أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سيمون عيلوطي - جئتكم أغنّي















المزيد.....



جئتكم أغنّي


سيمون عيلوطي

الحوار المتمدن-العدد: 6027 - 2018 / 10 / 18 - 18:34
المحور: الادب والفن
    


جـئـتـكــم أغـنّـــــي

كونسيرت غنائي للفنّان فوزي السَّعدي:
مُؤَسِّس ومُبتكر الأغنية المحليَّة الفلسطينيَّة بلا منازع
(نشرة مختصرة لأبرز محطَّاته الفنيَّة، ستصدر في كُتيِّب قريبًا)
"إصدار: جمعيَّة الناصرة للفنون"
إعداد: سيمون عيلوطي


بمثابة مقدّمة

يواصل الفنّان النّصرواي فوزي السّعدي مشواره مع تلحين وغناء الأغنية الفلسطينيّة المنبثقة من جبال الجليل، وتراب المثلّث وشمس النقب، والمعبّرة أيضًا عن هموم وجراح أهله في هذا الوطن الجَّميل. فهو منذ خطواته الأولى في هذا المجال الغنائيّ الذي تمثّل عبر عمله الفنّيّ الأوّل، بعنوان: "مغناة الجليل" التي قدّمها في حينه بالتّعاون مع اتّحاد النَّادي العربيّ النّسائيّ في بيت ساحور وضمّنها قصائد لشعراء فلسطينيّين، نذكر منهم: فدوى طوقان، سميح القاسم، علي الخليلي، سعود الأسدي، توفيق زيّاد، وسيمون عيلوطي. وقد شارك صاحب هذا العمل بالغناء نخبة من المطربين الذين أصبحوا فيما بعد من أصحاب الأسماء اللامعة في عالم الغناء. ثمّ توالت بعد ذلك أعماله الفنيّة الغنائيَّة التي طوَّر وأبدع من خلالها الكثير من الألحان الآفة.
من يتابع مسيرة الفنّان السَّعدي في مشواره الطَّويل مع الغناء والتّلحين، يلاحظ بوضوح أنه كان يمهّد لتشكيل أغنية تتماثل مع طابعه الخاص، ولكنّها في الوقت نفسه، نابعة من الأجواء الفلسطينيّة، ومحلّقة في آفاقها الرّحبة، لذلك رأيناه منذ بدايته يذهب إلى التُّراث الفلسطينيّ ليغترف من أغنياته ما يصبغ ألحانه بلونها، فيشكّلها بصيغ موسيقية جديدة يساير فيها روح العصر، بأسلوب يعبّر فيه عن طابعه في الغناء.
من هذا المنطلق أقول وأنا مرتاح الضّمير: إنَّ فوزي السَّعدي هو أولّ من عبَّد الطّريق أمام انطلاق أغنيّة فلسطينيّة لها بصمتها الخاصّة بها، تميّزها عن الأغنية العربيّة في الوطن العربيّ الكبير.
فوزي، لم يتوقّف عند الحدود آنفة الذكر فحسب، بل تجاوزها عندما غامر في ثمانينيَّات القرن الماضي بإقامة "مهرجان الفن القطري"، الذي استمرّت عروضه في الناصرة على مدى أسبوع كامل، شاركت فيه عشرات فرق الرقص الشعبيّ، ومجموعة من الأصوات الغنائيَّة، من الناصرة، ومن مختلف المدن والقرى العربيَّة، وحضره جمهور واسع، جاء من الجليل، والمثلَّث، والنَّقب للمشاركة في أمسيات هذا الحدث الفنيّ الأول من نوعه في الناصرة، وفي سطنا العربيّ أيضًا. أقيم هذا المهرجان بالتّعاون مع "المؤسسة الشعبيّة للفنون" في حيفا، رأسها آنذاك الشاعر سميح القاسم. وقد اختارتني هذه المؤسّسة لإدارته، كما وألقت على عاتقي أيضًا مهمَّة الإشراف على نصوصه الغنائيّة، خاصة أنَّ هذا المهرجان خُصّص للأغنية المحليّة فقط، بهدف تشجيع الكتَّاب، ومن يعمل في مجال التّلحين والغناء على إنتاج أغنية محليَّة، تساهم في تنشيطها وبلورتها بالشَّكل الفنّيّ اللائق.
ما تقدَّم يُدلّ بوضوح، وبشكل قاطع على أنَّ الفنَّان فوزي السَّعدي هو صاحب مشروع موسيقيّ، فنيّ، غنائيّ، يصرُّ على تحقيقه ليس من خلال أعماله فحسب، بل بتحفيز غيره من الفنَّانين على إنتاج أغنية خاصَّة بهم، وبالتالي فهو يرى بأنَّ المجهود الذي يبذله البعض في سبيل إقامة برامج وحفلات لتقديم هذا العمل الغنائيّ أو ذاك، يستوردونه عن غير حق من الوطن العربيّ، هذه البرامج، كما يراها، ليست أكثر من مادَّة للاستهلاك، لن يحفظها التاريخ، ولن تُسَجَّل بأسماء أصحابها بأيِّ حال. هذ لا يعني بأن له ما يأخذه عليهم نتيجة لنشاطهم الفنيّ المذكور سابقًا، إنَّه يتفهَّم حاجتهم لكسب لقمة العيش التي قد توفّرها لهم مثل هذه البرامج، أو مشاركتهم في إحياء الحفلات الخاصَّة والأعراس. إنّما إلى جانب ذلك، فهو يحثهم على تقديم أغنية خاصًّة بهم، تهدف إلى بلورة مناخ مناسب يحتاجه كل فن يريد أصحابه الانطلاق.
هذا "الهاجس" الفنّي رافق السَّعدي كظلّه طوال مسيرته الفنيّة، وكان لا بدّ أن يختمر في نفسه، فيأتي بألحان جديدة عملها للعديد من كلمات الشعراء، أمثال: جمال قعوار، عمر حمودة الزعبي، نزيه خير، جورج فرح، وغيرهم.
السَّعدي، في هذا العرض الغنائيّ الجديد، بعنوان: "جئتكم أغنّي"، يقدّم باقة مختارة من ألحانه الجديدة. كتب كلماتها مجموعة من الشَّعراء المحليّين، تدور جميعها حول مختلف الهموم الوطنيّة والإنسانيَّة، وقد جاءت منسجمة ومكمّلة لطابعه الغنائيّ المعروف. يشاركه بالغناء في هذا العمل، نخبة من الأصوات التي اشتدَّ عودها، مبشّرة بالكثير من الخير، تصاحبها فرقة موسيقيَّة متجانسة، أضافت لعذوبة الألحان رونقًا خاصًا، يسحر الألباب.
أخيرًا: لا يسعنا في هذه المناسبة سوى أن ننظر بعين الرّضا إلى الدّور الفنّيّ الرّائد الذي قام به فوزي السّعدي، في إرساء المنطلق لأغنية فلسطينيّة خالصة، لا تشرب من نيل الأغنية المصريّة، ولا تتنفّس من هواء أرز الأغنية اللبنانيّة، ولا ترهقها الشّعارات، بل أتت بقالب فنّيّ هادئ، منبثق من أزقّة النّاصرة، ومن جبال الكرمل، وميناء يافا، وفنار عكَّا، وأطلال البروة، وقسطل صفّورية، وعين معلول. أغنيته فيها من العناصر ما يجعلها تحاكي هذا الوطن الرحب، وتداعب شغاف القلب، رقراقة تسري في الوجدان.

