أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بسام ابوطوق - حكومة إسرائيل اليمينية ومستقبل العلاقات مع تركيا















المزيد.....

حكومة إسرائيل اليمينية ومستقبل العلاقات مع تركيا


بسام ابوطوق
كانب

(Bassam Abutouk)


الحوار المتمدن-العدد: 7479 - 2023 / 1 / 1 - 23:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تقع على عاتق الحكومة الإسرائيلية الجديدة تكاليف متعددة للتعامل مع تحديات السياسة الخارجية والنجاحات التي قدمتها الحكومة الأخيرة. أحد الجوانب المثيرة للاهتمام تظهر في العلاقات بين إسرائيل وتركيا.

هذه العلاقات كانت سيئة للغاية خلال العقد الماضي، فقيادة أنقرة المقربة من جماعة الإخوان المسلمين والداعمة لحماس قد دمرت بشكل منهجي العلاقات مع إسرائيل على مدى العقد الماضي. ولكن خلال عام ونصف فقط تغيرت هذه العلاقات نتيجة قرارات مصيرية اتخذتها تركيا وحزبها الحاكم. ولكن نتنياهو يعرف جيدا سياسات تركيا ولديه خبرة طويلة في التعامل مع تهديدات أنقرة من جهة و"المصالحة" السابقة من جهة أخرى.

من وجهة نظر أنقرة هذا خطأ إسرائيل، أرادت تركيا أن تلعب دورا متزايدا في المناقشات الإسرائيلية الفلسطينية وكذلك المحادثات الإسرائيلية السورية في أوائل القرن الحادي والعشرين، أرادت تركيا بقيادة رجب طيب أردوغان تغيير سياسات أنقرة بشكل عام في المنطقة لتبني سياسة خارجية ذات صبغة "إسلامية" وأيضا سياسة أكثر ارتباطا بآسيا، إلى ذلك أرادت أنقرة أيضا تحقيق معادلة "صفر مشاكل" مع جيرانها وأن تلعب دورا في اتفاقيات السلام بين إسرائيل والآخرين، لكنها شعرت بالخيانة من خلال الحرب على غزة عندما شهدت هزيمة حماس في ساحة المعركة.

في وقت لاحق، عندما وصل نتنياهو إلى السلطة، سعى نشطاء إسلاميون أتراك إلى تنظيم قافلة بحرية إلى غزة في عام 2010، أبحروا باتجاه غزة على متن سفينة وقامت إسرائيل بغارة عليها، قتل الجنود الإسرائيليين عشرة مواطنين أتراك، وحصلت انقرة على ذريعة لتقليص العلاقات أكثر وأكثر.


خلال الحرب السورية بدت تركيا أكثر تورطا في الصراع فدعمت المتطرفين، وشرعت في مواجهات مع اليونان ومصر ودول الخليج. أرادت تركيا عزل إسرائيل، وهددت بقطع العلاقات مع الإمارات لمنع اتفاقات إبراهام. كما حاولت أنقرة أيضا منع صفقات الطاقة بين إسرائيل وقبرص واليونان، وعارضت نقل الولايات المتحدة سفارتها إلى القدس. كل هذا أدى إلى زيادة التوترات بين الأعوام 2019-2020.


كان لتركيا أصدقاء مقربين في إدارة ترامب وشعرت أن بإمكانها أن تتجه إلى سلوكيات أكثر تطرفا، لكن عندما رأت أنقرة أنها لن تحصل على طائرات F-35 وأنها لن تستطيع عزل إسرائيل وأن ترامب سيخسر انتخابات 2020، بدأت في التحول نحو المصالحة.

كان لقرار أنقرة بالمصالحة عدة عناصر داعمة، منها الحصول على دعم الأصوات المؤيدة لإسرائيل في واشنطن. في الماضي عملت تركيا مع المنظمات اليهودية لمحاولة التأثير على الولايات المتحدة. على سبيل المثال، اعتادت ممارسة الضغط لحمل الناس على إنكار الإبادة الجماعية للأرمن، وستحاول التأثير على الأصوات المؤيدة لإسرائيل في هذه القضية.

سعت أنقرة لكسب الأصوات المؤيدة لإسرائيل في عام 2020، مدعية أنها يمكن أن تعمل مع إسرائيل في صفقات الطاقة وأنها قد تقلل من علاقاتها مع حماس. ومع ذلك استمرت القيادة في أنقرة بمنح حماس علاقات معها على السجاد الأحمر.

