أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان ابو نجم - القومية العربية طريق الخلاص:نحو مشروع عربي مقاوم(ج١)















المزيد.....

القومية العربية طريق الخلاص:نحو مشروع عربي مقاوم(ج١)


غسان ابو نجم

الحوار المتمدن-العدد: 7143 - 2022 / 1 / 23 - 03:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تدفعنا التغيرات السياسية على الصعيد العالمي (في المجتمعات الرأسمالية والاشتراكية) وتوجه معظم الأمم نحو الانكفاء القومي، رغم اندماجها اقتصاديًا ومن ثم سياسيًا ضمن المنظومة العالمية بشقيها الامبريالي والاشتراكي لكسر حاجز الاندماج الكلي ضمن هذه المنظومات لاعتبارات قومية، لها أسبابها الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، وأحيانًا الأخلاقية، لتعيد بناء قوميات مرتبطة بالجغرافيا أكثر من الارتباط التاريخي لهذه الأمم؛ تدفعنا إلى ضرورة إعادة صياغة منهج قومي عربي بوصف هذه الأمة تدور في فلك المحيط الرأسمالي، ليس من أجل تحسين شروط تبعيتها لهذا المعسكر، وإنما محاولة لرسم مشروع عربي مقاوم؛ يُخرج هذه الأمة من فلك التبعية للمعسكر الرأسمالي وصياغة مشروع نهضوي خاص بها؛ يعيد بناء علاقات إنتاجية ذات صبغة عربية مستقلة البنية الإنتاجية القائمة واستغلالها نحو بناء بنية رأسمالية اقتصادية؛ تزيل التشوه البنيوي وتصيغ العلاقات الإنتاجية بطرق ووسائل ثورية؛ تضعها سياسيًا ضمن دائرة الاستقلال وإلغاء التبعية.
من المفيد أن ندرس هذه التغيرات؛ ضمن رؤية منهجية مادية بإطارها التاريخي وإلقاء الضوء على النموذج البريطاني والنموذج الروسي للإفادة نظريًا؛ من تجربة كل منهما في إحياء الفكر القومي في كلا البلدين، مع التأكيد على اختلاف كل تجربة عن الأخرى؛ من حيث المنطلقات والأهداف. ولإغناء البحث في هذا المشروع أناشد كل الغيورين والشرفاء من أبناء أمتنا للمساهمة الفاعلة من اجل صياغة مشروع قومي عربي مقاوم، حتى لا نظل نحصد الشوك في ظل عالم يطحن الضعفاء ويستغلهم حتى النخاع، ويحذف جماهير الشغيلة فيها في بحر الاستغلال والاستلاب وتنهب مقدراتها بكافة أشكال الاستعمار الكولونيالي المباشر أو عبر ربطه بالكارتلات الاحتكارية.
يبدو أن فوز دونالد ترامب القومي/الشوفيني رئيسًا للولايات المتحدة الأمريكية وقبله دعوات ساركوزي الفرنسي لبناء فرنسا القوية كوطن قومي فرنسي؛ يحي آثار أجدادهم الغال والتمسك بالهوية الفرنسية كعنوان يقف خلفه جمهور فرنسي عريض، وانكفاء بريطانيا نحو إحياء قوميتها العريقة ورفضها الانصهار الفعلي ضمن الاتحاد الأوروبي ورفضها تغيير عملتها ومحاولة الخروج سياسيًا من عباءة أمريكا واحتجاجات الأمة البريطانية على حكوماتها لانصياعها للإرادة الأمريكية بوصفها أمة جاهلة وشعوبها أغبياء، يبدو أن هذه التغيرات تفتح الباب من جديد لدى المواطن العربي والمثقفين العرب إلى إعادة طرح فكرة الوحدة العربية وصياغة مشروع عربي نهضوي؛ يعيد بناء أسس الوحدة العربية ضمن رؤيا واضحة وأسس بنيوية إنتاجية تؤسس لاقتصاد قوي غير مشوه؛ مستفيدين من مقدرات أمتنا ومحققين حلم جماهيرها الذي كاد أن يتلاشى أمام فشل تجارب الوحدة التي خاضها العديد من القادة العرب؛ كان أبرزها تجربة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، هذه التجربة رغم قصر عمرها وفشلها لأسباب سنأتي على ذكرها لاحقًا ظلت تعيش في عقل ووجدان جماهير الأمة المتعطشة للحرية والاستقلال والوحدة.
لم يقدر لهذه الأمة أن تستنشق هواء الحرية والاستقلال الحقيقيين منذ عشرات السنين، فقد رزحت هذه البلاد تحت الحكم العثماني؛ عاشت فيها أقسى درجات الاستغلال والنهب والسلب عبر الضرائب التي بلغت عشرات الأنواع؛ تُقاسِم الفلاح المُنتج لقمة عيشه وتسرق من التجار والصناع في المدن جهدهم وريع تجارتهم، ولم يقف ظلم الحكم العسملي عند حد نهب جهد ومقدرات هذه البلاد، بل سُحب أبنائها لحروب ليس لهم مصلحة حقيقية فيها، والتي عرفت بسفر برلك، حيث اقتيد شباب هذه البلاد إلى حروب طويلة، كانوا هم وقودها وأعلن المُحتل التركي الحرب على العربية كقومية؛ عبر منهج التتريك الذي حاول تغيير عادات وتقاليد ولغة هذه الأمة لكي يسهل ضمها إلى الاقطاعية التركية البغيضة التي جلبت الويلات لأمتنا وأدخلتها في عصر ظلامي دام عشرات السنين. لسنا هنا بصدد الحديث عن الويلات التي جلبها الاحتلال التركي لبلادنا العربية رغم فظاعتها، ولكن لكي نلقي الضوء على بداية تنامي الشعور القومي العربي لدى الجماهير العربية التي ضاقت ذرعًا بالمحتل التركي وبداية إدراكها بأن هذا التركي الذي يسرق وينهب ويفرض الضرائب ويقتل خيرة شبابنا، ليس أخاً مسلمًا يستظل بمظلة الإسلام، إنما عدوًا غاشمًا ولصًا وسارقًا ومستغلًا ويجب محاربته وتطهير البلاد العربية من ويلاته لينشأ حركات تحررية عربية ضد المحتل التركي، هدفها تحرير البلاد والعباد منه ومن ويلاته وإعادة إحياء قومية هذه الأمة وعروبيتها، بعد أن حولها الاحتلال العثماني إلى محمية تركية لا تملك مائها وهوائها ولا تمتلك السيطرة على حدودها أو قرارها.
على ضوء تنامي الظلم والاستغلال الذي مارسه المحتل التركي وتنامي حالة الغضب الجماهيري ضد الاضطهاد والسلب والنهب؛ بدأ الشعور القومي العربي بالتبلور ليصبح وعيًا جماهيريًا لضرورة تحرير الأمة العربية؛ من نير الاحتلال وإعادة الهيبة لهذه الأمة وللحفاظ على مقدراتها من السطو التركي؛ فظهرت حركات تحررية نادت بالقومية العربية وضرورة تفعيل دور القوى العربية الحية وانطلقت عدة حركات بدءًا من الحجاز، حيث أعلن الشريف الحسين بن علي "الثورة العربية الكبرى" عام ١٩١٦، وقاد الملك فيصل جيشًا انطلق باتجاه دمشق عبر الساحل الفلسطيني ليلتقي بجيش اللنبي الذي تجاوز العقبة باتجاه دمشق، ولم يتمكن الملك فيصل من إقامة حكمه في سوريا؛ بسبب معارضة الفرنسيين له، فاتجه نحو العراق وأقام مملكته، هناك ليسدل الستارة على حكم الأتراك للبلاد العربية عام ١٩١٨.
حاول الشريف حسين بن علي إقامة دولة عربية واحدة تحت مسمى الدولة العربية المتحدة، لكن قوى الاستعمار البريطاني والفرنسي التي دعمت حركته للتخلص من الاحتلال العثماني للوطن العربي، لم يكن لتسمح بوحدة عربية أن تقام في أرجاء هذا الوطن، فتم الإعلان عن دويلات عربية مقسمة وممزقة (كما حددتها اتفاقية سايكس بيكو) وضعت تحت الانتدابين البريطاني والفرنسي ليخلق الاستعمار الكولنيالي المباشر؛ واقعًا جديدًا قائمًا على خلق دويلات ضعيفة وتابعة؛ مستبدلًا الاحتلال العثماني بالاحتلالين الفرنسي والبريطاني ليبدأ العمل من جديد ضد الاستعمار البريطاني والفرنسي.
أود أخيرًا أن أُوضح بأن ما أوردته في هذا الجزء من المقالة هي أحداث تاريخية آثرت المرور بها بقصد الربط التاريخي بين حركة التحرر العربي المعاصرة، وبين عمقها التاريخي، في تبلور الوعي القومي العربي فقط، وليس بقصد دراسة تاريخ الأمة في هذه الحقبة، والتي تحتاج مجلدات لتناولها.



#غسان_ابو_نجم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشعب الفلسطيني بين عنف السلطه واستدوال حماس
- عزمي بشاره... عقل صهيوني بعباءة قطريه
- غسان كنفاني(أيقونة الأدب المقاوم)
- آن الأوان أن ننتزع م.ت.ف من أنياب سلطةدايتون
- شعار الدوله الواحدة :رد على ملاحظات د.غانيه مليحس
- الساحه الفلسطينيه وفوضى الخيارات:المسار الثوري البديل
- 54 عامًا على وعد الشمس
- الدولة الواحده لزوم ما لا يلزم
- شعار الدولة الواحدة،، السلطة تسلم مفاتيح فلسطين،،
- مؤتمر اسطنبول....ومحاولة تجاوز منظمة التحرير
- لخروج من قمقم اوسلو،، في نقد اليسار الفلسطيني،،


المزيد.....




- الرئيس الإيراني: -لن يتبقى شيء- من إسرائيل إذا تعرضت بلادنا ...
- الجيش الإسرائيلي: الصواريخ التي أطلقت نحو سديروت وعسقلان كان ...
- مركبة -فوياجر 1- تستأنف الاتصال بالأرض بعد 5 أشهر من -الفوضى ...
- الكشف عن أكبر قضية غسل أموال بمصر بعد القبض على 8 عناصر إجرا ...
- أبوعبيدة يتعهد بمواصلة القتال ضد إسرائيل والجيش الإسرائيلي ي ...
- شاهد: المئات يشاركون في تشييع فلسطيني قتل برصاص إسرائيلي خلا ...
- روسيا تتوعد بتكثيف هجماتها على مستودعات الأسلحة الغربية في أ ...
- بعد زيارة الصين.. بلينكن مجددا في السعودية للتمهيد لصفقة تطب ...
- ضجة واسعة في محافظة قنا المصرية بعد إعلان عن تعليم الرقص للر ...
- العراق.. اللجنة المكلفة بالتحقيق في حادثة انفجار معسكر -كالس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان ابو نجم - القومية العربية طريق الخلاص:نحو مشروع عربي مقاوم(ج١)