أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - جمال الهنداوي - اعلام حسب التساهيل















المزيد.....

اعلام حسب التساهيل


جمال الهنداوي

الحوار المتمدن-العدد: 6846 - 2021 / 3 / 20 - 05:10
المحور: الصحافة والاعلام
    


قد لا يرى الكثير – او لا يريد ان يرى على الاصح – أي دلالة على تحول موقف انقرة من " الاخوان المسلمين" بناء على الانباء التي تتوارد عن طلب السلطات التركية من ثلاث قنوات تلفزيونية معارضة مصرية مقرها في اسطنبول، وهي "الشرق" و"مكملين" و"وطن"، بتخفيف تغطيتها السياسية الانتقادية للحكومة المصرية ضمن مساعي تركية على ما يبدو تهدف إلى إصلاح العلاقات المتوترة مع مصر.
ورغم محاولة بعض الاطراف الاعلامية المعارضة للحكم المصري والفاعلة على الساحة التركية التخفيف من وقع هذه الانباء بالدفع الى انه مجرد طلب لـ "تخفيف حدة الخطاب" وانه لن يكون هناك اغلاق لهذه القنوات التي بامكانها الاستمرار في تقديم برامج عن مصر ولكن ليس ضد الحكومة المصرية.. فان تعارض هذا الاتجاه مع المبرر الرئيس لتواجد تلك القنوات على الاراضي التركية قد يشير الى ان الازمة اعمق" من جانب القنوات الاعلامية المصرية في تركيا" مما يبدو عليه الامر حتى الان..
كما ان الترحيب العلني المصري "شديد الندرة بكل ما يصدر من تركيا" لهذه الخطوة، وعلى لسان المسؤول الاعلامي الاول الوزير، يؤكد ان المسالة التي وصفت بأنها "بادرة طيبة من الجانب التركي"، قد تكون قمة الجبل لسلسلة كاملة من المسارات والاتصالات غير المعلنة ومن الممكن ان تكون بداية حلقة بسيطة بين الطرفين والتي من الممكن ان تؤسس لـ" خلق مناخا ملائما لبحث الملفات محل الخلافات بين الدولتين على مدار السنوات الماضية". حسب المسؤول المصري..
كعراقيين..اعتقد اننا نرحب باي خطوة تهدف الى تنقية الاجواء المسمومة بين دول الاقليم خاصة مع طبيعة وعمق العلاقات المتشابكة مع طرفي النزاع مدار البحث في الاقليم، خاصة وان مثل هذه الاتصالات قد تساعد على اشاعة الامن والاستقرار في المنطقة والاسراع في حل الملفات الخلافية بين الطرفين وما قد يترتب عنها من تهدئة قد تشمل مناطق اخرى من الاقليم..

وكافراد مهتمين بالشق الاعلامي من الموضوع قد نستطيع تفهم التبريرات التي اطلقها المرشح الرئاسي السابق والمعارض المصري المنفي ،رئيس قناة "الشرق" التلفزيونية أيمن نور، في ان الامر يدور حول "طلب " ضمن" حوار بيننا وبين الأتراك في إطار تغيير الخطاب". وهو امر قد يكون مفهوما ضمن سياقات التنسيق الواجب بين وسائل الاعلام والدول التي تبث منها ويأتي عادة ضمن الاطر القانونية والمهنية، ولكن.. وكافراد مهتمين بالشق الاعلامي من الموضوع كذلك، ولفهمنا لطبيعة التكثيف السياسي الذي يبث من تلك الفضائيات.. ولمعرفتنا انها هنا تمثل نموذج قد لا يكون سوى ترس صغير في خط كامل من الاعلام الموجه الجديد، نجد ان مثل هذه الخطوات قد تشير الى الخطورة البالغة التي يمثلها الاعلام المرتبط باجندات سياسية قد لا تكون بالضرورة هي المتبنى الحقيقي للجهات الراعية ولكنها تتواءم معه في الخطاب حد السقوط في فخ الارتزاقي الاعلامي الكامل، وتتحول الى نوع من "المهوال" الاعلامي، ولكن بربطة عنق وبدلة انيقة ، يهلل ويطبل لمن يدفع بغض النظر عن الآثار السلبية التي قد يخلفها مثل هذا الخطاب على وحدة وتماسك وامن المجتمعات المستهدفة..
من المهين ان تكون كل تلك الحوارات الصاخبة والتقارير المصورة المكتوبة بعناية وباسماء مغلفة عادة ، وكل ذلك المستوى العالي من المهنية والتقنيات الهائلة والاموال المسفوحة ، والاهم - مع الافتراض الكامل للالتزام وحسن النية - هم الكفاءات التي جيرت جهدها وخبرتها في صالح الخطاب الاعلامي لتلك المؤسسات ، تغلق بـ"طلب" من جهة تمترست خلفها تلك القنوات ودافعت عن مصالحها السياسية والاقتصادية حتى في مسارات لا تصب في صالح الشعب المصري ولا حماية امنه ومقدراته..
والاكثر ايلاما هو في تلك البعثرة المأساوية للجهد الاعلامي العربي في مسارات وحروب اعلامية تثار وتخمد وتهدم وتبني بـ "طلب" من هنا و" اوامر " من هناك.. والتي غالبا ما تستدرج المشاهد تحت دثار حرية التعبير والحرص على الموضوعية والجرأة والتي هي ليست الا رشة توابل اعلامية لتسليك طبخات وافكار مسمومة مطلية ببعض الوثائق والشهادات الزائفة، ودون ان يقدم هذا الاعلام أي اسهام في استنهاض روح الامة وتوعية الجماهير بالقضايا المصيرية التي تستل من بين اصابعها الواحدة تلو الاخرى ضمن حملة تخدير ممنهجة تستهدف ضمير ووجدان المواطن العربي ..
ليس فتحا لو اشرنا الى التمويل الخليجي السخي لهذه القنوات، ولكن من حقنا ان نسأل عن الوزن الحقيقي لهذا الدعم لدى الجانب التركي ، او غيره، ومدى الالتزام الاخلاقي والسياسي الذي يجعل دولة صغيرة ومرفهة مثل قطر تدخل في اشتباك اعلامي معلن ومكلف مع مصر دعما لموقف تركي قد يتبدل ب" طلبات" ممررة من تحت الطاولة.. والتي لم تحصل الا على احتفال باهت بتصريح من ياسين أقطاي، مستشار الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان يقول فيه كترضية أن" الأخبار التي انتشرت الآن مفبركة" قبل ان يضيف أن " وكل الناس يعلمون أن هناك صفحة جديدة للحوار بين تركيا ومصر، أن هناك تقاربا في الكثير من المجالات".. وهذا المنوال الاعلامي ينسحب ايضا الى البيض العربي الذي يملأ السلال الامريكية والاسرائيلية في نزاعها النووي مع ايران دون ان يفكر احد في مصالح تلك البلدان في أي محاولة تسوية محتملة للنزاع ، وكذلك الملف السوري والليبي وغيره من مناطق الاشتباك في المنطقة..
نعود للقول، ان هذه المسألة قد تكون خارج اولويات الهم العراقي المتراكم..ولكن من المؤكد انه يجب الاستفادة منها في لجم التلهف الفاضح للعديد من عناويننا السياسية في الظهور بمثل هذه القنوات " المؤقتة حسب التساهيل" بتوقيتات المواقف السياسية ودهاليزها، لما يمكن ان يسبب هذا للضررالبالغ لامن وكرامة ومقدرات العراقيين وسلمهم الاهلي.. فعندما نجد ان مؤسسات اعلامية لها اسم وشعار وساعات بث متواصل وكادر مجهز بصورة جيدة تتبدل مواقفها ب" طلب" معلن على رؤوس الاشهاد، فان الظهور هنا هو اقرب الى العبث المؤذي منه الى العمل الاعلامي الملتزم.. وعلى الجهات الممولة الالتفات الى قضايا الامة الحقيقية ولملمة الجهد الاعلامي العربي الضخم والمكلف تجاه نصرة قضايا الامة وامن وسلامة مواطنيها ، فمن المؤسف ان تسفح كل تلك الاموال والعقول ، ونأتي لنجد ان ضغطة زر تجعل كل بلاغة الاعلامي وتقطيبة حاجبيه يتبدد الى اللاشئ..وان " طلب" بسيط تؤدي بكل الاهتمام الذي تحاول المذيعات المسرفات الاناقة اظهاره على وجوههن الى محض هراء..



#جمال_الهنداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثقافة للنسيان
- حديث القنصلية
- راس العتيبي مقابل راس بن سلمان
- جدار لصورة الشهيد
- اعتذار البياتي..هل يكفي ؟؟
- الحرية لباسم خزعل خشان..
- شباط من فوق التل
- نعم للحوار..ولكن مع من ؟؟
- أناة العبادي..أم طيش ترامب
- الى نقابة الصحفيين العراقيين..وليس -الشرق الاوسط-
- صور تذكارية لقمم منسية
- حريم السلطان
- لماذا (انجرليك)..وليس (علي ابن ابي طالب)
- (الحاوي)..اردوغان
- عندما يتحدث كهرمان
- الاعلام الوطني العراقي..واقع وتحديات
- أبقوا -الميليشيات- خارج الموصل!!
- اصلاح الفوضى..أم فوضى الاصلاح
- الخليج في مهب التفاهم الروسي- الامريكي
- احداث بروكسل..عربياً


المزيد.....




- وزير دفاع أمريكا يوجه - تحذيرا- لإيران بعد الهجوم على إسرائي ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر لقطات لعملية إزالة حطام صاروخ إيراني - ...
- -لا أستطيع التنفس-.. كاميرا شرطية تظهر وفاة أمريكي خلال اعتق ...
- أنقرة تؤكد تأجيل زيارة أردوغان إلى الولايات المتحدة
- شرطة برلين تزيل بالقوة مخيم اعتصام مؤيد للفلسطينيين قرب البر ...
- قيادي حوثي ردا على واشنطن: فلتوجه أمريكا سفنها وسفن إسرائيل ...
- وكالة أمن بحري: تضرر سفينة بعد تعرضها لهجومين قبالة سواحل ال ...
- أوروبا.. مشهدًا للتصعيد النووي؟
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة بريطانية في البحر الأحمر وإسقا ...
- آلهة الحرب


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - جمال الهنداوي - اعلام حسب التساهيل