أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - توفيق أبو شومر - قلب الطفل ريان في عيد الغفران!














المزيد.....

قلب الطفل ريان في عيد الغفران!


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 7399 - 2022 / 10 / 12 - 06:32
المحور: الادب والفن
    


أعادتْ لي حادثةُ اغتيال آخر طفل فلسطيني بريء ذكرياتٍ شعريةً وتاريخية عن جرائم المحتلين بعد أن نجح المحتلون الإسرائيليون في إيقاف نبض قلب الطفل، ريان سليمان ذي القلب الغض الطري وهم يطاردونه، يوم 30-9-2022م، لأنه كان يُهدد أمن احتفالهم بعيدهم!
أعادت لي صورتُه أيضا مسلسل صور أطفالنا الذين اغتالهم جيش الاحتلال، أو أحرقهم المستوطنون، مثل محمد أبو خضير، وعائلة الدوابشة، وأطفال غزة، أعادتْ لي هذه المجازر قصيدةً للشاعر محمود درويش بعنوان (وعاد في كفن):
"يحكون في بلادنا، يحكون في شَجَن، عن صاحبي الذي مضى وعاد في كفن، العمرُ عمرُ بُرعمٍ لا يذكرُ المطر، ولم يبكِ تحت شرفة القمر..."! كان محمود درويش بحاسته الشعرية عرَّافا حين قال في نهاية قصيدته: "قلبي على أطفالنا، وكلِّ أمٍ تحضن السريرا"
أعادت لي هذه القصة لقطة تاريخية أخرى ليست من فلسطين بل من مصر، خلّدها الفنُّ وليس السرد التاريخي، وهي مجزرة مدرسة بحر البقر المصرية، فهي ستظلُّ خالدة في ذاكرتي، لأنني كنتُ معاصرا لأحداثها.
قرية، بحر البقر قرية فلاحين مصريين بسطاء في محافظة الشرقية، في القرية مدرسة ابتدائية وحيدة، انتقمت طائرات الفانتوم الإسرائيلية، بأمر من موشيه دايان، في شهر فبراير 1970م، ألقت عليها خمسَ قنابلٍ ضخمة، دمرتْ المدرسة كلها ومزقت أجساد ثلاثين طفلا، أعمارهم تتراوح بين ست سنوات واثنتي عشرة سنة، وجرحت أكثر من خمسين طفلا آخر، انتقاما من شجاعة الجيش المصري، في حرب الاستنزاف، وبخاصة في العملية الجريئة التي نفذها أبطالُ مصر باقتحامهم أحد حصون جيش إسرائيل المحتل، يوم 10-6-1969م في عملية، لسان بور توفيق، خلَّد أدباءُ مصر أحداث المجزرة في أفلام سينمائية عديدة، وفي مسلسلات للشباب وظلتْ قصيدة صلاح جاهين، "الدرس انتهى" شاهدا على المجزرة قال فيها: "دم الطفل الفلاح، راسم شمس الصباح، راسم شجرة تفاح، راسم تمساح بألف جناح، في دنيا مليئة أشباح"!
خلَّد الأدبُ والفنُّ أيضا أحداث مجزرة دنشواي التي ارتكبها المستعمر البريطاني مانح وعد بلفور، لأن تخليد الأدب والفن هو تخليدٌ عاطفيٌ لا يزول.
تقعُ قرية، دنشواي المصرية في محافظة المنوفية، تأثَّرتُ بقصتَها أثناء دراستي للشاعرين الكبيرين، أحمد شوقي وحافظ إبراهيم، فهما قد خلدا هذه القرية الريفية المصرية في ذاكرتي بأبيات شعرية سهلة وجميلة.
كان ثلاثةُ ضباطٍ بريطانيون محتلون يصطادون الحمام في قرية، دنشواي، عام 1906م، وهو حمامٌ داجن، أطلق هؤلاء المحتلون رصاص بنادقهم فأحرقوا أكوام القش وبيوت الفلاحين، فطارد الفلاحون المنكوبون الضباطَ البريطانيين، مات أحد هؤلاء الضباط من الرعب ومن ضربة شمس، فأقدم الجيشُ البريطاني بأمرْ من قائدهم، اللورد كرومر على التنكيل بالفلاحين الكادحين، شكلوا للقرية محكمة عسكرية فورية، أصدرت أحكامها بإعدام أربعة فلاحين، نُفذ الحكمُ فيهم فورا في القرية نفسها، وسجن وجلد كثيرون، خلّد الشاعرُ حافظُ إبراهيم هذه الجريمة في قصيدة حين قال ساخرا متألما:
خَفِّضوا جَيشَكُم وَناموا هَنيئا.....وَاِبتَغوا صَيدَكُم وَجوبوا البِلادا
وَإِذا أَعوَزَتكُمُ ذاتُ طَوقٍ......بَينَ تِلكَ الرُبا فَصيدوا العِبادا
إِنَّما نَحنُ وَالحَمامُ سَواءٌ......لَم تُغادِر أَطواقُنا الأَجيادا"!
أما الشاعر، أحمد شوقي قال:
"يا دنشواي على رُباكِ سلامُ...... ذهبتْ بأُنسِ ربوعِكِ الأيامُ
نيرونُ أو أدركتَ عهدَ كرومرٍ...... لعرفتَ كيفَ تُنفَّذ الأحكامُ"
أخيرا، هل سنُخلِّد ضحايانا الفلسطينيين أدبيا وفنيا، فالأدبَ والفن بمختلف أشكاله هو القادر على ترسيخ التاريخ في أذهان أبنائنا، بخاصة في الألفية الثالثة، ألفية شبكات التواصل الرقمية، لأن الفنون خلية عسلٍ تاريخية، تقوي الذاكرة الوطنية، بخاصة عندما يصبح هذا الأدب والفن منهجا دراسيا، ومساقا بحثيا في مدارسنا ومعاهدنا؟!



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا أغلقوا هنا لندن؟!
- حل الدولتين عند، لابيد!
- الأحزاب الوطنية والأحزاب القبلية!
- الإسرائيليون وملكة بريطانيا!
- إسرائيل رئيس الأمم المتحدة!
- تجليات القدس في الشعر المعاصر
- هرتسل عام 2022م
- جمعيات يجب إغلاقها!
- الصحافة وجفاف العواطف!
- فايروس (الضد)!
- حزب شهادة التوجيهي!
- حركة فتح بين العالمية والمحلية!
- ماذا تعني (صهيونية) جو بايدن؟!
- لا تخسروا الجزائر!
- هل إسرائيل أرض اللبن والعسل؟
- الفريق السياسي الإسرائيلي فريق رياضي
- الكاتب الإسرائيلي اليساري (المزيف) ا.ب يهوشوع!
- مخطط غلعاد إردان، نائب أمين عام الأمم المتحدة!
- سارق شعار سيارة رابين(الكاديلاك)!
- غضبهم من علم فلسطين!


المزيد.....




- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - توفيق أبو شومر - قلب الطفل ريان في عيد الغفران!