أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - فاضل عباس البدراوي - نجوت من الموت باعجوبة القسم ألأول














المزيد.....

نجوت من الموت باعجوبة القسم ألأول


فاضل عباس البدراوي

الحوار المتمدن-العدد: 7516 - 2023 / 2 / 8 - 00:57
المحور: سيرة ذاتية
    





بعد أن أكمل تحالف الشر ألأمبريالي ألأقليمي الرجعي العربي خططه بألانقضاض على ثورة 14 تموز المجيدة واسقاط حكومتها الوطنية، مستفيدة من تراجع الزعيم عبد الكريم قاسم عن المسار الديمقراطي للثورة، اختار المتأمرون يوم الجمعة الذي صادف يوم 8 شباط من عام 1963موعدا لتنفيذ مؤامرتهم ألاجرامية بحق الشعب العراقي، كانت أداة تنفيذ المؤامرة حزب البعث الفاشي بأسناد من القوميين أتباع الدكتاتور جمال عبد الناصر وكل قوى الردة التي تضررت من ثورة 14تموز.
لست ألان بصدد تناول العوامل وألاسباب التي مهدت لنجاح المؤامرة بتلك السهولة ومن يتحمل تلك النكبة التي حلت على الشعب العراقي التي نعيش تداعياتها لحد يومنا هذا، حيث تناولها الكثير من الباحثين والمؤارخين فأضحت واضحة لجميع المهتمين بتاريخ تلك الحقبة السوداء من تاريخ العراق الحديث، انما سأسرد الحالة التي مررت بها بعد الانقلاب ألاسود كواحدة من الحالات التي مر بها ألاف المناضلين، ربما كنت محظوظا أكثر من اخرين الذين قضوى على يد العصابة الفاشية بأبشع صور التعذيب الهمجي واخرون أمضوا سنوات طويلة في غياهب سجون ومعتقلات النظام الدكتاتوري.
صبيحة تلك الجمعة السوداء كنت مشرفا على أجتماع خلية حزبية ( للحزب الشيوعي العراقي) تابعة للمنظمة التي كنت مسؤولا عنها (متفرعة التنظيم الحزبي لعمال المطابع) التي كان يربوا عدد أعضائها ومرشحيها عن خمسين رفيقا، قبل ذلك اليوم بعشرة أيام تقريبا، كان قد أطلق سراحي بكفالة، حيث أمضيت حوال سبعة أشهر في معتقل الموقف العام الذي كان يقع في باب المعظم (مكان وزارة الصحة الحالية)، بعد الحملة التي شنتها ألأجهزة ألأمنية الموروثة من النظام الملكي السعيدي البائد وألتي لم يتم أجتاثها من قبل الزعيم، لقد شملت تلك الحملة قادة الحركة النقابية وكوادرها وقد كنت أحدهم، قبلها سُلّمت النقابات واتحادها العام الى البعثيين بانتخابات شابها التزوير الكبير والترهيب من قبل ألاجهزة الامنية والمسلحين البعثيين والقوميين، لقد تم اعتقالنا بدون أي مسوغ قانوني اذ لم يتم توجيه أية تهمة لنا ولا حتى لم يتم اجراء تحقيق قانوني معنا انما تم زجنا في المعتقل لمدد طويلة بدون سبب يذكر، اطلق سراح بعضنا بكفالة بينما بقي اخرون رهن ألاعتقال الى يوم الانقلاب ألاسود.
أعود ألى ألاجتماع السالف ألذكر، بعد لحظات من عقد ألاجتماع الذي كان منعقدا في دار أحد الرفاق المسيحيين في محلة السنك، سمعنا ضجيجا صادرا من الدار، طُرقًت باب الغرفة التي كنا مجتمعين فيها من قبل زوجة رفيقنا حيث أخبرت زوجها بأن أذاعة بغداد تذيع بيانات ضد الزعيم، خرجنا الى باحة الدار فاذا بنا نسمع بيانات الانقلابيين فتأكد لنا بأن انقلابا قد حدث، انهينا ألاجتماع، طلبت من الرفاق الخروج الى الشارع وتنفيذ تعليمات الحزب، أنا بدوري أخترقت شارع الجمهورية مشيا بعد ان توقفت السيارات عن السير، بدأت الجماهير تنزل الى الشارع بكثافة وهي تهتف بحياة الثورة وزعيمها وبسقوط المؤامرة، ثم أستدرت من شارع الوثبة بأتجاه ساحة النهضة فشارع الكفاح، لا أنسى ذلك المنظر المهيب حال وصولي الى ساحة النهضة عندما شاهدت جموعا غفيرة قادمة من مدينة الثورة تتقدمها عشرات النسوة بيهن كبيرات السن وهن يحملن العصي ويهتفن بحياة الثورة والزعيم بلهجتهن (العمارتلية، ولمكَم زعيمكَم جمهوريتكَم ). لم تمض ساعات قليلة حتى امتلأت الشوارع بعشرات ألألاف من جماهير الشعب الهاتفة ضد الانقلاب والانقلابيين. وصلت بيتنا الذي كان يقع في محلة فرج الله بين شارعي الكفاح والشيخ عمر، لأطمئنان الوالدةعلىَّ، عدت الى الشارع الذي كان يغص بالجماهير الغاضبة، سلمني أحد الرفاق رزمة بيانات صادرة عن الحزب بسطور قليلة تتضمن تنديدا بالمؤامرة الرجعية الامبريالية وحثُ لجماهير الشعب على مقاومتها، بعدها تم توزيع بيان ثان يتضمن بأن الزعيم والعبدي والمهداوي ما زالوا ماسكين بزمام القيادة ويقودون مقاومة الانقلاب.
الى تلك الساعات لم نشاهد أية قطعات عسكرية موالية أو معادية تخترق الشوارع، أتجهت جموع غفيرة الى وزارة الدفع حيث (عرين الزعيم الذي حُوصر فيه) مطالبينه بالسلاح لمقاومة الانقلاب لكن دون جدوى في الوقت الذي كانت الطائرات التي يقودها الطيارون (منذر الونداوي وفهد السعدون وممتاز السعدون) المنطلقة من قاعدة الحبانية الذي كان امر القاعدة عارف عبد الرزاق متواطئا مع المتأمرين) تقذف بنيرانها على وزارة الدفاع وعلى الجماهير المحيطة بالوزارة، وقع العديد من المواطنين شهداء وجرحى، بينما جموع اخرى اتجهت الى ساحة التحرير بتوجيه من الحزب كنت من بينهم، حالما وصلت الى الساحة وجدتها تغص بألاف المواطنين محاولين قطع الطريق عن أي تقدم لأليات المتأمرين، شاهدنا من بعيد دبابة تخترق جسر الجمهورية وهي تحمل صورة الزعيم وهتافات الجماهير تشق عنان السماء وهي مستبشرة بقدوم قطعات عسكرية موالية للزعيم، حالما اقتربت الدبابة من ساحة التحرير فاذا بها تفتح النار على الجماهير المحتشدة وسقط على اثرها العشرات من الشهداء والجرحى، ان استعمال الانقلابيين لتلك الخديعة كانت تدل دلالة واضحة على انهم يعلمون بأن الغالبية العظمى من جماهير الشعب موالية للثورة وزعيمها، وما هم الّا فئة معزولة جماهيريا في العاصمة بغداد.
ما أن حل الليل وغطى الظلام أجواء بغداد، انجلت ألامور وحسم الوضع لصالح المتأمرين، بالرغم من استمرار المقاومة في بؤر محدودة، بأعداد قليلة وأسلحة بسيطة في مناطق عكد الاكراد في شارع الكفاح والكاظمية وفي الكريمات قرب الأذاعة في جانب الكرخ وبعض البساتين في أطراف كرادة داخل.
عدت الى البيت ولم أتمكن من النوم أبدا في تلك الليلة، أفكر فيما أنا سأقدم عليه.
يتبع
للموضوع تكملة



#فاضل_عباس_البدراوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكاية ثورة
- الى المتباكين على النظام الملكي في العراق أسرد لهم هذه الواق ...
- عام على رحيل نجيب محي الدين
- لمن ستكون الغلبة في لعبة جر الحبل؟
- في ذكرى رحيل كامل الجادرجي
- عيد وطني مزيف!!!
- تقييم لسياسة الحزب الشيوعي العراقي بعد ثورة 14 تموز/الجزء ال ...
- تقييم لسياسة الحزب الشيوعي العراقي بعد ثورة 14 تموز/الجزء ال ...
- تقييم لسياسة الحزب الشيوعي العراقي بعد ثورة 14 تموز/١
- محسن الشيخ راضي لم يكن صادقا في مذكراته/الجزء الاخير
- محسن الشيخ راضي لم يكن صادقا في مذكراته/ الجزء الثاني
- محسن الشيخ راضي لم يكن صادقا في مذكراته
- قراءة في رواية الرحيل
- بمناسبة ذكرى تأسيس الحزب الشيوعي العراقي
- ضوء على لقاء البابا بالسيد السيستاني
- كامل الجادرجي في ذكرى رحيله
- خواطر عن ثورة ١٤ تموز المجيدة
- كورونا يلهب الصراع بين الاشتراكية والرأسمالية
- الموقف الامريكي من الانتفاضة العراقية
- تحت جنح الظلام.. وقعوا وثيقة الهزيمة


المزيد.....




- جامع الشيخ زايد الكبير.. أبرز الحقائق عنه
- بعد سيطرة الجيش الإسرائيلي عليها.. خريطة توضح المنطقة الحدود ...
- مراسم تنصيب بوتين رئيسا لروسيا لولاية جديدة (مباشر)
- ما هي الأسلحة النووية التكتيكية التي تريد روسيا إجراء تدريبا ...
- مصادر مصرية تكشف لـRT حقيقة إغلاق معبر رفح بالكتل الخرسانية ...
- الصين تنجح بإطلاق صاروخ فضائي جديد صديق للبيئة
- -يديعوت أحرونوت-: مصر قد تقلص العلاقات الدبلوماسية مع إسرائي ...
- ريابكوف يفسر سبب دعوة الدول غير الصديقة لحضور مراسم تنصيب بو ...
- نجل زوجة قائد الجيش الأوكراني يقود مسيرة النصر السوفيتي في أ ...
- تحرير ما لا يقل عن 107 مهاجرين من الأسر جنوب شرقي ليبيا


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - فاضل عباس البدراوي - نجوت من الموت باعجوبة القسم ألأول