أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جمال الهنداوي - ضوء من اليمن..أم صراع اجنحة














المزيد.....

ضوء من اليمن..أم صراع اجنحة


جمال الهنداوي

الحوار المتمدن-العدد: 5098 - 2016 / 3 / 9 - 22:31
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


بيانات القيادات السعودية كالكتابات القديمة, لا يمكن فك رموزها الا بالاستعانة بما يوازيها ويزامنها من تسريبات , عرضية كانت ام متعمدة, او الرسائل التي قد تتقافز من تحت الطاولة او فوقها, والتي قد نجد صداها في تصريح هنا او بيان هناك..فالمملكة التي استمرأت اشعال الازمات في المنطقة عن بعد لسنوات ,والتي تتلمس للمرة الاولى معنى التوحل في اتونها خارج اشتراطات سياسة الصكوك والاعطيات, تجد من العسير عليها ان تخرج من الازمة التي دخلتها برجليها على وقع الدفوف والتهاليل, دون ان يكون في جعبتها بعض المبررات التي يمكن لها من خلالها تسليك خروجها دون الاضرار بالتوازنات الداخلية بالغة الهشاشة..
ومن هنا قد نحتاج الى الكثير من السطور لنبحث بينها عن بواطن اعلان قيادة قوات التحالف العربي الذي تقوده السعودية عن هدنة على الحدود اليمنية مع المملكة, استجابة لمبادرة " شخصيات قبلية واجتماعية يمنية سعت لإيجاد حالة من التهدئة على الحدود اليمنية المتاخمة للمملكة لإفساح المجال لإدخال مواد طبية وإغاثية للقرى اليمنية القريبة من مناطق العمليات" وترحيبها " باستمرار حالة التهدئة في إطار تطبيقها لخطة "إعادة الأمل" بما يسهم في الوصول إلى حل سياسي برعاية الأمم المتحدة وفق قرار مجلس الأمن رقم ( 2216 )".
فحتى لو تجاوزنا مفارقة ان تنطلق عملية سياسية برعاية الأمم المتحدة بناء على توسطات "شخصيات قبلية واجتماعية"..فقد يكون من الصعب ان نربط بين اعلان التحالف السعودي عن تلك المبادرة وسط كل تلك التسريبات الاعلامية الخليجية المتواترة التي كانت تلمح بصورة اقرب الى التصريح بأن الحسم اصبح قاب قوسين او ادنى من يد التحالف وان الحوثيون يريدون الاستسلام التام لقوات المملكة والبحث يتم في التفاصيل فقط.
وهذه المفارقة هي من تعلي من حظوظ الروايات الموازية التي تتحدث عن ان الاعلان كان تتويجا لمحادثات سرية بين وفد سعودي ووفد حوثي منذ مدة قريبة في منطقة حدودية بين البلدين بطلب من الرياض عن طريق طرف ثالث، وهو نفس ما اشارت له الرسالة السرية الموجهة من مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد إلى مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية جيفري فيلتمان، والتي سربت بتوقيت ذو دلالة الى بعض وسائل الاعلام , والتي اشار فيها الى امكانية استمرار المفاوضات في العاصمة الأردنيةعمان.
وبغض النظر عن كون مثل هذه الخطوة بناء على ما وصفته بعض التقارير من كونه نابع من ادراك المملكة " فشل عدوانها في القضاء على المقاومة اليمنية، وأن حركة أنصار الله باتت لاعباً أساسياً في الساحة لا يمكن تجاهله"، او أن "الرياض أخفقت في السيطرة على جنوب اليمن وباتت تخشى تعاظم قوة القاعدة وداعش قرب حدودها". او ان وقف القصف قد يكون " بضغط أمريكي بسبب تزايد تمدد الجماعات التكفيرية في جنوب اليمن عما هو مسموح به أمريكياً". الا انه لن يكون من الحكمة تجاهل تأثير صراع الاجنحة داخل الحكم السعودي على اتخاذ مثل هذه الخطوة نتيجة التباين الواسع في المواقف تجاه ازمة اليمن بين طرفي النزاع داخل الاسرة الحاكمة في المملكة..
فحين يعتمد ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان على هذه الحرب لتقديم نفسه بصورة " الرجل القوي القادر على حماية المملكة والتعامل بحزم مع من يحاول الاعتداء عليها" مما يجعله المرشح الاقرب الى خلافة والده على العرش, ويسوق اعلاميا على انه المسؤول عن "عقيدة الحزم" في السياسة السعودية والذي لا يرى الحل الا في "تدمير قوة الحوثيين والانتقام من شخص الرئيس السابق الذي تتهمه السعودية بعدم الوفاء", نجد ان ولي العهد السعودي محمد بن نايف يرى " أن استمرار الحرب في اليمن سيتحول الى مصدر ارتزاق للقبائل، كما سيساعد على خلق بيئة أكثر ملائمة لأنشطة الجماعات الإرهابية وتغذية الصراع الطائفي في الخاصرة الجنوبية للمملكة", وهو ما تدعمه الولايات المتحدة التي باتت تخشى القوة المتنامية للجماعات الإرهابية في اليمن وما لذلك من مخاطر على الأمن الإقليمي والدولي..مما يجعل من التوجه الجديد للمملكة نوع من تراجع دور الجناح المتشدد الذي يقوده محمد بن سلمان لصالح الجناح المعتدل الذي يمثله محمد بن نايف، وهو ما قد يثير المخاوف في ردود افعال غير محسوبة للطرف الخاسر قد تؤثر على الآمال المعقودة على المبادرة في نهاية سريعة ومقبولة للنزاع الذي اهلك الحرث والنسل والبنى التحتية للجار الجنوبي الجريح..
والاهم من كل هذا هو هل ان هذه المعطيات الجديدة هي بداية مقاربة واقعية وعقلانية من قبل المملكة للازمات التي تعصف بالمنطقة او انه انسحاب تكتيكي من بعض الملفات دعما لاندفاعات متوقعة في ملفات اخرى في عملية ترتيب كبرى للاولويات تفرضه حسابات البيدر السوري العاصف..
تساؤلات كثيرة وعلامات استفهام اكثر يضج بها المشهد الامني والسياسي في المنطقة المثقلة بالمزيد من الازمات , قد تأتي الايام وفي جعبتها بعض الاجابات لها..او قد تكون مقدمة لاختلالات اخرى لا نعلم لها من نهاية.. ولا نملك الا انتظار الضوء في آخر النفق الذي لا نعلم له مكانا..



#جمال_الهنداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الارهاب والفساد..وجهان لجناية واحدة
- لبنان ..بين المر والأمّر
- ما بعد داعش..ما قبل التحرير
- احباطات السيد السفير
- آخر حروب الجنرال
- التقسيم..واقع..حلم.. أم طموح؟؟
- حديث الاستفتاء..نظرة من خلف الباب
- التقسيم.. ليس قدراً
- غزوة -السومرية-..المؤمن العراقي والجحر السعودي
- التصعيد السعودي في منتهياته
- الشيخ النمر..اعدام سياسي
- الجعفري..بين فكي الشرق الاوسط
- الجزيرة..تحت وقع الصدمة
- من الذي اتصل ب(داعش)؟؟
- خريف الباب العالي
- تحالف بن سلمان
- انسحاب ام اعادة انتشار.. ليست هي القضية
- تركيا..تذهب بعيدا
- التسعون بالمائة..من جديد
- تركيا ..زلة بألف


المزيد.....




- بسبب متلازمة -نادرة-.. تبرئة رجل من تهمة -القيادة تحت تأثير ...
- تعويض لاعبات جمباز أمريكيات ضحايا اعتداء جنسي بقيمة 139 مليو ...
- 11 مرة خلال سنة واحدة.. فرنسا تعتذر عن كثرة استخدامها لـ-الف ...
- لازاريني يتوجه إلى روسيا للاجتماع مع ممثلي مجموعة -بريكس-
- -كجنون البقر-.. مخاوف من انتشار -زومبي الغزلان- إلى البشر
- هل تسبب اللقاحات أمراض المناعة الذاتية؟
- عقار رخيص وشائع الاستخدام قد يحمل سر مكافحة الشيخوخة
- أردوغان: نتنياهو هو هتلر العصر الحديث
- أنطونوف: واشنطن لم تعد تخفي هدفها الحقيقي من وراء فرض القيود ...
- عبد اللهيان: العقوبات ضدنا خطوة متسرعة


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جمال الهنداوي - ضوء من اليمن..أم صراع اجنحة