أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - فاضل عباس البدراوي - نجوت من الموت بأعجوبة - القسم الثاني















المزيد.....

نجوت من الموت بأعجوبة - القسم الثاني


فاضل عباس البدراوي

الحوار المتمدن-العدد: 7518 - 2023 / 2 / 10 - 00:20
المحور: سيرة ذاتية
    



في اليوم الثاني من الانقلاب، بدأت أتشاور مع نفسي، ما العمل، ماذا عليَّ أن أفعل؟ أهرب؟ ألى أين؟ ولماذا؟ أنا الذي لم أسبب أذى لأي أنسان في حياتي، كنت وزملائي في الهيئة الادارية لنقابة عمال المطابع ننظر للعمال المنتمين لنقابتنا نظرة واحدة، كانت توصيات رئيس النقابة القائد النقابي المناضل عبد القادر العياش أمد الله في عمره وسكرتيرالنقابة المناضل الراحل خليل السامرائي تؤكد علينا بأن نتعامل مع العمال بمستوى واحد، مهما كنّا نختلف مع بعضهم فكريا أوسياسيا لأننا بالتالي أبناء طبقة واحدة ومصالحنا مشتركة. لكن كان للوالدة رأي اخر حيث طلبت مني أن أسافر الى مسقط رأسي قضاء بدرة عند أخوالي، بعيدا عن البعث وحرسه القومي حيث لا وجود لهؤلاء في تلك المدينة، لكنني توصلت ألى قرار بأن أذهب الى عملي حيث كنت أعمل كطباع أوفسيت في شركة الاعظمي للطباعة الفنية التي كانت تقع في أحد الشوارع الفرعية لمنطقة الوزيرية، كان صاحب المطبعة استاذي سهام ألاعظمي أول مهندس طباعة في العراق خريج جامعة نيويورك قسم علوم الطباعة، كان نجل عميد الطباعة العراقية في ذلك الوقت المرحوم محمد صالح ألاعظمي، كان ذلك الشاب المؤدب يكن لي ودا واحتراما بالرغم من انه يعلم بأنني شيوعي وانه لم يكن يحبذ الافكار الشيوعية لكنه بدون انتماء سياسي. قلت للوالدة بأنني سوف أذهب الى عملي واذا تأخرت في العودة فأعلمي بأنه تم أعتقالي، فاليكن سوف أقضي بضعة أسابيع أو ربما أشهر رهن ألاعتقال وأنا الذي كنت زبونا للمعتقلات منذ صباي أيام النظام الملكي ومرتان بعد ثورة تموز. بعد مضي اربعة أيام على ألانقلاب نفذت قراري وأتجهت نحو عملي، ما أن باشرت بالعمل، بغياب صاحب المطبعة، حتى داهمت المطبعة ثلة من الحرس القومي، ألقوا القبض عليّ وعند خروجنا من المطبعة شاهدت أحد العاملين السابقين في المطبعة يدعى محمود يقف في باب المطبعة وهو الذي وشى بي، سبق وأن فًًصله الاستاذ الاعظمي من العمل بسبب سرقته لبعض المواد الطباعية بغيابه، ان المدعو محمود هذا كان سليل عائلة سيئة السمعة ومعروفة من الكرخيين بصورة خاصة حيث يسكن والبغداديين بصورة عامة، كان هو وأخوته يكنون بلقب عمتهم المدعوة ربـ..... كان محمود يعرف بأنني شيوعي وقد خرجت من الاعتقال قبل فترة قصيرة اضافة لتصوره بأنني وراء كشف سرقاته لكن في الحقيقة لم يكن لي دور في ذلك. أخذوني ألى النادي ألاهلي الذي لم يكن يبعد عن المطبعة الا قليلا اذ يقع على الشارع العام خلف ملعب الكشافة، عند دخولنا في النادي وجدناه مملوءا بأفراد من الحرس القومي وهم يرتدون الخاكي ويحملون البنادق الرشاشة، طلبوا مني الصعود الى الطابق ألاول أجلسوني في غرفة صغيرة خالية من ألاثاث عدا منضدة وكرسي، بعد دقائق دخل عليَّ اثنان وهما يحملان اوراقا وقلما وضعوها أمامي، عرفتهما فيما بعد، كان أحدهما القيادي البعثي جعفر قاسم حمودي والاخر القيادي في الحرس القومي حازم سعيد، طلبوا مني كتابة أعترافاتي ومن هو مسؤولي الحزبي وغير ذلك من ألاسئلة، عند ذاك طرأ على ذهني فكرة تصنّع السذاجة، قلت لهما أنا شبه أمي تركت الدراسة لأعيل عائلتي لأنني يتيم وليست لي علاقة بالسياسة، باغتني أحدهما بصفعة قوية على خدي لا أتذكر من منهما صفعني، اصبت على اثرها بالغثيان والدوران، ثم انهالا عليّ بسيل من الشتائم والكلمات البذيئة بحقي وبحق عائلتي، شتائم لا تخرج الا من أفواه شذاذ الافاق وسقط المتاع، توجهت لهما بعبارات (ليش تضربوني وتشتموني ما اتخافون من الله تضربون وتشتمون ولد بريء والذي وشى بي له عداوة شخصية معي) بعد ذلك خرجا واغلاقا باب الغرفة، يبدو انهما تشاورا فيما بينهما ساورهما الشك بأنني ربما لست شيوعيا فعلا، تم انزالي الى باحة النادي، في تلك اللحظة دخل استاذي سهام ألاعظمي وحاول التحدث معي واعطائي بعض النقود، قام أفراد الحرس بدفعه الى الوراء وهم يتهمونه بأنه جاء ليعطيني تعليمات حزبية، توجه ألاعظمي الى جعفر قاسم حمودي قائلا له (هاذ خوش ولد والذي وشى به انسان ساقط) لكنه تجاهل كلامه وطلب من الحرس باخراجه خارج النادي مع كلمات قاسية اطلقوها بحقه، كم تألمت للمعاملة السيئة التي عومل بها الانسان النبيل الذي أهين من قبل هؤلاء الرعاع بسببي، بعد دقائق نادى جعفر على شاب يرتدي الملابس المدنية ويتمنطق بمسدس، لؤي لؤي أخذ بسيارتك هذا الولد الى الاتحاد العام لنقابات العمال وسلمه بيد الرفيق خليل المختار وهو يتصرف معه، كانت سيارة لؤي متوقفة أمام النادي، أجلسني بجانبه، ما ان أدار مفتاح التشغيل وبدأ بالتحرك حتى لحق به أحد أفراد الحرس حاملا سلاحه، ناداه لؤي لؤي توقف توقف، فتح هذا الشخص الذي نسيت اسمه لكنني سأسميه( منقذ) الباب الخلفية للسيارة وجلس في المقعد الخلفي قبل أن تتحرك السيارة سأله لؤي لماذا تأتي معنا اجابه منقذ هذه تعليمات الرفيق جعفرٍ، بدأ لؤي يسوق سيارته بأتجاه ألاعظمية سأله منقذ الى أين تتجه ان أتحاد العمال يقع في منطقة القصر ألابيض، أجابه لؤي، يابا يا أتحاد يا بطيخ نأخذه الى البيت نتونس عليه وانذب بالشط ( يقصد تعذيبي حتى الموت والقائه في نهر دجلة طعما للاسماك) بينما هما يتجادلان حول مصيري بين من يريد قتلي بأبشع صورة ومنقذ ألذي يصر بشكل عجيب وغريب على تسليمي الى ألاتحاد، وانا في تلك اللحظات مصاب بشرود ذهني، أضرب أخماسا بأسداس، ندمت على سوء تقديري وخطأ قراري، لم أكن أتصور ان هؤلاء جاءوا متعطشين للدماء بعيدون كل البعد عن القيم ألانسانية والشرائع السماوية والوضعية، كان جل تصوري انهم سوف يقدمون من يعتقدون بأنهم أساوا اليهم أو أجرموا بحق البعض منهم حسب اعتقادهم سيقدمونهم للقضاء للاقتصاص منهم وانا لست واحدا واحدا من هؤلاء، أنّبت نفسي على ما أقدمت عليه من دوامي في عملي، ربما سوف ألاقي حتفي على يد هؤلاء الاوباش، لكن الجدل انتهى بين ألاثنين لؤي ومنقذ بعد ان طلب منقذ من لؤي التوقف، قائلا له توقف سوف أستأجر تكسي وأذهب به الى اتحاد العمال، عند ذاك رضخ لؤي لموقف منقذ، واستدار بسيارته باتجاه منطقة القصر ألابيض حيث مقر اتحاد نقابات العمال، تنفست بعض الصعداء مصحوبا بصيص من الامل للخلاص من مخالب هذا الوحش ألادمي، وانا اردد مع نفسي يا الاهي من أين جاء هذا المنقذ، لو لم يأتي المنقذ (لكنت اليوم نسيا منسيا ) لم ينتهي ألامر عند هذا الحد مع هذا المتعطش للدماء، في الطريق الى ألاتحاد سحب سكينة برأسين من المحفظة ألامامية لسيارته ووضعه تحت حنجرتي وهو يهدد والله يا كذا يا أبن الكذا( اذا طلعت شيوعي سوف اذبحك أمام الاتحاد بهذا السكين، وأنا صامت لم اتفوه ببنت شفة.
يتبع
للموضوع تكملة



#فاضل_عباس_البدراوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نجوت من الموت باعجوبة القسم ألأول
- حكاية ثورة
- الى المتباكين على النظام الملكي في العراق أسرد لهم هذه الواق ...
- عام على رحيل نجيب محي الدين
- لمن ستكون الغلبة في لعبة جر الحبل؟
- في ذكرى رحيل كامل الجادرجي
- عيد وطني مزيف!!!
- تقييم لسياسة الحزب الشيوعي العراقي بعد ثورة 14 تموز/الجزء ال ...
- تقييم لسياسة الحزب الشيوعي العراقي بعد ثورة 14 تموز/الجزء ال ...
- تقييم لسياسة الحزب الشيوعي العراقي بعد ثورة 14 تموز/١
- محسن الشيخ راضي لم يكن صادقا في مذكراته/الجزء الاخير
- محسن الشيخ راضي لم يكن صادقا في مذكراته/ الجزء الثاني
- محسن الشيخ راضي لم يكن صادقا في مذكراته
- قراءة في رواية الرحيل
- بمناسبة ذكرى تأسيس الحزب الشيوعي العراقي
- ضوء على لقاء البابا بالسيد السيستاني
- كامل الجادرجي في ذكرى رحيله
- خواطر عن ثورة ١٤ تموز المجيدة
- كورونا يلهب الصراع بين الاشتراكية والرأسمالية
- الموقف الامريكي من الانتفاضة العراقية


المزيد.....




- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...
- مقتل عراقية مشهورة على -تيك توك- بالرصاص في بغداد
- الصين تستضيف -حماس- و-فتح- لعقد محادثات مصالحة
- -حماس- تعلن تلقيها رد إسرائيل على مقترح لوقف إطلاق النار .. ...
- اعتصامات الطلاب في جامعة جورج واشنطن
- مقتل 4 يمنيين في هجوم بمسيرة على حقل للغاز بكردستان العراق
- 4 قتلى يمنيين بقصف على حقل للغاز بكردستان العراق
- سنتكوم: الحوثيون أطلقوا صواريخ باليستية على سفينتين بالبحر ا ...
- ما هي نسبة الحرب والتسوية بين إسرائيل وحزب الله؟


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - فاضل عباس البدراوي - نجوت من الموت بأعجوبة - القسم الثاني