أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - مجدي جورج - إبادة الأرمن والقانون الفرنسي بتجريم إنكارها














المزيد.....

إبادة الأرمن والقانون الفرنسي بتجريم إنكارها


مجدي جورج

الحوار المتمدن-العدد: 1704 - 2006 / 10 / 15 - 10:27
المحور: حقوق الانسان
    


اقر مجلس الشيوخ الفرنسي قانون جديد يجرم إنكار جرائم الإبادة العرقية التي تعرض لها الأرمن على يد الأتراك مع نهاية الدولة العثمانية في عام 1915 حيث قام الأتراك بإبادة ما يقرب من مليون ونصف من الأرمن في حرب طائفية وعنصرية بغيضة وكان الأتراك كما تقول الكثير من الشهادات التاريخية لأناس عاصروا هذه الحروب بقطع رؤؤس هؤلاء الأرمن وحرق قراهم وعندما لجأ هؤلاء المنكوبين للكنائس للاحتماء بها من جحافل المغيرين وأغلقوا عليهم أبوابها ألقى هؤلاء المغيرون بالنار فأكلت المحتمين ببيوت الله ولم يرعوا حرمة لهذه البيوت ولا حرمة للنفوس البشرية التي أحرقوها .
ورغم أن مصطفى كامل أتاتورك قضى على الدولة العثمانية بأفكارها البالية والتي من أهمها اعتبار الحاكم العثماني هو خليفة المسلمين وحامى حماهم في كل مكان إلا أن الدولة التركية التي أنشأها لم تعترف أبداً بجرم الدولة العثمانية ومسئوليتها عن إبادة أكثر من مليون ونصف أرميني من المسيحيين المسالمين بل وأصدرت قانون جنائي يجرم من يقول بمثل هذه الإبادة واعتبرت دائماً أن الشهداء الأرمن وقعوا في حرب عادية يمكن أن تنشئ في كل مكان بل وأكثر من ذلك ضغطت على أي دولة تقول بأن العثمانيين ارتكبوا مذابح ضد الأرمن وهددت أي دولة تعترف بهذه الجرائم بقطع العلاقات معها ولكن وكما يقول المثل أتت الريح بما لا تشتهى السفن التركية واعترفت فرنسا أخيراً بهذه المذابح بل وأصدرت قانون يجرم إنكار مثل هذه المذابح بالسجن لمدة سنة مع دفع غرامة قدرها 45 إلف يورو (هذا القانون شبيه بالقانون الذي يجرم إنكار إبادة اليهود على يد النازيين) ولعل خروج هذا القانون في هذا الوقت راجع لأسباب عدة منها : ـ
1 ضغط الجالية الأرمينية والتي تصل لنصف مليون فرد على المؤسسات الفرنسية للاعتراف بمثل هذه المجازر .
2 اقتراب انتخابات الرئاسة الفرنسية واستعداد الكثير من الشخصيات الفرنسية للتحول يمينيا بحثاً عن أصوات ناخبي اليمين .
3 الجدل الدائر حول دخول تركيا للمجموعة الأوروبية ورفض الفرنسيين المتزايد له فبتقنين هذا القانون في فرنسا وضعت عقبة كبيرة إمام تركيا لدخول الاتحاد الاوربى .
لا شك أن هذه الخطوة وإن تأخرت كثيراً إلا أنها جاءت أخيراً بفضل جهود الأرمن فهنيئاً لهم لأن جهودهم أخيراً كللت بالنجاح ونتمنى أن يأتي اليوم الذي يعترف فيه العرب الذين غزوا مصر عن مسئوليتهم عن مئات المجازر التي ارتكبوها ضد الأقباط في مصر مثل المجزرة التي تعرض لها البشموريين في منطقة الدلتا وكباقي المجازر التي تعرض لها الأقباط في كل مكان .
في نفس الوقت الذي تم إقرار هذا القانون في فرنسا حدث حدثين هامين مرتبطين بالأرمن وما حدث لهم :
1 فوز الكاتب التركي اورهان باموك بجائزة نوبل للأدب وهذا الكاتب الشجاع نذكر له انه تعرض للمحاكمة في تركيا بسبب تصريحاته حول مسئولية الأتراك عن إبادة أكثر من مليون ارمني كما قال في إحدى أحاديثه الصحفية وهذا الرجل الشجاع نموذج نهديه لكل كتابنا العرب والمسلمين المصريين الذين لازالوا يخفون رؤوسهم في الرمال ولا يريدون التحدث عن اضطهاد الأقباط وما فعله العرب الغازين بالقبط ويعتبرون هذا الأمر تابو لابد من الابتعاد عنه وحتى كاتبنا الكبير الراحل نجيب محفوظ والذي حاز على جائزة نوبل والذي كتب روايات عديدة لم نضبطه أبدا متلبس باى حديث عن المسيحيين في مصر سواء بالسلب أو الإيجاب وكأنهم غير موجدون أصلا بل إن نجيب محفوظ رغم كل ما قيل عن ثوريته وحداثته إلا انه امتثل للظلاميين والمكفرين ورفض إعادة نشر روايته أولاد حارتنا إلا بعد موافقة الأزهر على نشرها .
فهل سيخرج علينا في مصر كاتب أمين وشجاع يحطم هذا التابو ويتحدث عن معاناة الأقباط وينقلها للعالم اجمع كما فعل اورهان باموك مع الأرمن ؟
2 المظاهرات الأرمينية في لبنان المضادة لنشر قوات تركية في لبنان كقوات حفظ سلام فالأرمن في كل مكان لا يحملون إلا كل ذكرى سيئة للأتراك نتيجة المذابح التي تعرضوا لها على أيديهم والتي أدت القضاء عليهم وإلى تشتتهم في بلاد العالم المختلفة ومنها بلاد الشام سوريا ولبنان ولذا فان الأرمن في لبنان لهم كل الحق في هذه المظاهرات المعارضة لنشر القوات التركية .
إننا في النهاية نشد على أيد إخوتنا الأرمن لان جهودهم وتحركاتهم قد كللت بالنجاح وهاهو العالم بدأ يعترف بما حدث لهم بعد مرور اقل من قرن من الزمان فهل سيأتي اليوم الذي يعترف به العالم بالمجازر التي وقعت للأقباط منذ أربعة عشر قرن من الزمان ولازالت مستمرة للان ؟



#مجدي_جورج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اقتحام كنيسة الأنبا تكلا هيمانوت بالشرقية
- صور متعددة وجميلة من انقلاب تايلاند
- ممدوح النمر قصة شهيد وحكاية قرية
- منى يعقوب وإعلام الريادة وأشياء أخرى
- التغييرات الدستورية المزمعة وتمثيل الأقباط
- المال ودوره في شراء الذمم والولاءات في المنطقة العربية
- معايير النصر والهزيمة فهل حقا انتصر حزب الله ؟
- القرار 1701 حساب الأرباح والخسائر
- مجزرة قانا والحرب المستمرة ضد المدنيين
- بيت من خيوط العنكبوت وبيت من زجاج
- سياسة العناد والمكابرة وسياسة قراءة الواقع بذكاء عند قادتنا ...
- الموقف السعودي والموقف العربي من أزمة لبنان
- حسن نصر الله وحزب الله وتدمير لبنان
- مبروك لايطاليا كاس العالم
- بدعة ماكس ميشيل وكنيسته الجديدة والدور الخفي للدولة
- ولازال حديث الأحذية مستمرا
- الاحتكار من المستفيد ومن يدفع الثمن ؟
- الاختراق الوهابي في الحوامدية
- تصريحات احمد نظيف والعلمانية وجريدة الأسبوع
- طالبان الصومال تدق الأبواب فهل ينتبه المجتمع الدولي؟


المزيد.....




- رائد فضاء في مهمة لفتح الفضاء أمام ذوي الاحتياجات الخاصة
- أكسيوس: تدابير جديدة تخص طالبي اللجوء في أميركا تصدر قريبا
- انعكاسات الأحداث الجارية على الوضع الإنساني في غزة؟
- مندوب فلسطين لدى الأمم المتحدة يبعث رسائل لمسؤولين أمميين حو ...
- اقتحام رام الله والبيرة واعتقال 3 فلسطينيين بالخليل وبيت أمر ...
- عودة النازحين.. جدل سياسي واتهامات متبادلة
- الخارجية الأردنية تدين الاعتداء على مقر وكالة -الأونروا- في ...
- برنامج الأغذية العالمي يحذر من شلل جهود الإغاثة في لبنان
- مندوب فلسطين لدى الأمم المتحدة يبعث رسائل لمسئولين أمميين حو ...
- الأونروا: استمرار غلق المعابر ومنع دخول الوقود سيصيب العمليا ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - مجدي جورج - إبادة الأرمن والقانون الفرنسي بتجريم إنكارها