أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاضل عباس البدراوي - محسن الشيخ راضي لم يكن صادقا في مذكراته/الجزء الاخير















المزيد.....

محسن الشيخ راضي لم يكن صادقا في مذكراته/الجزء الاخير


فاضل عباس البدراوي

الحوار المتمدن-العدد: 6942 - 2021 / 6 / 28 - 22:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عبثا يحاول محسن الشيخ راضي، التنصل عن مسؤوليته ومسؤولية بقية أعضاء قيادة حزبه وأمين سرهم علي صالح السعدي، عن جرائم التعذيب السادي الوحشي الذي تعرض له قادة الحزب الشيوعي وكوادره، في قدمتهم سكرتير اللجنة المركزية الشهيد الخالد سلام عادل، في قصر النهاية ومحكمة الشعب والنادي ألاولمبي وبقية مراكز الاعتقال والتعذيب في سائر ارجاء العراق، يجهد الشيخ راضي نفسه في القاء اللوم على الجناح العسكري لحزبه وبقية ضباط الانقلاب ويحملهم مسؤولية تلك الجرائم، لكنه يناقض نفسه عندما يقول بأنه زار قصر النهاية مرة واحدة فقط وشاهد سلام عادل وهو في حالة يرثى لها من شدة التعذيب وان عضو القيادة وامين سرها بعد ذلك حازم جواد يقوم بالتحقيق معه، لا ادري هل ان جواد كان قاضيا ليقوم بالتحقيق؟ بينما ينقل عن بعض المعتقلين الذين بقوا على قيد الحياة، ان الشيخ راضي كان يزور قصر النهاية باستمرار وعند وبعد زيارته يشتد التعذيب بحق المعتقلين، ما هو دوره شخصيا في ايقاف التعذيب وهو عضو القيادتين القطرية والقومية وعضو مجلس قيادة الثورة لو لم يكن راضيا عن تلك الممارسات الهمجية بحق المعتقلين كما يدعي أو حتى يقوم هو شخصيا بالايعاز بممارسته ؟ من جهة أخرى يبرر التعذيب البشع الذي تعرض له سلام عادل بالقول انه كان راديكاليا ومتطرفا تجاه البعثيين، يا لها من تهمة خطيرة يوردها الشيخ راضي!! ماذا عن بقية اعضاء المكتب السياسي واللجنة المركزية والكوادر الحزبية اللذين استشهدوا تحت التعذيب الوحشي وبنفس الطريقة؟، منهم جمال الحيدري، محمد صالح العبلي، محمد حسين أبو العيس، عبد الرحيم شريف العاني، نافع يونس، حمزة سلمان، ومن الكوادر، الشهداء الخالدين، حسن عوينة، القائدين العماليين، الياس حنا كوهاري وطالب عبد الجبار في الموصل، وعبد الجبار وهبي، محمد موسى في النجف، والقائد النقابي عباس نعمة في البصرة، ممهيب الحيدري، والصبي نظمي الصفار نجل المناضلة نرجس الصفار، وعشرات غيرهم من الذين ذهبوا ضحية همجية وفاشية عصابة البعث. ماذا عن جريمة ألاعدام الجماعي الذي نفذ بحق 18 مناضلا شيوعيا بعد تعرضهم لتعذيب وحشي، ودفنهم في قبر جماعي تسربت أخباره من قبل بعض عناصرهم ولم يكتشف مكانه لحد ألان، وهو يلقي باللوم على الضابط البعثي المجرم محمد حسين المهداوي ويتهمه بأنه هو الذي أخذ هؤلاء من قصر النهاية، من بين هؤلاء الشهداء المغدورين، عبد الستار مهدي، ابراهيم الحكاك، عدنان البراك، لطيف الحاج، صاحب ميرزا، الرائد خزعل السعدي، صبيح سباهي، داخل حمود، أدمون يعقوب، سميع جاني، والكادرين الطلابيين، فيصل الحجاج ومحمد الوردي، واخرين لا تحضرني أسمائهم، والاعدامات الجماعية لعدد من الضباط الشيوعيين والديمقراطيين والقاسميين بدون أجراء أية محاكمات أصولية، فعلى سبيل المثال لا الحصر، تم جلب العميد الركن المتقاعد الشهيد داوود سلمان الجنابي من داره ونفذ به حكم الاعدام به بدون أي مسوغ، فالشهيد الجنابي كان قائدا للفرقة الثانية في كركوك واحاله الزعيم على التقاعد أواسط حزيران من عام 1959 لأتهامه بالميل للشيوعيين وانه يحمل افكارا يسارية، ولم يشغل أي منصب حكومي طيلة تلك الفترة. هكذا تمت ألاعدامات العشوائية بحق المدنيين والعسكريين دون وازع من ضمير.
في اليوم ألاول من انقلابهم المشؤوم في 8 شباط عام 63 تم الاعلان عن تشكيل ميليشيا الحرس القومي، وقد تم تعيين النقيب الطيار المجرم منذر النداوي عضو المكتب العسكري لحزب البعث قائدا له، وتعيين عدد من القياديين المدنيين في فرع بغداد لحزبهم اعضاء في قيادة الحرس. فقد عين نجاد الصافي مساعدا للقائد وأبو طالب الهاشمي وعطا محي الدين وحازم سعيد وصباح المدني اعضاء في القيادة العامة للحرس ومنحوا رتبا عسكرية خارج سياقات الانظمة العسكرية المعمولة بها. وباعتراف منه يذكر الشيخ راضي في مذكراته انه كان مسؤولا عن كافة تنظيمات الحزب في بغداد، أي ان هؤلاء كانوا يرتبطون به شخصيا ويستلمون التعليمات والاوامر منه. لقد تولى الحرس القومي مسؤولية الاعتقالات والتحقيق وممارسة التعذيب وانتهاك دور المواطنيين وسرقة البعض منها وحتى تنفيذ الاعدامات بدون محاكمات أصولية. لقد تم تجميد القضاء وجهاز الشرطة بصورة كاملة طيلة فترة الثمانية أشهر من سلطتهم الدموية المجرمة، ويعدد بنفسه أسماء بعض أعضاء اللجان التحقيقية من بين الذين ذكرهم، مدحت أبراهيم جمعة وعمار علوش وبهاء الشبيب وانا أضيف اليهم حسب معلوماتي وشهادات عدد من الناجين من الموت، كل من المجرمين، خالد طبرة، فاضل جلعوط، قتيبة ألالوسي، حسين هزبر، خليل العاني، عازم ناجي. جل هؤلاء كانوا من التنظيم المدني ولا يوجد بينهم عسكري واحد. كما ان المكتب العسكري لحزبهم كان يرتبط بصورة مباشرة بأمين سر قيادتهم القطرية علي صالح السعدي باعتراف منه، في حين انه يبرئ ساحة المذكور من جرائم التعذيب حتى الموت بحق المعتقلين، في الوقت الذي يحمل مكتبهم العسكري مسؤولية تلك الجرائم،هل يريد محسن الشيخ راضي أن يقنعنا بعدم مسؤوليته ومسؤولية السعدي وبقية أعضاء قيادتهم، عن ارتكاب تلك الجرائم بحق الانسانية؟.
من جملة ألاكاذيب التي وردت في مذكراته، التي تدعو الى الضحك والسخرية، حيث يزعم في احدى الصفحات من مذكراته، بأن حزب البعث أراد أسقاط ( الدكتاتور عبد الكريم قاسم) واقامة نظام مدني ديمقراطي في العراق!!! متى كان يؤمن البعث منذ تأسيسه سواء في العراق أو في سوريا بالنظام المدني الديمقراطي؟ ليذكر لنا جملة واحدة في أدبيات البعث تتضمن ما يزعمه، طوال تاريخه السياسي ومنذ تأسيسه، لم يتسلم البعث السلطة في سوريا أو في العراق عن طريق التداول السلمي للسلطة وعبر انتخابات حقيقية أنما تسلق اليها عبر انقلابات عسكربة بدعم من جهات أستعمارية، رافقت بعضها اراقة أنهار من الدماء مثلما حدث في العراق.
بالادلة الدامغة والوثاق التي استقاها معد ومحرر مذكرات محسن السيخ راضي، الدكتور طارق العقيلي، وشهادة البعض منها التي جاءت منه، والتي سنمر على ذكرها، تثبت عمالة حزب البعث وخيانته للعراق شعبا ووطنا، ان محسن الشيخ راضي الذي أطلع على مسودات مذكراته قبل دفعها للطبع، لم يعترض أو ينفي المعلومات التي دونها المعد في هوامش المذكرات، تعني انها صحيحة وهو موافق عليها.
تشير تلك المعلومات ارتباط عضو القيادتين القومية والقطرية لحزب البعث طالب حسين الشبيب الذي تولى منصب وزير الخارجية وعضوية مجلس قيادة الثورة، الى ارتباطه بالمخابرات المركزية الامريكية، قبل ثورة 14 تموز واستمرت بعدها، ان شبيب نفسه في مذكراته كما يقول الدكتور العقيلي أكد ذلك، ثم يأتي على ذكر القيادي البعثي عبد الكريم الشيخلي، الذي عين ملحقا عسكريا في السفارة العراقية في بيروت بعد انقلابهم المشؤوم وهو شخص مدني وليس عسكريا، يؤكد صلاته بالمخابرات ألامريكية. ويسترسل الدكتور العقيلي في هامش المذكرات، في ذكر تلك الاتصالات حتى بعد قيام الانقلاب، وكان المسؤول عنها عميل المخابرات المركزية الموظف في السفارة الامريكية في بغداد (لكيلاند). كما انه يذكر ان المكتب العسكري للبعث، قبل الانقلاب وبعده، كان يتألف كما كتبه في الهوامش كل من( صالح مهدي عماش الذي عين وزيرا للدفاع في حكومة الانقلاب وعبد الستار عبد اللطيف الذي عين وزيرا للمواصلات وجميل صبري البياتي الذي عين مديرا للامن العام) يقول ان هؤلاء كانوا مرتبطين بالسفارة البريطانية قبل الانقلاب وبعده، وكان حلقة الوصل بينهم وبين السفارة رجل ألاعمال موفق الخضيري. ثم ان محسن الشيخ راضي يقول كان شيوخ وامراء الكويت يمولون حزبنا بالمال!!!. ثم تأتي الهوامش على معلومة مفادها، ان السفير البريطاني في بغداد كان على أتصال مستمر بحكومته يوم ألانقلأب وليلة الثامن على التاسع من شباط، ويقول السفير انه لم ينم تلك الليلة وكان قلقا بسب عدم القضاء على قاسم لأنه ما زال مستمرا في المقاومة!! أين وطنية وقومية وعروبية البعث التي كنتم تطبلون وتزمروبها؟. أثبتت تلك الوقائع والشهادات والوثائق انكم نفذتم انقلابكم ألاسود بدعم غير محدود من قبل ألامبرياليتين ألامريكية والبريطانية والرجعيات العربية والاقليمية تنفيذا لهدفين لا ثالث لهما، هو أسقاط حكومة عبد الكريم قاسم الوطنية وسحق الحزب الشيوعي والقضاء عليه، هذان الهدفان غير المشرفان هو السبب الرئيس لانقلابكم المشؤوم، وقد نفذتموه بكل امانة لأجل سواد عيون اسيادكم.
أخيرا أقول ان نشر محسن الشيخ راضي لمذكراته في هذا الوقت بالذات، ليست نابعة عن يقضة ضمير كما يتصور البعض، انما الغرض منها هي محاولة بائسة منه لتبرئة نفسه ومجموعة قيادة البعث من الجرائم التي ارتكبت على أيديهم بعد انقلابهم ألاسود، أما عن ألاعتذار الذي قدمه للشعب العراقي فهو ليس بذات قيمة، لأن ألاعتذار يكون عن اخطاء سياسية تقع واجتهادات شخصية خاطئة، أما جرائم القتل والتعذيب والعمالة للاجنبي لا تجد اي عراقي وطني شريف يتقبله.



#فاضل_عباس_البدراوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محسن الشيخ راضي لم يكن صادقا في مذكراته/ الجزء الثاني
- محسن الشيخ راضي لم يكن صادقا في مذكراته
- قراءة في رواية الرحيل
- بمناسبة ذكرى تأسيس الحزب الشيوعي العراقي
- ضوء على لقاء البابا بالسيد السيستاني
- كامل الجادرجي في ذكرى رحيله
- خواطر عن ثورة ١٤ تموز المجيدة
- كورونا يلهب الصراع بين الاشتراكية والرأسمالية
- الموقف الامريكي من الانتفاضة العراقية
- تحت جنح الظلام.. وقعوا وثيقة الهزيمة
- جمهورية ساحة التحرير الفاضلة
- أيها الحكام لماذا تدفعون الشعب للبحث عن حل أخر؟
- الحكومة العراقية في الصين
- نقاش حول انتخابات مجالس المحافظات
- 14 تموز... ثورة أم أنقلاب
- المحور الرجعي العربي يتأمر على ثورة الشعب السوداني
- الحركة النقابية العمالية العراقية بأضعف حالاتها
- تحية للمرأة بعيدها الأغر
- سأبقى ألعن يوم 8 شباط المشؤوم ما دمت حيا
- لماذا لا يرفع الحزب الشيوعي العراقي شعاراته وأعلامه في الحرا ...


المزيد.....




- جامع الشيخ زايد الكبير.. أبرز الحقائق عنه
- بعد سيطرة الجيش الإسرائيلي عليها.. خريطة توضح المنطقة الحدود ...
- مراسم تنصيب بوتين رئيسا لروسيا لولاية جديدة (مباشر)
- ما هي الأسلحة النووية التكتيكية التي تريد روسيا إجراء تدريبا ...
- مصادر مصرية تكشف لـRT حقيقة إغلاق معبر رفح بالكتل الخرسانية ...
- الصين تنجح بإطلاق صاروخ فضائي جديد صديق للبيئة
- -يديعوت أحرونوت-: مصر قد تقلص العلاقات الدبلوماسية مع إسرائي ...
- ريابكوف يفسر سبب دعوة الدول غير الصديقة لحضور مراسم تنصيب بو ...
- نجل زوجة قائد الجيش الأوكراني يقود مسيرة النصر السوفيتي في أ ...
- تحرير ما لا يقل عن 107 مهاجرين من الأسر جنوب شرقي ليبيا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاضل عباس البدراوي - محسن الشيخ راضي لم يكن صادقا في مذكراته/الجزء الاخير