أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فوز حمزة - هاتف نقال














المزيد.....

هاتف نقال


فوز حمزة

الحوار المتمدن-العدد: 7543 - 2023 / 3 / 7 - 15:00
المحور: الادب والفن
    



بحثَ وليد حالَما أستيقظ عن هاتفهِ النقال، انتهتْ محاولاته بالفشلِ. بدأ ينادي بصوتٍ عالِ على والدته المنشغلة بإعداد الفطور، استغرابها كان كبيرًا وهي تسمع منه كلمة النقال، قالت له: ربما تقصد هذا، وأشارت إلى الهاتف الأرضي. كان يظن أنها تمزح معه بينما نظرات والده نحوه أكدتْ أن هناك شيئًا غريبًا قد وقع. لم يكترث لشقيقته ندى - على غير عادته - وهي تخرج لسانها وتحركه في الهواء كلما رغبتْ في إثارة غضبه.
وقفَ صامتًا يدور ببصره في أرجاء الصالة يبحث عن هواتفهم لينهي هذه المزحة الثقيلة، هناك شيء مريب، الثلاثة يتبادلون الأحاديث من دون هواتفهم النقالة.
جلس بجانب والدته، يتناول فطوره . لأول مرة منذ سنين لم يسمع كلمات التوبيخ من والده بسبب الهاتف النقال.
كيفَ سأذهبُ للمدرسة من دون هاتفي؟!
كان هذا السؤال يدور في ذهنه وهو يحتسي الشاي بالحليب المتبقي في قعر القدح.
في المدرسة، كان المدرس يعدل من جلسته وهو يستفهم منه عن سبب التأخير وحينما أخبره أن بحثه الطويل عن هاتفه النقال هو السبب، فتح المدرس عينيه هازًا رأسه مندهشًا مما يسمع.
ماذا تعني بالنقال؟ استغرب المدرس وهو يسأله.
أراد إخباره عن معنى ذلك، لكنه تراجع، فما الفائدة وهو لا يعرف معنى النقال!
شعر أن الجميع متأمرون عليه بما فيهم زميله ياسين المعروف باسم ياسين بوبجي لشدة هوسه في ألعاب الهاتف، ياسين هذه المرة أنظم لباقي الزملاء وهم يسألونه عن معنى النقال!
زميله مازن حاول كتمان ضحكته وهو يردد: نقال، نقال!
تمنى في تلك اللحظة لو يركله، لكنه يعرف أن هذه الركلة تعني بداية معركة لن تنتهي إلا في غرفة المدير الذي لن يدخر وسعًا في إنزال أشد العقاب بهم. الإحراج الذي وجد نفسه واقعًا في شباكه، لم يمنعه من الاستمتاع وهو يشارك زملاءه اللعب في باحة المدرسة بدل الإنشغال بتصفح الهاتف كعادته يوميًا.
في الحافلة، كان الجميع منشغلون بالنظر إلى الشارع بينما أغنية لا يعرف اسمها انطلقت من مذياع الحافلة جعلت المشهد أكثر عذوبة، كأني أشاهد فيلمًا عن القرن العشرين. قال لنفسه هذه الكلمات وهو ينزل من حافلة الأشباح.
في المساء وبعد أن تناولت عشائي...
كنتُ على وشك وضع نهاية للقصة التي طلبها مني مدرس اللغة العربية التي بدأتُ في كتابتها منذ ساعات، إلا إن إتصالا من صديقي عماد عبر هاتفي النقال شغلني عن ذلك.



#فوز_حمزة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نجمة الحب
- مهمة في قطار
- حين يصمت المغيب
- حدث في البنك
- البوابة
- اعتراف
- لعبة في الوطن
- نوافذ الكلمات
- كان لدي صباح لأجلكِ
- حفلة شواء
- هزة مرتدة
- وجهان للحب
- من خلف القضبان
- رسالة في صندوق أسود
- السطر الأخير
- تعال ننس الماضي
- تسعة عشر دقيقة
- أيها المطر .. عليك السلام
- شجرة العشق
- عودة غودو


المزيد.....




- ستيفن سبيلبرغ الطفل الذي رفض أن ينكسر وصنع أحلام العالم بالس ...
- أشباح الرقابة في سوريا.. شهادات عن مقص أدمى الثقافة وهجّر ال ...
- “ثبت الآن بأعلى جودة” تردد قناة الفجر الجزائرية الناقلة لمسل ...
- الإعلان عن قائمة الـ18 -القائمة الطويلة- لجائزة كتارا للرواي ...
- حارس ذاكرة عمّان منذ عقود..من هو الثمانيني الذي فتح بيوته لل ...
- الرسم في اليوميات.. شوق إلى إنسان ما قبل الكتابة
- التحديات التي تواجه الهويات الثقافية والدينية في المنطقة
- الذاكرة السينما في رحاب السينما تظاهرة سينما في سيدي بلعباس
- “قصة الانتقام والشجاعة” رسمياً موعد عرض فيلم قاتل الشياطين D ...
- فنان يعيش في عالم الرسوم حتى الجنون ويجني الملايين


المزيد.....

- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فوز حمزة - هاتف نقال