أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماهين شيخاني - الحدود ( 2 )















المزيد.....

الحدود ( 2 )


ماهين شيخاني
( كاتب و مهتم بالشأن السياسي )


الحوار المتمدن-العدد: 7484 - 2023 / 1 / 6 - 08:07
المحور: الادب والفن
    


استبشرت الناس خيراً بعد التحول الذي طرأ على البلدان التي كانت تطالب بالحرية ، لكن بعد ستة أشهر على المظاهرات دخل البلد في مرحلة غير متوقعة و غير محمودة حيث نحت باتجاه آخر ﻻ تحمد عقباه ، وعندما اقترب أتون الحرب والدمار من منطقتنا , تسللت من تركيا مجموعات مسلحة واستولت على مدينة رأس العين القريبة من الدرباسية وبثت الرعب في قلوب الناس فلاذت بالفرار وهجرت شعبها وتأثرت درباسية بتلك اللعبة السياسية المقيتة بين أطراف النزاع ففروا الناس وهجروا منها أيضاً ، فاضطر " صابر" مع أسرته الصغيرة الخروج من المدينة كغيره والتوجه إلى الشمال "سرخت" للحصول على الأمن وفرصة عمل لتأمين لقمة العيش لأسرته.وأخيراً حط الرحال في العاصمة " أنقرة " بعد معاناة قاسية للبحث عن العمل في ورشة بناء , سكنوا مع العمال في منطقة قريبة من العاصمة حيث مكان عملهم , وبعد شهر ونصف قرر هو وصديقه أن ينزلا إلى العاصمة كونه لم يرى هذه المدينة من قبل وان يغير جو العمل ويستفيد من هذه الفرصة التي ربما لن تعوض و لم تسنح لهم ذلك بعد اليوم . تجولا في شوارعها وأسواقها وبعد أن هدهما التعب توجها إلى الحديقة العامة ليأخدا قسطا من الراحة.كان قبالة مقعدهما " كشك صغير " تقف الناس ارتالا لشراء البوظة والأطفال يمرحون ويلعبون وهما يصيخان السمع لقهقهات و ضحكات الأطفال فيتذكرا حرمان أطفالهما من هذه المتعة والتسلية , في تلك اللحظة لفت انتباهه إلى امرأة وابنتها الشابة وهن واقفات على الدور أمام الكشك، انتابه شعور خفي ، اربكته ، فقال لصديقه :

