أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - زهير دعيم - لوحات يرسمها البالون














المزيد.....

لوحات يرسمها البالون


زهير دعيم

الحوار المتمدن-العدد: 7469 - 2022 / 12 / 21 - 22:45
المحور: المجتمع المدني
    


قبل سنتين وفي مثل هذا الوقت أو قبله بأيام ، جاءنا عرضٌ من سيّدة شابّة تريد أن تقيمَ مَعْرِضًا ميلاديًّا من البالونات في القاعة الكبيرة المُحاذية للكنيسة .
ابتسمت وقتها على مَضض – إنْ صحَّ التعبير -
وقلت في نفسي : " معْرِضٌ للبالونات " !!!
هل عدة بالونات ملوّنة ومنفوخة يصحُّ أن ندعوَها معْرِضًا ؟!!
وكان لها ما أرادت ... وبعد أيام زُرت المعرض مساء افتتاحه ؛ زرته والحيْرة تسرقني من ذاتي ، ماذا سأشاهد يا ترى ؟
وسرعان ما انبهرتُ ، ورحْتُ ألوم نفسي على الشّكّ ومن أتى على يديْه ، فقد رأيت ورأينا العجب العُجاب ، وشاهدنا بأمّ أعيننا الفنّ بأحلى صُورهِ وأجمل تجلّياته ، فامتلأت القاعة وغصّت في كلّ مساء بالصّغار والكبار والفتيان والكلّ يمتشق بلفونه ليُصوّر نفسه " سلفي" ويُصوّر اطفاله وهم يرتعون في رحاب المعروضات البالونيّة الجميلة .

وجاءنا العرض في هذه السّنة من جديد ، فوافقتُ بِلا تردد ، ولكنّني لا اخفيكم تساؤلي وحيْرتي :
أتُرى هل سيكون المعرِض ذاته بلحمه وشحمه الذي رأيناه في العام الماضي وانبهرنا به أم ... ؟!!!
وجاء الجواب بعد أيام قليلة بِ .. أمْ وأكثر !
فإذا الفنيّة تُكوْكبُ وإذا الإبداع يسمو ، وإذا اللوحات الفنيّة البالونيّة تسرقك من ذاتك وتأخذك بعيدًا.
يا الهي ما اجمله من فنٍّ !
بوركت الأنامل فعلًا ، وبوركت هذه الفنّانة الجميلة إيلودي سمرا التي رسمت من البالونات قصائد روحيّة وقصصًا تفور بالمحبّة والبراءة والحِسّ الانسانيّ ، وتتلفّع بالخيال المُجنّح .
فها هي مغارة بيت لحم تتأنّق وتتألّق وترفل بالألوان وهي تحتضن العائلة المقدّسة وطفل المغارة يسوع ينام فيها دافئًا وهادئًا.
وهناك الجداريات البالونيّة الجميلة المُتسربلة بالأصالة والمعانقة للتراث ..
وهناك ايضًا سرير الطفولة الرّافل بالبراءة والمُزنّر بالبالونات الحمراء والورديّة يرتاده الأطفال ليحظى أحدهم بهزةٍ أو هزّات وصورة بليفونيّة ، ومن ثمَّ يفارقه لغيره والبسمة لا تُفاق مُحيّاه .
وهناك الأشكال الهندسيّة اللامعة حينًا والباهتة حينًا آخَر ، والتي تسير بكَ في مسار الفنّ السّرياليّ والشِّعْر المنثور العابق بالمعاني ، والمُتهادي دومًا في ثياب الأحلام والحقائق والألوان.
وتساءلْتُ بيني وبين نفسي وبهمس شديد ، هل كلّ الزّائرين – وهُم كُثر – يروْن ما أرى ويُفسّرون الأمور ويخيطونها على نوْل الفلسفة والشّعر والتُراث ؟
ومهما كان الجواب ، يبقى الواقع الجميل يقول كلَّ شيء ، فالكلّ منبهرٌ ، مأخوذٌ ومسحورٌ بما يرى ويُشاهد ويلمس .
فألف تحيّة عطرةٍ وألف باقة فلّ ومنتور، نزفّها عطرة للفنّانة الحيفاوية - العبلّينية الرائعة والشّامخة والمتألّقة إيلودي صالح - سمرا على عطائها الجميل وفنّها الأخّاذ ؛ هذه الفنّانة التي تعترف وتقرّ أمام الجميع بتعب زوجها أيمن سمرا معها، ودعمه الجميل لها عمليًا ومعنويًّا ، ممّا يزيد من تقدير الناس لها ولذوقها المُرهف وفنّها الأصيل .

بوركَتْ مبدعتنا وبوركَ عطاؤها ، وبورك معها من عاونها ووقف الى جانبها أيضًا ، وأخصّ بالذّكر " شبيبة السّراج " بإدارة وتوجيه المربيّات الغاليات : رفقة سليم ، مريم دعيم ، رنا حبيب وعناية خليل .

هذا ويبقى يسوع في معارضنا وحفلاتنا وسهرتنا هو هو العيد ..
كلّ عام والبشريّة برمّتها بمليون خير .



#زهير_دعيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مونديال قطر هل سيقلب الموازيين ؟
- بن غفير لا أخافُكَ
- وتهاجر الطُّيور
- مَنْ لم يجمع معنا فهو فَرّقَ
- الـ ق . ط. ي . ع . ة
- زِخّي وازرعي الأيام فُلًّا
- دعيميّ الهوى
- مونديال قطر وموقد النّار
- دعوني ... أريد أنْ أُهاجر
- انسَ الوعِدْ
- أنا حرّاث جيّد !!!
- صلاة
- زياد الحاج الشّفاعبلّينيّ الجميل
- أكتبني يا زُهيْرُ
- شهادات لا طائل تحتها ولا فوقها
- عبلين في القلب
- الانتخابات البرلمانيّة تقترب وأنا أتخبَّطُ
- مطالب نقابة المعلّمين مُحقّة
- الجرح يا بُنيَّ ما زالَ مفتوحًا
- السّيجارة الالكترونيّة سُمّ قاتل ايضًا


المزيد.....




- مغني راب إيراني يواجه حكماً بالإعدام وسط إدانات واسعة
- -حماس- تعلن تسلمها ردا رسميا إسرائيليا حول مقترحات الحركة لص ...
- تحتاج 14 عاماً لإزالتها.. الأمم المتحدة: حجم الأنقاض في غزة ...
- اليمنيون يتظاهرون في صنعاء دعماً للفلسطينيين في غزة
- عائلات الأسرى تتظاهر أمام منزل غانتس ونتنياهو متهم بعرقلة صف ...
- منظمة العفو الدولية تدعو للإفراج عن معارض مسجون في تونس بدأ ...
- ما حدود تغير موقف الدول المانحة بعد تقرير حول الأونروا ؟
- الاحتلال يشن حملة اعتقالات بالضفة ويحمي اقتحامات المستوطنين ...
- المفوض الأممي لحقوق الإنسان يعرب عن قلقه إزاء تصاعد العنف فى ...
- الأونروا: وفاة طفلين في غزة بسبب ارتفاع درجات الحرارة مع تفا ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - زهير دعيم - لوحات يرسمها البالون