أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - توفيق أبو شومر - الانتقام من مناهج التعليم!














المزيد.....

الانتقام من مناهج التعليم!


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 7488 - 2023 / 1 / 11 - 04:43
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


مَن يُشاهد الطلاب وهم ينتقمون من كتبهم المدرسية بتمزيقها قطعا صغيرة في كل الشوارع، وتحت حاويات القمامة عقب الانتهاء من الامتحانات، في بداية العام الجديد، يُدرك حجم كارثة التعليم في فلسطين، ويعلم بأن مستقبل أبنائنا لا يُبشر بالخير! كنتُ أعتقد بأن المنتقمين من الكتب هم فقط الكسالى!
سألتُ طلابا كثيرين سؤالا: هل تحب المدرسة؟ أجاب أكثرهم بالنفي، وخجل الباقون من أن يجيبوا بالنفي أيضا!
إن سبب كره الطلاب لمدارسهم يرجع بالتأكيد إلى أركان أربعة وهي: البناء المدرسي والإدارة، والمدرسين، والمناهج المدرسية، هذه الأركان مجتمعة لا تحظى بالحد الأدنى من رضا الطلاب، لأن الأبنية المدرسية هي صورة مصغرة من (السجون) أسلاك الشبابيك الشائكة، وخلوها من المرفهات الباعثة على الإبداع مثل الملاعب وقاعات الأنشطة المختلفة، إن مخططات بنائها هي صورة مقتبسة من أبنية السجون!
هذا الكره ينصرف أيضا على كثير من إدارات المدارس، المؤمنة بأن العقاب والتقريع والضرب هو الوسيلة الرئيسة للتهذيب، وأن مدير المدرسة هو الآمر بالتعذيب والسجن!
أما عن معظم المدرسين فهم أيضا سببٌ رئيس في كره أبنائنا للتعليم، لأنهم بسبب ضائقتهم الحياتية، وقلة مرتباتهم الشهرية اضطروا أن يتحولوا من معلمين موجهين وصائغي أجيال إلى تُجارٍ شنطة يبتزون (نزلاء السجون المدرسية) يبيعونهم شروحاتهم وكتبَهم حتى يحصلوا على الحد الأدنى من الحياة!
إن مهنة الدروس الخصوصية لم تعد ظاهرة عابرة، بل أصبحت هي القاعدة الرئيسة للنجاح والتفوق، وأصبح ذكاءُ الطالب هو الاستثناء، فمن يرغب في التفوق الحشوي الجالب للفخر الأسري عليه أن يشتري هذا التفوق من فم المدرس الخاص في كتب الشروحات، وملازم فقه حل أسئلة الامتحانات!
أما عن السبب الجوهري في كره أبنائنا للتعليم فهو يعود إلى المناهج المدرسية الحشوية، وهي في معظمها تهدف لتحدي عقول الأبناء، وكأنها صُمِّمَتْ أيضا لتحدي الآباء ممن يُعلمون أبناءهم! يعتقد واضعو المناهج أن اختيار موضوعات الجَديَّة والصرامة في المناهج لا يتحقق، إلا بإبعاد أشعار المدح، والهجاء، والغزل، بحجة أنها تُزري بالأخلاق الحميدة! لذلك فإنهم يختارونه صعبا منفرا، وهذا يجعل أبناءنا يكرهون لغتهم وتراث آبائهم وأجدادهم، وينعتون هذا التراث بأنه تراتٌ جامد لا يُلائم العصر الراهن!
كما أن تحويل مواد العلوم (العملية) إلى محفوظات (نظرية) وإغلاق معامل التجارب العلمية في المدارس، واعتبار الأحماض وآلات التجارب العلمية عهدة إدارية يجب تسليمها في نهاية العام بلا نقصٍ أمرٌ خطيرٌ ، يصب في الهدف نفسه، وهو أن يُقصى الإبداعُ والتفوق والنبوغ من أبنائنا مما يُحبطهم ويزيدهم قهرا، ينفسون هذا القهر بتمزيق كتبهم وإزعاج أسرهم ومحيطهم!
إن هذه السياسة التعليمية كارثة وطنية تستحق أن تكون لها أولوية العلاج في فلسطين، بلد الثروة الثقافية والتعليم الراقي حينما كان الفلسطينيون في القرن الماضي يُصدرون خبرة المدرسين الواعين إلى دول العرب ليقوموا بنقل تجاربهم إليها ويعززوا ثقافة أجيال العرب.
إن استخدام مناهج التعليم لتطويع الأبناء وإخضاعهم وإذلالهم، هو ديكتاتورية تربوية مرفوضة ترجع إلى عصور الظلام!
تذكروا دائما أنَّ نضالكم السياسي والاجتماعي والاقتصادي يعتمد بالدرجة الأولى على النظام التعليمي والتربوي، وأنكم لن تتفوقوا في أي مجال إلا باعتماد سياسة تعليمة وتربوية جديدة!
لا وجود في عالم الألفية الثالثة لنظام تربوي وتعليمي هدفه الوحيد هو أن يحمل الأبناء شهاداتٍ عُليا، وأن يتفوقوا في مجموع درجات الشهادة (الثانوية) لغايات الفخر القبلي والاحتفالات بهذه الزفَّة السنوية! وأن يكون الهدف الرئيس هو فقط حصولهم على وظيفة حكومية رسمية، وعلى عروسٍ مجانية من الآباء!!



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من إبداعات الشاعر إيليا أبو ماضي!
- مضاعفات الجكومة اليمينية في إسرائيل على اليسار!
- استشراف عام 2023 الجديد
- قضية فلسطين في قطر!
- كيف قتلوا الشقاقي ومشعل؟!
- قنبلة تفجير في يد بن غفير!
- أوباما وسارة في كتاب جديد لنتنياهو!
- تلاميذ مائير كاهانا!
- بريطانيا (الديموقراطية)!
- إسرائيل وروسيا الجديدة!
- سراب حل الدولتين!
- قلب الطفل ريان في عيد الغفران!
- لماذا أغلقوا هنا لندن؟!
- حل الدولتين عند، لابيد!
- الأحزاب الوطنية والأحزاب القبلية!
- الإسرائيليون وملكة بريطانيا!
- إسرائيل رئيس الأمم المتحدة!
- تجليات القدس في الشعر المعاصر
- هرتسل عام 2022م
- جمعيات يجب إغلاقها!


المزيد.....




- الأرض أم المريخ؟ شاهد سماء هذه المدينة الأمريكية وهي تتحول ل ...
- وصف طلوع محمد بن سلمان -بشيء إلهي-.. تداول نبأ وفاة الأمير ا ...
- استطلاع رأي: غالبية الإسرائيليين يفضلون صفقة رهائن على اجتيا ...
- وصول إسرائيل في الوقت الحالي إلى أماكن اختباء الضيف والسنوار ...
- شاهد: شوارع إندونيسيا تتحوّل إلى أنهار.. فيضانات وانهيارات أ ...
- محتجون يفترشون الأرض لمنع حافلة تقل مهاجرين من العبور في لند ...
- وفاة أحد أهم شعراء السعودية (صورة)
- -من الأزمة إلى الازدهار-.. الكشف عن رؤية نتنياهو لغزة 2035
- نواب ديمقراطيون يحضون بايدن على تشديد الضغط على إسرائيل بشأن ...
- فولودين: يجب استدعاء بايدن وزيلينسكي للخدمة في الجيش الأوكرا ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - توفيق أبو شومر - الانتقام من مناهج التعليم!