أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدي جورج - سياسة العناد والمكابرة وسياسة قراءة الواقع بذكاء عند قادتنا العرب















المزيد.....

سياسة العناد والمكابرة وسياسة قراءة الواقع بذكاء عند قادتنا العرب


مجدي جورج

الحوار المتمدن-العدد: 1621 - 2006 / 7 / 24 - 12:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تعلمنا إن السياسة هي فن الممكن وكذلك إن ما لا يدرك كله لا يترك كله ولكن حال بعض قادتنا يتباين بين فهم وإدراك ذلك وبين العناد والمكابرة :
أولا العناد والمكابرة :
هناك نوع من القادة وصلوا إلى سدة الحكم في فترات هامة في تاريخ شعوبهم ووصلوا وكانت حال بلادهم إلى حد ما مناسب لبداية عملية تنمية مفيدة لهذه الشعوب ولكنهم للأسف اغرقوا بلادهم في الهزيمة تلو الأخرى بسبب عدم قدرتهم الصحيحة على قراءة الواقع الدولي وبسبب عنادهم وتصلبهم الشخصي حتى ضد مصلحة شعبوهم ومنهم على سبيل المثال :
1 جمال عبد الناصر فبعد قفزه على سدة الحكم وإزاحته لمحمد نجيب كانت إمامه فرصة سانحة كي يبدأ نهضة عظيمة تقود مصر إلى مصاف الدول الكبرى ولكنه بدل من ذلك بدأ يناطح القوى الكبرى ويطاردها في كل مكان ودخل بمصر في حروب لم تجنى منها مصر إلا الدمار فبعد إن قام عبد الناصر بضربته الأولى وأمم قناة السويس على عكس رغبات القوى الكبرى وادخل مصر في حرب 1956 والتي لحسن حظه كان الموقف الدولي مواتي لتطلعات الاستقلال والتحرر فتم إرغام الدول الثلاث المعتدية فرنسا وإسرائيل وبريطانيا على الانسحاب بضغوط أمريكية ولكن عبد الناصر الذي وظف هذا الأمر من خلال وسائل إعلامه على انه انتصار له لم يستفد من كل هذا وبدل من تركيزه على الجبهة الداخلية ركز كل فكره لمطاردة الدول الكبرى أينما وجدت وظن في نفسه انه محرر الشعوب والبلاد فأرسل قواته إلى الكونغو والى اليمن ودخل في وحدة فاشلة مع سوريا وتدخل في الشئون الداخلية لمعظم دول الجوار منفقا معظم ميزانية الدولة في مغامرات خارجية لا طائل من ورائها إلا مجده الشخصي حتى أغرقنا بتهوره ودعوته لانسحاب قوات الطوارئ الدولية من سيناء فى حرب حزيران 1967 والتي منى فيها بهزيمة ساحقة لم تؤثر فقط على القوات المسلحة ولكنها أوقفت خطط التنمية التي كان قد بدائها وجعلت الأجواء المصرية مستباحة للطيران الاسرائيلى وإعادتنا هذه الهزيمة سنين للوراء .
2 صدام حسين هذا الرجل الذي قفز إلى حكم العراق وهناك وفرة نفطية هائلة كانت كفيلة بنقل العراق والعراقيين إلى مصاف الدول الكبرى لم يستغلها صدام إلا أسوأ استغلال فدخل في حروب ومنازعات مع كل دول الجوار بداية بإيران وحربه الطويلة معها امتدادا إلى سوريا وخلافه معها ثم إلى تركيا ومشاكل الاختراقات التركية ثم إلى السعودية وخلافات الحدود بينهما منتهيا بالكويت التي دخلها محتلا في بدايات التسعينات وهذا الرجل الذي لم يستطع إن يقرا جيدا الموقف الدولي في بداية التسعينات ويدرك منها إن الدول الكبرى ما كانت سترضى له باستمرار احتلال الكويت وتهديد السعودية وان الحشود العسكرية الممثلة لأكثر من 30 دولة ما كان يمكن إن تعود إلى أوطانها دون تحرير الكويت باى وسيلة مما جعله يرفض جميع النداءات العربية والدولية للانسحاب وكذلك رفض الإنذار الامريكى بذلك مما جعله يدخل بشعبه وقواته في حرب غير متكافئة جعلته لا ينسحب فقط من الكويت بل يفقد سيطرته على اغلب مساحة العراق بالمناطق المحرمة في الشمال والجنوب ورغم ذلك فان الرجل فعل مثل عبد الناصر واعتبر إن ما حققه انتصار على العدوان الثلاثيني (فاق عبد الناصر الذي ادعى انه انتصر على العدوان الثلاثي ) في معركة سماها بأم المعارك واستمر يحتفل بها حتى الغزو الامريكى الأخيرة للعراق .
وفى النهاية عندما دقت طبول الحرب في عام 2003 ضد صدام لم يدرك الرجل الموقف الدولي ورفض مبادرة الشيخ زايد بن نهيان رئيس دولة الإمارات التي كانت تنص على منحه حق اللجوء إلى الإمارات مع تجنيب العراق ويلات الحرب ولكن الرجل كابر وعاند ورفض ولم يعمل مرة واحدة وأخيرة لمصلحة شعبه مما جعل العراق يدخل في حرب مريرة ومدمرة إعادته عشرات السنين للخلف وفى النهاية قبض على صدام وسجن ولم ينفعه عناده في حماية نفسه وحماية شعبه .
ثانيا النجاح في قراءة الموقف الدولي :
هنا نستطيع إن نقول إن هناك بعض القادة يصلون إلى حكم بلادهم في ظروف صعبة ولكنهم يستطيعون بسبب قراءتهم الجيدة للمواقف الدولية إن يعبروا ببلادهم إلى مراحل استقرار وتنمية ويسجلوا أسمائهم في سجل التاريخ بحروف من نور ومنهم :
1 محمد على باشا هذا الجندي القادم من إحدى قرى الإمبراطورية العثمانية والذي كان يجهل القراءة والكتابة ويجهل اللغة العربية والذي تمكن من حكم مصر لمدة تزيد عن أربعين عاما نجح نجاح كبير في قراءة المواقف الدولية بل استغلها لصالحه وصالح أبناءه من بعده ولصالح مصر كلها حيث أطلق بعض المؤرخين على هذا الرجل مؤسس مصر الحديثة .
فالرجل قدم إلى مصر في وقت كانت تتنازع مصر فيه جميع القوى فمن حملة فرنسية فاشلة قاربت على المغادرة إلى مطامع انجليزية إلى منازعات بين أمراء المماليك ولكن محمد على تخلص من كل أعدائه تباعا وتفرغ هذا الرجل لعملية تنمية هائلة في البلاد ثم أرسل ابنه إسماعيل للتوسع في السودان ثم ابنه إبراهيم باشا لوأد التمرد الوهابي في شبه الجزيرة العربية ثم أرسله لوأد التمرد اليوناني تنفيذا لرغبة السلطان العثماني وامتدت أملاك مصر إلى الحجاز والسودان وسوريا وهذا سبب نقمة السلطان العثماني محمود الذي أراد استرجاع سورية من محمد على وأرسل لذلك جيش عثماني لمحاربة الجيش المصري بقيادة إبراهيم ابن محمد على في سوريا ولكن الجيوش المصرية انتصرت على جيش السلطان العثماني في معركة نزيب وكان من الممكن إن تتقدم الجيوش المصرية إلى اسطنبول وتحتلها ولكن محمد على لم يعميه هذا الانتصار عن إن يرى ببصيرته رفض القوى الكبرى في ذلك الوقت (انجلترا وفرنسا وروسيا ) ومعهم تركيا هكذا خطوة وتوقيعهم اتفاقية سنة 1840 تنذر محمد على بان يقبل ما عرضه السلطان من إعطاءه حكم مصر له ولأوده مع احتفاظه بحكم سوريا في حياته فقط ورغم النصر المبين الذي حققه فانه لم يكابر وقبل هذا الإنذار مدركا إن مالا يدرك كله لا يترك كله وهاهو قد نال حكم مصر له ولنسله من بعده بعد إن كان من حق السلطان العثماني إن يعزل من يشاء ويولى من يشاء في اى لحظة وهذه الخطوة كانت خطوة هامة لتحرر مصر من الاستعمار العثماني .
2 أنور السادات الذي وصل إلى الحكم في مصر في ظروف صعبة للغاية فالبلد خارجة من هزيمة عسكرية ونفسية مريرة واقتصادها مدمر ومدنها محتلة وقناتها مستباحة ودخل الرجل حرب أكتوبر وعبرت قواتنا القناة واحتلت مساحة ليست بالكبيرة من ارض سيناء واكتفى الرجل بذلك ولم يطور هجومه لكنه كان من الذكاء بحيث إن قبل أول وقف إطلاق للنار عرض عليه بعد ذلك لأنه أدرك إن انتصاره الذي حققه معرض كليا للإجهاض بسبب التدخل الامريكى وبسبب الثغرة التي أحدثها الجيش الاسرائيلى فقبل وقف إطلاق النار وبدا جهوده الدبلوماسية من اجل استعادة الأرض المحتلة في خطوات أذهلت العالم شرقا وغربا .والرجل لولا خطئه القاتل في التعامل مع التيار الاسلامى وتركه لهم الحبل على الغارب لربما كان قد انتقل بمصر إلى أوضاع أفضل بكثير .
ينقلنا ما سبق إلى الأزمة الحالية في لبنان فكما فعل عبد الناصر وصدام من عدم قراءة الواقع الدولي ومن عناد ومكابرة وبحث عن مجد شخصي نفس الأمر يفعله نصر الله الآن ويضحى في سبيل غروره بالأرض والعرض اللبناني ويعيد لبنان بفعلته الحمقاء عشرات السنين إلى الوراء .
وكما صور عبد الناصر وصدام لنفسيهما ولأنصارهما من خلال وسائل إعلامهما إنهما انتصرا على العدوان الثلاثي والعدوان الثلاثيني يصور حسن نصر الله لنفسه ومن خلال وسائل إعلامه انه انتصر على العدوان الاسرائيلى ويسعى لترسيخ ذلك في عقلية أنصاره .
وكما تسبب عبد الناصر في فقدان ألاف المصريين لحياتهم وكما تسبب صدام في موت وتشريد مئات ألاف العراقيين يتسبب نصر الله بفعلته الآن في موت وتشريد ونزوح آلاف اللبنانيين .
وكما اختفى صدام حسين في جحر من الأمريكان واعتبر أنصاره إن ذلك الاختفاء بمثابة نصر لهم هاهو حسن نصر الله يختفي عن أنظار الاسرائيلين وهذا يعتبر النصر العظيم عند أنصاره .



#مجدي_جورج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الموقف السعودي والموقف العربي من أزمة لبنان
- حسن نصر الله وحزب الله وتدمير لبنان
- مبروك لايطاليا كاس العالم
- بدعة ماكس ميشيل وكنيسته الجديدة والدور الخفي للدولة
- ولازال حديث الأحذية مستمرا
- الاحتكار من المستفيد ومن يدفع الثمن ؟
- الاختراق الوهابي في الحوامدية
- تصريحات احمد نظيف والعلمانية وجريدة الأسبوع
- طالبان الصومال تدق الأبواب فهل ينتبه المجتمع الدولي؟
- وقوع البلاء ولا انتظاره، التوريث أو الإخوان
- الشيطان يعظ
- مدحت عزيز إبراهيم حصار أسرة ومأساة مجتمع
- التدين الظاهري ومسؤولية الحكام
- تعليق على برنامج الكلام وأخره
- سياسة تقبيل اللحى وضياع الحقوق
- مأساة الكنائس المغلقة في مصر
- الأغلبية والأقلية في مصر
- تقرير طبي واعتصام القضاة وأشياء أخرى
- متى يستقيل أو يقال حبيب العادلى وزير الداخلية المصري ؟
- مصطفى بكرى هل هو مخلب قط للآخرين؟


المزيد.....




- -بأول خطاب متلفز منذ 6 أسابيع-.. هذا ما قاله -أبو عبيدة- عن ...
- قرار تنظيم دخول وإقامة الأجانب في ليبيا يقلق مخالفي قوانين ا ...
- سوناك يعلن عزم بريطانيا نشر مقاتلاتها في بولندا عام 2025
- بعد حديثه عن -لقاءات بين الحين والآخر- مع الولايات المتحدة.. ...
- قمة تونس والجزائر وليبيا.. تعاون جديد يواجه الهجرة غير الشر ...
- مواجهة حزب البديل قانونيا.. مهام وصلاحيات مكتب حماية الدستور ...
- ستولتنبرغ: ليس لدى -الناتو- أي خطط لنشر أسلحة نووية إضافية ف ...
- رويترز: أمريكا تعد حزمة مساعدات عسكرية بقيمة مليار دولار لأو ...
- سوناك: لا يمكننا أن نغفل عن الوضع في أوكرانيا بسبب ما يجري ف ...
- -بلومبرغ-: الاتحاد الأوروبي يعتزم فرض عقوبات على 10 شركات تت ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدي جورج - سياسة العناد والمكابرة وسياسة قراءة الواقع بذكاء عند قادتنا العرب