أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جمال الهنداوي - شباط من فوق التل














المزيد.....

شباط من فوق التل


جمال الهنداوي

الحوار المتمدن-العدد: 5782 - 2018 / 2 / 9 - 01:30
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لا ينكر وجود مساحة من الخلاف في الرأي حول شخصية الزعيم الراحل عبد الكريم قاسم ودوره في التأثير على مسارات بالغة الدقة في فترة حرجة من تاريخ العراق السياسي الحديث.. ولكن مساحة هذا التناقض في الآراء تتضاءل بالتأكيد عندما ينحرف الحديث عن نزاهته وعفة يده وتواضعه و تقديسه للمال العام وتفانيه في واجبه في خدمة مشاريع التنمية والبناء المجتمعي في العراق مما حدا بالناس لنسج الحكايا والاساطير حول تواضعه وتواصله مع الشعب الذي كرسه كأنزه سياسي عراقي تولى المسؤلية الاولى في بلد تنازعته على الدوام أهواء رجال السياسة وارتباطاتهم الخارجية ..
ولكن هذه الخلافات في وجهات النظر كلها توضع جانبا وتتحول إلى شبه اتفاق حين يدور الحديث عن وحشية وهمجية الانقلاب البعثي الفاشي الدموي الذي أطاح بحكمه وما اعقبه من حمامات دم وحملات تصفية طالت طيف واسع من القوى الديمقراطية واليسارية , بدعم غربي ومباركة عربية لوأد التجربة التنموية الرائدة التي اعقبت ثورة الرابع عشر من تموز الثورية والتي كان من المقدر لها أن تضع العراق في صدارة دول المنطقة.
وهذا الاقرار الشعبي برفض الانقلاب الشباطي الاسود يجعل من المثير للاستغراب (ان لم يكن المخجل) تفسير الأحجام الحكومي الأقرب إلى الخرس عن استذكار هذه الوقعة وشهداء الحركة الوطنية التي سقطوا خلال حفلات القمع المستمرة التي اعقبتها من قتل وتشريد واعتقال وهدم للمنازل وابعاد واضطهاد طال الكثير من خيرة ابناء هذا الوطن ..كما ان التحلل من الاحتفاء بتلك الذكرى في وسائل الاعلام الرسمية
يشير بوضوح إلى استمرار الدعاية الرسمية العراقية في مقارباتها الخاطئة تجاه العديد من القضايا المفصلية النازفة في الضمير والحس الشعبي للعراقيين ويمكن وضع اكثر من خط تحتها كانعطافة مأساوية في تاريخ العراق السياسي.. ويدل على قصور في الرؤية السياسية اصبح العلامة الفارقة للاداء السياسي والاعلامي للقوى المتصدية للحكم في العراق..
ان انقلاب الثامن من شباط ..مع وضوح تقاطعه وعداءه مع طموحات وتطلعات العراقيين وتعارضه مع صيرورة التشكل التاريخي للدولة المدنية.. يجمع اغلب الشعب العراقي على اعتبارها المعضل الرئيس الذي ادى الى حرف المسيرة الثورية للشعب العراقي تجاه التنمية والبناء باتجاه متبنيات وشعارات مشبوهة لا تتفق بالضرورة مع امال وتطلعات العراقيين..
وهذا ما يدمغ بالاتهام اي تجاهل لهذه الذكرى على انه تواطؤ مضاد لنضالات الشعب ومصادرة بينة لجهود العراقيين وماضيهم الطويل في مقارعة الديكتاتورية والاستبداد.. كما ان اعتبار انقلاب الثامن من شباط مشكلة داخلية بين اطراف سياسية معينة او بصورة ادق خلاف قومي يساري والتعامل مع هذا الحدث بهذه الصورة يدل على نكران وجحود لدماء وتضحيات شهداء الشعب العراقي ويدل على وقوف خائب على تل آلام الوطن وسوء نية مبيت ومحاولة لاعادة كتابة التاريخ النازف للعراقيين ضمن معطيات ومتطلبات واليات الصراع الطائفي وتجاهل جميع الاحداث التي لم يكن للاحزاب الإسلامية فيها رصيد
ان مثل هذه الممارسات الخاطئة لن تؤدي الا الى تشتيت الجهد الوطني وشرذمة القوة المناهضة للديكتاتورية وتخريب عقود من النضال المشترك من اجل عراق حر وسيد وديمقراطي يتمتع ابنائه بالحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية وهذا لن يكون بالتاكيد لا في صالح العراق ولا قواه السياسية ولا الحكومة العراقية باسلاميها وبغيرهم..



#جمال_الهنداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نعم للحوار..ولكن مع من ؟؟
- أناة العبادي..أم طيش ترامب
- الى نقابة الصحفيين العراقيين..وليس -الشرق الاوسط-
- صور تذكارية لقمم منسية
- حريم السلطان
- لماذا (انجرليك)..وليس (علي ابن ابي طالب)
- (الحاوي)..اردوغان
- عندما يتحدث كهرمان
- الاعلام الوطني العراقي..واقع وتحديات
- أبقوا -الميليشيات- خارج الموصل!!
- اصلاح الفوضى..أم فوضى الاصلاح
- الخليج في مهب التفاهم الروسي- الامريكي
- احداث بروكسل..عربياً
- الخليج..الولع بالخرائط الملونة
- شقشقة أوباما
- ضوء من اليمن..أم صراع اجنحة
- الارهاب والفساد..وجهان لجناية واحدة
- لبنان ..بين المر والأمّر
- ما بعد داعش..ما قبل التحرير
- احباطات السيد السفير


المزيد.....




- ما هي صفقة الصواريخ التي أرسلتها أمريكا لأوكرانيا سرا بعد أش ...
- الرئيس الموريتاني يترشح لولاية رئاسية ثانية وأخيرة -تلبية لن ...
- واشنطن تستأنف مساعداتها العسكرية لأوكرانيا بعد شهور من التوق ...
- شهداء بقصف إسرائيلي 3 منازل في رفح واحتدام المعارك وسط غزة
- إعلام إسرائيلي: مجلسا الحرب والكابينت يناقشان اليوم بنود صفق ...
- روسيا تعلن عن اتفاق مع أوكرانيا لتبادل أطفال
- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جمال الهنداوي - شباط من فوق التل