الإرهاب يضرب يرعب الباكستانيين هذه المرة في بيشاور

هشام جمال داوود

الحوار المتمدن-العدد: 7513 - 2023 / 2 / 5 - 06:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

أكثر من 100 شخص من بينهم عدد غير قليل من الشرطة فقدوا حياتهم داخل مسجد في مدينة بيشاور خلال صلاة الظهر بعد ان قام انتحاري بتفجير نفسه داخل المسجد.
المسؤولون أكدوا أن هذا الانتحاري كان يقف في الصف الأمامي وفجر حمولته في الوقت الذي اصطف فيه مئات من المصلين.
يقع هذا المسجد داخل مجمع محصن امنياً وبشكل جيد ضمن مدينة بيشاور وبالقرب من مقر قوة تابع لشرطة (خيبر بختون خوا) وكذلك مكاتب لمكافحة الإرهاب.

هذا الشخص الانتحاري كان قد مر عبر العديد من نقاط التفتيش التابعة لقوات الأمن للوصول إلى مجمع "المنطقة الحمراء" والتحقيق جار في كيفية اختراقه لطوق أمن النخبة وما إذا كانت هناك أي مساعدة داخلية.
وفقاً للتقارير الباكستانية ان عدد القتلى ارتفع ليسجل أكثر من 100 ضحية نتيجة هذا العمل الإرهابي، وهناك الكثير من المصابين بحالة حرجة.

إن عمليات الإنقاذ جارية داخل المسجد حيث دفن عدد من الناس تحت الأنقاض، وبحلول الليل كان عدداً من رجال الشرطة ما زالوا عالقين ايضاً تحت الأنقاض ورجال الإنقاذ يحاولون إخراجهم، وتشير الاخبار أن قاعة المسجد كانت مكتظة بما يصل إلى 400 مصل وكان معظم القتلى من ضباط الشرطة.


وفقا لتقرير في تحقيق أولي تم تقديمه إلى رئيس الوزراء شهباز شريف يحتوي على الأدلة التي تم جمعها من موقع الانفجار تؤكد أن الانفجار كان ضربة انتحارية وتم تشكيل لجنة رفيعة المستوى للتحقيق في أي ثغرة أمنية.
وكان سبب ارتفاع الضحايا هو ان الانفجار قد أسقط الطابق العلوي من المسجد مما أدى إلى محاصرة العشرات من المصلين تحت الأنقاض وإن السقف انهار لأن الانفجار ألحق أضرارا بأعمدة المسجد وكان من بين الضحايا إمام المسجد وفقا للقائمة الموجودة في المستشفى.
على الرغم من أن أحد أعضاء حركة طالبان الباكستانية المحظورة أعلن مسؤوليته عن الهجوم، إلا أن الجماعة لم تصدر أي بيان رسمي عن أي ادعاء من هذا القبيل.
في أعقاب الانفجار المميت تم تغيير المبادئ التوجيهية الأمنية أيضا في بيشاور حيث أعلنت حكومة المقاطعة عن يوم حداد وهو يوم الثلاثاء، أي اليوم التالي للحادثة وقالت شرطة إسلام أباد إنه تم الإعلان أيضا عن حالة تأهب قصوى في العاصمة الفيدرالية.
في وقت لاحق أقيمت صلاة جنازة على خطوط شرطة بيشاور ل 27 من رجال الشرطة والشباب الشهداء، قامت وحدة من وحدات قوة الشرطة بإلقاء التحية للشهداء وتم اقتياد توابيتهم المغطاة بالعلم الوطني إلى أرض الشرطة.
اندفع رئيس الوزراء شهباز شريف ومعه رئيس أركان الجيش إلى بيشاور بعد التفجير الانتحاري وقاموا بزيارة مستشفى ليدي ريدينغ واستفسروا عن حالة المصابين.

وفي الوقت نفسه، ناشد رئيس الوزراء شهباز الشعب ولا سيما عمال الرابطة الإسلامية الباكستانية التبرع بالدم وخاصة أولئك الذين لديهم فصيلة الدم السلبية (O) على الفور لإنقاذ الأرواح البشرية الثمينة.
وفي بيان منفصل أدان رئيس الوزراء الهجوم الانتحاري قائلا:
إن قتل المسلمين أثناء الصلاة ينتهك التعاليم الإسلامية وأن الهجوم على المسجد أثبت أن الجناة لا علاقة لهم بالإسلام.
وقال إن الإرهابيين يريدون إثارة الذعر من خلال استهداف أولئك الذين يحمون البلاد وكرر عزمه على القضاء على مثل هذه العناصر التي تشن حربا ضد باكستان حيث قال:
"سيكون قتلة الأبرياء مثالا يحتذى به." الأمة بأكملها بما في ذلك المؤسسات متحدة ضد الإرهاب".
كذلك قال إن أولئك الذين يقاتلون ضد باكستان سيتم محوهم من على وجه الأرض مؤكداً أنه سيتم اعتماد استراتيجية شاملة بشأن تدهور وضع القانون والنظام في عملية كيمبرلي مضيفا:
"المركز سيساعد الاقاليم على تعزيز قدرتها في مكافحة الإرهاب".
كما أدانت وزيرة الداخلية الباكستانية ووزير الخارجية (بيلاوال بوتو زرداري) الهجوم الانتحاري على بيشاور حيث قالوا إن مثل هذه الأعمال الجبانة لن تردع عزمنا على مكافحة أعمال الإرهاب في البلاد.
كما أدان رئيس حركة الإنصاف الباكستاني عمران خان الهجوم وقال في تغريده:
من الضروري أن نحسن جمع المعلومات الاستخبارية لدينا ونجهز قوات الشرطة لدينا بشكل صحيح لمكافحة التهديد المتزايد للإرهاب.
كان الهجوم أسوأ عمل إرهابي في بيشاور منذ آذار من العام الماضي، عندما أسفر تفجير انتحاري في مسجد خلال صلاة الجمعة عن مقتل 58 شخصا على الأقل وإصابة ما يقرب من 200 آخرين، قال المحققون في ذلك الوقت إن مفجر الدولة الإسلامية كان منفيا أفغانيا، عاد إلى وطنه للتدريب على الهجوم.
اخيراً نقول: هل جاء الوقت الذي تدفع فيه باكستان ثمن تورطها في المساهمة بتأسيس طالبان؟ وهل هي الآن تسقى من نفس الكأس الذي شرب منه الشعب الافغاني نتيجة اعمال وافعال طالبان؟

#هشام_جمال_داوود (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات