أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - سلاح التلميذ ... وكتابي الجديد














المزيد.....

سلاح التلميذ ... وكتابي الجديد


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 7502 - 2023 / 1 / 25 - 02:49
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


"سلاح التلميذ" … وكتابي الجديد

[email protected]


أشعرُ بالفرح أن كتابي الجديد وشيك الصدور "عمر من الشرنقة إلى الطيران" سوف يصدرُ مع معرض الكتاب عن الدار العريقة "الشركة العربية الحديثة" التي أصدرت لنا واحدًا من أهم الكتب التي لازمتنا طوال مشوار حياتنا منذ طفولتنا وحتى استقرّ بنا الُمقام على مقاعد الجامعة. "سلاح التلميذ" سلاسل الكتب التعليمية التي كانت صديقَنا الرئيس في مشوار التفوق الأكاديمي من المرحلة الابتدائية وحتى الثانوية. وسرُّ عشقي لهذا الكتاب عطفًا على المادة العلمية الدسمة بين دفتيه، هو تلك اللوحة البديعة التي تُزّين غلافَه بريشة الفنان العبقري "مصطفى حسين"، حيث: “بنتٌ وولدٌ يثبان في الهواء فاتحيْن ذراعيهما على المستقبل والحياة بكامل الحرية والانطلاق والحيوية”، ولتلك الفلسفة مردٌّ فطري في قلبي وشخصيتي التي تجنحُ نحو طفولة لا تذوي. دارُ النشر العريقة التي تحمست لنشر كتابي عن طيف التوحّد، هي التي أصدرت لنا سلاسل "روايات مصرية للجيب" وإصدارات الكاتب الجميل والصديق "نبيل فاروق"، وإصدارات "أحمد خالد توفيق"، رحمهما الله.
شكرًا لصديقتي المشرقة الكاتبة المثقفة "نوال مصطفى" المستشار الإعلامي للدار، التي أقنعتني بضرورة إصدار كتابٍ عن تجربتي الخاصة مع "متلازمة أسبرجر" و "طيف التوحّد" خلال رحلتي الجميلة مع ابني "عمر نبيل"، عساه يكون مِشعلا صغيرًا للأمهات الصغيرات اللواتي أهداهن اللهُ طفلا متوحدًا وجميلا مثل ابني. ولولا حديث صديقتي معي، واستحثاثها المستمر لي على مدار شهور حتى أكتبَ، كان من المستحيل بالحق أن أفكّرُ في كتابة هذا الكتاب الصعب الشيق، الذي كُتب بمداد القلب وزفرات الوجع وومضات الفرح ومظلة الأمل في الغد، ورجاء في الله لا يذوي. ولا يفوتني أن أشكر كلَّ مَن ساهمَ في خروج هذا الكتاب إلى النور، بعدما ظلَّت خفقاتُه وأفكارُه حبيسةً داخل قلبي سنواتٍ طوالا. أشكر رفيق الدرب المهندس "نبيل شحاته" الذي حين حكيتُ له عن اقتراح صديقتي بكتابة الكتاب، وأنا بين التردد والتردد، فتحمّس فورًا للفكرة وشجّعني، وكان هو المراجعَ الأول لكل فصل أكتبُه، يُذكّرني بلمحاتٍ من طفولة “عمر” تستحق أن تُروى لعلّها تضيءُ جانبًا من جوانب شخصية الطفل الأسبرجري الغامضة، أما امتناني له على ما قدّم لابننا خلال رحلتنا الطويلة الشاقة، فليس محلّه مقالٌ ولا كتابٌ ولا عُمْرٌ كاملٌ من الحب والحنوّ والاحتواء. أدينُ له بالفضل إذْ كان الداعمَ لي في لحظات انكساري قائلا كلمته الشهيرة: “عُمر تمام!”
فحينما اكتشفنا إصابة ابننا الأصغر "عُمر" بطيف التوحّد أسبرجر، أصابني الهلعُ من ذلك المرض الغامض الذي لم يجد له الأطباءُ علاجًا حتى الآن. وعشتُ سنواتٍ أقرأ عن "طيف التوحّد" حتى ملأني اليأسُ من شفائه. لكنني مع الوقت ومع مراقبة تصرفات "عمر" الراقية، وهوسه الشديد بالنظام والعدل والأناقة والصدق وعذوبة السلوك، بدأتُ في تعديل وضع المنظار فوق عينى، والنظر إلى "عمر" من زاوية أخرى، غير زاوية المرض التي وضعنا الأطباءُ فيها. فاكتشفتُ، فجأةً، أن ابني "مصابٌ بالجمال"، إن كان ثمّة مرضٌ اسمه: الجمال! هل أرقى وأجمل من كائن عادل، صادق، منظّم، زاهد، قليل الكلام، غير مجامل، إلى أقصى الحدود؟! واكتشفتُ وجاهةَ وجهة نظر زوجي المثقف حين قال: ("عمر" مش مريض. ابننا "مختلف”. وعلينا احترام اختلافه. هو يرى العالمَ من منظوره الخاص، وعلينا احترامُ عالمِه الجميل، بدلا من محاولة سحبه إلى عالمنا.) وأشكر نجلي الأكبر مهندس/ "مازن" على تصميمه الغلاف الجميل للكتاب، وزوجته الجميلة "فاطمة الزهراء" التي كانت لابني "عمر" شقيقةً حقيقية لم يرزقني اللهُ بها من خِصري، فكانت ابنةَ قلبي والزهرةَ المشرقة في أسرتنا الصغيرة. كما أشكر الفنان الجميل "إسلام إبراهيم" Islam Gallery الذي رسم لوحة الغلاف الخلفي البديعة التي تُصوّرني وأنا أحتضنُ "عمر”، وأتكئُ على كتفه؛ في مشهدٍ يقول: إنني صخرةُ "عمر"، وإنه سَندي. وأشكر الكيميائي الحيوي "رامز سعد" الذي أضاء بعلمه الشِّقَّ الكيميائيَّ داخل جسد ابني لمعرفة المعادن الثقيلة التي كانت تُعطّل تواصله مع العالم.
وأخيرًا أقدّمُ وافر الشكرِ جزيلَه للبروفيسور العظيم أ.د. "أحمد عكاشه"، أستاذ الطب النفسي ومستشار رئيس الجمهورية للصحة النفسية، الذي كتب تصديرًا بديعًا للكتاب، سأظلُّ أفخرُ به ما حييت. وسوف أفردُ له مقالا مستقلا بإذن الله. أنتظرُ بشغف صدور كتابي خلال الأيام القليلة المقبلة بإذن الله، ليُشرقَ ويشرقَ قلبي معه في معرض القاهرة الدولي للكتاب، قاعة رقم 5، جناح C‪󉅈. واللهُ من وراء القصد، عسى أن يُفيدَ كتابي أمهاتٍ صغيراتٍ حائراتٍ، مثلما كانت حَيرتي في بداية مشواري الطويل مع نجلي المتوحد الجميل “عمر”.
***



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سؤالٌ مُفخَّخ … في امتحان!
- مع عمر… أعيشُ طفولتي!
- مَحو الأميّة المصرية في الجمهورية الجديدة
- كلّنا واحد
- نوال مصطفى… وسامُ الإنسانية من البحرين
- حبيبتي 2022… رغم عذاباتكِ... أشكرك!
- معلّمو الرهافة … المتوحّدون
- إيه فيه أمل! عن الطفل شنودة
- حينما الموسيقى … صوتُ السماء!
- دولةُ الأوبرا تحتضنُ مليكتَها
- اتهامات مفيد فوزي ... وهداياه
- ذوو الهِمَم … أبناءُ الحياة
- ياسين بيشوي … والأخلاقُ في اليابان
- أخبرني الخيميائيُّ: عن طيف التوحُّد Autism
- سرُّ إشراق السير مجدي يعقوب: PPHH
- عيد ميلاد الرئيس … محرابٌ ومذبح
- التنمُّرُ ... قاتلُ المستقبل
- تجمَّلْ بالأخلاق
- طنطا … تصدحُ شِعرًا … وتشدو مددًا
- مصرُ الراهنةُ ... في عيون الأشقاء


المزيد.....




- سياسي يهودي من حزب مانديلا: بريطانيا مسؤولة عن فوضى الشرق ال ...
- ماما جابت بيبي.. استقبال تردد قناة طيور الجنة بيبي على نايل ...
- الاحتلال يواصل إغلاق المسجد الأقصى وكنيسة القيامة لليوم السا ...
- سياسي يهودي من حزب مانديلا: شعب إيران لا يستحق الهجوم عليه م ...
- -في تهديد مباشر-.. ترامب: المرشد الأعلى الإيراني -هدف سهل- و ...
- ماما جابت بيبي.. استقبال تردد قناة طيور الجنة بيبي على نايل ...
- ترامب: المرشد الأعلى هدف سهل.. نعلم أين يتواجد
- باسم يوسف يثير جدلا بمنشور عن الحرب الإيرانية الإسرائيلية، ف ...
- الرئيس الأمريكي: نعرف تماما أين يختبئ المرشد الأعلى ولكن لن ...
- الرئيس الأمريكي دونالد ترامب: نعرف تماما أين يختبئ المرشد ال ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - سلاح التلميذ ... وكتابي الجديد