أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان ابو نجم - مروان عبد العال حارس السردية الفلسطينية














المزيد.....

مروان عبد العال حارس السردية الفلسطينية


غسان ابو نجم

الحوار المتمدن-العدد: 7532 - 2023 / 2 / 24 - 22:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مروان عبد العال
حارس السردية الفلسطينية

جمعتني به ندوة رقمية عقدها رفاقنا في المغرب ومقالة له على صفحات جريدة الأخبار اللبنانية حول اغتيال الزمن المقبل علقت عليها بمقالة في مجلة الهدف والميادين سألني حينها ما رأيك اجبته بجملة واحدة (إنك تستفز العقل) انه مروان عبد العال الروائي التشكيلي والسياسي إبن عكا وقرية الغابسية أو وادي المجنونه كما يحلو له تسميتها حفيد صانع الأسلحة طفل الزينكو في مخيم نهر البارد وصديق الشيخ الضرير المثقف الذي راكم المعرفة لديه.
حلق منذ صغره بجناحين نفتقدهما في حاضرنا المؤلم الثقافة والبندقية وجال بهما متعلما بين فرانز فانون الذي أدرك مبكرا ان الجبهة الثقافية ضمانة الخلاص من الاستعمار وغسان كنفاني الذي امتشق الفكر والبندقية معا ليدرك مبكرا ان الوعي والبندقية هما طريق الانتصار

سكنه المخيم (الوطن المنفى) الذي يرتبط (بالوطن الأم) برابط عصي على الانفكاك أو التغيب إنها مساحة عجز الاحتلال عن فرض قوته عليها إنها السردية الفلسطينية التي حصنت نفسها بثالوث مقدس الذاكرة والوعي والبندقية التي تعبد طريق العودة نحو الوطن الام.

كما شكل المخيم بكل تركيبته والاسقاط الجغرافي على حاراته التي حملت اسماء المدن الفلسطينية عنوان للذاكرة وكانت الجبهة الثقافية همه الأكبر وتحصينها وهندسة الوعي داخلها ضمن منظومة معمارية شكلت السردية الفلسطينية عمادها الأساس هاجسه الدائم فمن رواية سفر أيوب التي نظمت اللجوء بطريقة شعرية تبعها زهرة الطين كثفت الحكاية مرورا بسلبية إيفان الفلسطيني واغتيال المخيم كما في حاسة هاربة وتحديد مكان الحلم والعشق في رواية جفرا والتضحية بالحياة العاطفية في رواية ٦٠ مليون زهرة لتتوج ببريق الأمل في رواية الزعتر الاخير وان فلسطين هي أكسجين الحياة كما في رواية اوكسجين.
ولعل رواية اوكسجين التي تجلى فيها رؤية. الروائي للمخيم رغم ان احداثها على أرض مدينة تونسية الا أنك تلمس مخيما خمسة نجوم وان الفلسطيني مهما تبدلت به المواقع بكل تفاصيلها لن يجد بديلا عن أوكسجين أو فلسطين وكلاهما واحد.
وتظهر مدى تطور فن العمارة الثقافية في أسلوب عبد العال وتتلمس نيكولاس كزنتزاكيس وغارسيا ماركيز في طيات الرواية

