أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - إدريس جنداري - بين النخبة و رواد روتيني اليومي














المزيد.....

بين النخبة و رواد روتيني اليومي


إدريس جنداري
كاتب و باحث أكاديمي

(Driss Jandari)


الحوار المتمدن-العدد: 7538 - 2023 / 3 / 2 - 13:37
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


حينما أربط النقاش (اليوتيوبي) السائد، بين من ينظر إليهم العامة كنخبة، بظاهرة روتيني اليومي ! فإني أعي هذا الربط، من منظور معرفي مؤصَّل، و لا أسعى إلى ممارسة الهزل على طريقة روتيني اليومي التي أنتقدها !
السيولة، بتعبير زيغموند باومان، خاصية فكرنا المعاصر، فالمفاهيم و الأنساق الفكرية و الإبداعية فقدت صلابتها الحداثية و دخلت في ميوعة ما-بعد حداثية، لدرجة صعوبة الفصل بين التداول العامي و التداول النخبوي.
لكن، هل كان زيغموند باومان يدافع عن هذا الوضع و يقره كأمر واقع ؟! يخطئ من يتوهم ذلك !
من خلال اقتفاء أثر مفهوم «السيولة» لدی زيجموند باومان، يتضح أن هذا المفكر جزء لا يتجزأ من منظومة متكاملة انشغلت بتقويم انحرافات الحداثة الغربية. و قد تأسست المبادئ الأولی لهذه المنظومة مع الفيلسوف الألماني مارتن هايدجر، و من سار علی منهجه مثل: حنا أرندت في مجال الفكر السياسي، و ميلان كونديرا في مجال الفكر الأدبي، و كارل بوبر في مجال الفكر الفلسفي...
و ترتكز هذه المنظومة الفكرية علی مبدأ الدفاع المستميت عن الإنسان الأسمی(بنفحته النيتشوية القوية) هذا الموجود الذي يستمد قوة حضوره من الوجود الأول، و بقدر انفصال الفرع/الموجود عن الأصل/الوجود بقدر ما يغترب الموجود و يتيه، في بحر لجي، فاقدا للبوصلة .
هذه، بالضبط، هي الصورة التي يرسمها باومان للإنسان/الموجود ( السائل) الذي انفصل عن الوجود و رمی بنفسه في أتون المجهول. لقد نسي كينونته، بلغة ميلان كونديرا، و فقد انسجامه و صلابته، ككائن مركزي في هذا الكون يستمد وجوده من قدرته علی التفكير/الوعي بلغة الكوجيطو الديكارتي .
لاستيعاب أطروحة باومان حول السيولة، لابد من وضعه في سياقه الفكري أولا، و لابد من الإدراك المعرفي العميق لهذا السياق الفكري ثانيا. و إلا فإننا سنخبط خبط عشواء، و نحن نلوي رؤوس الأفكار كي تستجيب لنزعات إيديولوجية مختزلة لا تنسجم مع الرسالة التحريرية للخطاب الفكري.
ما يروج من طرف (نخبة) اليوتيوب، على طريقة روتيني اليومي، انحراف خطير في الممارسة الفكرية، و لا يمكن تبريره بتأويل فلسفي أشد انحرافا.
يجب على النخبة الفكرية الملتزمة خوض المعركة ضد مرتزقة روتيني اليومي الذين ينتحلون هوية أكاديمية (دكتور، عالم، مفكر...) يوظفونها بشكل منحرف من أجل المتاجرة في سوق اليوتيوب.



#إدريس_جنداري (هاشتاغ)       Driss_Jandari#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين السيولة و روتيني اليومي.. ضرورة الفرز المعرفي
- الهوية الوطنية بين الثابت المعرفي و المتغير الإيديولوجي
- المغاربة مسلمون لا إسلامويين.. بين الحابل المعرفي و النابل ا ...
- حرب ناعمة في زمن الحرب الخشنة
- الماركوتينغ الديني
- أركون المزدوج.. وجهان لعملة فكرية واحدة
- مولد الإسلام.. تأملات نيتشوية
- هل دخل عبد الله العروي مرحلة النقد الذاتي ؟
- أنبوب الغاز نيجيريا-أوربا.. المغرب يحسم الصراع لصالحه
- المعرض الدولي للكتاب.. سوء تنظيم و تواصل مع الترويج للمثلية
- مقاربة عبد الله العروي لظاهرة الفولكلور .. بين التاربخانية و ...
- الكيان العلمانوي الفرنسي عاريا
- الأدب الفرنكفوني و إعادة تدوير Recyclage المتخيل الكولونيالي
- أضواء على مؤتمر حظر استعمال الدين في السياسة
- دير تومليلين .. إعادة تدوير المتخيل الكولونيالي
- مسلسل -فتح الأندلس- الفن في خدمة الجيواستراتيجيا
- الحرب الأوكرانية: المركزية الغربية ضد الفاشية البوتينية/السل ...
- فولوديمير زيلنسكي .. سلاح الشعبية في مواجهة سلاح الخبرة
- أمريكا تصطاد عدة طرائد بطلقة واحدة
- الصين و روسيا.. الخصوصية بين المعرفي و السياسي


المزيد.....




- شاهد.. مغامرة تتجول وسط -أعجوبة- ساحرة بالأردن
- انقلبت وتدحرجت.. شاهد حادث سير مميت بين مركبات على طريق سريع ...
- جمهور كان يكتشف تحفة -ميغالوبوليس- والعملاق الأمريكي كوبولا ...
- مصر.. أشقاء يقتلون إمام مسجد قبل صعوده لخطبة الجمعة
- خارجية ليتوانيا تقدم احتجاجا للقائم بالأعمال الروسي
- غزة| إطلاق نيران إسرائيلية كثيفة في مخيم جباليا ودول غربية ع ...
- منطقة عازلة أم سيطرة شاملة؟.. أهداف الهجوم الصيفي الروسي على ...
- إسبانيا تمنع السفن المحملة بأسلحة لإسرائيل من الرسو في موانئ ...
- ماذا يحدث على الحدود الأردنية - السورية؟
- إسرائيل ترد على اتهامات جنوب افريقيا بتصعيد -الإبادة الجماعي ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - إدريس جنداري - بين النخبة و رواد روتيني اليومي