أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سيمون عيلوطي - أسمهان: الصوت الذي رجح رغم المأساة (ح:5و6)















المزيد.....

أسمهان: الصوت الذي رجح رغم المأساة (ح:5و6)


سيمون عيلوطي

الحوار المتمدن-العدد: 7527 - 2023 / 2 / 19 - 16:33
المحور: الادب والفن
    


أسمهان: الصوت الذي رجح رغم المأساة (ح:5)

أسمعان، رغم سطوع نجمها في مرحلة مبكِّرة من مشوارها مع الغناء، ورغم حضورها المتميِّز، وإحاطتها بالمعجبين والمعجبات، إلَّا أنها كانت تشعر بالوحدة، وتكره أن تغني في الحفلات أمام جمهور واسع، ظهورها في هذه الحفلات، يأتي فقط من باب حاجتها للمال، صحيح انَها تعشق الغناء، ولكنّها كانت تحب في الباب الأول، كما صرّحت لصديقها الكاتب محمد التابعي، أن تغنّي لنفسها، ثمَّ في حفلات خاصة، تُقتصر على الأصدقاء الذين يحسنون الإصغاء، فقد كانت تعتزُّ بنفسها كثيرًا. يَذكُر التابعي في كتابه، "أسمهان تروي قصَّتها" أنه عندما أقام سهرة خاصة احتفاءً بعيد ميلاده، دعا إليها نخبة من الأصدقاء، ومن أصدقائه المطربين فقد دعا كل من: عبد الوهاب، أم كلثوم، وأسمهان. يقول التابعي: غنَّى عبد الوهّاب وأم كلثوم في هذه السَّهرة حتى السَّاعات الأولى من الفجر. أسمعان لم تحضر لتشارك في هذه السَّهرة، عندما سألها التابعي عن ذلك، قالت: السَّهرة لا تحتمل مطربتين، أنا وأم كلثوم معًا. والحقيقة أنَّ اعتدادها بنفسها منعها من أن تكون مطربة ثانية.
مشكلة أسمعان أنها عاشت بين أوساط مجتمعيَّة محافظة، تحسب وتراقب حركتها وسكونها، لا سيما بعد طلاقها من ابن عمَّها، الأمير حسن الأطرش، وعودتها إلى مصر لمواصلة مشوارها مع الفنِّ والغناء، وهي بطبعها فنَّانة تحبّ الحريَّة والانفتاح، ما عرضَّها لإشاعات مغرضة، وإلى قيل وقال لا أول له ولا آخر، شأنها في ذلك شأن معظم الأديبات والفنانات اللواتي برزن في هذه البيئة الاجتماعية المحافظة التي لا ترى المرأة إلا بين جدران بيتها، لا شأن لها في الحياة سوى الطّبخ والكنس، والاهتمام بزوجها وبتربية أطفالها، و ما دام الحال كذلك، فإنَّ أسمهان لو قُدِّر لها أن تعيش أكثر، لأصابها، بتقديري، ما أصاب الأديبة مي زيادة من قبلها. مي عندما أحبَّت الأديب، عبَّاس محمود العقَّاد الذي بادلها شعورها بالمثل، انهالت عليهما الإشاعات الخبيثة من كل حدب وصوب، فتعقَّد العقَّاد، وذهبت مي إلى مستشفى الأمراض العقليَّةـ
بدوري لم أشأ أن أقف عند هذه الإشاعات المغرضة التي دارت حول مطربتنا، الأميرةـ، والنّبيلة، أسمهان، وقام البعض بتضخيمها، بمشاركة عدد من حملة الأقلام الرَّخيصة التي حبَّرت الصُّحف الصَّفراء بالأخبار الملفّقة والكاذبة، الصادرة عن قلوب سوداء، ونفوس وضيعة، مدفوعة من خصوم صاحبة الصّوت الملائكيّ، بهدف الإساءة.
لقد عانت أسمعان جرَّاء هذه الإشاعات كثيرًا، كان من نتائجها أن حُرِمَت من الحصول على الجنسيَّة المصريَّة، حيث مكثت طوال إقامتها في مصر بواسطة تصريح يمنحها حق الإقامة فقطـ، عليها أن تُجدّدها بين الحين والآخر لدى السّلطات المختصَّة. وقد استدعتها ذات يوم وزارة الجوازات المصريَّة لمقابلة الوزير المسئول على جناح السرعة، عند حضورها أبلغها سيادته أن وجودها على الأراضي المصريَّة غير مرحَّب فيه، وقال: يجب أن تغادري مصر خلال أسبوع، وذلك بموجب قرار صادر من جهات عليا. جميع محاولاتها لإقناعه بالعدول عن قراره هذا، لم تُجدِ نفعًا. تركته والدَّموع تَرَقْرَق من عينيها الجميلتين: ماذا عساها أن تفعل، وهي لم تزل مشغولة في تصوير أوَّل فيلم سينمائي لها، عنوانه: "انتصار الشَّباب"، يشاركها في بطولته، شقيقها، الموسيقار فريد الأطرش.
https://www.youtube.com/watch?v=srMrLiLLPGQ&list=RDsrMrLiLLPGQ&start_radio=1

***
أسمهان: الصوت الذي رجح رغم المأساة (ح:6)

أصبح وجود أسمهان على الأرض المصريَّة محظورًا، لم يبقَ أمامها بعد سحب إقامتها سوى أسبوع واحد لتحمل أمتعتها وتغادر إلى حيث تشاء، طرقت جميع أبواب من تعرفهم من أصحاب النُّفوذ ليعموا على تعديل قرار طردها، فوجدتها موصدة بوجهها، منهم من تكرَّم وقال لها: أوامر عليا يا سيِّدتي، لا نستطيع مساعدتك. السُّؤال المطروح هو: لماذا اتُّخِذَ هذا القرار الظَّالم بحقِّها... ومن يقف وراءه؟ ... الحكاية وما فيها يمكن تلخيصها على النّحو التَّالي:
أجمعت المصادر التي تطرَّقت إلى هذا الجانب من حياة أسمهان، أنها تعرَّفت على رئيس الدِّيوان الملكي، أحمد حسانين باشا الذي أحبَّها جدًا، ممَّا آثار غيره الملكة نازلي، أم الملك فاروق التي كانت تحب أحمد حسانين باشا حبًا جمًا، وتغار عليه بجنون. (فتنافخت "نازلي"، شرفًا) ، وقرَّرت طرد أسمهان من مصر، اتَّصلت بحسين سرّي باشا، رئيس الوزراء ووزير الداخليَّة آنذاك، والذي تولَّي عمليَّة تنفيذ القرار، مبلغًا أسمهان بأنَّ مُدَّة إقامتها في مصر قد انتهت.
الباشَوات الذين عرفتهم أسمهان، وأحيت حفلات عديدة في مناسباتهم الخاصَّة، والذين كانوا يتودَّدون لها لينالوا رضاها، ارتدُّوا من حولها جميعًا، دون أن يُسعفوها في حلِّ مشكلتها. وبما أنَّ الشيء بالشيء يُذكَر، فإنَّ هؤلاء الباشَوات يذكرونني بحكاية لطيفة رواها الأديب الكبير مارون عبُّود في احدى كتبه، يقول: أراد أحد الخديويين أن يعرف كم عنده من باشَوات وبَكَوات، فأمر أن يركب الباشَوات الخيول ويمرَّوا من أمامه، وأن يركب البَكَوات الحمير ويمرُّوا من أمامه أيضًا. جلس الخديوي ليشاهد الخيول بما عليها من باشَوات وهي تمر من أمامه، والحمير بما عليها من بَكَوات وهي تمر من أمامه أيضًا، وفجأة انقطع الرَّكب، وإذا بفريقٍ كبيرٍ من المشاة يجري من خلفهم، استغرب الخديوي وسأل من يا ترى هؤلاء؟!... أجابه أحد المقرِّبين، هؤلاء البَكَوات يا مولاي، أصبحوا أكثر من الحمير في مصر، فَمَشوا.
في خضمّ حيرة مطربتنا الجميلة، ظهر صديقها الصَّحفي محمد التابعي الذي أنقذها من مأزقها، مستغلًا علاقاته الواسعة من تجديد إقامتها في مصر، وإلغاء القرار، ما مكَّنها من متابعة تصوير فيلم "انتصار الشباب" المشار إليه سابقًا، والذي مثَّلت فيه إلى جانب شقيقها فريد الأطرش، وشاركته أغاني الفيلم أيضًا. هذا العمل السينمائي كان السَّبب في تعرّفها على مخرجه، أحمد بدرخان الذي نجح في جذب استلطافها له، فتزوَّجها عرفيًا، ولكنّ زواجهما انهار سريعًا، وانتهى بالطلاق.
https://www.youtube.com/watch?v=p-oZAVAbi2M
(يتبع)



#سيمون_عيلوطي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسمهان: الصوت الذي رجح رغم المأساة (ح:3و 4)
- قصائد....
- أسمهان: الصوت الذي رجح رغم المأساة (ح:1و 2)
- حكاية أغنية -جبينة- لنجمة الطَّرب الفلسطيني كاميليا جبران
- «القيثارة الحزينة» بين نزار قبًّاني نجاة الصَّغيرة
- قصَّة أغنية -أيظنُّ- لنجاة الصغيرة
- -يا يَمَّه- بين زهور حسين وفايا يونان
- بليغ النَّغم: قراءة جديدة في تجربة بليغ حمدي الفنيَّة والانس ...
- بليغ النَّغم: قراءة جديدة في تجربة بليغ حمدي الفنيَّة والانس ...
- بليغ النَّغم: قراءة جديدة في تجربة بليغ حمدي الفنيَّة والانس ...
- بليغ النَّغم: قراءة جديدة في تجربة بليغ حمدي الفنيَّة والانس ...
- بليغ النَّغم: قراءة جديدة في تجربة بليغ حمدي الفنيَّة والانس ...
- جئتكم أغنيِّ: كتاب جديد للشَّاعر سيمون عيلوطي
- جئتكم أغنّي
- موسى إبراهيم يستلهم في معرضه -شخصيات ووجوه- الواقع المعاش، و ...
- مجمع اللّغة العربيَّة يصدر العدد التاسع من مجلّته المجلّة
- كتاب -مرايا في الأدبِ والنَّقدِ والثقافةِ- للدُّكتور محمَّد ...
- مجمع اللّغة العربيّة يصدر كتابًا جديدًا للبروفسور إبراهيم طه
- لقاء مع الدكتور ياسين كتّاني، رئيس مجمع القاسمي للّغة العربي ...
- حوار مع أبرز مؤسّسي مجمع اللّغة العربيّة البروفسور ساسون سوم ...


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سيمون عيلوطي - أسمهان: الصوت الذي رجح رغم المأساة (ح:5و6)