أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان ابو نجم - ارهاصات ما قبل مدريد واوسلو الحوار الاكاديمي














المزيد.....

ارهاصات ما قبل مدريد واوسلو الحوار الاكاديمي


غسان ابو نجم

الحوار المتمدن-العدد: 7487 - 2023 / 1 / 10 - 20:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ارهاصات ما قبل مدريد و أوسلو
الحوار الأكاديمي

عندما قررت القيادة المتنفذة في منظمة التحرير الفلسطينية المشاركة في اجتماعات مؤتمر مدريد لم يكن القرار مفاجأة لأحد فكل القيادات الفلسطينية كانت على علم بذلك وساهم البعض منها في صياغة ورقة العمل المقدمه للمؤتمر وما حصل هنا لم ينسحب على لقاءات اوسلو واتفاقاته التي شكلت اخطر مشروع لتصفية القضية الفلسطينية فاقت خطورته وعد بلفور فهي من جهة انتقلت من وعد إلى إعتراف فعلي باحتلال الأرض ومن قيادة فلسطينية يفترض انها تمثل الشعب الفلسطيني وهنا مكمن الخطورة التي شكلها إتفاق اوسلو.

لم يكن مؤتمر مدريد أو اتفاقات اوسلو أبناء غير شرعيين بل هما النتيجه الطبيعية لسياسات التفريط التي انتهجها اليمين الفلسطيني وبعض من يدعون اليسار وجاءت نتيجة لسلسلة من اللقاءات والحوارات العلنية والسرية بين قيادات فلسطينية واخرى صهيونية بدأت في أواخر السبعينات وبداية الثمانيات وكان الحوار الأكاديمي بداية هذه الحوارات فما هو الحوار الأكاديمي وكيف بدء؟

لقد عمد اليمين الفلسطيني الذي تشكل من شرائح طبقية متعددة إلى أحكام سيطرته على منظمة التحرير الفلسطينية والتفرد بقراراتها لضمان تحقيق مصالحه وكان في سلم أولوياته حينذاك تحرير فلسطين وإقامة الدولة الفلسطينية العتيده التي ستلبي مصالحه الطبقية وصارع مع باقي فصائل العمل الوطني الفلسطيني المحتل الصهيوني وتصدى للعديد من محاولات السيطرة على القرار السياسي الفلسطيني والتهديد المستمر للبندقية الفلسطينية والشرعية الفلسطينية وكان ياسر عرفات يشكل الرمز والقاسم المشترك لكافة أجنحة هذا التيار الذي تشكل من بيروقراطين وكمبرادور وبرجوازية وطنية ومقاولين سياسيين وشريحة واسعة من المثقفين الليبراليين وخليط من اليساريين والاسلام السياسي وهذه تركيبة طبيعيه لهذا التيار الذي لا يمتلك نظرية علمية ونهج نظري واضح فغلبت عليه اللقاءات المصلحيه الطبقية التي تمثلت بتيارات سياسه وازلام وطنية وجماعات تنظيميه ولكن ما كان يميز هذا التيار ما قبل مدريد و أوسلو سيادة التيار الوطني بقيادة ياسر عرفات الذي شكل صمام الأمان لهذا التيار وتحكم بقراراته عبر السيطرة الكاملة على موارد منظمة التحرير الفلسطينية وحركة فتح التي شكلت التعبير السياسي لهذا الخليط الطبقي مما جعل القرار السياسي مرتبط بشخص عرفات.

عاشت هذه الاتجاهات المختلفه داخل هذا التيار حالة من تناقض المصالح عكست نفسها على الموقف السياسي داخل حركة فتح تعلقت بالارتباطات السياسية والتمويلية بالأنظمة العربية ودول إقليمية ودولية التي كانت تدفع هذه الاتجاهات نحو إعتماد سياسة متوازنة ومعتدله تجاه العدو الصهيوني خاصة بعد حرب ايلول وحرب المخيمات وحصار البندقية المقاومة مما دفع بعض أجنحة اليمين الفلسطيني للبحث عن وسائل وطرق اسرع لإنهاء الصراع الفلسطيني الصهيوني ومحاولات بعض الأجنحة داخل الحركة لتصدر المشهد وحصار تيار عرفات الذي ظل قويا بسب ارتباط التمويل بعرفات الذي سعى جاهدا للحفاظ على التفرد ولكن سرعان ما بدء عرفات بالبحث عن وسائل للتواصل مع الكيان الصهيوني تحت ضغط دولي واقليمي وضغط بعض أجنحة فتح التي بدأت تشكل خطرا حقيقيا على سلطته ٠

شرع التيار المتنفذ في منظمة التحرير الفلسطينية إلبدء بتنازل التدريجي عن الثوابت الوطنية وفتح قنوات اتصال سرية وعلنية مع الكيان الصهيوني تحت مسميات متعددة تحت ضغط إقليمي ودولي وبما ينسجم مع قصر النفس التي غلبت على قيادته التي بدأت تلهث خلف الحلول المرحلية فأوعزت للجناح الليبرالي الغارق بالعقلية الامريكية وشخصيات أكاديمية لها ارتباطات مع الإدارة الأمريكية للبدء سرا بإجراء حوارات مع اكاديمين ومثقفين صهاينة لجسر الهوة بين (الشعبين) كما ادعي لاحقاً وتم إختيار ١١ شخصية فلسطينية من أساتذة الجامعات منهم حنان عشراوي وسري نسيبه وجورج جقمان وليز تراكي وبعض الشخصيات الاقتصادية ذات الارتباط بالإدارة الامريكية مثل شارلي شماس مدير مؤسسة متين وكانت هذه الشخصيات مرتبطة بفيصل الحسيني وتتلقي دعما سريا من قيادة منظمة التحرير الفلسطينية وتقدم تقريرها لياسر عرفات وكانت اهم أهدافها
اولا ان الصراع الفلسطيني الصهيوني لا يحل بالصراع المسلح بين الطرفين وإنما بالحوار والطرق الدبلوماسية والسياسية
ثانيا ولأن هناك هوة بين طرفي النزاع يجب جسرها وان الحوار بين اكاديمين من الطرفين سيسجر هذه الهوة.
ثالثا ان الأرض تتسع لعيش طرفي الصراع ضَمن دولتين تتعاون مستقبلا لبناء منطقة زاهرة وواحة في الشرق١ الأوسط
رابعا سيتولي المتحاورون مهمة خلق رأي عام بين الطرفين للعيش المشترك
وغيرها من التفصيلات التي تسقط الصراع والعنف بين الطرفين وقد نجح الوفد الصهيوني وتحديدا يوسي بيلين الموجه العام للوفد الصهيوني في صياغة مفاهيم سياسية شكلت لبنة اتفاقات اوسلو لاحقًا.

لقد دعمت الإدارة الامريكية هذا الشكل من الحوارات ومولتها ودفعت بمجموعة من اعضاء الحوار الأكاديمي إلى واجهة العمل السياسي لاحقا ولكن ولأن الشارع الفلسطيني الذي لم يكن مهيأ لمثل هذه الحوارات من جهة وفطنة وقوة اليسار الفلسطيني في تلك الفترة افشلت هذا الحوار واصدرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بيانا يكشف حيثيات وشخصيات ومكان انعقاد هذه اللقاءات حيث كانت تتم في الجامعه العبريه في القدس وجامعة (بار ايلان ) في الداخل المحتل مما اضطرها للتوقف وبدورها تخلت قيادة منظمة التحرير الفلسطينية عن هذا الوفد وان تتبرأ منها بعد أن تم تعرية شخصيات ومهمات هذا الفريق الذي سمي حينها عصابة (الأحد عشر).

لقد شكل هذا الشكل من الحوارات واللقاءات كما غيره من المحاولات التي سأكتب عنها لاحقا الارهاصات الأولى لاوسلو وملحقاته ومهدت الطريق أمام بروز اتجاهات سياسية داخل التيار المتنفذ تلهث وتتسابق للحوار مع الكيان الصهيوني وتقديم المزيد من التنازلات المجانية التي دفعت بالقضية الفلسطينية للمزيد من التعقيد والتشتت والضياع.



#غسان_ابو_نجم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غسان كنفاني واستباق الزمن
- مسيرة الاعلام الفلسطينية جماهيرنا تتصدى وسيف القدس مشرع
- (ارتفاع المنسوب النضالي ضد الوحشيه الصهيونيه)
- المؤامرة المقدسة على باب الخليل
- الاغتيال الصهيوني للمستقبل الفلسطيني_البنية السياسية(3)
- الاغتيال الصهيوني للمستقبل الفلسطيني_البنية الاقتصاديه(2)
- اغتيال المستقبل الفلسطيني
- ضياع السياسة الفلسطينية الواقع والتحديات وآفاق الحل
- اغتيال منظمة التحرير الفلسطينية مشروع مبرمج
- الدعوة لاجتماع المجلس المركزي وأزمة اليمين الفلسطيني
- وتبقى سوريا قلعتنا الاخيرة
- القومية العربيه طريق الخلاص:نحو مشروع عربي مقاوم(ج١)
- القومية العربية طريق الخلاص:نحو مشروع عربي مقاوم(ج١)
- الشعب الفلسطيني بين عنف السلطه واستدوال حماس
- عزمي بشاره... عقل صهيوني بعباءة قطريه
- غسان كنفاني(أيقونة الأدب المقاوم)
- آن الأوان أن ننتزع م.ت.ف من أنياب سلطةدايتون
- شعار الدوله الواحدة :رد على ملاحظات د.غانيه مليحس
- الساحه الفلسطينيه وفوضى الخيارات:المسار الثوري البديل
- 54 عامًا على وعد الشمس


المزيد.....




- نقار خشب يقرع جرس منزل أحد الأشخاص بسرعة ودون توقف.. شاهد ال ...
- طلبت الشرطة إيقاف التصوير.. شاهد ما حدث لفيل ضلّ طريقه خلال ...
- اجتياج مرتقب لرفح.. أكسيوس تكشف عن لقاء في القاهرة مع رئيس أ ...
- مسؤول: الجيش الإسرائيلي ينتظر الضوء الأخضر لاجتياح رفح
- -سي إن إن- تكشف تفاصيل مكالمة الـ5 دقائق بين ترامب وبن سلمان ...
- بعد تعاونها مع كلينتون.. ملالا يوسف زاي تؤكد دعمها لفلسطين
- السيسي يوجه رسالة للمصريين حول سيناء وتحركات إسرائيل
- مستشار سابق في -الناتو-: زيلينسكي يدفع أوكرانيا نحو -الدمار ...
- محامو الكونغو لشركة -آبل-: منتجاتكم ملوثة بدماء الشعب الكونغ ...
- -إيكونوميست-: المساعدات الأمريكية الجديدة لن تساعد أوكرانيا ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان ابو نجم - ارهاصات ما قبل مدريد واوسلو الحوار الاكاديمي