- تركيا ...والرقص مع الفيلة -

ماهين شيخاني
( كاتب و مهتم بالشأن السياسي )

الحوار المتمدن-العدد: 6771 - 2020 / 12 / 25 - 00:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

حسب بعض التسريبات الصحفية أفادت بأن القوى الكوردية السورية في غرب كوردستان ( شمال شرقي سوريا) اقتربت من النجاح بدعم أميركي وفرنسي ، في التوصل إلى رؤية سياسية تضمنت 5 نقاط ، بينها أن «سوريا دولة ذات سيادة ، يكون نظام حكمها اتحادي فيدرالي يضمن حقوق جميع المكونات»، واعتبار «الكورد قومية ذات وحدة جغرافية سياسية متكاملة في حل قضيتهم القومية».
وحسب " الســيناريو المُسـرَّب " ان ما يجري في " قامشلي " معركة حقيقية بين كلٍ من أمريكا وكوردستان العراق من جهة … وبين الاستخبارات التركية والسورية من جهة أخرى
و يُقال بأن تركيا تسارع الخطىٰ مع الزمن من أجل ملء الفراغ الذي قد يُخلفه المجلس الوطني الكوردي الـ "ENKS " في حال حدوث أي اتفاق سياسي بينه وبين الـ "TEV DEM". وذلك عبر استعانتها (تركيا) بالأوراق والأدوات الموضوعة على الرَّف، وعبر إدخال" البعض "او الاحتياط الى جسم الإئتلاف الوطني السوري، لقطع الطريق أمام احتمال نجاح السيناريو الأمريكي
فهنا … استدركت تركيا الموقف والنوايا والسياسة الأمريكية الجديدة بسوريا … فحشدت كل طاقاتها وأذرعها الأمنية والاستخباراتية والعسكرية والأمنية واللوجستية والشعبية لإفشال هذا المشروع القادم … عبر انشقاق ودعوة منتدبيها العملاء والمتعاونين معها استخباراتياً في جسم الإدارة الذاتية بالانشقاق والهروب الى تركيا، لقطع الطريق أمام أي عملٍ تأطيري أو وحدوي أو أية محاولة أو تقاربٍ كوردي - كوردي. وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن روسيا والولايات المتحدة تحاولان دمج «الوحدات» في المسار السياسي السوري تحت اسم «قسد» أو السوريين الكورد ، مشيرا إلى أن روسيا كانت مصرة وحاولت جاهدة السير في هذا الطريق ، قبل دخول الوحدات الكوردية تحت سيطرة الولايات المتحدة بشكل كامل . وأضاف داود أوغلو، في مقابلة تلفزيونية: ( بدورنا كنا نخبرهم في كل مرة بأن هؤلاء لا فرق بينهم وبين حزب العمال الكوردستاني ، مشيرا إلى أن تركيا ليست ضد الكورد بل ضد التنظيمات الإرهابية. وتابع: (بعد أن فشل إنشاء دويلة في المنطقة ، تعمل الولايات المتحدة هذه المرة على خطة الدمج في النظام السياسي، وبخاصة أنهم يحاولون دمج المجلس الوطني الكوردي مع وحدات حماية الشعب الكوردية))
وجدير بالذكر أن الاتحاد الأوروبي كان من المعارضين للحملة التركية على شرق الفرات وأعرب الإتحاد عن قلقه إزاء إعلان تركيا عن نيتها شن عملية عسكرية جديدة ضد الوحدات الكردية في شمال شرق تركيا.
حيث ذكرت حينها مفوضة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني، في بيان صحفي أن تركيا شريك رئيسي لبروكسل ولاعب مهم جداً في الأزمة السورية والمنطقة عموماً.
وأبدت موغيريني سعي الاتحاد الأوروبي إلى وضع حد للعنف والقضاء على الإرهاب والإسهام في استعادة الاستقرار بسوريا والمنطقة عموما، وأضافت : " نتوقع من السلطات التركية أن تمتنع عن أي خطوات أحادية الجانب قد تنسف جهود التحالف ضد "داعش" وتهدد بتعميق حالة عدم الاستقرار في سوريا".
وحقيقة أن الفاشية التركية والحكومات المتعاقبة الحاملة لذهنية" كم أنا سعيد كوني تركي " والثقافة والأفعال الإجرامية التي لا تقبل بأي كيان كردي ولو في المريخ ، حيث صرح به أكثر من مسوؤل ، ومنهم" سليمان ديميريل " الرئيس التركي الأسبق, فالعقلية التركية لن تقبل بأي اتفاق او وفاق كردي كردي ، قالوها مراراً وتكراراً بأن الكوردي الجيد هو الكردي الميت .
ولهذا لم تتحمل عقولهم ولا صدورهم المهووسة بالغزو والسبي والغدر والمجازر وحتى شواهد القبور لم تنجو من إجرامهم لأنها خطت كلمات الله والترحم على الموتى بالأحرف الكوردية فهدموها وسرقوها ...... فكيف سيقبل الطورانين الجدد وان اختلفت كياناتهم وأسمائهم بأي تقارب أو حوار كوردي فهل نأخذ الدرس والعبر ونجتاز الامتحان ونقول للتاريخ ولشعبنا وأصدقائنا أننا نعشق الحياة والبناء والسلام ونزرع الأمل وأننا نستحق أن نصنع الحاضر والمستقبل معاً ومع كل شريك في وطن يتسع للجميع .
لكن العقلية التركية الصدئة تصرح بكل عنجهية , بل تبذل كل جهدها وتسعى إلى عدم السماح بمحاولات كل من روسيا والولايات المتحدة لإضفاء الشرعية على ( وحدات حماية الشعب) الكوردية أكبر مكونات تحالف قوات سوريا الديمقراطية (قسد) عبر السعي لدمجها في مسار الحل السياسي للأزمة السورية , وما زالت تبث الرعب عبر طابورها الخامس الإشاعات ولم تتوقف عن الانتهاكات عبر مرتزقتها, ويبقى السؤال اللغز هل تستطيع تركيا اللعب مع الفيلة , أم الفيلة تسمح لها بالاقتراب وترسل لها إشارات خضراء.
* ماهين شيخاني

#ماهين_شيخاني (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل