أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جمال الهنداوي - مقعد في مهرجان














المزيد.....

مقعد في مهرجان


جمال الهنداوي

الحوار المتمدن-العدد: 7542 - 2023 / 3 / 6 - 21:52
المحور: الادب والفن
    


قد لا يصح أن يقال مثل هذا الكلام، وقد يجده البعض تكلفاً، ولكني أكاد أجزم بأنَّ مرحلة ما قبل إعلان المدعوين لأي مهرجان ثقافي كبير في العراق هي الأيام الأثقل على قلب كل محرر ثقافي في العراق، بكل ما تمثله من محاولات التملص من سيل المقالات والدراسات -المشفوعة برجاءات النشر- حول كل ما قد يكون مر من بين أنامل أو قريحة أي عضو باللجان التحضيرية المسؤولة عن توجيه الدعوات، وكل ذلك بأخوانية فاقعة وكتابة لاهثة تسابق زمن تحديد شعب المهرجان المختار.. فالأمر أصبح كالشعار المعلن، فليس عليك إلا بعض التملق مع قبلة على الجبين لتجد نفسك بعدها على منصة المهرجان وفي ضيافته دون النظر إلى ما ستقدمه على تلك المنصة.
قد لا يخفى السبب الرئيس لهذه الظاهرة وهو طريقة توجيه الدعوات واختيار المشاركين، وطغيان الانتقاءات التي تغلب عليها الشللية والمحاباة وغياب المعايير الحقيقية التي تحدد على أساسها الأسماء التي من شأنها أن تحقق الإضافة المرجوة للحدث، فضلاً عن حجم المنتظر من هذه الأسماء، والتضخم الدوري لهذه الأعداد ، وهو ما يحيلنا فوراً إلى السؤال عن مفهوم الفعالية الثقافية في العراق، كيف تدار؟ وما القصد من ورائها؟
لن نأتي بجديد لو تحدثنا عن تقلص الشق الثقافي في أي مناسبة ثقافية أقيمت في السنوات الأخيرة لصالح الجانب اللقائي، وهنا قد نفهم حتمية ظهور أهداف محايثة للفعل الإبداعي تتخفى وراء الأغراض المعلنة للحدث لتمرير رسائل سياسية أو تعبوية معينة، قد تكون القصد الأهم للفعالية، ولا نستطيع تفادي دخول الوجاهة و الشخصنة و النرجسيات وكل ما لا علاقة له بالفن والأدب في جزئيات أي فعل ثقافي ممكن، ولكن تغول الجانب الترفيهي والترويحي والأخواني وتمدده على طول وعرض وسمعة الفعالية الثقافية حد أن يكون هو الهدف الاول للمشاركة، قد يكون نوعاً من الخيانة الثقافية للوعي العراقي خاصة وسط هذا الشح والتقتير في إنتاج الخدمة الثقافية، وندرة التمويل المتاح ما يتطلب الكثير من الحكمة في إنفاقه.
بل حتى الدعوات " الغريبة" لإضفاء الحاكمية الرسمية على هذه الفعاليات لا نراه إلا استدراراً للمزيد من الفسح الترفيهية لتلك المناسبات على حساب الجانب الإبداعي المرجو وأكثر من كونه استثماراً لدعم حكومي قد يصب في صالح العملية الإبداعية.
كما لا يمكننا النظر إلا بعين الريبة لكل هذا التجاهل للقيمة الفنية للمادة الأدبية التي تقدم على هذه المنصات وافتقارها للمعايير الفنية المطلوبة كمؤشر لثانوية المنتج الثقافي في هكذا تجمعات، ما يجعلنا ندعو إلى إعادة إخضاع القصائد إلى سياسة الفحص المسبق ضمن ضوابط ومبادئ أساسية تراعي تجنب أي نوع من أنواع الرقابة الفكرية أو التعسف النقدي.
نسمع جعجعة كل مناسبة ، وننتظر الطحين، ولكننا لا نرى إلا قاعات تراكم بها المادة الثقافية فوق بعضها البعض كالبضاعة الكاسدة وسط جمهور ملول يتعجل انقضاء المناسبة لينتشر كالجراد المبثوث بين أروقة الفنادق وطاولات المطاعم المدفوعة والفعاليات الجانبية المصاحبة وسط أحاديث مكرورة عن رداءة ما قدم وضعف "الخدمات" دون إهمال اللازمة الضرورية التي تصاحب هكذا تجمعات إلا وهي انتقاد البنية الثقافية والتحتية للمدن المستضيفة ومقارنتها بالترف والرفاهية التي " هناك" في استباق متلمض لدعوات أخرى مشتهاة.
نؤمن مع الكثير من المنشغلين بالهم المعرفي أن أي فعل ثقافي، في هذا الوقت الذي تنفست فيه الثقافة العراقية – بالكاد - أنفاس زوال كابوس الهيمنة من على صدور العراقيين، يعد مهمة وطنية، ولكننا بالمقابل نلحظ إرباكا واضحا للمشروع الثقافي من خلال الإدارة الكارثية وتسيد النفعية والاستحواذية على مفردات العمل التنظيمي للفعالية الثقافية مما أفرغها من محتواها وحولها إلى مادة إعلامية أكثر منها حالة منتجة للإبداع .. وهو أمر يجب الانتباه له تماما.. خاصة مع اقتراب موسم "الفعاليات" وما ستشهده بالتأكيد من تكرار لنفس هذه المشاكل العضال.



#جمال_الهنداوي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثقافة الكوارث
- جائزة للإبداع.. وللمبدعين
- فلسطين 1- إسرائيل صفر
- السلطان أردوغان
- غزة..تذبح على الهواء
- الامارات.. واللعب بنار- ايفر غرين-
- اعلام حسب التساهيل
- ثقافة للنسيان
- حديث القنصلية
- راس العتيبي مقابل راس بن سلمان
- جدار لصورة الشهيد
- اعتذار البياتي..هل يكفي ؟؟
- الحرية لباسم خزعل خشان..
- شباط من فوق التل
- نعم للحوار..ولكن مع من ؟؟
- أناة العبادي..أم طيش ترامب
- الى نقابة الصحفيين العراقيين..وليس -الشرق الاوسط-
- صور تذكارية لقمم منسية
- حريم السلطان
- لماذا (انجرليك)..وليس (علي ابن ابي طالب)


المزيد.....




- الاكشن بوضوح .. فيلم روكي الغلابة بقصة جديدة لدنيا سمير غانم ...
- رحلة عبر التشظي والخراب.. هزاع البراري يروي مأساة الشرق الأو ...
- قبل أيام من انطلاقه.. حريق هائل يدمر المسرح الرئيسي لمهرجان ...
- معرض -حنين مطبوع- في الدوحة: 99 فنانا يستشعرون الذاكرة والهو ...
- الناقد ليث الرواجفة: كيف تعيد -شعرية النسق الدميم- تشكيل الج ...
- تقنيات المستقبل تغزو صناعات السيارات والسينما واللياقة البدن ...
- اتحاد الأدباء ووزارة الثقافة يحتفيان بالشاعر والمترجم الكبير ...
- كيف كانت رائحة روما القديمة؟ رحلة عبر تاريخ الحواس
- منع إيما واتسون نجمة سلسلة أفلام -هاري بوتر- من القيادة لـ6 ...
- بعد اعتزالها الغناء وارتدائها الحجاب…مدحت العدل يثير جدلا بت ...


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جمال الهنداوي - مقعد في مهرجان