أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - ذوو الهِمَم … أبناءُ الحياة














المزيد.....

ذوو الهِمَم … أبناءُ الحياة


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 7455 - 2022 / 12 / 7 - 11:09
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أُهدي هذه القصةَ الجميلةَ لأبنائنا الرائعين الذين احتفلَ العالمُ بهم أول أمس 3 ديسمبر في "اليوم العالمي لذوي الهمم"، وأهديه لابني المتوحّد الجميل "عمر" الذي استجاب اللهُ تعالى أخيرًا لدموعي وأخرجه من شرنقة العُزلة التي سجن نفسَه فيها سنواتٍ طوالا. وفي الأساس أهدي القصةَ للأمهات والآباء الرائعين الذين أهدتهم الحياةُ طفلًا جميلا أو طفلةً جميلة من ذوي الهمم. كما أُهديها لكل مَن يظنُّ أنه الأقلُّ حظًّا في الحياة أو أن القدر قد ضنَّ عليه بما أنعم به على غيره. وهذا غير صحيح لأن هدايا الله لنا ومعجزاتِه في خلقنا تفوقُ مُنتهى قدرتنا على التصوّر: "وفي أنفسكم أفلا تبصرون".
يقصُّ علينا أحدُهم هذه الواقعة: "كنا في حفل لجمع تبرعات لصالح مدرسة أطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة في أمريكا. نهض والدُ أحد التلاميذ وطرح سؤالا: "لا شكَّ في أن كلَّ ما في الطبيعة يسيرُ وفقَ نظامٍ كامل الإتقان. لكن ابني غيرُ قادر على العيش مثل الأطفال الآخرين. فأين نظامُ الكون المتقنُ فيما يتعلق بابني؟!" بهت الحاضرون وساد الصمتُ، إلا همهماتِ الاستياء من البعض. واستطرد الأبُ: "حين يأتي إلى الدنيا طفلٌ يعاني عجزًا في قدراته الجسمانية أو العقلية، يتجلَّى الاتقانُ في الطبيعة. كيف؟ في أسلوب تعامل الآخرين مع ذلك الطفل." ثم قص علينا قصته.
"في يوم ما كنتُ أتجوّل مع ابني. مررنا بملعب حيث كان أولاد يلعبون كُرة البيسبول. وسألني ابني: "هل تظنهم يسمحون لي باللعب معهم؟" وكنت أعلم أن لا أحد يرغب في اللعب مع معوّق. ولكني كأبٍ تمنيتُ أن يسمحوا، لأن ذلك سيعزز شعوره بالانتماء، ويمنحه بعضَ ثقة في أن الناس يقبلوه رغم إعاقته. واقتربتُ مترددًا من أحد الأولاد وسألتُه. دار الولد ببصره، وقال: "نحن خاسرون في ستِّ جولات، والمباراة في دورتها الثامنة. دعنا نُدخله في التاسعة." تهادى ابني بمشيته العرجاء إلى دكّة الفريق، وارتدى الفانلة بفرح. كنتُ أرقبه بدمعة تُخاتلُ عينيّ، ودفء يغمرُ قلبي. وتحسن وضع فريق ابني خلال الجولة الثامنة، ولكن ظلَّ الخصمُ متفوقًا بجولات ثلاث. وفي الجولة التاسعة سلّموا ابني قُفازًا وبدأ اللعب. ورغم أن الكرة لم تأته، إلا أن حماسه كان واضحًا لمجرد وجوده بالماتش. اتسعت ابتسامتُه وأنا ألوّح له وسط المشجعين. وأحرز فريقُ ابني نقاطًا إضافية، فتقلّص الفارقُ بين الفريقين إلى نقطتين، ما جعل الفوزَ ممكنًا. وجاء الدورُ على ابني ليمسك بالمضرب. فهل تتوقعون أن يعطوه المضربَ فتضيع فرصتُهم في الفوز؟! ولدهشتي، فعلوا! رغم علمهم استحالة أن يحرز نقاطًا، إذْ لا يمكنه حتى الإمساك بالمضرب على نحو سليم. وأدرك لاعبُ الخصم أن فريقَ ابني يُضحّي بالفوز من أجل هدف أسمى: هو إبهاج صبيٍّ حزين، وإثرائه بلحظة فرح لا تتكرر. تقدم الخصمُ وألقى الكرةَ برفق حتى يتمكن صغيري من لمسها بمضربه. وحاول ابني ضرب الكرةَ ولكنه أخفق. وأعاد الخصمُ الكرةَ لابني برفقٍ بالغ، فضربها بوَهنٍ، وردّها لخصمه الذي تلقفها بيسر. وما كان أسهلَ أن يمررها لزميله، وكان ذلك سيُخرج ابني من المباراة. ولكن، بدلاً من ذلك، رمى المُدافعُ الكرةَ بعيدًا فوق رأس زميله. وبدأ الكلُّ يصيح. مشجعو ولاعبو الفريقين، راحوا يهتفون باسم ابني يشجعونه على المُضيّ إلى النقطة الأولى. واستطاع بصعوبة أن يصل، مترنحًا ومرتبكًا. واستمر الهتافُ في الملعب ليمضي إلى النقطة الثانية، ووصل ابني بالفعل، لأن لاعب الخصم بدلاً من أن يسد عليه الطريق عدّل اتجاهَه ليتيح له التقدم. أشرقَ وجهُ صغيري بالأمل في الوصول ليحقق لفريقه النقطة الكبرى. وحين اقترب من النقطة الثالثة، كانت الكرة مع أحد لاعبي الخصم، وهو أصغرُ لاعب في الفريق، ولديه الآن في مواجهة ابني فرصة أكيدة ليغدو بطل فريقه. ولكنه أدرك خُطّة الجميع، فألقى الكرة عاليًا بحيث تخطّت زميلَه المدافع عن النقطة الثالثة. وجرى ابني مترنّحًا نحو النقطة الثالثة وأحاطه الآخرون راسمين له الطريق إلى نقطة الفوز. وبعدما تخطي الثالثة، ووقف المتفرجون حماسًا يهتفون مطالبينه بالركض للنقطة الأخيرة التي بدأ منها! وجرى ابني حتى النقطة الرابعة وداس على الموقع المحدد. وانفجر الحضور بالهتاف للبطل الذي أحرز النقطة الكبرى وفاز لفريقه." أكمل الأب ودموعُه تنهمر: "أولئك الأولاد كانوا هم (النظامَ المتقنَ في الطبيعة). ولم ير ابني الصيفَ التالي، حيث وافاه الأجلُ في ذلك الشتاء، ولكنه لم ينس لآخر لحظة في حياته، أنه كان يومًا ما، بطلا رياضيًّا."
شكرًا للرئيس السيسي الذي يولي اهتمامَه ودعمَه لأبطال الهِمم، حتى يتأكدو أن العالمَ يحتاجُ إليهم.
 
 
***



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ياسين بيشوي … والأخلاقُ في اليابان
- أخبرني الخيميائيُّ: عن طيف التوحُّد Autism
- سرُّ إشراق السير مجدي يعقوب: PPHH
- عيد ميلاد الرئيس … محرابٌ ومذبح
- التنمُّرُ ... قاتلُ المستقبل
- تجمَّلْ بالأخلاق
- طنطا … تصدحُ شِعرًا … وتشدو مددًا
- مصرُ الراهنةُ ... في عيون الأشقاء
- ماذا صرتَ اليومَ يا جوناثان؟
- اِتحضَّر للأخضر … نحو عالَمٍ نظيف COP27
- علبةُ كشري ودرسٌ : الأسطى مختار
- افتتاح مهرجان الموسيقى العربية… إبهارٌ في إبهار!
- أخبرني الخيميائي: الزئبق... القاتلُ الصامت
- جيشُنا المصري… مصنعُ رجال
- اليوم العالمي للفتاة … زهرة الحياة
- شهداءُ مصرَ -المصريون- ... لأجل الوطن!
- جائزة الأولمبياد للرئيس... ويومٌ مع أطفال الرجاء
- عِلمُ بلادي الجميلة: Egyptology
- -هشام سليم-… الأبُ الجسور
- الآخرُ الجحيمُ … الآخرُ الفردوس


المزيد.....




- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - ذوو الهِمَم … أبناءُ الحياة