البسوس !!

حسن مدبولى

الحوار المتمدن-العدد: 7531 - 2023 / 2 / 23 - 18:48
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

كان جساس بن مرة، وكليب بن ربيعة،أولاد عمومة وفى مقام الأشقاء ،تربطهما رابطة الدم ،واللغة، والعرق ،والإعتقاد، وكانا يعتبران من أهم الرموز التى تنتمى إلى قبيلتين من كبرى قبائل العرب، هما قبيلتى بكر وتغلب، لكن خلافا شب بينهما بسبب قيام كليب بن ربيعة بقتل ناقة مملوكة لسيدة تدعى سعاد التيمية (البسوس ) وهى خالة جساس بن مرة ،حاول أولاد الحلال حل المشكلة وديا، لكن البسوس (سعاد التيمية) أخذت تحرض أشياعها وأتباعها بقيادة إبن شقيقتها جساس، على الثأر ممن قتل ناقتها وأهان الكرامة القومية ومرمغ بالشرف الرفيع أرض العرب،و قد ساعد فى تفاقم الوضع وإلتهابه قيام كليب بعد توليه ملكا على العرب كافة ، بإتباع منهج خشن وغير حكيم فى معاملة الآخرين من الخاضعين لسلطانه، خصوصا أبناء قبيلة بكر وزعيمها جساس، فإدلهمت الأمور وإضطرمت المعارك وإسودت الأيام وإمتلأت البادية ببحيرات من الدماء من الجانبين ،و كان كلما سقط المزيد من الضحايا يتدخل بعض الوجهاء والمخلصين للتوسط بين الفريقين لمنع سفك المزيد من الدماء،لكن البسوس كانت تحرض و تلطم وتنوح وتتشهلق وتتوعد وتهيل التراب على وجنتيها، رفضا لأية حلول سلمية أو وساطات،وكان على الجانب الآخر أناس أفظع إجراما من البسوس، وأشد غباءا وشهوة إلى المزيد من الدماء،وغرتهم السلطة والقوة والهيمنة فزادوا فى غيهم وبغيهم وغرورهم، وحاصروا كل أمل فى التهدئة، وبالتالى فقد إستمرت الحرب ودامت بين الطرفين لمدة أربعين عاما ، سقط فيها آلاف القتلى ومنهم جساس بن مرة إبن شقيقة البسوس وكبير قبيلة بكر ، وكليب بن ربيعة كبير قبيلة تغلب وملك العرب ذات نفسه ؟ ونتيجة لتلك الحرب وهذه الخسائر ،خارت قوى الجميع وانهارت فإنتهز الأعداء الفرصة ، و كان على رأس هؤلاء الأعداء قوى الأحباش(أثيوبيا) بقيادة أبرهة ، والتى كانت تترصد وتنتظر تلك اللحظات بشغف فأنقضت على كل مقدرات العرب، ودمرت مقدساتهم ،،
وبعض الناس هذه الأيام ، وبإفتراض حسن النوايا، يقومون بنفس دور البسوس الندابة وبدور سدنة وكهنة كليب ربيعة ، والذين لن يهدأ لهم حال إلا بعد خراب تغلب ، وتدعيم توغل أبرهة وفريقه من الأحباش وغير الأحباش لإستكمال تدمير ما تبقى لدينا ؟

#حسن_مدبولى (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل