التأثيرات الكارثية المتوقعة للعدوان على الزمالك

حسن مدبولى

الحوار المتمدن-العدد: 7537 - 2023 / 3 / 1 - 10:29
المحور: عالم الرياضة
    

موضوع الحكم بحبس رئيس نادى الزمالك بسبب جنحة ( سب وقذف) وتنفيذ الحكم قبيل مباراةمصيريةللزمالك فى بطولةالاندية الإفريقية ثم الإعلان عن هرولة الدولة لشطب العضوية وغيرها من الإجراءات التى تستهدف إستقرار النادى فى تكرار لما وقع قبيل النهائى الافريقى بين الزمالك والأهلى عندما تم الإعلان عن عزل رئيس النادى، وعن قرب حل مجلس الادارة قبل المباراة مباشرة وتنفيذه فى اليوم التالى ، هذا الموضوع لن يمر مرور الكرام على كل محب حقيقى لنادى الزمالك هذه المرة، بل سينتج تأثيرا كارثيا سيظل طويلا طويلا ملقيا بظلاله الكئيبة فوق سماء الرياضة المصرية ، ويمكن توضيح ذلك التأثير من خلال النقاط التى تأخذ بمنهج إسقاط الأحداث السياسية الدولية والمحلية على ماوقع :

أولا : ترسيخ الانقسامات والتشرذمات بين المصريين، فغالبية من يحبون الزمالك باتوا ينظرون لعلاقتهم مع النادى المنافس وكانها تماثل الصراع الحالى بين روسيا والولايات المتحدة، ويرون فى القبض على رئيسهم وكإنما الولايات المتحدة بكل ( جرائمها المعلومة ودعمها للصهاينة )تمكنت من القبض على بوتين رئيس روسيا وسجنه بتهمة الحرب والإعتداء على دول الجوار !؟
او كأن الامر يتعلق بمعركة بين الصهاينة والفلسطينيين تمكن خلالها الصهاينة من اغتيال اسماعيل هنية قائد المقاومة بعد إتهامه بالإرهاب وسط تواطؤ وتأييد من المجتمع الدولى !!

ثانيا : تشرذم جماهير الزمالك نفسها إذ أن نسبة من المغيبين بين جماهير الزمالك شمتت فى رئيس ناديها لأسباب متعددة، ومعظم جماهير الزمالك تنظر لهؤلاء الشامتين بإعتبارهم خونة ومتعاونين مع الأعداء وطابور خامس ، يماثلون المتعاونين الأفغان مع المحتل الأمريكى لبلادهم !او المتعاملين العراقيين الذين ساندوا المحتل الأمريكى بحجة صدام حسين !؟

ثالثا : فى الغالب فإن الدولة الرسمية ستخسر نسبة كبيرة من المصريين وستكتسب نقمتهم ولعناتهم ، فهى تحولت من الحياد الى الانحياز الكامل والتام لطرف واحد من اطراف الصراع وباتت تدعمه بكافة السبل المالية وغير المالية ، كما أصبحت عاملا رئيسيا فى اضعاف المنافسين والمساهمة فى تدميرهم ، ولن يتم علاج هذا الجرح التاريخى مهما تحدث شوبير وأحمد موسى وعمرو أديب ، أو تحايلت صفحات الفيس وقنوات اليوتيوب التى تحركها جهات معروفة ومهما مارست من خداع وتدليس وكذب !!

رابعا: على مستوى المعارضه كانت الفرحة الهيستيرية واضحة بين الاعلاميين وبين بعض السطحيين ممن يزعمون انهم مثقفين ومعارضين، ولم يناقش أحدا منهم لا التوقيت ولا تكرار اضعاف الزمالك، ولا عدم تطبيق العدالة على كافة المجرمين الاخرين على الساحة الرياضية ، وبالتالى فقدت تلك المعارضة مصداقيتها ونزاهتها وباتت فى نظر الكثيرين مثلها مثل انصار المولاة يمالئون وينافقون ويتزلفون الى طرف بعينه بصرف النظر عن العدالة ويكتفون بالحش والرمي للعجل المعبود مثلهم مثل السلطة التى يدعون معارضتها !؟

خامسا : قد تحدث جرائم فى الفترة القادمة بين الجماهير إن حاول البعض تمرير المسألة وكانها امرا طبيعيا حدث وبات من الماضى ، فسوف يتجسد لدى بعض مشجعى الزمالك ان الاهلى ورئيسه ومشجعيه وداعميه ورعاته هم الشيطان الأعظم الذى يجب النيل منه، بينما سيستفحل ويتمكن مرض جنون العظمة وثقافة الخرافة من معظم مشجعى النادى الآخر ،،

سادسا: بعض الدول الخليجية التى تشارك بكل ادواتها الاعلامية فى الصراع بين طرفي النزاع الكروى فى مصر وتنحاز للطرف المعادى للزمالك لشراء شعبية وهمية ورضاءا جماهيريا كاذبا ، هذه الدول فقدت مصداقيتها فى مصر إذ أن مداعبة مشاعر العامة والسذج والبلهاء لا يعتد به فى بناء جسور المحبة بين الشعوب ، فالعكس هو الذى سيحدث، إذ أن جماهير الصفوة بات لديها قناعة تامة بأن نظم الخليج باتت تدعم التفاهات والفقاعات والإنحلالات الأخلاقية والأديان الجديدة والعجول المعبودة !؟

سابعا : مع الأسف الشديد سينتج عن كل ذلك خروح الزمالك من التاريخ الرياضى المصرى، وسيذهب مع الريح كما انتهى وذهب الإتحاد السوفيتى السابق ،وستزداد المنظومة الكروية المصرية تخلفا و فحشا وفسادا ،،

ثامنا: كل تلك السيناريوهات والتوقعات من الممكن تلافيها والتغلب عليها فى حالة واحدة هى خروج رئيس الزمالك بسلام بعد انتهاء عقوبته وعودته بدون ابطاء او تعقيدات او ايجاد مبررات قانونية لاقصائه، وتوليه مهامه بسلاسة وسرعة وقيامه بطرح مبادرة للتوافق والوئام والتهدئة !

#حسن_مدبولى (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل