أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام محمد جميل مروة - الثورة الإيرانية كانت وِبال أم قفزة في غير مكانها















المزيد.....

الثورة الإيرانية كانت وِبال أم قفزة في غير مكانها


عصام محمد جميل مروة

الحوار المتمدن-العدد: 7527 - 2023 / 2 / 19 - 12:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الفارق الجوهري بين الثورات في العصر الحديث يغلب عليها التسمية الفوضوية اذا ما كانت الثورة ومن يمثلها يترنح ما بين الافكار المتداولة في رفع الغبن والظلم عن كاهل الشعوب على الاقل التي غرقت بما سُمىَّ ثورة او محاولة تغيير وإنتقال من فترة حكم لأخرى على كل المستويات التي هي ركن الأساسي لأسباب الثورات . الثورة الإيرانية التي وقعت احداثها غداة اعوام نهاية السبعينيات من القرن الماضي حيث فضل منظمها وقائدها وشيخها وسيدها الإمام الخميني الذي قادها من العاصمة الفرنسية باريس حيث كانت شهور النصف الثاني من عام 1978 تواصلت بكل احداثها بدايةً كثورة إسلامية ضد الشاه الإيراني الصفوي ابن العائلة المستبدة في وراثة الحكم الى أخر"" شاهنشاهية محمد رضا بهلوى " ، الذي كان أخرهم حيث تم تهريبه او إرغامه على مغادرة العاصمة الإيرانية طهران رغماً . والملاحظ هنا ان الدول الكبرى لم تستقبله كصديق وحامي مصالحها مما حذا بالتطلع الى صديقه المصري الرئيس محمد انور السادات المشبع بالعمالة مع الولايات المتحدة الامريكية وربيبتها إسرائيل حيث لقىَّ الشاه استقبالاً سرياً الى مماته منفياً في القاهرة .
وبدأت التظاهرات تنتشر و تتوسع وتلاقي إستحسان الشعب الفارسي الايراني الذي رحب ربما بما لا يدري تبعات التأييد الكامل لنصرة مشروع الأمام الخميني الذي رفع شعار "" ولاية الفقيه "" مباشرة كشرط جوهري لإستعادة "" الحقوق المنسية لأل البيت منبع احفاد الامام علي إبن ابي طالب وابنائه "" اسباط النبي محمد . الذين ظلموا وقتلوا وتم إبعادهم عن الحكم مع بداية السنوات الخمسين الاولى لسيطرة الاسلام بعد الرسول على محيط الجزيرة العربية التي لم تكن على ما يُرام مع مملكة فارس ، التي تم انتقالها الى الاسلام وكانت حصتها المذهبية في إتباع ما سُمىّ ولاية الفقيه والحكم الإثني عشري الذي يعود الى "" نسب الإمام المهدي المنتظر الذي غُيّب وأُبعد حسب نظر أئمة المعتقد الشيعي"" . الذي فجرتهُ الثورة الإيرانية مجدداً بعد دخول حكم الملالى تِباعاً منذ اليوم الاول لإنتصار الثورة الايرانية وتسمية الجمهورية الايرانية إنطلاقاً من مبادئ التقاسم للمذاهب الاسلامية حيث كان جوار فارس التاريخي يخضع على الاقل منذ تفكك الإمبراطورية العثمانية مطلع القرن الماضي بعد توصل العلاقات البريطانية والفرنسية في رسم مصالحها الجوهرية مع القسم الاكبر للأسلام السياسي المتمثل في إقامة دول لا دور يُذكر لما يُسمى اليوم ولاية الفقيه لا في العراق ولا حتى في سوريا او حتى في ايران حيث هناك اكثرية معروفة لأضرحة الأئمة للطائفة والمذهب الشيعي طيلة مرحلة تشكيل الدول تِباعاً .
الثورة الإيرانية قد وقعت منذ بداياتها في فتح كوة في جدار الدول المحورية وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية ومباشرة غداة تصفية الداخل الايراني وتسلم الامام الخميني مراسم الحكم وتم تعيين ممثلين خلاف حقائق معروفة قام بها النظام السابق .
وصُدِرَ مشروع الثورة الى الجوار عبر طرح اراء امريكا الشيطان الاكبر من باب حماية اسرائيل ورعاية مصالحها على الاقل حسب مقررات ما قبل سقوط الشاه . والجدير ذكرهُ هنا اندلاع الحرب الايرانية العراقية منذ السنة الاولى لبرنامج الثورة الذي اختلف شكلاً ومضمونا مع الجوار وكان الارباك العربي - العربي في تأييد الثورة كبديل عن جامعة الدول العربية التي لم تتقدم في إرساء خطة واقعية حول إستعادة الحقوق المسلوبة للشعب الفلسطيني الذي تاه ما بين الدعم والتأييد ومتابعة دور المقاومة كمشروع اساسي في مواجهة الكيان الصهيوني الغاصب .
فتلك النقطة المحورية كانت عُصارة افكار الامام الخميني الذي بدوره وقع في متاهات ومطالب طالت قديما ولم يتم ادراجها كأولويات لدى العروبة ومن يحميها ، فوقوع الثورة الايرانية تِباعاً في معاداة المجتمع العربي والاقليمي لم يتوالد من فراغ .
رأينا دور ايران التصاعدي بعد الاحتفالات منذ اسابيع في نشر الدور المتلازم لمخطط الغير مدروس ايرانيا بعد اربعة عقود ونيف من التغيير الذي لم يُثمرُ سوى إفرازات غير واضحة المعالم فيما تراه ايران مشروع مقاومة ضد كل من يقف بصف الولايات المتحدة الامريكية وربيبتها إسرائيل ، وصولاً الى دول التطبيع العربية التي بدورها لم تتقدم بإتجاه العمالة مع الغرب الا من اوسع ابواب التفرقة المزدوجة حيال نتائج الثورة الإيرانية التي خلطت الملفات منذ حرب الخليج الاولى مع صدام حسين عام "" 1980-1981- وصولاً الى مرحلة تجذير العداوة مع الثورة الايرانية بعد إحتلال الكويت عام 1990 في الثاني من شهر آب الحار "" ،
بالإضافة الى ملفات كانت عالقة وتجددت بعد الإحتلال الامريكي للعراق في نيسان مع سنة 2003 حيث اصبحت ايران لاعباً في تدخلاتها الغير مدروسة في عواصم ودول عربية معروفة بولائاتها السابقة في تضامنها مع مشروع تحرير فلسطين .
السؤال الان حول هل الوِبال الذي احدثتهُ الصورة النمطية لمشرع ايران كان اعنف من صيغة الزلالزل الحالية التي بدورها إستفادت ربما ايران منها في تناسى وملاحقة ايران ضد مشروعها النووى الفوضوي مع الولايات المتحدة الامريكية كحد نهائي لشروط عدم تدخل ايران مع الدول العربية خصوصا لدى الجارة العراق ، وسوريا ، واليمن ، ولبنان الواقع تحت قبضة حليفها حزب الله الغارق في أتون الصراع اللبناني الداخلي بدعم كامل من سفارة ايران من هنا "" طهران الثورة "" ، القفزة التغييرية لدور سفراء ايران وسياستها الخارجية اوقعت مزيداً من الإرتباك العربي والإقليمي وربما الدخلي الإيراني بعد تفاقم قضايا ما بعد الاغتيال المباشر لمنسق ولمصدر الثورة لدول الجوار في فيلق القدس الشهير ، قاسم سليماني ، وابو مهدي المهندس ، وفخري زادة ، والقصة لم تنتهي هنا ، فرأينا قضية الشابة الكردية "" مهسا اميني "" حيث إنفجرت التظاهرات على غير عادتها في المدن الايرانية وصولاً الى قلب العاصمة طهران الغارقة في فسادها القيادي الغير مدروس والذي ينبغي عليه ان ينفذ ما يُطلب من زعماء وقادة الامن لحماية أمن ايران خوفاً من الإختراق المتوقع لذوبان ما سُمىَّ الولاية الحديثة لولاية الفقيه وتوزيع مناشيرها عبر جيوش وميليشيات عربية واسلامية مختلفة .تلك اساسيات المرشد الاعلى للثورة السيد علي خامنئي الذي ينشر توبيخاته دون محاذير حاصلة وتؤدى الى الإنفجار المُنتظر !؟.
كم هي الاعداد للحوادث التي طرأت على العالم العربي مباشرة وغير مباشرة منذ إندلاع شرارة ثورة الإمام الخميني الذي نُقِل على متن طائرة فرنسية مباشرة من باريس لكى يقود محوراً جديداً قد أغضب الجميع دون إستثناء . اما الإنجازات الداخلية فليس لنا هنا موقفاً منها لأن اهل الديار أدرى بما يحصل !؟..
المحصلة النهائية لرؤية دور ايران في المنطقة قد لا يُرىّ الا من موقع التدخل في الشؤون الداخلية للدول المجاورة هذا يؤكد عدم مصداقية من يقف خلف التوجه نحو الخارج بغية إعطاء صورة واضحة مع تزايد التهديدات التي وُلِدَت مباشرة بعد تصدير خطوط العرض والطول وتداخل الحروب هنا وهناك غداة إسقاط الشاه الايراني منذ اليوم الاول في "" 11- شباط - عام 1979 "" بعدما طُرح تسمية الجمهورية الاسلامية الإرانية .

عصام محمد جميل مروة ..
المريجة بيروت -18 -شباط - فيفرييه -/2023 / ..



#عصام_محمد_جميل_مروة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رفيق الحريري الذي أُضمِرتُ النيران بعد إغتيالهِ
- الدخان الأبيض لن ينبعث بعد لقاء باريس
- الوجه المأساوي لزلزلة أرض سوريا وتركيا
- إنتفاضة السادس من شباط قد تتكرر الأن
- عن بعض العناوين الواردة في كتابي
- علقم وحنظل والبقية أتية فأنتظروا
- راسموس بالودان إرهابي أبيض
- السم العربي في ربيع الثورات كان مُتربِصاً
- يوم ميلادُكِ يُعيدُني الى زمن العشق
- محنة رِئاسة أم رواج تخبط سياسي بغية مآرب تعويم إنتظار واهم
- رحيل قامة لبنانية مُشرِعة للدستور في عصر الحرب
- تمهيد الدخول اولى صفحات كتاب -- واقع الحال في فحوى و صدى الم ...
- المصير الزائغ فوق ترهُل جاثم مُرتَقب
- الإهتمام في قضية إنتخاب الرئاسة مؤجَلْ
- لا تحصد المآسى و طينُها ألجاثم فوق همومنا
- البحث الأوكراني عن متاعب ودعم في نفس الزمن
- الذكرى التاسعة والعشرين .. ما بعد الرحيل المُبكِر ..
- كلمتي في توقيع كتابي -- واقع الحال في فحوى وصدى المقال --
- الروح الرياضية المغربية فوق الخسارة المدوية
- قمة درب الحرير تتجه مجدداً من الصين


المزيد.....




- أفعى برأسين تزحف في اتجاهين متعاكسين.. شاهد لمن الغلبة
- بعد توقيع اتفاق المعادن مع كييف.. ماذا قال نائب ترامب عن نها ...
- تساقط الثلوج يسجل رقما قياسيا في موسكو خلال شهر مايو
- دبي.. منصة -تلغرام- تنظم عرضا مميزا للطائرات المسيرة
- قبرص.. انهيار هيكل معدني ضخم خلال مهرجان للطيران
- مسيرات روسية تستهدف موقعا أوكرانيا في مقاطعة خاركوف
- فولغوغراد.. سائق سكوتر يتعرض لحادث مروع
- أول رحلة ركاب روسية لمطار سوخوم الأبخازي بعد عقود من التوقف ...
- الرئاسة السورية تعلق على القصف الإسرائيلي لمحيط القصر الرئاس ...
- هجوم على قافلة أسطول الحرية في مالطا قبل توجهها إلى غزة واته ...


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام محمد جميل مروة - الثورة الإيرانية كانت وِبال أم قفزة في غير مكانها