وحدة المصير الكروى !؟

حسن مدبولى

الحوار المتمدن-العدد: 7478 - 2022 / 12 / 31 - 18:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

انفض مولد كأس العالم وذهبت السكرة واخذت معها كل شيئ ، ولن يبقى لقطر سوى بعض المبانى الرياضية الغير مجدية ولا مؤثرة حضاريا او اقتصاديا ، كما سيتبقى لديهم تسجيلات المباريات التى تحمل علامة قطر 2022 والتى ستفقد بريقها عند أول بطولة عالمية قادمة،حتى الانجاز الحقيقى الوحيد وهو الرسالة المصدرة للخارج والتى تؤكد للعالم باننا نمتلك القدرة على التنظيم ونجحنا فيه، كشفها البعض عندما نسب ذلك النجاح واعاد الفضل فيه الى الأيدى الاجنبية التى أدارت كل شيئ !؟ فهل ياترى ما رأيناه من إنفاق جنونى والذى تخطى حاجز 200 مليار دولار كان مبررا !؟ وهل كان إنفاق مليارات الدولارات قبل ذلك لشراء نادى باريس سان جيرمان مجديا !؟ وهل تنظيم كاس السوبر الإفريقى سيزيد أمجاد الشعب القطرى العربى ؟

أما فى المملكة العربية السعودية فقد تم نشرانباء تفيد بقيام نادى النصر السعودى بإنفاق مايزيد عن 250 مليون دولار لاستقطاب لاعب برتغالى إنتهت صلاحيته فى الملاعب ، لا لشيئ سوى لجذب الاضواء الى ملاعب المملكة كما يزعمون هناك ، كما كانت المملكة قد هرولت من قبل ومعها الامارات لشراء أندية أنجليزية وأسبانية مثل الأرسنال وبالميرا بدون جدوى اعلامية او اقتصادية او وطنية او قومية ؟

وفى المملكة المغربية لم يسترح مسئولوها الا بعد اسناد تنظيم بطولة كاس العالم للاندية اليها، وهى ستنفق على ذلك التنظيم مئات الملايين من الدولارات بينما الشباب المغربى يتشرد بين المدن الاوروبية بحثا عن عمل !؟

أما هنا فى مصر وفى الوقت الذى يعانى فيه عشرات الملايين من المصريين من فحش وتوحش وغلاء الأسعار والبطالة وإنعدام الأمل ، فقد تم الاعلان عن قيام شركة وطنية حكومية بدفع مئات الملايين( كحق رعاية) لنادى الزمالك ، بالرغم مما تعلنه الدولة ليل نهار عن الأزمة الاقتصادية العارمة والتى بموجبها قامت بالتخلص من مصنع الحديد والصلب بحجة عدم الجدوى الإقتصادية ، ولم يجدوا له راعى كرعاة الأهلى والزمالك !؟ فى الوقت نفسه يقوم نادى الزمالك بإنفاق قيمة تلك الرعاية وغيرها من الايرادات عبر سداد ملايين الدولارات للمديرين الفنيين الأجانب ، وكذلك على جلب بعض اللاعبين الأجانب الكسر الذين لا قيمة رياضية لهم ، والبقية تلقى تحت اقدام وايدى بعض الإداريين والرياضيبن المزيفين الذين فشلوا فى كافة المسابقات الدولية !!

أما نادى القرن الأهلاوى فيتباهى مشجعوه بملياراته التى تاتى من كل حدب وصوب بلا حساب ، والتى ينفقها كالسفيه الذى يبدد ميراثه على الغانيات والملذات ، فمثلا قام الاهلى بتغير ثلاثة مدربين اجانب فى مدة لا تتجاوز أشهر معدودات انفق خلالها النادى ملايين الدولارات على عمليات الإستبدال بين هذا وذاك حفاظا على مصداقية تعاقداته كما يردد الببغاوات ، أوحتى لا يدفع الغرامات ويتعرض لعقوبات الفيفا كما حدث لغريمه الزمالك قبل أشهر !!
وكانت آخرة الأثافى من تلك السفاهات هو افتتاح ستاد (السلام والاهلى ) وإمتلاكه بحق الإنتفاع لمدة 25 عاما قابلة للتجديد، الأمر الذى كبد ميزانية الاهلى او ميزانية وخزينة الدولة ملايين الدولارات وسط احتفالات عارمة وزهو قطيعى غير محدود وشعور عنجهى بالتميز الأجوف ، ثم فجأة وعلى حين غرة وبناءا على طلب المدير الفنى الاجنبى الجديد تم اتخاذ قرار بالابتعاد عن ذلك الإستاد المشئوم والهجرة منه وسداد ملايين أخرى من الجنيهات لاستئجار استاد القاهرة الذى سارع مسئولوه بالترحيب والموافقة الفورية !!

سفه عام يجتاح المنطقة ويشى بوحدة التفاهة القومية الكروية بكافة الاقطار العربية، تلك التفاهة التى سيتم تتويجها باتفاق مصرى سعودى اماراتى بالتنسيق مع اليونان لنيل شرف تنظيم إحدى النسخ القادمة لبطولة كأس العالم أسوة بقطر ، وكإننا سنظل فى تلك المتاهة حتى عام 2034 !!؟

#حسن_مدبولى (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل