدخول في ذلك الصراع لان العرب باتوا على يقين ان العداء بين امريكا والغرب من جهة وايران من جهة اخرى ليس الا عداء مصطنع وجعجعة اعلامية فارغة لان العداء الحقيقي للغرب مع العرب والاسلام للحيلولة دون قيام كيان عربي موحد وحتى الكيانات المجزئة ينبغي أن تكون دول هشة من اجل ان تطلب الحماية الدائمة من امريكا التي اوكلت مهمة تبادل الادوار مع اسرائيل .. اما اكذوبة تعظيم قوة ايران اصبح بالشكل الذي لا يتناسب ووضعها الداخلي الذي ينبئ بالتشظي فهي من الضعف لم تعد قوة جبارة كما يصورها الغرب وحتى لو أنتجت القنبلة النووية فأن وسائل الردع العالمية تجعل اي دولة في العالم غير قادرة على استخدام ذلك السلاح وخصوصاً في منطقة تشكل عصب حياة الاقتصاد العالمي، وحتى روسيا حينما لمّح الرئيس بوتين بعبارات تخص استخدام الاسلحة النووية لاقى ازدراء عالمي بعد ذلك التلميح، علاوة على اللعنة التي لا زالت تطال امريكا عندما ضربت اليابان بالسلاح النووي في الحرب العالمية الثانية، في الوقت الذي استمرت الحرب الامريكية الفيتنامية 25 عام وقد منيت امريكا بالخسائر الكبيرة ولم تتمكن من استخدام هذا السلاح .. مما يعني ان قنبلة ايران البدائية اكيد سوف تجابهها عشرات القنابل في المنطقة وايران تعي ذلك جيداً لان السياسة العالمية قائمة على اساس التوازن .. بمعنى لم تعد قنبلة ايران النووية التي جعلتها امريكا شماعة لابتزاز دول المنطقة قادرة على استخدامها لان العالم ودول المنطقة في طور ترتب اوراقهم وفق علاقات دولية متوازنة من اجل نشوء أقطاب دولية تغيير خارطة انفراد القطب الواحد الذي بدء يتآكل تدريجياً بعد فقدان الولايات المتحدة مصداقيتها على المستوى العالمي واصبحت لم تعد مصدر ثقة في التحالفات الدولية .. مما يعني ان الاتفاق السعودي الايراني أسقط ورقة التوت التي تناور بها امريكا من اجل ابتزاز دول المنطقة وايضاً ادى الى رمى خطر القنبلة النووية الايرانية في الملعب الامريكي الاسرائيلي .



#طلال_بركات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما حقيقة تقاطر الوفود البرلمانية الى سوريا
- ماذا تعني زيارة الرئيس بايدن الى كييف
- الاسراء والمعراج في دائرة العلم
- الضربات على ايران .. هل هي استراتيجية ردع أم رسالة تحذير
- انتهت الفرحة وعدنا الى المعانات
- سيرة المرحوم الدكتور رياض القيسي السياسية والقانونية
- عرس خليجي عربي في البصرة اثار حفيضة الفرس
- هل اقتراب العرب من الصين يعني الابتعاد عن امريكا
- مباحثات الاتفاق النووي وفق مستجدات الانتفاضة في ايران
- مخرجات الانتفاضة في ايران والنفاق الدولي
- لقد بدأت مرحلة الاستعمار الايراني المباشر
- أميتو الباطل بالسكوت عنه
- ما يجري في العراق توظيف العقائد الدينية في صراع النفوذ
- هل مداهمة منتجع ترامب ضمان لعدم خروج امريكا من الاتفاق النوو ...
- ماذا تعني اقامة الشعائر الحسينية في اوربا وامريكا
- وهم الانتخابات المبكرة
- ما الغاية من لعبة العودة الى مباحثات فيينا
- هل انسحاب ترامب من الاتفاق النووي كان السبب في نمو قدرات اير ...
- من المستفيد من قصف المجمع السياحي في دهوك
- مخرجات قمة طهران


المزيد.....




- أنور قرقاش يعلق على لقاء محمد بن زايد ومحمد بن سلمان
- كيف يعمل دماغك فعليا؟
- طبيب يشرح أسباب الأقدام المسطحة
- على محور-خاركوف- العملياتي.. صاروخ مجنح روسي يخترق الدروع ال ...
- تقصي الحقائق: ثلاثة أرباع قطاع غزة صنفت مناطق إخلاء
- محادثات أميركية - إيرانية غير مباشرة لتجنب تصعيد في المنطقة ...
- سفينة تصاب بجسم مجهول في البحر الأحمر وتتعرض لأضرار
- كيربي للجزيرة: أوصلنا رسائل غير مباشرة لحماس بشأن الرصيف الب ...
- هيئة بريطانية: تعرض سفينة لأضرار بعد استهدافها في البحر الأح ...
- ما الوعود التي قطعتها جامعات أميركية لإنهاء احتجاجات حرب غزة ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال بركات - الاتفاق السعودي الايراني جعل قنبلة ايران النووية في الملعب الامريكي