أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جمال الهنداوي - لبنان ..بين المر والأمّر














المزيد.....

لبنان ..بين المر والأمّر


جمال الهنداوي

الحوار المتمدن-العدد: 5082 - 2016 / 2 / 22 - 17:20
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


لم يكن لبنان بحاجة الى إعلان السعودية وقف مساعداتها لتسليح الجيش وقوى الأمن الداخلي, لكي يجد مبررا لكل ذلك التصعيد الاعلامي والسياسي والتراشق بالبيانات والبيانات المضادة ما بين اقطاب المشهد السياسي اللبناني, ولكن ما قد يكون السبب وراء تلك الجرعة الزائدة من الانقسام هي الطبيعة المفاجئة للقرار السعودي وتوقيته المخالف تماما للمتوقع -نظريا على الاقل- من المملكة في ظل التهديد المتزايد من قوى الارهاب التكفيري للحياة والانسان في البلد الذي يقبع اصلا في قعر اتون الانقسامات الطائفية والسياسية على وقع معضلة الشغور الرئاسي وانعكاسات الازمة السورية على الداخل اللبناني , والاكثر ايلاما, وعلى غير رغبة العديد من ابنائه, معاناته المعتقة من تبعات وضعه كساحة مواجهة امامية ما بين ارادات القوى الاقليمية المتضادة..
فرغم تعود المنطقة على الاندفاعات السعودية, الا ان صدور القرار بعد ايام من عودة رجل الرياض القوي في لبنان السيد سعد الحريري الى بيروت وتصريحه غير الموفق بان عودته" أتت بعد الهبة السعودية التي يجب أن نرى كيف ننفذها ونترجمها دعماً للجيش". قد تشير الى ان هذا الحرون السعودي قد يكون مبنيا على ردود فعل لحظوية وآنية لا تتفق مع الطرح الرسمي الذي ربط القرار بالاداء السياسي للخارجية اللبنانية ونشاطات " حزب الله" العسكرية في سوريا وقتاله "في الأماكن الخاطئة وتحت شعارات خاطئة". وما تعتبره الرياض هيمنة ايرانية على القرار السياسي والامني في لبنان.
فقد يكون من الصعب على اي متابع لطبيعة الاداء السياسي والعسكري للحكم في الرياض في مرحلة ما بعد الاتفاق النووي مابين ايران والدول العظمى ان يتوقع ان تنتظر الرياض كل تلك المدة ما بين امتناع لبنان عن التصويت على قرار مجلس الجامعة العربية لتدرك ان مثل هذه المواقف لا تنسجم مع " العلاقات الأخوية بين البلدين" ولتعلن عن "مراجعة شاملة لعلاقاتها مع الجمهورية اللبنانية بما يتناسب مع هذه المواقف ويحمي مصالح المملكة".خصوصا مع كل ذلك الميل السعودي للانخراط المباشر في الازمات المتناسلة في المنطقة وبالشكل الذي يضبطها ضمن المسارات الطائفية الفئوية..
وقد تكون هذه الطروحات هي السبب وراء التوسع الاعلامي في محاولة استنطاق المعطيات السياسية والامنية في المنطقة لتفسير التوجه السعودي الصادم, والبحث عن المبررات الفعلية للحدث حد التلميح لعلاقة محتملة ما بين القرار السعودي نافذ الصبر مع تعثر المحاولات الدبلوماسية السعودية للافراج عن الامير السعودي عبد المحسن وليد بن عبد المحسن بن عبد العزيز آل سعود (امير الكبتاغون) الذي القي عليه القبض متلبسا بجريمة تهريب حبوب مخدرة على طائرته الخاصة، من لبنان الى السعودية.
ولكن الاتكاء على سوابق التعجل السعودي في اتخاذ القرارات, لن يكون سببا كافيا للتغافل عن قرائن نوايا مبيتة يبررها وضع السيد جبران باسيل - او التيار الحر على الادق- مع حزب الله في سلة الجهات المسيئة لـ"العلاقات الاخوية "بين لبنان والمملكة, مما قد يشير الى رغبة سعودية في حسم ملف الرئاسة من جانبها من خلال استبعاد الاطراف الاخرى, خاصة مع مزامنة قرار وقف الهبة مع تفجر موجة من التسريبات والحملات الاعلامية التي شكلت ارضية مواكبة للقرار السعودي موحية بالمزيد من الاجراءات العقابية المتصاعدة التي تستهدف تأليب اللبنانيين على معسكر حزب الله والتيار الحر والتضييق عليه سياسيا من خلال تشجيع ردات الفعل الداخلية والتي بدأت طلائعها مع استقالة السيد وزير العدل أشرف ريفي من منصبه احتجاجا على ما أسماه "نفوذ حزب الله في الحكومة"، ومسؤوليته عن "الجمود السياسي", من خلال السعي للسيطرة على الدولة، والاهم والاوضح, تدمير علاقة لبنان بالسعودية.
وهذا التوجه مع ما يمثله من تدخل في المشهد السياسي الداخلي ومحاولة التأثير على القوى السياسية الفاعلة، وكونه وسيلة للضغط على لبنان للسير في الاتجاه الذي يحقق مصالح المملكة في المنطقة، الا انه يبقى اهون الامرين من الاحتمال القائم على مقاربة مآلات التدخل السعودي في اكثر من مكان من المنطقة, ونخشى ان يكون "القادم الاعظم " الذي بشر به الوزير نهاد المشنوق, هو اللجوء الى الخيار الاثير الاقرب الى قلب وعقل الحكم السعودي من خلال تسليح وتمويل ميليشيات لبنانية موالية، وتفجير الحرب الاهلية مجددا، مما يسهل السيطرة على مفاتيح الصراع بالتعاون مع الجانب الاسرائيلي الذي له اكثر من مصلحة في دفع المنطقة الى صراع داخلي محتدم على قاعدة الانقسامات الطائفية والعرقية العصية على الحل, كما انه ليس من المستبعد ان تكون الغضبة السعودية المدعومة خليجيا وسيلة لتمرير رسائل معينة الى بعض الدول العربية التي ساندت التحرك الروسي في سوريا مثل مصر التي يجادل الاعلام السعودي بجحودها الايادي الخليجية الكثيرة والسخية من خلال خروجها عن النص السعودي في التعاطي مع نظام الرئيس بشار الاسد..
هذه الاسباب, وقد يكون هناك الكثير غيرها مما يدور في الهوامش المعتمة للاحداث , تشير الى ان المنطقة مقبلة على مزيد من التصعيد في ظل انتحال التقاطعات ما بين دول وانظمة المنطقة على موارد فوق سياسية, وان سياسة النأي بالنفس التي انتهجها لبنان قد وصلت الى منتهاها , وان ساعة الحقيقة قد دقت, وان عليه ان يختار الآن ما بين المر والامر..



#جمال_الهنداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما بعد داعش..ما قبل التحرير
- احباطات السيد السفير
- آخر حروب الجنرال
- التقسيم..واقع..حلم.. أم طموح؟؟
- حديث الاستفتاء..نظرة من خلف الباب
- التقسيم.. ليس قدراً
- غزوة -السومرية-..المؤمن العراقي والجحر السعودي
- التصعيد السعودي في منتهياته
- الشيخ النمر..اعدام سياسي
- الجعفري..بين فكي الشرق الاوسط
- الجزيرة..تحت وقع الصدمة
- من الذي اتصل ب(داعش)؟؟
- خريف الباب العالي
- تحالف بن سلمان
- انسحاب ام اعادة انتشار.. ليست هي القضية
- تركيا..تذهب بعيدا
- التسعون بالمائة..من جديد
- تركيا ..زلة بألف
- الحويجة..بداية مرحلة ام نهاية وطن
- دماء في ارض السلام


المزيد.....




- أحد قاطنيه خرج زحفًا بين الحطام.. شاهد ما حدث لمنزل انفجر بع ...
- فيديو يظهر لحظة الاصطدام المميتة في الجو بين مروحيتين بتدريب ...
- بسبب محتوى منصة -إكس-.. رئيس وزراء أستراليا لإيلون ماسك: ملي ...
- شاهد: مواطنون ينجحون بمساعدة رجل حاصرته النيران داخل سيارته ...
- علماء: الحرارة تتفاقم في أوروبا لدرجة أن جسم الإنسان لا يستط ...
- -تيك توك- تلوح باللجوء إلى القانون ضد الحكومة الأمريكية
- -ملياردير متعجرف-.. حرب كلامية بين رئيس وزراء أستراليا وماسك ...
- روسيا تخطط لإطلاق مجموعة أقمار جديدة للأرصاد الجوية
- -نتائج مثيرة للقلق-.. دراسة تكشف عن خطر يسمم مدينة بيروت
- الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف أهداف لحزب الله في جنوب لبنان ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جمال الهنداوي - لبنان ..بين المر والأمّر