ما يثير الاهتمام في العديد من روايات مروان عبد العال هو عدم شعورك بالاطمئنان لبطل الرواية فايفان شخصية سلبية
غير قادر على تغيير اسمه او نفسه أو هويته ويدفعك إلى حالة من القرف والغثيان وانت تراقب بطل الزعتر الاخير مما يضعك في حالة من الاستفزاز العقلي أو أنك تجد نفسك أمام مثقف استفزازي يستفز العقل بطريقة ناعمة تتسلل في شرايينه.
انه يرسم بطلا كي تكرهه ويرسم عدوا كما في ضد الشنفري أمضى سنين خدمته في مراقبة عدوه وهذه سردية اعتقد انها غير مسبوقة.
ولأن مروان عبد العال لم يكن روائيا فقط بل فنان تشكيلي منذ الصغر مكتسبا هذه الملكة من والده فقد عمد إلى رسم غلافات كل رواياته ليتناسب شكل الرواية مع مضمونها وتعدى نشاطه التشكيلي حد رواياته ليشارك في العديد من المعارض المحلية الدوليه.
ولعل ما يميز عبد العال إدراكه العميق للعلاقة الجدلية بين الوعي والممارسة وامتلاكه أدوات التحليل المنهجية التي فككت مركبات الواقع واعادت صياغتها برؤية اكثر دقة ووعياً فالمخيم بالنسبة له ليس بقعة جغرافية فقط بل وحدة اقتصادية اجتماعية تربطها سردية تاريخية تحافظ بها على خصوصية هذه البقعة من حيث الارتباط المؤقت بجغرافيتها والارتباط الدائم والتاريخي بالوطن الأم يربط بينهما شلال عظيم من الذكريات شكلت سردية تاريخية تعجز كل اسلحة الدمار عن قتلها أو ابادتها.
من هنا يتضح عمق العلاقة بين مروان عبد العال والعظيم غسان كنفاني الذي اختط وبمنهجية علمية ورؤية واضحة طريقه السياسي مدركا العلاقه بين الوعي والذاكرة والبندقية متمردا على التابوهات الجاهزة والقبائل الحزبية ويصيغ رؤية ثورية للعمل السياسي على قاعدة من الوعي النظري والممارسة العملية تستشرف الزمن المقبل وأن الحزب الثوري يستند إلى نظرية ثورية يرسي دعائمها الوعي الثوري المتجدد مكملا طريقه في صفوف الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين التي يشغل عضوية المكتب السياسي فيها مسجلا بذلك قيمة ثورية يحاول البعض طمسها بأن العمل الحزبي يقتل الإبداع وهذا ما دحضه عمليا عبد العال وقبله الشهيد غسان كنفاني.
وعلى خطى غسان سار عبد العال في استكمال ما طمحت اليه الكنفانيه كرؤية ونهج عبر الحفاظ المستميت على سردية هذا الشعب وذاكرته التاريخية واستشراف المستقبل الفلسطيني عبر الوعي المسبق للزمن القادم والتسلح بالثالوث المقدس الوعي والذاكرة والبندقية.



#غسان_ابو_نجم (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتفاضة المسلحة تطور نوعي للصراع الفلسطيني الصهيوني
- سوريا تحت الزلزال وقانون قيصر
- الصوراني يخترق جدار الخزان من دراسة النظرية الثورية إلى توطي ...
- ارهاصات ما قبل مدريد واوسلو الحوار الاكاديمي
- غسان كنفاني واستباق الزمن
- مسيرة الاعلام الفلسطينية جماهيرنا تتصدى وسيف القدس مشرع
- (ارتفاع المنسوب النضالي ضد الوحشيه الصهيونيه)
- المؤامرة المقدسة على باب الخليل
- الاغتيال الصهيوني للمستقبل الفلسطيني_البنية السياسية(3)
- الاغتيال الصهيوني للمستقبل الفلسطيني_البنية الاقتصاديه(2)
- اغتيال المستقبل الفلسطيني
- ضياع السياسة الفلسطينية الواقع والتحديات وآفاق الحل
- اغتيال منظمة التحرير الفلسطينية مشروع مبرمج
- الدعوة لاجتماع المجلس المركزي وأزمة اليمين الفلسطيني
- وتبقى سوريا قلعتنا الاخيرة
- القومية العربيه طريق الخلاص:نحو مشروع عربي مقاوم(ج١)
- القومية العربية طريق الخلاص:نحو مشروع عربي مقاوم(ج١)
- الشعب الفلسطيني بين عنف السلطه واستدوال حماس
- عزمي بشاره... عقل صهيوني بعباءة قطريه
- غسان كنفاني(أيقونة الأدب المقاوم)


المزيد.....




- أول رد من إيران على تصريحات ترامب عن -إنقاذ خامنئي من موت مش ...
- تحقيق إسرائيلي يكشف عن أوامر بقتل فلسطينيين أثناء تلقيهم مسا ...
- 11 شهيدا معظمهم أطفال في غارة إسرائيلية غربي مدينة غزة
- ترامب: وقف إطلاق النار بغزة بات قريبا
- فستان أبيض وياقة عالية.. من صمّم إطلالة العروس لورين سانشيز ...
- ترامب يشكر قطر على دورها في اتفاق السلام بين رواندا والكونغو ...
- خبير عسكري: عمليات المقاومة تعيق تقدم جيش الاحتلال داخل غزة ...
- لا وجود لـ-المهدي المنتظر- في تونس
- ترامب يتوقع التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة -خلال أسبوع- ...
- فيديو لدب يتسبب في إغلاق مطار باليابان وإلغاء رحلات


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان ابو نجم - مروان عبد العال حارس السردية الفلسطينية