التغييب فى العراق أيضا !؟

حسن مدبولى

الحوار المتمدن-العدد: 7496 - 2023 / 1 / 19 - 22:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

لم تفلح مؤامرات الغرب للسيطرة على الشعب العراقى، كما لم تنجح إيران فى ترويض الإنتماء الوطنى والقومى للغالبية العظمى من السكان ، كما فشلت مؤامرات دول الخليج ومحور الشيطان العربى من تشتيت العراقيين وشرذمتهم طائفيا بواسطة داعش وأخواتها، كما ذهبت مخططات الصهاينة سدى وانهزم مخططهم التفتيتى بواسطة الادوات العرقية العنصرية ، حتى تركيا لم تمل من محاولاتها لاحتلال موطئ قدم مماثل لما سيطرت عليه فى سورية وليبيا ، حاول الشباب بقوة إختيار طريق الإستقلال الثورى الوطنى وتحرير العراق من كل من يحاولون اغتصاب إرادته ونهب مقدراته ، فقوبلوا بالقتل والقمع والمؤامرات ، لم تستمر الثورة طويلا لكن المؤامرات والثورات المضادة مستمرة ، تمولها دول الخليج وفرنسا والولايات المتحدة ، فى مقابل جبهة اخرى تتكون من إيران وتركيا ، ويستمر بالتالى الفقر والتخلف يضرب مصائر ملايين العراقيين فى بلد النفط والزراعة والتصنيع والشعب القوى الحر، وكان آخر ما وصلت إليه قريحة جبهة الشيطان الخليجى لدعم أدواتها فى نظام الحكم العراقى الحالى هو استخدام كرة القدم كأداة مثلى للتغييب والإلهاء والإبعاد عن القضايا الوطنية الأهم والأكثر الحاحا، فأقيمت بطولة كأس الخليج لكرة القدم على أرض الرافدين ، وتم تصويرها باعتبارها أملا وطنيا يقترب من قيام قطر بتنظيم كأس العالم ، وتهافت الشباب على حضور المباريات وغلبهم الحماس حتى اشتبكوا وتدافعوا وقتل واصيب المئات منهم ، طمعا فى حضور مباراة النهائى الخليجى الذى سيفوز فيه العراق طبقا لما تم التخطيط له حتى يخرج الملايين فى الشوارع احتفالا بفتح عكا ويبرد حماسهم فى التغيير الجذرى املا فى مستقبل أفضل !؟ وهو أمر يماثل تماما مخطط نفذه الإحتلال الأمريكى والغربى عندما ساعد العراق للوصول الى نصف نهائى اولمبياد أثينا عام 2004 عقب الاحتلال الامريكى لبغداد عام 2003 ، وذلك لتغييب الشعب العراقى وابعاده عن المقاومة( الإرهاب ) واشباع رغبته فى النصر والفخر بفوز كروى مزيف، وصل من خلاله للمركز الرابع لاول مرة فى تاريخه وسط احتفالات شعبية طاغية ، فيما جنود الامريكان يغتصبون النساء والرجال فى أبو غريب !؟

#حسن_مدبولى (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل