أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سيمون عيلوطي - -يا يَمَّه- بين زهور حسين وفايا يونان














المزيد.....

-يا يَمَّه- بين زهور حسين وفايا يونان


سيمون عيلوطي

الحوار المتمدن-العدد: 7421 - 2022 / 11 / 3 - 11:16
المحور: الادب والفن
    


عندما كتبتُ قبل فترة وجيزة نسبيًا سلسلة مقالات حول "أغنياتُنا الفولكلوريَّة بين الاجترار والتَّجديد"، محفِّزًا من خلالها الفنانين الفلسطينيين على أن لا يكتفوا بترديدها كما هي بالأصل التُّراثيِّ الذي عُرِفت فيه فحسب، بل هناك ضرورة للعمل على تطوريها وإلباسها ثوب العصر الحديث عند تقديمها للجمهور، مع الأخذ بالاعتبار أيضًا، إبراز بصمة الفنَّان الذي يغنيها بشكل يُؤكِّد على شخصيَّه في فنَّ الغناء، واختلافه عن غيره من المطربين، وقد أسهبتُ في تلك السِّلسلة في الحديث عن جدوى ذلك، كما أوردتُ العديد من الأمثلة التي تدعم رأيي في هذا الشَّأن.
سرَّني أنني وجدت مُؤخرًا، إضافة إلى الأغاني التي ذكرتها، أغنية: "يا يمّه" وهي أغنية عراقيَّة، جذورها نابعة من التُراث الغنائيّ لبلاد ما بين الرافدين، من حيث الكلمات واللحن، تغنيها المطربة العلاقيَّة الراحلة زهور حسين.
أغنية: "يا يمّه" تعود إلى حكاية طريفة رواها لإحدى الصُّحف، ملحِّنها المطرب والملحِّن العراقيَّ عبَّاس جميل. أقتبسها فيما يلي كما جاءت في المصادر تمامًا.
"في أحد الأيام في منتصف الخمسينات زار المطرب والملحَّن العراقيّ المشهور عبَّاس جميل أحد شعراء الأغنية العراقيَّة وأعطاه نص هذه الأغنية قائلًا إن هذه هي بالواقع أغنية وطنيَّة يُشبِّه فيها الوطن بالأم وكيف أن الإنسان الذي يهجر وطنه هو كمن يترك أمّه ويصبح غريبًا بعيدًا عن حنانها. وذكر كذلك أن هذا الشَّاعر تعمَّد أن يتناول هذا الموضوع بالتورية خوفًا أن تسيء السُّلطة آنذاك فهم الموضوع سياسيًا فيحدث مالا يُحمد عقباه، واستطرد عبَّاس جميل قائلًا: "إنه اعتذر حينها عن تلحينها فورًا لأن الأغاني الوطنيَّة وكذلك الأغاني التي تتناول موضوع الأم لم تكن رائجة تلك الأيام، ولكنَّه وعده أن يلحِّنها في يوم ما في المستقبل".
يتابع: "وبعد أشهر تدخَّل القدر فتوفِّيت على حين غرَّة والدة المطربة الراحلة زهور حسين التي كانت تكنّ لها حبًا جمًا فحزنت عليها أشد الحزن، وبعد انقضاء الأربعين طلبت منه زهور حسين أن يلحَّن لها اغنيةً تخلّد فيها أمّها. فتذكَّر عبَّاس جميل هذا النَّص الذي قدَّمه له هذا الشاعر الغنائي الذي علمتُ فيما بعد أنه عبَّاس العزاوي، فعاد يبحث عن نص الأغنية بين أوراقه القديمة في منزله فعثر عليه في أحد الأدراج. ثم أضاف عبَّاس جميل: "إن إلهام اللحن هبط عليه فورًا... حالما أعاد قراءة النَّص فوضع له الجُّمل اللحنيَّة، وحالما تأكَّد أن الأغنية جاهزة فنيًا بالفعل، قام بالاتصال بزهور حسين وأخبرها بأنه قد عثر على ضالَّتها المطلوبة". ثم أضاف عبَّاس جميل: أنه لاقى صعوبة شديدة لدى قيامه بتحفيظ زهور حسين تلك الأغنية لأن المسكينة زهور كانت تنخرط في بكاء مؤلم بين مقطع وآخر كلَّما تتذكّر أمّها الراحلة قبل فترة قصيرة". (انتهى الاقتباس).
يُلاحَظ أن جمال اللحن الذي وضعه الملحِّن عبَّاس جميل لكلمات هذه الأغنيَة، مصدره أنه جاء مطعَّمًا إلى حدٍّ الإشباع بروح التُّراث الغنائيّ العراقيّ، وقد تألَّقت زهور حسين بشدوِهِ حين قدَّمته للجمهور.
الفنانة فايا يونان* تعيد "يا يَمَّه" بنكهة جديدة
لم تشأ الفنانة الموهوبة فايا يونان عندما أرادت أن تغنِّي "يا يَمَّه" أعادة تقديمها كما جاءت عند صاحبتها، زهور حسين، إنَّما غنَتها بأسلوبٍ مختلفٍ فيه من التَّجديد ما ينسجم مع روح الأغنية، وما يساير صوتها العذب، فقد أدركت بحسِّها الفنيَّ أنَّ أهميَّة ابراز هويَّها الخاصَّة بها في الغناء، يُؤهِّلها على بلورة شخصيَّتها الفنيَّة ما يجعلها تصل إلى قلوب جمهور المستمعين بشكل أفضل من لو بقيت مثل غيرها من الفنَّانات اللواتي يستعرن حناجر الغير عند الغناء. فايا في أغنية" يا يَمَّه" قدَّمت بصوتها مثالًا عزَّزت ما كنتُ أرمي اليه في سلسلة مقالاتي حول "أغنياتُنا الفولكلوريَّة بين الاجترار والتَّجديد"، أو حين كتبتُ أيضًا عن "النَّكهة الضَّائعة في أغنيتنا الفلسطينيَّة" في كتابي الذي صدر قبل فترة بعنوان: "جئتكم أغنَّي".
رابط "يا يَمَّه" بصوت فايا يونان هو كالتالي:
https://www.youtube.com/watch?v=8niRQePW-0I
----------------------------------------------
* فايا يونان: هيَ مُغنيَّة سوريَّة، تحمل أيضًا الجنسيَّة السويديَّة. وُلدت في حُزيران عام 1992، في مدينة المالكيَّة لعائلة من كلدان سوريا. نشأت في حلب، وَتُقيم حاليًا في بيروت. قدَّمت نفسها في بداية مشوارها الفنِّي بأغاني فيروز، وسيِّد درويش، ثمَّ توجَّهت نحو تشكيل أغانيها الخاصَّة بها، ولها في ذلك نتاج وفير. وقد أقامت فايا في دار الاوبرا المصريَّة عدَّة حفلات ناجحة.



#سيمون_عيلوطي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بليغ النَّغم: قراءة جديدة في تجربة بليغ حمدي الفنيَّة والانس ...
- بليغ النَّغم: قراءة جديدة في تجربة بليغ حمدي الفنيَّة والانس ...
- بليغ النَّغم: قراءة جديدة في تجربة بليغ حمدي الفنيَّة والانس ...
- بليغ النَّغم: قراءة جديدة في تجربة بليغ حمدي الفنيَّة والانس ...
- بليغ النَّغم: قراءة جديدة في تجربة بليغ حمدي الفنيَّة والانس ...
- جئتكم أغنيِّ: كتاب جديد للشَّاعر سيمون عيلوطي
- جئتكم أغنّي
- موسى إبراهيم يستلهم في معرضه -شخصيات ووجوه- الواقع المعاش، و ...
- مجمع اللّغة العربيَّة يصدر العدد التاسع من مجلّته المجلّة
- كتاب -مرايا في الأدبِ والنَّقدِ والثقافةِ- للدُّكتور محمَّد ...
- مجمع اللّغة العربيّة يصدر كتابًا جديدًا للبروفسور إبراهيم طه
- لقاء مع الدكتور ياسين كتّاني، رئيس مجمع القاسمي للّغة العربي ...
- حوار مع أبرز مؤسّسي مجمع اللّغة العربيّة البروفسور ساسون سوم ...
- حوار مع أبرز مؤسّسي مجمع اللّغة العربيّة البروفسور ساسون سوم ...
- السّلطات المحليّة.. والثّقافة
- صدور ديوان-أخذتني القوافي- للشّاعر حسين مهنّا
- الفنان فوزي السعدي مبدع الأغنية الفلسطينية المحلية
- الموجِه كِفْرَت بِالبَحَر..؟!
- مستعار الإسم... مستعار الرأي..!
- نحو رؤية تنويرية....


المزيد.....




- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سيمون عيلوطي - -يا يَمَّه- بين زهور حسين وفايا يونان