بالنسبة لأنقرة، كانت الجائزة الحقيقية هي مغادرة نتنياهو لمنصبه، ألمحت إلى أن المصالحة يمكن أن تأتي بمجرد تركه للسلطة، سنحت الفرصة في عام 2019، ولكن بعد ذلك كان الوباء وانتخابات لا نهاية لها في إسرائيل، وعندما شكلت إسرائيل أخيراً حكومة جديدة في يونيو 2021، اتخذت أنقرة قرارها.

بحلول أغسطس 2022 كانت المصالحة في ذروتها، حدث التطبيع وعين السفراء، وزار وزير الدفاع بيني غانتس تركيا في تشرين الأول، ذهب رئيس إسرائيل إسحاق هرتسوغ إلى تركيا في آذار، وكان وزير الخارجية التركي قد جاء إلى إسرائيل في أيار، التقى رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لبيد مع أردوغان في أيلول، والتقى أردوغان أيضا بجماعات يهودية أمريكية في سبتمبر أيلول، كان هذا تحولا كبيرا بين عامي 2018 و2019.

عندما قارن الزعيم التركي إسرائيل بألمانيا النازية، لم يطالب القادة الإسرائيليون واليهود أنقرة أبدا بالاعتذار قبل تطبيع العلاقات، بدلاً من ذلك، كانت الرسالة مفادها أن أنقرة يمكنها استضافة إرهابيي حماس ومقارنة إسرائيل بالنازيين وسيظل لديها أصدقاء في القدس.

اندفاع إسرائيل إلى "المصالحة" قبل أن يتولى نتنياهو منصبه كان جليا، بينما تستمر أنقرة في سياساتها الضدية نحو إسرائيل، وها هو أردوغان يدّعي أن نجم كرة القدم البرتغالي، كريستيانو رونالدو، تعرض لـ "التهميش " في كأس العالم لأنه يدعم الفلسطينيين.


بالنسبة للبعض في إسرائيل، المصالحة جيدة لأنهم ينظرون إلى تركيا كدولة قوية وشريك تاريخي، تركيا عضو في الناتو، على الرغم من أنها تعمل حاليا على منع السويد من الانضمام إلى الناتو وتهديد اليونان العضو في الناتو، كما ألمحت أنقرة إلى أنها تشارك إسرائيل مخاوفها بشأن دور إيران في سوريا والعراق، ومع ذلك، فإن تركيا تتعامل تجاريا مع إيران.


بالنسبة لبعض المحللين السياسيين، فإن تركيا مهمة للغاية ويفضّل أن تكون لها علاقات مع إسرائيل بدلاً من العمل ضد إسرائيل. من وجهة النظر هذه، يمكن لإسرائيل وتركيا العمل على بعض القضايا معا و "تجزئة" العلاقات.

في نهاية المطاف، لا تزال الأفكار المسبقة حول العلاقة بين الطرفين التركي والإسرائيلي تشكل لب المشكلة، فقيادة أنقرة لا ترى إسرائيل على قدم المساواة معها، بل هي تعتقد أن إسرائيل بحاجة إلى تركيا ولهذا السبب لم تتردد بمقارنة إسرائيل بالنازيين، لكنها لن تقارن إيران بألمانيا النازية لأنها ترى في إيران نداً. وهي لا تستضيف جماعات معادية لإيران بالطريقة التي تستضيف بها حماس، وهذا يدل على أن أصدقاء أنقرة الحقيقيين موجودون في طهران وموسكو ودول أخرى تعاملها بنديّة.

مقابل ذلك ، يواصل البعض في إسرائيل رؤية تركيا كما حالها في الثمانينيات عندما كانت إسرائيل أكثر عزلة وضعفا مما هي عليه اليوم. تمتلك إسرائيل اليوم طائرات 35 -F المتقدمة، ولديها تكنولوجيا الدفاع الجوي الرائدة في العالم، بينما مازالت تركيا تحاول بناء التكنولوجيا العسكرية الخاصة بها للحاق بالركب.

قد يكون من مصلحة إسرائيل عدم قيام أنقرة بتأجيج التوترات في غزة والقدس، فأنقرة ماضية في لعب دور القائد للقضايا الإسلامية وسبق لها أن قالت إنها تريد "تحرير" الأقصى. هذه القضايا الدينية الحساسة هي قابلة للاشتعال في أية لحظة، بينما تواجه إسرائيل بالفعل مخاوف حقيقية آتية من الأردن بشأن تغييرات الوضع الراهن في القدس.
الآن مع عودة نتنياهو إلى السلطة، من غير الواضح ما إذا كانت أنقرة ستستغل هذه المناسبة للإضرار بالتطبيع والمصالحة، أو ما إذا كانت ستتبنى نهج الانتظار والترقب، تركيا لديها انتخابات مقبلة وقد تراهن على أن تأجيج المشاكل مع إسرائيل يمكن أن يساعدها في الداخل، من ناحية أخرى، لديها أيضًا مشاكل أخرى في أوروبا وهي تعمل مع روسيا للتصالح مع النظام السوري، وقد لا تتمكن من القيام بكل هذه السياسات في نفس الوقت. أنقرة لديها بالفعل أزمة متأججة مع اليونان.
مع عودة نتنياهو للسلطة، ستتعامل القيادة التركية مع سياسات واضحة، نتنياهو يؤمن بالسلام من خلال القوة، لم يتراجع قط عندما حرضَت أنقرة على إسرائيل، لقد دعم القضايا الكردية وكان دائمًا على استعداد للوقوف في وجه تركيا عندما يكون ذلك ضروريًا، تعرف أنقرة ذلك وعليها أن تفكر فيما إذا كان الأمر يستحق خلق أزمة، أو ما إذا كان من الأفضل الاستمرار في المسار الحالي.
بعد أن رحبت للتو بالدبلوماسيين الإسرائيليين، سيكون من الغريب أن تخلق أنقرة أزمة فجأة، وخاصة بعد العمل على العودة إلى المسار الصحيح من خلال الاجتماعات مع القادة اليهود الأمريكيين، ومع ذلك قد تقرر أنقرة ذات ليلة أن تخلق فجأة أزمة جديدة مع إسرائيل، وفي هذه الحالة سيتعين على نتنياهو أن يحكم على كيفية الرد.



#بسام_ابوطوق (هاشتاغ)       Bassam__Abutouk#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خطط اليمين المتطرف لتقييد هجرة اليهود إلى إسرائيل
- لا انفصام بين التنوير وحقوق الإنسان وحماية البيئة
- قصص حقيقية لقضايا اللجوء تعرضها السينما
- إيلون ماسك .. هل استحوذ على منصة تويتر بهدف انهائها؟
- إيران .. وحجابها السياسي
- في السباق الرئاسي الأميركي 2024.. هل تحقق نيكي هايلي ما اخفق ...
- هل ستبشر الانتخابات النصفيةالأمريكيةبعودة ’’الترامبية’’ إلى ...
- قمة بوتين - شي في ميزان القمم والتحالفات الجديدة
- عاش الملك .!
- الاتفاق النووي : كلّ يغني على ليلاه
- نيلسون مانديلا.. ذلك الحكيم الأسمر الذي علمنا معنى الحياة وا ...
- يوم أعلن الآباء المؤسسون نخبة الوطن السوري عن الاستقلال السو ...
- لا نملك سوى أرضٍ واحدة.. ونوع بشري واحد
- قمتا بافاريا ومدريد تبشران بالديموقراطية
- من حقل كاريش اللبناني إلى اتفاقية العار المصرية .. تخاذل عرب ...
- عندما يصرح نائب لبنان التغييري : انا امثل الوطن
- ايمانويل ماكرون متنقلاًبين القمم
- بذور الديمقراطية التونسية بين رحى الإستبداد وجرن الإسلام الس ...
- جليات الفلسطيني لم يُسقط النعش !
- كوندوليزا رايس ..ونظرية الحرب الإستباقية


المزيد.....




- السياحة في جزر سيشل: الزوار من دول الخليج يتمتعون بقيمة كبير ...
- تكثيف العمليات البرية في رفح: هل هي بداية الهجوم الإسرائيلي ...
- صورتان جويتان لرصيف المساعدات الإنسانية في غزة
- روسيا تطلق صاروخا فضائيا على متنه أقمار صناعية لأغراض عسكرية ...
- من رفح إلى المجهول.. قصص مأساوية لفلسطينيين -فقدوا كل شيء-
- أوشاكوف: الرئيسان الروسي والصيني ناقشا في اجتماع ثنائي الملف ...
- إيران -تدين وترحب- ببنود في بيان القمة العربية في البحرين
- أستراليا تعلن حزمة دورية جديدة من العقوبات ضد روسيا
- إنقاذ رجل دفن حيا وبقي 4 أيام في القبر
- تصويت لحجب الثقة عن رئيسة جامعة كولومبيا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بسام ابوطوق - حكومة إسرائيل اليمينية ومستقبل العلاقات مع تركيا