ما رأيك بقرنين من الدوندرمة ( البوظة )..؟
رد ضاحكاً : وهل المليحة بدها سؤال ..؟!!!.
حسناً انتظرني لحظات وتكون الدوندرمة أمامك.
توجه نحو الكشك ، مرافقاً بإحساس غريب يشوبه الحزن حيناً وبالغبطة والسعادة حيناً ، لا يعلم هل الإحساس هو من نسيم الحديقة ام عطور النساء الفواحات . انتظر الدور كغيره حتى دنا من طاقة الكشك . لمح لتلك المرأة ثانية , شعر بقشعريرة تنتابه بقوة وألم يعتصر قلبه , يحدق في عينيها تذكر "آينور" حبيبته التي تركتها على حدود الدرباسية . وكأن التي أمامه تفاحة انشطرت لقمسين , تشبهها تماما , ملامحها . نظاراتها الطبية ، والشامة التي على خدها الأيمن وأصبح يسال ذاته :
معقول ... تكون هذه "آينور" التي لم أراها إلا مرة واحد منذ عشرون عاما ومن خلال الصور ..ربما يخلق من الشبه أربعين وهذه "الانقراوية" من بينهن .لاحظت نظراته المريبة نحوها ,زاورته وحدقت نحوه ولم ترفع نظرها , دمت منه ثم صرخت :
ما بك تنظر إلي هكذا , ألم ترى النساء بحياتك .. ماهذه الأخلاق يا أخي ..احترموا الناس .
تجمد في مكانه لم يعد رجلاه يحملانه ،اندهش وريقه تراجع للوراء و خرس اللسان عن النطق.
قالت : سبحان الله .سبحان الله . همج , همج هكذا بشر .
مهلا .مهلا يا بنت الناس . كفاك إهانة وإذلال ، فقط سؤال لو سمحت ، هل تجدين الكوردية أم لا.
قالت : نعم . أعرف الكوردية وما ادراك انت ثم ما شانك بذلك ..ّ؟ .
تنفس الصعداء وقال: الله اكبر ...معقول / تذكر عندما رآها أول مرة وهو يحمل الديك الرومي وسألها أتجدين الكوردية /.ابتسم وقال: سيدتي , عرفت النساء الكثيرات الكثيرات بعدد شعرات رأسك , ولكن مثل هذا الوجه لم أره طيلة عشرون عاماً
أنت كوردي – تبسمت – أتعرفني ...؟.
نعم . عزًّ المعرفة , أعرفك – ورفع رأسه نحو السماء – مثلما أرى هذا القرص بالسماء هي الشمس , أعرفك أكثر من كل الناس . صورتك لم تبارح خيالي منذ عشرون سنة . أنتي "آينور" و شمر عن ساعده وقال :
تمعني جيداً , اسمك مرسوم على ساعدي . أليس هذا اسمك . ما ذنبي وخطيئتي إذا لم تتذكرينني وربما طويت صفحة الماضي ورميتها في طي النسيان.
التفتت خلفها لجهة بنتها واخت زوجها على مقربة منهن وقالت له : اسمعني جيداً ، انا لا اعرفك ولم أراك بتاتاً ، لم التبلي على عرض الناس ،هل مسك الجنان يا فتى .
مسني الجنون عندما رأيتك . أتذكرك ولم أنساك وبدا الدمع يسيل من عينه . هل أنتي متأكدة من إحساسك . راجعي بذاكرتك بضع سنوات .
الله . الله . فعلاً انت رجل غريب الأطوار . أنا لا أفهم ماذا يدور بمخيتلك وعن ماذا تتحدث..؟ .
ستفهمينني ...وهز رأسه...؟. إذا سمحتي لي بالجلوس لبضع دقائق لوحدنا ، بضع دقائق فقط . وهذا وعد . سأشرح لك ، إن كان هذا وهم او التباس .
لا باس بضع دقائق فقط . فابنتي وعمتها برفقتي .
كما تشائين . لن أطيل كثيراً.
جلسا على إحدى المقاعد القريبة التي لا تبعد عن أهلها . وصديقه يسترق النظر ويبتسم.ويقول : ماذا يفعل هذا المعتوه , سيسبب لنا مشكلة وسيطرنا الأتراك من بلدهم.
أنا صابر..؟...هل تتذكري صابر...؟!!!.
صابر . من شينورت .
ابتسم وقال : لا من الدرباسية .
صابر الذي أعطاني الديك و ....؟.
وماذا ...انطقيها ..؟.
طرقت رأسها ودمعت عينها وقالت :
لا أصدق , بعد كل هذه السنوات وبعد ان غزا الشيب رؤوسنا , سامحني أرجوك . فقد جرحتك بالكلام . لكن الحمد لله الذي جمعنا دوم ميعاد.
الحمد لله على كل شيء ..وانا ايضا لا اكاد اصدق , هل هو حلم ام علم , نلتقي هنا دون ان يعلم احدنا بالثاني ,لقد أسميت ابنتي باسمك " آينور " سبحان اسمه ..كانت المسافة بيننا بضعة أمتار تفصلها سكة القطار والسياج ولم نستطع التحدث معا وبعد عشرون سنة أراك أمامي و أحدثك ، أكاد لا اصدق ..لكن يبدوا ان الحب والموت لا ياتيان بموعد ولا يستاذنان من احد
فقدت الأمل بحضورك إلينا , بسبب عدم إمكانية حصولك لجواز السفر كونكم من الأجانب حسب الإحصاء الجائر بحق الكثير من الكورد . تزوجت من ضابط في الجيش ولدي ابنة هذه التي ترافقني وعمرها عشرون عاما وابن وعمره ثمانية عشر عاما وهما يعملان في مشفى العاصمة , وأنا اعمل في قسم المحاسبة في إحدى الشركات ، فتحت حقيبتها لتخرج هاتفها واستأنفت قائلة :
اكتب في دفتر ملاحظتك رقم هاتفي وعنوان سكني وسأكون سعيدة لو تشرفت بزيارتنا .
آينور غاليتي لا استطيع المجيء إليكم , ماذا ستقولين لأهلك ...؟ّ. هو صديق قديم ام مشرد من دياره ليس له احد فقمت بمساعدته ’ أشكرك ولكن اعتذر لعدم إمكاني زيارتكم حرصاً على سمعتك وسمعة عائلتك أيضاً. لنكن أصدقاء على الفيسبوك وأوفياء لقدرنا ، ابنتي آينور تعلمت التركية وستحدثك دائما وستترجم رسائلك لنا , كما اتمنى ان تقولي لابنتك وعمتها بانه شبهني بإحدى قريباته ، وبعد هنيهة استودعها وصافحها وحرارة يديها أشعلت جمرة متقدة في قلبه , ورجع إلى صديقه وهو يتابع خطواتها بنظراته حتى وصلت إلى أهلها المذهولين.

بعد انتهائهم مدة العمل قررا العودة إلى مكان إقامتهم في تركيا أي سيودع العاصمة وبعد أن حجزوا الرحلة, اتصل بها ليودعها , فتوسلت أن لا يذهب دون يجتمعا معا مرة ثانية , فأخذا موعداً بعد صلاة الظهر في نفس الحديقة. اقترب الموعد ، ركبت سيارتها وعينيها تراقبان دقائق الساعة وقلبها يخفق بشدة كأنها ستقابل حبيبها خلسة لأول مرة .. ركنت سيارتها وأسرعت وهي تنزل السلالم باتجاه حبيبها الواقف تحت ظلال شجرة وارفة , أرادت أن تضمه بقوة لكنها سيطرت على مشاعرها أمام الخلق , تصافحا وجلسا على المقعد قريبين من بعضهما .
أنت ذاهب إذن..؟. كنت أود أن تبقى هنا للأبد ..؟.وبمقدورنا ان نؤمن لكم عمل هنا...؟.
شكراً لك ، لطفك غمرني بسعادة لن أنساه ما حسيت ، سنرحل انه قدرنا ونصيبنا...!!!؟. وربما نترك تركيا نهائياً .
لماذا ..؟.
والدي مريض وساغامر بالذهاب إلى سوريا ..
وكيف تذهب , بالتهريب , لقد شددوا المراقبة على الحدود، و وبنوا جداراً عالياً تفصل بيننا ، فصلوا الروح عن الجسد.
علي الذهاب وحدي أولاً ومن ثم سيتبعني عائلتي فيما بعد.
لا عليك , لا تشغل بالك , باستطاعة أهلي تأمين خروجك من الحدود .
كيف , لهم معارف من الضباط وسيساعدوننا في ذلك ، فالمال يطوع اكبر الرتب .
انبسط أساريره وقال : لقد أجهدتك معي وسببت لك متاعب جمة..
وهل الارواح المتآلفة تسبب متاعب ,ما اجمل الارواح حين تتالف مع ارواحنا وان بعدت , انه اقل واجب اتجاهك ولكن عدني أن ترجع إلى هنا ..
لا استطيع ان أعدك بذلك ، فمصيرنا كشعب مجهول ، ولا أعلم ماذا كتب على جبيني, قد لا آراك بعد عشرون سنة ثانية .
حسناً ، حين تقرر الذهاب أخبرني ، قلوبنا معكم, وأنا سأهتم بموضوع خروجك من تركيا، لن اقول الوداع بل يحمى الرحمن وحفظه والى اللقاء..
في قلب كل إنسان مكان ما، لا يستطيع إن يصل اليه أي كان ..بعد عودتهم من العاصمة "أنقرة" تأهب صابر للسفر والنزول الى موطنه لرؤية والده ، فأخبر "آينور" بموعد السفر ، كي تتصل مع أهلها على الحدود…كان فصل الشتاء و درجة الحرارة تشير إلى السادسة ومع حلول الليل نزل صابر مع السيارة المستقلة واتجه إلى منزل والد "اينور" قرع الجرس ..استقبله صاحب المنزل ولكن المفاجأة كانت حضور "اينور" ذاتها والتي كانت قد حضرت لتوديعه ، حين راته غرد بلبل قلبها في احدى الزوايا فرحاً ، مثلما غرد بلبله بذات اللحن. بعد أن اخذ قسطاً من الراحة ، خرج والد"اينور"هاتفه واتصل ، ثم توجه بالسؤال الى صابر : بعد ساعة من الآن سيكون هناك تبديل الدورية وحينها كما اتفقت مع الضابط ستحمل سلماً مع ابن أخي وتتجهون نحو الجدار القريب منا ومنها تتكل على الله وتقفز الى "بنخت"..
سارافقهم الى الحدود ، و بالتحديد من مكان خروج ذاك" الديك الرومي " التي تعرفت من خلاله على صابر ، قالت "اينور" ..
لا...لا...مستحيل ، برد قارس و ظلام ، يكفي أنك تعذبت هذه المسافة وجئت ِ الى هنا.
كانت الساعة تقترب من الموعد ، تاهب لحمل السلم مع ابن عم "اينور" و ودع الحاضرين ، واقتربا من الجدار الفاصل ووضعا السلم على الجدار ، حينها كان المنظار الليلي لرئيس الدورية ترصد الجدار شرقاً و غرباً على طول المسافة التابعة لهم ، فلمح خيال شخص على الجدار ، فأمر بتسليط الضوء الباهر على الجهة المطلوبة وتوجيه الطلقات و دوى أزيز الطلقات حيث استنفرت المفارز القريبة ، وارتدعت أوصال الأهالي في البلدة رعباً..تراجع الشاب المرافق بلمح البصر خفية تحت جنح الظلام باتجاه المنزل و سقط "صابر" من اعلى الجدار الى الطرف الثاني "بنخت" و دوى صراخ قوي منه وصلت لاذني "اينور" ذعر بلبلها الساكن في عشه ،فسقطت مغمى عليها ، فاقدة الوعي .
"انتهت"بقلم: ماهين شيخاني.
6/1/2019
*تنويه: بعد خمس وعشرون سنة كتبت الجزء الثاني "قصة الحدود"



#ماهين_شيخاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عزلة ثلاثة عشر عاماً...
- زائر الليل
- الفاسد ؟؟؟
- المعطف...
- بمناسبة يوم اللغة العربية
- من الذاكرة المنسية
- -بائعة الخبز -
- الادارة والمجلس و« المغارة » ...الأخوين قاسم و علي بابا .
- مقال
- - كورد سوريا والعام الجديد -
- - وماذا بعد سجن الصناعة في الحسكة -
- قصة قصيرة - الارستقراطي .
- الخرائط الجديدة والترقّب
- الاخطبوط التركي أمام صمت الأمم
- مذكرات ..خوشو ..مبدعاً..؟.
- قصة قصيرة - المشهد..؟.
- قصة قصيرة خبر مثير...لاجتماع الحمير ..؟.
- - تركيا ...والرقص مع الفيلة -
- الجسر _ قصة قصيرة
- - تركيا و التهديد بين حين وآخر بورقة المياه ..-


المزيد.....




- بعد فوزه بالأوسكار عن -الكتاب الأخضر-.. فاريلي يعود للكوميدي ...
- رواية -أمي وأعرفها- لأحمد طملية.. صور بليغة من سرديات المخيم ...
- إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا ...
- أفلام كرتون على مدار اليوم …. تردد قناة توم وجيري الجديد 202 ...
- الفيديو الإعلاني لجهاز -آي باد برو- اللوحي الجديد يثير سخط ا ...
- متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا ...
- فرنسا: مهرجان كان السينمائي يعتمد على الذكاء الاصطناعي في تد ...
- رئيس الحكومة المغربية يفتتح المعرض الدولي للنشر والكتاب بالر ...
- تقرير يبرز هيمنة -الورقي-و-العربية-وتراجع -الفرنسية- في المغ ...
- مصر.. الفنانة إسعاد يونس تعيد -الزعيم- عادل إمام للشاشات من ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماهين شيخاني - الحدود ( 2 )