أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - مجدي جورج - ممدوح النمر قصة شهيد وحكاية قرية














المزيد.....

ممدوح النمر قصة شهيد وحكاية قرية


مجدي جورج

الحوار المتمدن-العدد: 1684 - 2006 / 9 / 25 - 10:49
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


القرية هي صفط اللبن التابعة لمحافظة المنيا وهى تقع على الطريق السريع القاهرة / أسوان وتتوسط المسافة مابين مدينة سما لوط ومدينة المنيا وهذه القرية كان يعيش فيها المسيحيون الذين كانوا يشكلون حتى وقت قريب أكثر من نصف السكان بجوار المسلمون متجاورين متحابين دون مشاكل أي مشاكل أو منغصات وكانوا يؤدون صلواتهم في خمس كنائس متواجدة بالقرية في حين يؤدى المسلمون شعائرهم في ثلاث مساجد متواجدة بالقرية .
ولكن مع بداية السبعينات وهجرة العمالة المصرية إلى دول الخليج وعودتها محملة بالقيم والمعايير الجديدة بدأت تتغير الأوضاع وبدأت بوادر التطرف تظهر على بعض الشباب المسلم في الفرية الذي بدأ يرفض مجاورة المسيحي أو العيش المشترك أو العمل معه وبدأت حمى التنافس الغير شريف تزداد .
وبدأ المسلمون يتركزون في مناطق وشوارع خاصة بهم وبدأ المسيحيون يفعلون نفس الشئ إلا قلة قليلة من الطرفين ، وبدأ الشباب المسلم في إنشاء مسجدين آخرين في القرية( حتى يتساوى العدد مع عدد الكنائس) وأحد هذه المساجد تم إنشاؤه في المنطقة المسيحية وعلى أرض مغتصبة من أراضى المدارس بالقرية .
ورغم إن نسبة التعليم عالية ورغم إن هناك عدد كبير من شباب القرية مهاجر في اغلب بقاع الأرض إلا إن معظم سكان القرية يعتمدون على الزراعة التي تمثل النشاط الرئيسي لغالبية السكان حتى المتعلمين منهم .
ويملك أغلب هذه الأراضي مجموعة من كبار العائلات أغلبهم من المسيحيين وكان من ضمن هذه العائلات عائلة حنا النمر والد الشهيد ممدوح الذي استطاع بكده وجهده وصبره من أن يمتلك مساحة كبيرة من هذه الأراضي حاول هو وأولاده من بعده الحفاظ عليها وتنميتها وزيادتها بكل جهد مما خلق نوع من الحقد الدفين والغيرة القاتلة في نفوس بعض المتطرفين فبدئوا في مضايقة هؤلاء الملاك ساعة بسرقة المحصول ليلاً وساعة بفرض الإتاوات التي رفضها وقاومها أغلب الملاك وقد حدثت جريمة قتل عندما رفض مزارع مسيحي وعائلته في البلد دفع الاتاوه على أرضه أو التغاضي عن سرقة محصوله أمام عينيه مما أدى إلى تجمع بعض هؤلاء البلطجية ومحاولة ضرب هذا المزارع فما كان منه إلا سحب سلاحه للدفاع عن نفسه وأرضه وقتل احد هؤلاء البلطجية وذلك منذ أربعة سنوات .
ورغم وقوع هذه الحادثة إلا إن هؤلاء البلطجية لم يرتدعوا ورغم شكاوى الأقباط للأمن إلا انه لم يتدخل بل ترك لهم الحبل على الغارب فلم يحقق في أي شكوى من شكاوى هؤلاء المزارعين الأقباط وتركهم فريسة سهلة لهؤلاء المعتدين مما أوجد حالة من الطمع من جانب هؤلاء فبدأت مضايقاتهم تزيد حتى إن أحدهم رغم انه من جيران الشهيد ممدوح حاول منعه من العبور بجراره الزراعي بحجة أن الجرار يفسد أرضهم برغم أنه طريق عبور عادى فحاول بالحسنى العبور إلا إن عناد هذا الجار منعه من سماع صوت العقل مما طور الأمور حتى وصلت إلى قسم الشرطة الذي تدخل فارضا الصلح بين الاثنين ورغم ذلك فأن الحقد والضغينة سيطرا على هذا الجار فتربص هو وأهله للشهيد على كوبري البلد وفى وضح النهار واستقبلوه بالخناجر على غرة فلقي مصرعه على الفور وألقوا بأخيه ضعيف البصر بترعة الإبراهيمية ولولا ستر الله لكان أخوه لحق به .
قتلوه ولم يرحموا صرخات زوجته وأولاده الخمسة الذين تركهم بترمل ويتم .
قتلوه ولم يرحموا قلب أم ينفطر على أبنها وهى ترى ابنها يذبح أمامها .
قتلوه ولم يرحموا شبابه وهو الشاب الذي لم يتجاوز الواحد وأربعون عاما .
قتلوه ولم يحترموا حق الجيرة والعيش والملح الذي كان بين الاثنين في يوم من الأيام .
ويا ليت الأمر توقف عند ذلك الحد بل أنهم حاولوا الهروب بجريمتهم بتحرير محضر ضد الشهيد يتهمه بالاعتداء على إحدى قريبات الجاني وإجهاضها ولولا تصدى أسرة الشهيد لهذه المهزلة وإفشالها بإثبات إن وقت الاعتداء على السيدة تم بعد استشهاد ابنهم لكانوا نجحوا في مخططهم .
كان يمكننا إن نعتبر هذه الجريمة جريمة قتل عادية كعشرات الجرائم التي تحدث في مصر يوميا وكان يمكن لهذه الجريمة إلا تقع لو إن :
* الأمن حقق في كل الشكاوى والمحاضر التي تقدم بها المسيحيين في القرية من محاضر سرقة واعتداء وابتزاز وخطف وغيرها فهذا السلوك الامنى جعل المسلم في هذه البلدة كما في غيرها يشعر بالاستعلاء وانه يعيش في دولة تنصره ظالما أو مظلوما .
* الأمن اهتم بالسكان المسيحيين في القرية واستمع لشكواهم ولم يهملها مما ادئ إلى شعورهم أنهم يعيشوا كمواطنين درجة ثانية وجعلته ينظر لكل الأمور بريبة وخوف وشعور بالاضطهاد .
* الأمن إلقى القبض على خاطف إحدى فتيات البلدة بغرض الاعتداء عليها أو أسلمتها بالقوة والذي تصدى له مسيحيي القرية بخروجهم بالآلاف واعتصامهم وتظاهرهم مما حدا بالأمن إلى إرجاع الفتاة سريعا ولكن دون توجيه تهمة خطف لاى إنسان إلى الآن رغم مرور عدة شهور .
كل هذه الأسباب وغيرها تجعلنا نقول إننا إمام جريمة قتل طائفية لن تنفع معها المسكنات خصوصا إن أهل الشهيد إن كانوا قد رفضوا استلام جثة ابنهم وقامت الشرطة بدفنها دون حضورهم إلا أنهم لن يقبلوا اقل من تحقيق العدالة والاقتصاص من القاتل وعدم الضغط عليهم لقبول الصلح وتخفيف عقوبة عن القاتل . إن تغاضى الأمن المستمر عن ممارسات هؤلاء البلطجيه وتهديدهم للسكان الآمنين جعل هذه القرية التى كانت تهنأ بالسلام والأمان تعيش الآن على حافة بركان .
مجدي جورج
[email protected]



#مجدي_جورج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منى يعقوب وإعلام الريادة وأشياء أخرى
- التغييرات الدستورية المزمعة وتمثيل الأقباط
- المال ودوره في شراء الذمم والولاءات في المنطقة العربية
- معايير النصر والهزيمة فهل حقا انتصر حزب الله ؟
- القرار 1701 حساب الأرباح والخسائر
- مجزرة قانا والحرب المستمرة ضد المدنيين
- بيت من خيوط العنكبوت وبيت من زجاج
- سياسة العناد والمكابرة وسياسة قراءة الواقع بذكاء عند قادتنا ...
- الموقف السعودي والموقف العربي من أزمة لبنان
- حسن نصر الله وحزب الله وتدمير لبنان
- مبروك لايطاليا كاس العالم
- بدعة ماكس ميشيل وكنيسته الجديدة والدور الخفي للدولة
- ولازال حديث الأحذية مستمرا
- الاحتكار من المستفيد ومن يدفع الثمن ؟
- الاختراق الوهابي في الحوامدية
- تصريحات احمد نظيف والعلمانية وجريدة الأسبوع
- طالبان الصومال تدق الأبواب فهل ينتبه المجتمع الدولي؟
- وقوع البلاء ولا انتظاره، التوريث أو الإخوان
- الشيطان يعظ
- مدحت عزيز إبراهيم حصار أسرة ومأساة مجتمع


المزيد.....




- -الطلاب على استعداد لوضع حياتهم المهنية على المحكّ من أجل ف ...
- امتداد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات أمريكية جدي ...
- توجيه الاتهام إلى خمسة مراهقين في أستراليا إثر عمليات لمكافح ...
- علييف: لن نزود كييف بالسلاح رغم مناشداتها
- بعد 48 ساعة من الحر الشديد.. الأرصاد المصرية تكشف تطورات مهم ...
- مشكلة فنية تؤدي إلى إغلاق المجال الجوي لجنوب النرويج وتأخير ...
- رئيس الأركان البريطاني: الضربات الروسية للأهداف البعيدة في أ ...
- تركيا.. أحكام بالسجن المطوّل على المدانين بالتسبب بحادث قطار ...
- عواصف رملية تضرب عدة مناطق في روسيا (فيديو)
- لوكاشينكو يحذر أوكرانيا من زوالها كدولة إن لم تقدم على التفا ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - مجدي جورج - ممدوح النمر قصة شهيد وحكاية قرية