أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ماهين شيخاني - قصة قصيرة- لما الاستعجال ...؟














المزيد.....

قصة قصيرة- لما الاستعجال ...؟


ماهين شيخاني
( كاتب و مهتم بالشأن السياسي )


الحوار المتمدن-العدد: 1475 - 2006 / 2 / 28 - 08:44
المحور: كتابات ساخرة
    


همس في إذنه وقال : بعد أقل من شهر ستذهب إلى الخدمة الإلزامية ؟ . كان المهموس له قد تجاوز الخامسة والخمسين من عمره , يمتلك روح الدعابة والفكاهة , وسريع البداهة . التفت إليه وقال : هذه الأخبار أصبحت تفاهة وغير مستجدية لمريض مثلي ولا نقاهة , ولم يعد لها احترام ووجاهة , ولا صدق ونزاهة ؟ .

- لا أمزح أنني أقول لك الصدق , الم تفتح التلفاز على قناة الديمقراطية , كانت ندوة مع د: ( .........), المسوؤل الإعلامي المعروف , ورئيس المركز الإعلامي السوري في (.....) انه يعتبر من الناس البعيدين والقريبين من السلطة و بامكانك متابعة الحلقة غدا , لأنه سيعاد , لقد تكلم بموضوع الأجانب وحتى موضوع الانتخابات ونشر وبشر .

- نظر إليه وبابتسامته المعهودة قال : سأسرد لك قصة قديمة .
- تفضل ؟.
- شكرا , وبدأ سرد الحكاية .
قديما كان الناس يذهبون للتسوق إلى مدينة ماردين المعروفة , كون المنطقة كلها آنذاك لا توجد فيها سوق , ولا عمل إلا في هذه المدينة , حيث كانت برية ماردين واسعة والناس يتوجهون إلى البازار إليها , حتى سمي كل من سكنها من أكراد وعرب ومسلمين ومسحيين بالبازاري – أي المدني –
- هز الهامس رأسه ( دلالة على صدق كلامه ) .
- تابع المهموس حديثه :
ذات يوم توجه رجل قروي إلى ماردين لشراء بعض الحاجيات , ثم عرج إلى محل نجارة – كانوا يسمونه في وقتها والى الآن ( خراط ) , لتفصيل سرير خشبي لطفله المولود حديثا .
- تقصد ( دركوش – مهد ).
- تماما ؟. واستأنف ثانية الحديث .

طلب الخراط منه خمسة قروش ثمنا لعمله وسيكون السرير جاهزا في أقرب فرصة من الزيارة القادمة إنشاء الله. ولكن الزيارات تتالت إلى البازار ( مدينة ماردين ) والى خراطنا , إلا أن السرير لم ينجز.

كبر الطفل , شب , تزوج , رزقه الله بطفل , طلبت زوجته منه سريرا , تذكر سريره وبان ثمن السرير مازال في عهدة الخراط . فاحزم ذاته للذهاب , وتوجه إليه : رآه قد كساه الزمان حلة بيضاء .

سلم عليه وعرفه على نفسه وسرد حكاية والده المرحوم بأنه قد أوصى له بسرير, عندما كان طفلا , وها هو قد كبر وتزوج ورزق بطفل , ولذلك أتى إليه آملا منه بوفاء وعده و إنهاءه من إنجاز عمل السرير .

- نظر إليه الخراط ملياُ , واستجمع نشاطه بعد لحظات , ثم أخر ج من جيبه نقوداُ من فئة الخمسة قروش ورماه في وجه الزبون وقال :
مالكم مستعجلين على السرير ؟. إن إنجاز عمل كهذا يأخذ وقت ؟. وانتم القرويون مستعجلون دائماُ ؟. خذ مالك واغرب عن وجهي ؟ .

خرج الزبون فاغر الفاه , مدهوشا , وسأل ذاته , هل كنت حقا مستعجلا طيلة ثلاثون عاما في طلبي ؟...

- وهذا أنا يا صاحبي خمس وخمسون عاماُ , أولادي وأحفادي ورثوا مني هذه المعضلة التي لم تحل , ونسمع من فترة لفترة ألإشاعات والمقابلات والوعود التي لم أعد تصديقها .



#ماهين_شيخاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اذكروا محاسن موتاكم
- الرائحة ....


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ماهين شيخاني - قصة قصيرة- لما الاستعجال ...؟