*********

جـئـتـكــم أغـنّـــــي

كونسيرت غنائي للفنّان فوزي السَّعدي:
مُؤَسِّس ومُبتكر الأغنية المحليَّة الفلسطينيَّة بلا منازع
(نشرة مختصرة لأبرز محطَّاته الفنيَّة، ستصدر في كُتيِّب قريبًا)
"إصدار: جمعيَّة الناصرة للفنون"
إعداد: سيمون عيلوطي

تنويه...

أنوِّهُ بدايةً إلى أنني لا أهدف في هذه العُجالة إلى تسجيل السَّيرة الذاتيَّة للفنان فوزي السَّعدي، بقدر ما أردتُ الوقوف عند أبرز المراحل الفنيّة التي مرَّ بها هذا الفنان الأصيل عبر مشواره الطَّويل مع التَّلحين والغناء والطَّرب، وبشكل خاص تلك المراحل التي فيما أرى، ساعدته على صقل موهبته، وبلورة شخصيَّته الفنيَّة، بل وتشكيل بصمته الفنيّة الغنائيَّة الخاصَّة به، والتي ميَّزته بطابع غنائيّ ذات نكهة تخصّ هويَّته الفنيَّة، منبثقة من جبال ووديان وسهول وزيتون، وتين، وصبَّار، ورمَّان هذه الأرض الملهمة.
انغماس هذا الفنان في تراب، وسماء، وهواء، وشمس بلاده، وهضمه لقضايا، وهموم، وجراح شعبه، هو ما شكّل في أغانيه ذلك المناخ الذي يتغلغل في نفوس الجمهور، ويدخل في وجدانهم من دون استئذان، وحين نلاحظ أنَّ الانسان، بالإضافة إلى ما تقدَّم، حاضرًا بشحمه ولحمه في أسلوب غنائه، ندرك ماهيَّة هذا النَّوع من الفنِّ الغنائيّ المبتكر الذي يعتبر علامة بارزة على طريق فن الغناء في بلادٍ انقطعت عنوة عن محيطها، وجذورها العربيَّة، والحضاريَّة، وما أجدى من الفن الأصيل، الصَّادق لترسيخ وتعزيز الانتماء الذي واصله الشّعر الفلسطينيّ، محقّقًا انتشارًا واسعًا على مختلف أصعدة الثقافة المحليًّة، العربيَّة، والعالميَّة. غير أن الغناء ولأسباب كثيرة، لا مجال لذكرها الآن، لم يواصل امتداده مع تراثه الغنائيّ العريق الذي تفاعل معه وطوَّره، قبل عام 1984 في إذاعة الشَّرق الأدنى-فلسطين، الفنان المبدع نوح إبراهيم (1913-28 تشرين الأول 1938)، الملقّب بـ "الشاعر الشعبي لثورة 1936" و"تلميذ القسّام". نوح إبراهيم: هو شاعر شعبي، ومغني، وملحن ومناضل فلسطيني، ولد في مدينة حيفا، وهو أيضًا صاحب الأغنية المشهورة:
يا حضرة القائد "دِل" لا تظُنْ الأمـة بتمِـلْ
لكن إنتِ سايرهــا يمكن على ايدك بتحِلْ
فهّم لندن باللـي صار واللي بعدو راح يصير
العـرب أُمـة أحرار صداقتها لازمتكو كتير
إن كنت عاوز يا جنرال بالقوة تغـير هالحـال
لازم تعتـقـد أكـيـد طلبك صعب من المُحال
لكن خـدها بالحـكمة واعطينا الثمن يا خـال
ونفّـذ شروط الأمـة من حرية واستـقـلال
دبرها يا مستر "دِل" يمكن على ايدك بتحلْ.

السَّعدي أدرك بحسّه الفنيّ، أن المنطلق السَّليم للنَّهوض بأغنية محليَّة لها هويَّها الخاصَّة بها، تُميّزها عن الأغنية في الوطن العربيّ الكبير، لا يتحقَّق بالمضمون فحسب، بل بعناصر فنيَّة، لحنيَّة نابعة من التُّراث الفلسطينيّ الأصيل، ثمَّ النَّهل من ينابيعه عند تلحين أعمال جديدة. وهكذا فعل.

جـئـتـكـم أغنّــــي

فوزي السَّعدي: لم يتّجه في غناءه يومًا إلى جهة بعينها.
لم يهتم بأن يغنّي في المناسبات الخاصَّة، والأعراس.
لم يسر باتّجاه أي مطرب مهما عَلاَ شأنه في عالم الغناء،
بل سار بتجاه نفسه لإرساء لونه الغنائيّ الخاص به.
فهو في هذا العرض الغنائيّ (concert)، بعنوان: "جئتكم أغنّي" المستوحى من قصيدة للشاعر فوزي جريس عبدالله، تحمل نفس العنوان، تقول كلماتها:

"جئتكم يا أخوتي أنشد أشعاري
لآلاف اليتامى
ولآلاف الحزانى
والثَّواكل
جئتكم أنشد أشعارًا تقاتل
***
كي يعيش الطفل حرًا في قرانا
كي يغنّي كل فلاح مناضل
أغنيات الحب تحدوها منانا
علّموا أطفالكم شعرًا يقاتل.."

هذه الأغنية (جئتكم)، أدرجها الفنَّان السَّعدي مع مجموعة أخرى من أغانيه ضمن هذا العرض الغنائيّ المحليّ الخالص، والخاص بالنكهة الفنيَّة الغائيَّة التي عُرِفَ من خلالها صاحب هذا العمل الغنائيّ المميّز. حيث أخذ يركّز على الأغنية الناقدة، السياسيَّة، والسَّاخرة، لا شكَّ أن الذي حضر العرض الغنائيّ السَّابق، "آخر كلام" لاحظ هذا الجانب (النقديّ، السياسي، السَّاخر) في ألحان وغناء السَّعدي، خاصة عندما غنَّى من ألحانه، كلمات لشاعر العاميَّة المصريّ، أحمد فؤاد نجم، ما يلي:
الخواجه الأمركاني/ والسماسرة اللي وراه/ تخُّنوا بالكذب ودنه/ ورَّضوله مقاس قفاه/ فهموه من غير ما يفهم/ ان سوق الشرق مغنم/ والخواجه بطبعه مغشم/ والمصاري معفرتاه/ حب يعمل فيها تاجر/ وانتطلق يسلب وينهب/ ف الزباين بالنهار/ يحدف الدولار يلمُّه/ تللميت مليون دولار/ بالقزايز والبنات/ باللبان والبومبونات/ بالمدافع والدانات/ أو بأفلام الرعاة/ قول بقى تاجر وفاجر/ وانفلت لص المواشي/ رعب ماشي ف البلاد/ يشفط البترول ويطرش/ كل ألوان الفساد/ عزرائيل من غير فرامل/ يقلب العرسان أرامل/ حتى ف بطون الحوامل/ بالسناكي والخناجر/ والنهاية يا خواجة/ من ف يوم كانت بداية؟/ البداية برضه لازم/ بيجي يوم توصل نهاية/ مهما زاد الرأسمال/ الهلاك هو المآل/ والتاريخ هو اللي قال/ لعبت الموت فِ الحياة/ يسحب الروح فِ الحناجر.


وقفة على أبرز المراحل التي شكَّلت طابع السَّعدي الغنائيّ

لا يستطيع المَرْء الإحاطة بتجربة فوزي السَّعدي الفنيَّة دفعة واحدة، وذلك لاتساعها، وتعدّدها على ثلاثة أَصْنَافٍ غنائيَّة، توزَّعت على الأغنية التُّراثيَّة، السّياسيَّة، والسَّاخرة، وقد رأيتُ أن أتناولها عبر أربع مراحل، ساهمت في بلورة هويَّته الفنيَّة، فاندرج هذا العمل الغنائيّ الجديد، (جئتكم أغنّي)، ضمن مناخاتها الفتيَّة، رغم اعتباره يشكَّل قفزة نوعيَّة عنها. بناء عليه أستطيع القول: إنَّ (جئتكم أغنّي) يأتي بعد سلسلة من الأعمال الغنائيَّة التي قدَّمها مطربنا في الناصرة وفي مختلف المدن والقرى العربيَّة، مضيفًا بذلك إلى تجربته مرحلة فنيَّة غنائيَّة جديدة، توزعت عبر مشواره الفنيّ الطويل على عدَّة مراحل، كما ورد أعلاه، يمكن تصنيفها كالتالي:

1) مرحلة الأغنية التراثيًّة. (2) مرحلة الأغنية السياسيَّة. (3) مرحلة الأغنية النَّاقدة-السَّاخرة. (4) المرحلة الرَّاهنة.

1) مرحلة الأغنية التراثيًّة:

اسمرت من سنة 1970، حتى 1980 من القرن الماضي: عمل الفنان فوزي السَّعدي في تلك المرحلة على احياء وتطوير أغنية التراث الفلسطينيّ، فغنَّى: "جفرا، ظريف الطول، دلعونا، حيّد عن الجيشي يا غبيشي، عذَّب الجَّمال قلبي، سودا يا عينو، قطعنا النصراويَّات" وغيرها الكثير من أغاني التُّراث التي استلهمها السَّعدي في تلك المرحلة، وألبسها ثوب العصر، إن صحَّ التعبير، من خلال تطوريها بألحان جديدة، يساير فيها روح العصر، وطابعه الغنائيّ أيضًا.

2) مرحلة الأغنية السياسيَّة:

في هذه المرحلة جمع فوزي العديد من قصائد الشعراء، اختارها بعناية لتتماشى مع رغبته في إيجاد مضامين تحاكي تلك المرحلة التي امتدَّت في مشواره من سنه 1980، حتى، 1990 لحَّن خلالها قصائد للشعراء: فوزي عبدالله، جمال قعوار، سميح القاسم، عفيف صلاح سالم، محمود درويش، نزيه خير، سيمون عيلوطي، خالد عوض،جورج فرح، علي الخليلي، جريس عيد، فدوة طوقان، ومفلح طبعوني الذي غنَّى من كلماته أغنية لروح الشهيدة، ابنة جنين، منتهى حوراني، اسْتُشْهِدَت بنيران الجيش الإسرائيليّ في احدى المظاهرات ضدّ الاحتلال في جنين، وغيرها من الأغاني التي لحَّنها آنذاك مستفيدًا من مرحلة البدايات التي خصَّصها لأغاني التُّراث الفلسطينيّ، السَّالف ذكرها أعلاه: ولكي يؤكّد على الخصوصيَّة المحليّة في اللحن وفي طريقة الغناء أيضًا، فقد أدخل بعض أغاني هذه المرحلة، (مرحلة الأغنية السياسيَّة)، 1980-1990، على العمل الغنائيّ الذي أقامه آنذاك تحت عنوان: "مغناة الجليل" بالتّعاون مع "فرقة الفنون الشعبيَّة" التَّابعة "لجمعيّة الاتحاد النسائيّ العربيّ" في بيت ساحور، "قضاء القدس"، معتمدًا فيها على الكثير من شعر مجموعة "أعاني من الجليل" للشاعر سعود الأسدي، التي التقت مع رغبة السَّعدي في تقديم أغاني تحمل طابع التُّراث الفلسطينيّ. صمَّم الرَّقصات الشعبيَّة لهذا العمل، ابن مدينة رام الله: الفنان صليبا طوضح، وقد عرض في حينه في بيت ساحور، القدس، يافا تل أبيب، حيفا، أم الفحم، الناصرة، وغيرها من مدن وقرى "شطرتي البرتقالة".

أذكر أنه خُصِّصَ لهذه المغناة نشرة خاصة بها، ضمَّت إضافة إلى نشر عدد من أغانيها، مقالات حول الفلكلور الفلسطيني، برز من بينها مقالة للشاعر سميح القاسم، وأخرى للشاعر علي الخليلي. وقد تجاوب معها الجمهور، ولاقت تغطية إعلاميّة واسعة، في مختلف وسائل الإعلام، المحليَّة والعربيّة.

المرحلة الثالثة:

فوزي السَّعدي من الفنَّانين الَّذين لا يخشون في أعمالهم الفنيَّة من خوض تجارب جديدة، سواء كان ذلك في طريقة ابتكار تأليف اللَّحن، أو في أسلوب الغناء، لذلك رأيناه لا يكرِّر نفسه، بل يغامر في تقديم أعمال جديدة خارجة عن المألوف على السَّاحة الفنيّة من جهة، وعن أنماطه هو نفسه في مراحله السَّابقة، من الجهة الأخرى.
أكاد أجزم أن صدقه الفنيّ، وإيمانه بما يعمل، مكّناه من الإقدام على تلك التَّجارب الفنيَّة، على مستوي اللحن، وعلى طرح المضامين الشَّائكة، كأغنيته مثلاًّ:

"لمّا الولد بحكم بلد
بصير الفار
يِرْعِب أسد"

أو كأغنيته أيضًا:

"إلْ ما بعرف بِدُّو يْقول
جماعِتْنا بِتِّفْقو
برنامج وطني مسئول
يعطي للشَّعِب حَقُّو
الوَضْع المايِع مش معقول
خلّى المُيَّاع يْنِقُّو
بفكرة عوجه وْجابو حْلول
عَ الواقع ما بِنْطِبْقو
يْقولو إحنا خْطوط الطّول
وِالعَرْض تَنْهِن يِبْقو
عالكُرْسي هيكي عا طول
من لِهْموم يِرْتِزقو !!.."

في المرحلة الثالثة التي امتدَّت من سنة 1990، حتى 2000، عمل فوزي السّعدي على تلحين وغناء كلمات ناقدة-ساخرة، لشعراء محليّين وعرب. على الصَّعيد المحليّ: فقد لحَّن وغنى على سبيل المثال من كلمات الشاعر سيمون عيلوطي، حيث قدَّم له في هذا المجال أكثر من أغنية، منها: "الأحزاب"

"مْصيبِتْنا فــي هَالأحزاب
شو بتسـاوم عَ التَّرشيح
برنـامِج مـن ذات لِـكْتاب
منقول وْمن دون تصحيح
شـوفـو كيف يْدقُّـو البـاب
بــاكِر قَبْل الدّيــك يْـصيــح
صـوّت أحســن مَ النــوَّاب
يْطيــرو مع هبَّــات الريح..."

أما من كلمات الشعر السَّاخر، لشعراء من الوطن العربي: فقد لحن وغنَّى قصيدة للشاعر العراقيّ أحمد مطر، جاء في مطلعها:
"أكثَرُ الأشياءِ في بَلدَتِنـا
الأحـزابُ
والفَقْـرُ
وحالاتُ الطّـلاقِ.
عِنـدَنا عشرَةُ أحـزابٍ ونِصفُ الحِزبِ
في كُلِّ زُقــاقِ!
كُلُّهـا يسعـى إلى نبْـذِ الشِّقاقِ!
كُلّها يَنشَقُّ في السّاعـةِ شَقّينِ
ويَنشَـقُّ على الشَّقّينِ شَـقَّانِ
وَيَنشقّانِ عن شَقّيهِما ..
من أجـلِ تحقيـقِ الوِفـاقِ!
جَمَـراتٌ تَتهـاوى شَـرَراً
والبَـرْدُ بـاقِ
ثُمّ لا يبقـى لها
إلاّ رمـادُ الاحتراق!"

ومن بين ما لحَّن وغنَّى من شعر شعراء الوطن العربيّ أيضًا، قصيدة بالعاميّة للشاعر اللبناني أسعد السَّبعلي، بعنوان، مجانين:
"مجانين هنّي..
مش أنا مجنون
مش أنا تعدّيت عَ القانون
مش أنا بعت الضَّمير
وهرَّبت
خبزات الفقير...
مش أنا ...
لأ مش أنا حامي السَّبق
ومهرِّب الأفيون
مجانين
بيشوفو الفنون جنون..."

فوزي لحَّن عبر تلك المراحل أيضًا، للكثير من الأصوات الغنائيَّة، فقد لحَّن على سيبل المثال: أغنية، عنوانها: "بيروت"، كلمات الأدبية شوقيَّة عروق منصور، قدَّمتها بصوتها العذب، الفنَّانة أمل مرقص، وأخرى من كلمات الشَّاعر محمود درويش، بعنوان: "الليل يا أمَّاه"، خصَّصها لصوت الفنَّانة الحيفاويَّة، تغريد عبساوي. ثم سجَّلتها بصوتها بعد ذلك، الفنانة النَّصراويَّة هبه بطحيش. وهناك الكثير من الأغاني التي لحَّنها لعدد من الأصوات الواعدة.
الأغنية عند فوزي ليست مجرَّد قطعة غنائيّة تروم الطَّتريب، أو التَّرفيه، أو الرَّص فحسب، إنها بالإضافة إلى ذلك، مادة غنائيّة تحمل رسالة فنيَّة، سياسيَّة، اجتماعيَّة، وموقف تقدّميّ، وطنيّ، أخلاقيّ، وإنساني إزاء ما يدور حوله من مختلف الأمور الحياتيّة، المجتمعيّة على الصَّعيد المحليّ، العربيّ والعالميّ أيضًا. لذلك رأيناه عبر تلك المراحل المذكورة سابقًا يلحَّن ويغنَّى الكثير من الكلمات التي تعكس جوانب متعدّدة من قضايا وهموم مجتمعه الفلسطينيّ في الدَّاخل وفي الشَّتات، بأسلوب خاص به، يناسب تلك المضامين التي شغلته، فشكَّت بصمته في عالم الغناء.

المرحلة الرابعة:
(خلاصة)

في هذه المرحلة الرَّاهنة التي ما زال فها السّعدي يشقّ طريقه نحو عالم الفنّ والإبداع، نلاحظ أنَّه اكتسب من خلال مراحله السَّابقة، خبرة غنيّة، ترجمها بشكل فنيّ وعمليّ في عرضه الغنائيّ "آخر كلام" الذي عرضه مؤخرًا بمشاركة نخبة من العازفين والمطربين. قدَّم فيه مجموعة من أغانيه السَّاخرة، الوجدانيَّة، والوطنيّة، لامست قلوب الجمهور لما تضمنته من تجسيد لآلامهم، وآمالهم، وأحلامهم بمستقبل أفضل، ما جعله يغامر في تقديم هذا العرض الغنائيّ "جئتكم أغني" الذي وضع فيه مختارات من أغانيه الجديدة، توزعت على كلمات نخبة من الشَّعراء، نذكر منهم: محمود درويش، سميح القاسم، فوزي جريس عبد الله، منى عادل الضاهر، سيمون عيلوطي، جريس عيد، تميم سعود الأسدي، سالم شرارة، طارق عون الله، سلوى بلال، وغيرهم من الشعراء المحليّين.
أما بالنسبة لمشاريعه المستقبليّة: فإنَّه يعدُّ في هذه المرحلة لعرض غنائيّ جديد، يضمُّ العديد من الأغاني التي لحَّنها عبر المراحل المذكورة آنفًا، وأخرى يعمل على تلحينها في هذه الفترة. ومن برامجه المستقبليَّة أيضًا، فانه يعمل في هذه الأيَّام على تلحين نص غنائيّ فنيّ، هو عبارة عن مشاهد شعريَّة، غنائيَّة، سرديَّة، مستوحاة من كتاب: للشّاعر سيمون عيلوطي، عنوانه: "بنت القسطل – صفورية"، ليواصل في هذا العمل اهتمامه بالغناء لمدننا وقرانا العربيَّة، حيث غنّى لمعلول، الناصرة، يافا تل أبيب، اللطرون، يديها إلى الشاعر محمود درويش، يقول فيها:

"إحمل راياتك ارجع إبدا من هون
هاي الأرض، الحلم، الوعد
بدونك لا طعم ولا لون.."

وفي سياق متَّصل: فقد أعرب بعض أصدقاء الفنان السَّعدي عن إعجابهم بمنجزه اللحنيّ -الغنائيّ لـ "جئتكم أغني" وذلك بعد العرض التّجريبيّ الذي جرى مؤخَّرًا لهذا العمل، وأثنوا على تجربته مع الشاعر، ابن الناصرة، المقيم في لندن، طارق عون الله الذي لحن وغنَّى من كلماته قصيدة "العادون"، جاء فيها:

"على بابها وقف القادمون
ينادون
لكن صوت المحبّين
عاد كرجع الصَّدى
قيل ليلى أحبَّت...
بكى العائدون
وكان المساء ثقيلاً
وكان الشتاء طويلاً
وصاح عجوزٌ... أحببت؟... ،،
عواء الذئاب يزيد
إذا ما استباح الشتاءُ
الجسوم الخميلة
خمرُ الأحبَّة خلف النَّهر
وخلف البحر،،
ينام على حجر حيفا القمر!!"

لا نستطيع بطبيعة الحال أن نتحدَّث عن هذه المرحلة الرَّاهنة بشكل أوفى، باعتبار أن فناننا ما زال يخوض تجربته في غمارها، ويقلّب في مجرياتها بحثًا عن قوالب جديدة، تتَّسع لمغامراته الجَّريئة والمستحدثة مع فن الغناء. ننتظر جديده، ونستبشر خيرًا.
(انتهى)

ملاحظة:
الكتاب الخاص بهذه المداخلة، والذي سيصدر قريبًا عن جمعيّة الناصرة للفنون، بعنوان: "جئتكم أغنّي" سيحتوي أيضًا على نصوص الأغاني الذي يتضمّنه هذا العرض الغنائيّ، وأسماء الفرقة الموسيقيّة المشاركة في تقديمه.
****************


خاتمة:
حــول الفـن والإعــلام
ملاحظات عامّة:
وحوار مع الفنَّان فوزي السَّعدي

ملاحظات عامّة:
وصلني عبر بريدي الإلكتروني الكثير من التَّعقيبات والمداخلات القيّمة، تدور جميعها، حول المراجعة التي أجرتها عن تجربة الفنان فوزي السّعدي الواسعة مع التَّلحين والغناء، أشاد فيها كُتَّابها بأهميَّة دور صاحب "جئتكم أغنّي" في مجال الأغنية المحليّة الفلسطينيَّة، وسعيه الدَّؤوب لتشكيل ملامحها، وتحديد لونها بالشَّكل الذي يميّزها عن شقيقتها، الأغنيّة العربيّة، خاصَّة في مصر ولبنان.
حول الفن والإعلام

غياب أعمال هذا الفنان القدير، وأعمال غيرة من الفنّانين المحليّين عن الجمهور، سببه في الأساس يعود إلى عدم وجود وسائل إعلام مسموعة ومرئيَّة على ساحتنا العربيّة المحليَّة، إزاء هذا الوضع، اطرَّ الكثير من الفنَّانين، ومن ضمنهم السَّعدي، إلى البحث عن وسائل أخرى، يستطيعون من خلالها نشر نتاجهم الفنيّ، وقد كان في مقدّمتها "يوتيوب" الذي وفَّرَ لهم هذه الفرصة، كما ذهب بعضهم الآخر إلى نشر إبداعهم الموسيقي والغنائيّ على "ديسكات"، وتوزيها بمجهودهم الشَّخصيّ على الجمهور، بالإضافة إلى إقامة حفلات خاصّة بأعمالهم الفنيَّة. رغم أهميَّة هذه الوسائل، الَّا أن انتشاها بقيَ محدودًا مقارنة مع الفضائيات والإذاعات المفتوحة على الجمهور والواسع محليًا وعربيًا، والغريب أنَّه بعد إنشاء مثل هذه الوسائل الإعلاميّة، العربيَّة المحليَّة، ظلَّ وضع انتشار الفن عندنا على حاله، لم تقم هذه الوسائل المسموعة والمرئيَّة بواجبها، رغم توفّرها، في نقل النَّشاطات الفنيّة، الموسيقيَّة، والغنائيَّة إلى الجمهور إلّا نادرًا. لذلك فهي مطالبة بأن تؤدي دورها الإعلاميّ المطلوب على مختلف الأصعدة التي تهمّ الجمهور، بما في ذلك، الثقافة والفن. نعرف أن وسائل الإعلام، موضوع حديثنا، تعود ملكيّها إلى جهات خاصّة، ربَّما تكون غير مستعدة فنيًا وماديًا لتغطية هذه البرامج. هذه المهمَّة بمسؤولية أجهزة إعلام الدّولة التي لم تعمل حتى الآن على توفير هذه الخدمة لمواطنيها، دافعي الضَّرائب، لا من قريب ولا من بعيد.

حوار مع الفنَّان فوزي السَّعدي

في حديت لي مع الفنَّان فوزي السَّعدي حول هذه الأمور، قال: أذكر أن دار الإذاعة الاسرائيليَّة بالعربيّة، قبل أكثر من خمسين، أو ستين سنه، أنشأت فرقة للموسيقى العربيَّة، تابعة لها، كان واضحًا منذ البداية أن سبب إنشاء هذه الفرقة لم يهدف إلى تقديم خدمة للجمهور ألعربيّ، أو للعاملين في مجال الموسيقى والغناء من المواطنين العرب. بل بهدف إيجاد عمل لإخواننا الفنَّانين اليهود الذين قدموا من الوطن العربيّ إلى إسرائيل بعد قيامها سنة 1948، وأذكر أن هذه الفرقة أنتجت في حينه الكثير من الأغاني، لكن للأسف، لم تكن هذه الأغاني بالمستوى الذي من المفروض أن يحقّق التَّفاعل، والتواصل المطلوب بينها وبين جمهور المستمعين، بل أتت باهتة، متداعية إلى درجة التَّهالك، لم تجد من القوة ما يساعدها على الخروج من داخل جدران الأستوديو لمقابلة الجمهور. في المرَّات القليلة التي تجرأت فيها وخرجت لتقابل الجمهور، خاصّة من على المنصّات التي كانت تقام بمناسبة عيد الاستقلال مثلا، في بعض ساحات مدننا وقرانا العربيّة في الجليل والمثلث، إنَّما كانت تضربها الشمس، أو يفلحها البرد، فتصاب بالزُّكام، وسرعان ما تعود أدراجها من حيث أتت.
هذه الفرقة الإذاعيَّة رغم أنها كانت تضم العديد من العازفين المهرة، والأصوات الغنائيّة الكبيرة كصوت موشي إلياهو، المعروف في سوريا التي قدم إلى البلاد منها، باسم موسى السَّعدي، أو صاحبة الصوت المتمكن من أدواته في الغناء، فايزة رشدي القادمة من مصر، وغيرهما، لكنها مع ذلك لم تنتج أغنية محليّة أصيلة، أو بالمستوى المرجو، أغنيتها جاءت مهزوزة، تترنح ما بين الأغنية المصريّة مرة، العراقيّة واللبنانيّة مرة أخرى، وبشكل هش وسطحيّ، لم يؤهلها على الاستمرار والبقاء، فتلاشت مع انتهاء عمل هذه الفرقة، حين خرج معظم أعضاءها للتَّقاعد.
الفرقة الموسيقيَّة التي أسِّست لتكون بديلا عن فرقة دار الإذاعة المذكورة سابقًا، والتي حصلت على ميزانيات لا بأس بها، لكي تقدّم أعمالا غنائيَّة للجمهور العربيّ في البلاد، لم تنجح في تقديم أغنية محليَّة، بل سارت باتّجاه عبد الوهَّاب، وأم كلثوم، وفريد الأطرش، وغيرهم من المطربين العرب. ثمَّ أخذت لسنوات طويلة تردّد في برامجها نفس الأغاني، حتى ملَّها الجمهور، وانفضَّ من حولها، فانطوت على نفسها، وانعزلت عن السَّاحة الفنيَّة، أو كادت تنعزل.
الفنَّنان عندنا لم يجد حتى الآن الحيّز الإعلاميّ، وإن شئت أقول: المتنفَّس لنشر أعماله. هناك على الصّعيد المحلّي أكثر من عمل غنائيّ غاب تمامًا عن الجمهور بعد عرضه مرَّة أو مرتيّن على هذا المسرح أو ذاك، بسبب غياب أجهزة الإعلام لتوثيقه وعرضه بين الحين والآخر.
أمَّا عن سؤالي له حول فنّه هو قال: "لم أسر يومًا في مشروعي الفنيّ في مجاليِّ التَّلحين والغناء باتجاه الأغنية العربيَّة مهما علا شأن مبدها، إنما سرت عبر كلّ المراحل التي مررت بها، فقط باتّجاه نفسي، وأضاف: بهذه المناسبة، يسرّني أن أعرب عن إعجابي بإبداع الكثير من الفنَّانين والمطربين العرب، وبشكل خاص لمن انحاز منهم، وتوجَّه في فنّه إلى جهة الإنسان البسيط، الكادح، والمغلوب على أمره نتيجة لمعاناته ومقارعته للأنظمة العربيّة الفاسدة، آخر همّها هو الإنسان. وأشار إلى أنَّه يعتبر أن رائد الأغنية المصريَّة والعربيّة في هذا المجال، هو سيّد درويش، وفي رأيه فإن الشيخ إمام، وأحمد فؤاد نجم، قدّما لهذا النَّوع من الغناء، تجربة فنيَّة غنيَّة وهامَّة جدًا، يمكن للفنانين المعنيّين في هذا الجَّانب من الغناء، أن ينهلوا الكثير من ينابيعها الفنيّة الأصيلة. وأردف قائلا: لا أنسى دور الفنَّان مارسيل خليفة في هذا المجال، كما أسجّل بالخط العريض إعجابي الشّديد بالتجربة الرَّائدة التي أنجزها للأغنية الملتزمة في لبنان، الموسيقيّ القدير زياد الرَّحباني. وقال: بالنسبة لهذا النَّوع من الغناء عندنا في فلسطين، فهناك الكثير من المحاولات النّاجحة، أبرزها في رأيي تجربة الفنَّان المقدسي، مصطفى الكرد.
بعد ذلك، انتقلنا بالحديث حول التّعقيبات والمداخلات المشار إليها أعلاه، فرأينا أن نذيِّل الكُتَيِّب: (جئتكم أغني) عند صدوره بمختارات منها، وذلك لاعتبارنا أنها تُثري "الكُتَيِّب" بأفكار أصحابها النيّرة.


(سجَّل الملاحظات، وأجرى الحوار: سيمون عيلوطي)



#سيمون_عيلوطي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موسى إبراهيم يستلهم في معرضه -شخصيات ووجوه- الواقع المعاش، و ...
- مجمع اللّغة العربيَّة يصدر العدد التاسع من مجلّته المجلّة
- كتاب -مرايا في الأدبِ والنَّقدِ والثقافةِ- للدُّكتور محمَّد ...
- مجمع اللّغة العربيّة يصدر كتابًا جديدًا للبروفسور إبراهيم طه
- لقاء مع الدكتور ياسين كتّاني، رئيس مجمع القاسمي للّغة العربي ...
- حوار مع أبرز مؤسّسي مجمع اللّغة العربيّة البروفسور ساسون سوم ...
- حوار مع أبرز مؤسّسي مجمع اللّغة العربيّة البروفسور ساسون سوم ...
- السّلطات المحليّة.. والثّقافة
- صدور ديوان-أخذتني القوافي- للشّاعر حسين مهنّا
- الفنان فوزي السعدي مبدع الأغنية الفلسطينية المحلية
- الموجِه كِفْرَت بِالبَحَر..؟!
- مستعار الإسم... مستعار الرأي..!
- نحو رؤية تنويرية....
- المرأة وانسجام المتناقضات في تماثيل سناء فرح بشارة
- مِثْل مْصَيِّف الغور *
- حلم
- إلتصاق الأغنية بواقع مجتمعها .. شرط لنجاحها وانتشارها !!
- العلقم
- حوار مع المرشد السياحي في معالم فلسطين فوزي ناصر
- ليس بالماوس وحده يحيا الطفل


المزيد.....




- فنانون يتدربون لحفل إيقاد شعلة أولمبياد باريس 2024
- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟
- شاهد: فنانون أميركيون يرسمون لوحة في بوتشا الأوكرانية تخليدً ...
- حضور فلسطيني وسوداني في مهرجان أسوان لسينما المرأة
- مهرجان كان: اختيار الفيلم المصري -رفعت عيني للسماء- ضمن مساب ...
- -الوعد الصادق:-بين -المسرحية- والفيلم الأميركي الرديء
- لماذا يحب كثير من الألمان ثقافة الجسد الحر؟
- بينهم فنانة وابنة مليونير شهير.. تعرف على ضحايا هجوم سيدني ا ...
- تركيز أقل على أوروبا وانفتاح على أفريقيا.. رهان متحف -متروبو ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سيمون عيلوطي - جئتكم أغنّي