بيت من خيوط العنكبوت وبيت من زجاج

مجدي جورج

الحوار المتمدن-العدد: 1625 - 2006 / 7 / 28 - 07:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

منذ نشأت دولة إسرائيل وللان والإعلام العربي مستمر في خداعنا بالقول إن المجتمع الاسرائيلى مجتمع هش غير متماسك وان قابل للتفكك والانحلال تحت اى ضغوط بسيطة هكذا قرأنا وهكذا سمعنا منذ إن كنا صغار والى الآن .
وفى الأيام السابقة على الأزمة اللبنانية كان يخرج علينا السيد حسن نصر الله زعيم حزب الله اللبناني قائلا إن المجتمع الاسرائيلى مجتمع من خيوط العنكبوت لذا ووفقا لاعتقاده هذا الذي امن به ورسخه في وجدان أنصاره فانه قام بعمليته الأخيرة والتي قتل وخطف فيها عدد من الجنود الاسرائليين من داخل الاراضى الإسرائيلية تحت مسمى عملية بيت العنكبوت .
ولقد توهم السيد حسن نصر الله إن إسرائيل لن تتعدى ردود أفعالها أكثر من مهاجمة بعض مواقع حزب الله في الجنوب (وهو عادة ما يخليها بعد اى عملية له ) لان الاسرائليين سيخافوا من القيام برد فعل مؤثر وكبير لخوفهم كما اعتقد السيد حسن من صواريخ حزبه التي ملأ الدنيا بها ضجيجا أنها أصبحت وسيلة ردع قوية للاسرائليين .
وتوهم أيضا إنه لو قامت الحكومة الاسرائلية بعملية كبيرة فأن الشعب الاسرائيلى عندما تصل صواريخ حزب الله إلى قلب المدن الاسرائلية سيخرج ثائرا على حكومته باعتبار إن كل الحروب التي خاضتها إسرائيل في السابق كانت تتم بعيد عن جبهتها الداخلية وعلى أراضى الغير ولم يتأثر بها المواطن الاسرائيلى ولكن السيد نصر الله فؤجى برد فعل الشعب الاسرائيلى الذي ظل متماسك وراء حكومته رغم سقوط أكثر من الفى صاروخ من صواريخ حزب الله على معظم المدن الإسرائيلية ورغم إن هذا جعل معظمهم يقضون معظم أوقاتهم في الملاجئ أو ينزحون من مدن الشمال بحثا عن الأمان في مدن الجنوب .
سيد نصر الله اى شعب مهما كان لابد إن يدافع عن وجوده وقد تناسيت إن الشعب الاسرائيلى الذي خرج متظاهرا ومتألما في السابق من ارتفاع عدد القتلى في صفوف قواته ومطالبا بخروج القوات الإسرائيلية من لبنان ومن غزة كان يفعل هذا لأنه كان يعرف إن هذه الأرض هي ارض محتلة سيتخلى عنها إن عاجلا وان أجلا ومن الظلم إن يهدروا دمائهم في سبيل هذه الأرض بينما الوضع الآن مختلف فهم يدافعون عن أسباب وجودهم ومستعدين لدفع كل ثمن مهما غلى من اجل الحفاظ على هذا الوجود .
سيد حسن أنت وحزبك ومليشياتك بفعلتك الأخيرة قد هددت الاسرائليين في أسباب وجودهم واستبحت أرضهم ولذا فأنهم وقفوا وراء حكومتهم وقفة موحدة بإرادتهم وليس كالإجماع التي تدعيه أنت لحزبك والتي تقول انه وراء المقاومة مع علمك إن هذا الإجماع المزيف تحصل عليه من اللبنانيين بالترغيب عن طريق المساعدات الإيرانية الضخمة التي تنفقها على فقراء الشيعة وبالترهيب بتهديدك لهم بقطع ايدى وقطع لسان من ينادى بتفكيك حزبك وتسليم أسلحته .
سيد نصر الله اعتديت بفعلتك الأخيرة على سيادة دولة عضو في الأمم المتحدة واعتديت على شعب عانى في السابق من مذابح كثيرة فجعلت العالم الحر باجمعه يتفهم رد الفعل الاسرائيلى العنيف ضد لبنان حتى إن اغلب الدول العربية تفهمت رد الفعل الاسرائيلى لأنك بفعلتك تلك تركت نفسك في العراء دون اى غطاء عربي أو دولي أو اسلامى وياليت الأمر اقتصر عليك وعلى حزبك ولكنه للأسف أدى إلى تدمير لبنان .
السيد حسن اخطاءت بعمليتك الأخيرة وللأسف فان لبنان واللبنانيين هم من يدفعون الثمن خصوصا سكان الجنوب الذين يدفعون ثمن تهوركم وتهور غيركم وثمن الحروب بالوكالة التي جرت وتجرى من جنوب لبنان ضد إسرائيل منذ السبعينات والى الآن وفى كل مرة تهدم مدنهم وقراهم ويهجروا من أوطانهم ويتهموا بالخيانة مرة ويهملوا من الحكومة اللبنانية مرات وفى النهاية هاهم قد وقعوا بين المطرقة والسندان فقد أصبحوا اسري لمقاتلي حزب الله المنتشرين بين المدنيين في الجنوب وأصبحوا بذلك عرضة للعدوان الاسرائيلى الذي لا يرحم .
سيد حسن نصر الله أخيرا أقول لك انك اخطاءت لأنك تصورت إن إسرائيل هي بيت العنكبوت ستتفكك نتيجة مهاجمتك لها ببضع صواريخ وتناسيت إن لبنان بيت من زجاج وقديما قالوا في المثل "إن اللي بيته من زجاج لا يقذف الناس بالطوب " وتناسيت انك لو كنت تملك صورايخ تهدد بها العمق الاسرائيلى فان العمق اللبناني مازال عاريا وان سماء لبنان مستباحة بسبب فعلتك من الطيران الاسرائيلى وان المياه الإقليمية اللبنانية مستباحة من البحرية الإسرائيلية وان الاراضى الاسرائلية مستباحة من المشاة والمدفعية الاسرائلية وكل هذا وأنت بقذفك إسرائيل ببضع صواريخ ضحاياها ربما اقل كثيرا من ضحايا حوادث السيارات هناك لا تتوقف عن إعطاء الفرصة للاسرائيلين كي ينكلوا أكثر وأكثر بهذا الشعب اللبناني المعذب .

#مجدي_جورج (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل