أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عبدالله عطية شناوة - الحنين الى (( زمن الدولة المدنية ))














المزيد.....

الحنين الى (( زمن الدولة المدنية ))


عبدالله عطية شناوة
كاتب صحفي وإذاعي


الحوار المتمدن-العدد: 7533 - 2023 / 2 / 25 - 20:06
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


نعاني من التباس في التعامل مع المصطلحات والمفاهيم السياسية والأجتماعية، ولا يقتصر الأمر على الفئات متدنية التعليم، بل تشترك في هذه المعاناة بعض وجوه النخبة الثقافية والسياسية. ففي استذكارهم لفترة خمسينات وستينات وسبعينات القرن الماضي يعبر الأصدقاء من رفيعي الثقافة، عن الحنين الى بعض مظاهر التحرر والحريّة والحياة الثقافية، التي انتعشت في تلك الفترة في ظل ما يصفوه بــ (( الدولة المدنية )) التي كانت قائمة ــ حسب رؤيتهم ــ في العراق، قبل تغول الدكتاتورية في أواخر السبعينات.

والواقع ان بذور الدولة المدنية التي وضعت عند تأسيس الدولة العراقية الحديثة، في عشرينات القرن الماضي، على أيادي ضباط جيش الأحتلال البريطاني، لم يكتب لها النمو, وتصدى لقيادة المشهد السياسي في الدولة الوليدة، ضباط جيش شريفيون، وغير شريفيون، بدءا من ياسين الهاشمي وأخيه طه، مرورا بعلي جودت الأيوبي، وجعفر العسكري وليس أنتهاء بأكثرهم سطوة نوري السعيد. وسحقت بذور الدولة المدنية بالكامل، منذ صيف عام 1958.

مع التحول الى النظام الجمهوري تحت إدارة الجيش، وبالإضافة الى سلطة الزعيم عبدالكريم قاسم، رئيس الوزراء، القائد العام للقوات المسلحة، ووزير الدفاع وكالة، أو تحت سلطته، كانت البلاد تخضع أيضا، لسلطة الحاكم العسكري العام أحمد صالح العبدي. وتحت تلك السلطة كانت محاكم المحالس العرفية العسكرية، وأشهرها المجلس العرفي الأول برئاسة شمس الدين عبدالله، الذي اشتهر بأحكامه الأعتباطية ضد الناشطين السياسيين من مختلف الإتجاهات: (( من الأول بيمين القفص لأبو عكال خمس سنوات سجن )).

وفي الأنقلاب العسكري الذي اطاح سلطة قاسم في شباط 1963 عين رشيد مصلح حاكما عسكريا عاما، وهو صاحب البيان الشهير، بيان 13 الداعي الى تصفية الشيوعيين على يد (( الحرس القومي )). وحين أزاح العقيد "المشير" عبدالسلام عارف البعثيين وانفرد بالسلطة واصل حكم البلاد بالأحكام العسكرية ومحاكم مجالسها العرفية.

وشهدت فترة حكم الأخوين عارف سلسلة من محاولات الإنقلاب العسكري، لعل أشهرها محاولتا رئيس الوزراء الزعيم الجوي عارف عبدالرزاق. ولم تختتم تلك السلسلة بانقلاب 17 تموز 1968، بل تلاه انقلاب آخر في الـ 30 من الشهر ذاته والذي عسكر المجتمع بتشكيل الجيش الشعبي، وعسكر حزب السلطة عبر ضم عناصره الى تشكيلات فدائيي صدام، وكان صدام حسين يجبر أعضاء مجلس الوزراء وقيادة حزبه على ارتداء البدلات العسكرية، ويراقب أوزانهم.

فأين موقع الدولة المدنية في الفترة التي يحن اليها الأصدقاء؟

لم تكن لدينا في العراق دولة مدنية في أي وقت منذ تشكل العراق الحديث، بل كانت الدولة العراقية دولة عسكرية بامتياز. والواضح ان الحنين يتجه في حقيقته الى بعض مظاهر الإنفتاح الحضاري، الموروثة من فترة ما قبل الستينات، وتواصلت بفعل قانون قوة الدفع، وربما تطورت بتأثير النشاط الاجتماعي والثقافي للبرجوازية العراقية الفتية حينها وخصومها الشيوعيون.

ولكن تلك الفترة كانت من اقسى الفترات على المواطن البسيط عانى فيها من الفقر والمهانة والإذلال والقمع، وحملته كما نرى الآن على الارتماء في احضان قوى وأفكارا سلفية، سنية وشيعية، وتبعات ذلك نلمسها اليوم إنقساما طائفيا، يتجلى أرهابا ولصوصية وفسادا. وابتعادا عن الدولة العلمانية، واقترابا حثيثا من الدولة أو الدويلات الدينية، التي تلغي كل المظاهر الجميلة التي يتجه الحنين اليها والى (( زمنها الجميل )).

وعلى مساس بالموضوع، لابد من الأشارة الى أن بعض من يأخذهم الحنين الى (( الزمن الجميل )) قد يعانون من خلط بين مصطلحي الدولة المدنية والدولة العلمانية، ولا ينتبهون الى ان علمانية الدولة أو تدينها، لا ترتبط، بطبيعة الحكم إن كان مدنيا أو عسكريا. وان بإمكان الدولة المدنية ان تكون علمانية كما يمكنها ان تكون دينية. وفي المقابل يمكن للدولة العسكرية ان تكون دينية أو علمانية.

وعلى هذا الصعيد يمكن الإشارة الى أن أن المجتمع العراقي أقترب، في فترات معينة خلال عقدي ستينات وسبعينات القرن الماضي، من صيغة الدولة العلمانية، وبدأ ذلك مع قانون الأحوال الشخصية رقم 188 الذي أقر عام 1959، والذي خفف من هيمنة الأحكام الدينية على العلاقات، داخل الوحدة الأجتماعية الأساسية في المجتمع، أي الأسرة العراقية، ومنح المرأة حقوقا تتعارض في بعض جوانبها مع أحكام الدين الإسلامي. وهذا ما ألب المؤسستين الدينيتين الإسلاميتين الشيعية والسنية ضد سلطة الزعيم عبدالكريم قاسم، وجعلها تصطف إلى جانب معارضيه من التيار القومي، وبقايا أنصار النظام الملكي. وحينها أتخذ التيار القومي موقفا أنتهازيا، بتبني موقف معارض لذلك الأصلاح الذي يقرب المجتمع من القيم العلمانية.

وقد تآكل القانون المذكور بالفعل، بعد إنقلاب شباط 1963، بفعل ما أجري عليه من تعديلات، خاصة في فترة حكم العقيد (( المشير )) عبدالسلام محمد عارف إسلامي الهوى. وتكرر الموقف مع صدام حسين في فترة إنحطاط سلطته، حين أطلق حملته الإيمانية، التي جرت فيها عمليات ذبح بشعة استهدفت العراقيات اللواتي أضطرتهن الضائقة المعيشية التي أطبقت على العراق جراء الحصار الأقتصادي الخارجي، الناجم عن مغامراته العدوانية الطائشة، أضطرتهن تلك الضائقة، الى أمتهان كراماتهن والقبول باستغلال أجسادهن، من أجل البقاء على قيد الحياة، وتوفير مصدر عيش لأطفالهن.



#عبدالله_عطية_شناوة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشاعرنا
- رؤية بعد الستين .. عن أسباب سقوط قاسم
- السويد تتخلى عن غصن الزيتون
- حين يزيح العراقيون الغبار عن عراقيتهم
- السلاح النووي أداة ردع لا أداة أنتصار
- في السادس من كانون .. نحتفل أم نقيم مراسم للعزاء
- الفقر والنظافة
- من المسؤول عن تخلف اللغة العربية؟
- نظرة مكثفة لخريطة الصراع العالمي
- ((الصوابية)) القيمية تقترب من التحول إلى دين
- السدة ـ راغبة خاتون
- الشقيقان اللدودان .. سوريا والعراق
- إلغاء مفاعيل تشرين هدف الحكومة الإطارية
- نظرة على العراق ... دولة المليشيات
- سرديتان زائفتان في الحرب الأوكرانية
- حديث قديم يفضح وقائع جديدة
- تآكل ديمقراطية السويدية
- بوتين وشحة الخيارات
- الجدل حول الزعيم
- القضية الفلسطينية ضحية الإحباط العربي


المزيد.....




- تقرير رسمي يوضح سبب عدم إلقاء بشار الأسد كلمة في القمة العرب ...
- أمير قطر بجوار بشار الأسد بالصورة التذكارية للقمة العربية وس ...
- حصيلة يوم دام في كاليدونيا الجديدة مع تواصل العنف بين الكانا ...
- بعد تقدمه بطلب للضمان الاجتماعي.. أمريكي يكتشف أنه غير موجود ...
- أوستن يدعو غالانت لحماية المدنيين وضمان تدفق المساعدات قبل أ ...
- الأهداف المحتملة لمحاولة اغتيال رئيس الوزراء السلوفاكي فيتسو ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /17.05.2024/ ...
- مسيرات أوكرانية تهاجم مصفاة نفط ومواقع مدنية أخرى في كراسنود ...
- استخباراتي أمريكي سابق: -إف-16- ستكون لعنة على أوكرانيا
- ضحايا من جنسيات مختلفة.. تفاصيل صادمة تكشفها عائلات المحتجزي ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عبدالله عطية شناوة - الحنين الى (( زمن الدولة المدنية ))