القرار 1701 حساب الأرباح والخسائر

مجدي جورج

الحوار المتمدن-العدد: 1642 - 2006 / 8 / 14 - 07:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

أخيرا وبعد طول انتظار صدر قرار من مجلس الأمن حاملا الرقم 1701 ممهدا الطريق لإيقاف هذه الحرب العبثية التي بدأت منذ شهر بسبب التصرف الطائش من حزب الله الذي أعطى لإسرائيل الفرصة كي تستبيح لبنان جوا وبحرا وبرا .صدر هذا القرار بعد طول ممانعة وبعد انتظار طويل ومتعمد من قبل بعض القوى الكبرى التي رأت إن تتيح الوقت لإسرائيل كي تستطيع تحقيق تقدم ملموس على الأرض اللبنانية وكي تتيح لها تقليص قدرة حزب الله على إيذائها .
ولقد صدر هذا القرار بحضور عدد كبير من المسئولين الدوليين ومنهم وزراء خارجية الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا واليونان بالإضافة إلى عمرو موسى أمين عام جامعة الدول العربية ووزيري خارجية قطر والإمارات كمبعوثين عن مؤتمر وزراء الخارجية العرب الذي عقد أخيرا في العاصمة اللبنانية وكناقلين لوجهة نظر الحكومة اللبنانية إلى المجتمع الدولي كذلك صدر هذا القرار بحضور كوفي عنان وكثير من المسئولين الآخرين كل هذا الحضور اللافت للنظر يبين مدى اهتمام المجتمع الدولي بإيقاف هذه الحرب وان هذا القرار الدولي قد صدر لينفذ .
لقد صدر هذا القرار ورغم انه أهمل معالجة الكثير من المسائل الشائكة بين الطرفين المتحاربين إلا إن أهم بند جاء فيه هو نشر قوات الجيش اللبناني في جنوب لبنان مع زيادة عدد القوات الدولية العاملة هناك حتى 15 إلف جندي مع زيادة عتادهم وعدتهم ومنع اى تواجد لاى عناصر مسلحة أخرى في الجنوب اللبناني .
وإذا نظرنا بتمعن إلى هذا القرار الدولي وحاولنا إن نقيم إرباح وخسائر كل طرف من إطراف هذه الأزمة سواء إطراف مباشرة أو غير مباشرة في هذه الحرب لوجدنا الاتى :
أولا الإطراف المباشرة :
1 حزب الله نستطيع إن نقول انه وان كان حزب الله قد كسب الكثير من هذه الحرب على مستوى الشارع العربي وارتفعت أسهمه كثيرا عند رجل الشارع العادي لأنه استطاع إن يمس بالعمق الاسرائيلى بصورة مباشرة إلا إن هذا القرار جرد هذا الحزب من كثير من الأوراق التي كان يملكها وأهمها الأرض التي كان يستطيع منها إن يهاجم إسرائيل كما جردته هذه الحرب من الكثير من التعاطف اللبناني حيث تصرف في هذه الحرب بمنطق المنتحرين وياليت تصرفه هذا اضر به فقط بل اضر بكل اللبنانيين كذلك فان هذه الحرب قد أزالت خوف الكثيرين من اللبنانيين الذين كانوا يخافوا من المجاهرة برأيهم في ضرورة نزع سلاح هذا الحزب وحله كغيره من المليشيات اللبنانية الأخرى التي تم حلها ونزع أسلحتها .
2 الدولة اللبنانية وأركانها حيث يمكن تقسيم اثر هذه الأزمة وهذا القرار كالاتى:
* مجموعة الموالاة لسوريا وعلى رأسهم بالإضافة لحزب الله الرئيس إميل لحود وحركة أمل الشيعية برئاسة نبيه برى وبعض القوى الأخرى والتي كانت تعتبر نشر الجيش اللبناني في الجنوب اللبناني بمثابة الخيانة الكبرى لأنه يحمى إسرائيل كما كان يصرح إميل لحود إلا إن الإحداث الأخيرة والضغط الدولي جعل هذه المجموعة تقبل بنشر الجيش في الجنوب وجعلها تعتبر نشره عمل من إعمال السيادة الوطنية كما صرح إميل لحود أخيرا وهذه ضربة لهذه المجموعة وضربة لتوجهاتها ولأهدافها .
* مجموعة 14 مارس وهى المجموعة المعارضة للوجود والنفوذ السوري في لبنان ورغم إن هذه المجموعة قد حاولت الكثير والكثير في جلسات الحوار الوطني مع مجموعة الموالاة من اجل نشر الجيش اللبناني في الجنوب ومحاولة الحديث عن نزع سلاح حزب الله بمنطق بيدي لا بيد عمرو إلا انه بسبب عدم امتلاك حزب الله لقراره في هذه المسالة في يده (حيث إن قراره في دمشق وطهران) جعل التوصل لهذه التفاهمات صعب فكان لابد إن ياتى الحل بيد عمرو (وهو المجتمع الدولي هنا وليس عمرو موسى) من خلال إصداره هذه القرار والعمل على تنفيذه وهذا جاء متوافقا مع ما كانت تصبو إليه مجموعة 14 مارس .
3 إسرائيل حيث إن هذه الحرب وان كانت قد بدأت بتفهم واضح من العالم لوجهة نظرها إلا أنها تكاد تنتهي بفقدان إسرائيل لاى مبرر لاستمرارها في هذه الحرب بسبب كمية الدمار الهائلة التي أحدثتها في لبنان وكذلك فان هذه الحرب قد أثرت بالسلب أيضا على قوة الردع الإسرائيلية ولكننا نستطيع إن نقول إن صدور هذا القرار الدولي الاخيراتاح لها إن تحقق بالوسائل الدبلوماسية ما عجزت عن تحقيقه للان بالوسائل العسكرية وهو إبعاد مقاتلي حزب الله إلى شمال نهر الليطانى وهذا انجاز هام بالنسبة لإسرائيل .
ثانيا الإطراف الغير مباشرة :
1 إيران وسوريا :لقد قلص هذا القرار الدولي إذا أحسن تنفيذه من تأثيرهما القوى في لبنان حيث قضى على ذيل الأفعى هناك وإذا حاولت إحدى الدولتين تعطيل تنفيذ هذا القرار فأن القوى الكبرى ستدرك جميعها بأنه لابد من القضاء على رأس الأفعى في دمشق وطهران حتى تنعم المنطقة والعالم بالسلام .
2 فرنسا : لاشك إن صدور هذا القرار بمحاولات فرنسية حثيثة سيعطى بعض المصداقية لفرنسا في العالم العربي كذلك فأن إعلان فرنسا بأنها ستشارك في القوات الدولية المزمع نشرها في لبنان سيجعلها تحتفظ لها بقدم في منطقة كانت من مناطق نفوذها سابقا .
3 الولايات المتحدة الأمريكية: لما كان من مصلحة أمريكا القضاء على تهديد المجموعات الإرهابية فإنها رأت في إسرائيل رأس الحربة لمواجهة هذه المجموعات الإرهابية الراديكالية سواء حزب الله أو حماس أو الجهاد الاسلامى لذا فإنها دعمتها وعطلت صدور اى قرارات من مجلس الأمن تغل يد إسرائيل قبل قضائها على مصدر تهديد حزب الله بل وساعدت إسرائيل أخيرا على تحقيق ذلك من خلال الوسائل الدبلوماسية بهذا القرار الأخير ولكن كل هذه المواقف أضرت كثيرا بصورة الولايات المتحدة في العالم العربي والاسلامى

#مجدي_جورج (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات