أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد علام - الناصريون الوطنيون والموقف -الاستاتيكي-!















المزيد.....

الناصريون الوطنيون والموقف -الاستاتيكي-!


سعيد علام
اعلامى مصرى وكاتب مستقل.

(Saeid Allam)


الحوار المتمدن-العدد: 7491 - 2023 / 1 / 14 - 16:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بالرغم من ان كل شيئ في الحياة متحرك غير ثابت "ديناميكي"، الا ان معظم الناصريون يحللون تطورات "تغيرات" حقبة عبد الناصر تحليلاً ثابتاً، جامداً، غير متحرك "استاتيكي"، بعكس كل حركة التاريخ، لذا يتبنوا موقفاً استاتيكياً جامداً من كل تطورات هذه الحقبة من تاريخ مصر المعاصر، موقف استاتيكي من حقبة عبد الناصر وشخصه ودوره، متعارضين بذلك مع التحليل الديالكتيكي "المتفاعل/ المتحرك" لحركة التاريخ عموماً، وحركة تاريخ مصر المعاصر خاصة، لا لسبب سوى لموقف نفسي غير عقلاني، فاذا ما تغير التحليل وتغيرت النتائج فقدوا توازنهم النفسي، وهو شيئ لا يطاق، مثلهم في ذلك مثل موقف الاخوان المسلمين من "الشرعية"، من حكمهم "الافتراضي" لمصر في السنة البائسة!.

جاءت حركة الضباط الاحرار في بداية النصف الاول من القرن الماضي متزامنه تاريخياً مع تغييرين تاريخيين:
الاول: صعود الاستعمار الجديد "الولايات المتحدة"، الاستعمار الاقتصادي/ الثقافي، بعد الحرب العالمية الثانية، ليحل محل الاستعمار القديم "بريطانيا، فرنسا .."، الاستعمار العسكري/ الاقتصادي".
الثاني: ظهور المدرسة النيوليبرالية الاقتصادية، كقاعدة فلسفية للاستعمار الجديد، والتي يتلخص جوهرها في عدم الحاجة لاحتلال عسكري لأستنزاف ثروات الدول المحتلة، بل المطلوب فقط، تغيير واعادة صياغة سياسات هذه الدولة، "السياسية، الاقتصادية، المالية، العسكرية، الامنية، الثقافية، الاجتماعية .. الخ"، لتتحول الى نظام تابع، يندمج كلياً في النظام العالمي الجديد الاحادي، حيث يقوم نظام الدولة التابعة تلقائياً بأستنزاف نفسها بنفسها لصالح الاستعمار الجديد دون الحاجة لاحتلال عسكري مكلف، ومن الصعب تبريره ثقافياً.

في هذا السياق ولد نظام يوليو 52، بعلاقة طيبة مع الاستعمار الجديد، الولايات المتحدة، فشرع عبد الناصر في بناء نظام سياسي وطني مستقل، فوقع في المحظور، وباءت كل محاولات اثناؤه عن ذلك بالفشل، واعتمد عبد الناصر على امكانية الاعتماد على الطرف الثاني من الحرب الباردة، الاتحاد السوفيتي، فجاءت ضربة يونيه 76 القاسمة لوقف هذا المشروع للـ"التنمية المستقلة" نهائياً، الذي لا تتشكل خطورته على الاستعمار الجديد في مصر فقط، بل كان الاخطر بالنسبة له، هو عدوى انتشاره وتماثلة في العديد من الدول الاخرى التي ساعدتها الولايات المتحدة على التحرر من الاستعمار القديم. فلا تنمية مستقلة في ظل هيمنة استعمار اقتصادي.

كما لم تكن ضربة يونيه 67، ايضاً، سوى احدى حلقات الحرب الباردة ذاتها، لمنع الاتحاد السوفيتي من الوصول للمياه الدافئة، البحر الابيض المتوسط، ومنعه من التمركز في منطقة الشرق الاوسط، المنطقة الاستراتيجية الاكثر اهمية للاستعمار الجديد، والتي قد تم دعمها بقاعدة متقدمه له، مزروعة بقصد، كدولة دينية يهودية في محيط الغالبية العظمى من سكانه من المسلمين، وتأسيس وتمويل ورعاية التطرف الديني على الجانبين، لحرف النضال الوطني في كامل المنطقة، من نضال ضد الاستغلال بكل صوره، محلي او اجنبي، الى مجرد صراع ديني. انها خطة استراتيجية شاملة متكاملة.

وكانت رسالة يونيه 67، واضحة لعبد الناصر، فكانت استجابته بعد 67، توضح انه قد استوعب الرسالة تماماً، فمع استبعاده للمجتمع المدني المصري من اول يوم، "كعب اخيل" سلطة يوليو، انطبقت عليه مقولة كيسنجر قبل ان يعلنها مع السادات على الملئ بسنوات: "ان انعدام البدائل، يحرر العقل بصورة رائعة". وقد تمثلت استجابة عبد الناصر "الايجابية" لرسالة يونيه 67، الحاسمة، في قراران تاريخيان:
الاول: الاعتراف بأسرائيل بقبوله بمبادرة روجرز والقرار 242.
الثاني: تعينه للسادات نائباً للرئيس دوناً عن كل الضباط الاحرار.

السؤال الذي لا يجيب عنه الاصدقاء الناصريون المخلصون، لماذا السادات بالذات الذي كان عبد الناصر يعلم توجهاته اليمينية علم اليقين بعد علاقته الوثيقة معه على مدى اكثر من ربع قرن، ماذا يعني، ان لم يكن يعني ان عبد الناصر قد استوعب الدرس جيدا؟!.

لقد استغرق مشروع "الاستسلام الشامل" الانتقال من التنمية المستقلة الى التبعية الكاملة للاستعمار الجديد، حوالي سبع سنوات، والذي لم يكن له ان يمر الا بقلب الهرم القيمي، فيصبح كل شيئ قابل للبيع والشراء، واهدار قيم العلم والعقلانية والحرية والكرامة الوطنية، الى قيم السلفية والسوق الحرة، كما لم يكن من الممكن تمريره الا تحت غبار معارك استعادة "السلطة" لهيبتها المهدرة، وللـ"الشعب" الكرامة الوطنية المهدرة في يونيه 67، ووسط صخب اهازيج النصر العالية الصوت، امكن تمرير ما لم يكن من الممكن تمريره، تمريره عبوراً الى الضفة الاخرى، ضفة الاستسلام الشامل، عبوراً على كل تضحيات الشعب وابناؤه.

جرب اجولك
جرب اجولك .. بس خليك شهم
واثبت لظرف المعانى الحلوة .. يامسكين

على المدى اللى احنا عشجناه .. وهم
انا وانت .. طلعنا عيانين
وهما مابيعيوش بحب الوطن
وهما مابيعيوش بحب البلاد
وهما مابيعيوش لا بالعطن ولا بفك القيد ولا بالميلاد

واللى اعتدى جاى بأبتسامته يعتدى
بدل البنادق، بالريات وجابلنى
بدل المدافع بالبنوك والبورصة
وجال لسمسار الوطن ليك حصة

ودا يجول كتير، وادا يجول اتوصى
وانت ما تستعناك طروف البصة
وانت اللى خلعت الشجر اولادك
وداريت باجساده بدن دبابة
ادى الزمن خلع القميص فى بلادك
وكتب على الجدران يفط كدابة

واللى اعتدى جاى بأبتسامته يعتدى
بدل البنادق، بالريات وجابلنى
بدل المدافع بالبنوك والبورصة
وجال لسمسار الوطن ليك حصة

فجأة الشيطان بجى انس، وبجينا نفس الجنس
ادعى يصالحنى عدوى، ويغفر لشهدائى
ويستلم منى لجام الاتى
وبسلمه حطين
وبسلمه فلسطين، والطين
بسلمه كتب التاريخ وكفاحى
بسلمه ابنى ومصباحى
بسلمه محراتى وسلاحى
بسلمه ليلى وصباحى
بسلمه مصر عزيزة النفس
اللى بفرمان صغير من الوالى، لغت الامس
فلا عباد ضجت، ولا دموع سالت
يابو الغنا يانيل، نخلة ابوك مالت

وحيستلم، والنيل ياعم حيتظلم
لا من رأى، ولا من سمع، ولا من علم
جرب اجولك
الابنودى،
سبعينيات القرن الماضي.
"جرب اجولك" بجس ولحن المبدع العبقري الموسيقار فاروق الشرنوبي.
https://www.youtube.com/watch?v=qn_C1UeduwE&feature=share.


هام جداً
الاصدقاء الاعزاء
نود ان نبلغ جميع الاصدقاء، ان التفاعل على الفيسبوك، انتقل من صفحة saeid allam "سعيد علام"، واصبح حصراً عبر جروب "حوار بدون رقابة"، الرجاء الانتقال الى الجروب، تفاعلكم يهمنا جداً، برجاء التكرم بالتفاعل عبر جروب "حوار بدون رقابه"، حيث ان الحوار على صفحة saeid allam "سعيد علام"، قد توقف وانتقل الى الجروب، تحياتى.
لينك جروب "حوار بدون رقابه"
https://www.facebook.com/groups/1253804171445824



#سعيد_علام (هاشتاغ)       Saeid_Allam#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطريقة الوحيدة للدفاع عن حق -حرية الرأي والتعبير-، هى ممارس ...
- 27 اكتوبر 2022، -الخميس الاسود- في تاريخ مصر المعاصر! يوم ال ...
- مفاجأة .. لل-المستجير من الرمضاء بالنار-؟! هل نجرؤ على الانت ...
- فزورة الساعة: لماذا -كوبري- لبيع قناة السويس؟! كيف ابدع -ترز ...
- كيف تثرى من السياسة، ولا تدفع ضريبتها؟!
- جوهر خبرتنا من بعد 67، وحتى اليوم! الآتي الجديد هو اكثر فساد ...
- لا تشاركوا في جريمة بيع الوطن!
- احترسوا .. ليست كل الاخبار السلبية عن اوضاع مصر الاقتصادية، ...
- القرار يفضحه توقيته!
- اليوم، الذكرى الـ75 لقرارتقسيم فلسطين: حرب اكتوبر 73، من ضحي ...
- الا يعني ذلك اننا مؤثرون؟! والاهم، انهم خائفون؟!
- اللي اتلسع في مصر، ينفخ في السودان!
- ماذا حدث في 11/11؟!
- ابتذال -الثورة- .. واعادة اختراع العجلة؟!
- .. وماذا بعد 11/11؟!
- القادم اخطر، ومصر في القلب .. ترقبوا .. اوقات جيده للسيسي، و ...
- من يمول، يحكم! وإن تعدوا اضرار التمويل الاجنبي، حكومة ومعارض ...
- ليس هناك اخطر على الثورة، من تضليلها! هل حقاً تريد امريكا نظ ...
- الاخطر على الاطلاق .. اليوم .. التنازل عن الارادة السياسية، ...
- لمن -غامر- السيسى بشعبيته؟!


المزيد.....




- أوروبا ومخاطر المواجهة المباشرة مع روسيا
- ماذا نعرف عن المحور الذي يسعى -لتدمير إسرائيل-؟
- من الساحل الشرقي وحتى الغربي موجة الاحتجاجات في الجامعات الأ ...
- إصلاح البنية التحتية في ألمانيا .. من يتحمل التكلفة؟
- -السنوار في شوارع غزة-.. عائلات الرهائن الإسرائيليين تهاجم ح ...
- شولتس يوضح الخط الأحمر الذي لا يريد -الناتو- تجاوزه في الصرا ...
- إسرائيليون يعثرون على حطام صاروخ إيراني في النقب (صورة)
- جوارب إلكترونية -تنهي- عذاب تقرحات القدم لدى مرضى السكري
- جنرال بولندي يقدر نقص العسكريين في القوات الأوكرانية بـ 200 ...
- رئيسة المفوضية الأوروبية: انتصار روسيا سيكتب تاريخا جديدا لل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد علام - الناصريون الوطنيون والموقف -الاستاتيكي-!