أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد علي مقلد - ليس بقانون الأحوال الشخصية تبنى الدولة














المزيد.....

ليس بقانون الأحوال الشخصية تبنى الدولة


محمد علي مقلد
(Mokaled Mohamad Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 7469 - 2022 / 12 / 21 - 12:46
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


ليس بقانون الأحوال الشخصية تبنى الدولة
كيف نخرج من الدوامة(5)

هذه المقالة موجهة على وجه الخصوص للنواب الذين تقدموا البارحة باقتراح يتعلق بقانون الأحوال الشخصية والذين أعتبر أنهم يمثلونني في البرلمان، ومن خلالهم لأنصار الدولة المدنية والعلمانية الذين أحسب نفسي واحداً منهم.
حين طرح الرئيس الياس الهراوي اقتراحاً مماثلاً اعترضنا بمقالة ونصحنا بسحبه من التداول، ولن يكون مصير الحالي أفضل من مصير سابقه، فكلاهما يفضي إلى عكس ما يريد أصحابه، وكلاهما يعرقل قيام الدولة المدنية العلمانية بدل المساعدة على بنائها، والاثنان ينتميان إلى عائلة المشاريع التي تنطلق من الاعتقاد بأن الطائفية هي لب المشكلة في النظام اللبناني، فيما المشكلة تكمن في المحاصصة.
التشخيص الخاطئ يفضي إلى وصفة خاطئة من صنف تلك المتحدرة من مشروع إلغاء الطائفية السياسية الذي طرحته "الحركة الوطنية" في برنامجها للإصلاح السياسي مع بداية الحرب الأهلية، فيما المشكلة تكمن لا في طائفية النظام السياسي بل في طائفية السياسيين، أي أن الحل يكمن لا بتغيير النظام بل بتغيير أهل النظام.
هذه الوصفات والاقتراحات، على تنوع تسمياتها، سرعان ما تتحول إلى سبب للنزاع بدل أن تكون سبيلاً للمعالجة، إذ يجري تصويرها كأنها موجهة ضد امتيازات الطوائف. هذا ما حل بشعار العلمنة الذي بدا رداً مسيحياً على شعار إلغاء الطائفية السياسية الذي بدا، بدوره، كأنه مصوب على امتيازات مسيحية، فضلاً عن إدخاله في متاهة النفوس والنصوص، وزيادة في الطين بلة يجري اختزال المشكلة، بين الحين والآخر، بالمطالبة بتشريع الزواج المدني.
الحل الصحيح للأزمة يقتضي أولاً الابتعاد عن المصطلحات التي، رغم كونها صحيحة، تثير النزاع. فالمصطادون بالماء العكر، سياسيين ورجال دين يوظفون مصطلحي الدولة العلمانية أو المدنية في غير مدلولهما وينفخون عبرهما في الغرائز الطائفية، ولذلك فمن الأفضل استبدالهما بشعار دولة القانون والمؤسسات؛ و يقتضي ثانياً البحث عما يحصن سيادة الدولة.
من ناحية أخرى إن طرح قانون الأحوال الشخصية، في هذا الظرف بالذات، لن يثير في وجهه زوبعة فحسب تؤدي إلى إطفائه في مهده، بل سيكون دوره حرف الأنظار عن نهج ميليشيوي يمعن في الاعتداء على سيادة الدولة. فلا الامتناع عن سن قانون ولا الامتناع عن تنفيذ قانون هو الخطر، بل الخطر هو تحويل الدستور من أساسه إلى وجهة نظر وانتهاكه جهاراً نهاراً وصبحاً ومساءً، على غرار ما يحصل بتعطيل دور المجلس النيابي وتعطيل انتخاب رئيس للجمورية، وعلى غرار ما استمر يحصل طيلة العهد المشؤوم.
قد تكون هذه ملاحظات في الشكل، أما الخطأ الأساس فيتمثل في أن هذه الاقتراحات لا تضع الإصبع على الجرح بل بالقرب منه. فالتشخيص الصحيح للمشكلة لا يتحدد بوجود قوانين متعددة للأحوال الشخصية، مهما تنوعت وتعددت وتمذهبت، بل بوجود مؤسسات تنازع الدولة على سيادتها في الشأنين الأمني والمالي، وعلى سلطاتها في الشأن القضائي.
الحل الصحيح يقضي لا بتوحيد القوانين بل باستعادة الدولة سيادتها على الأمن والقضاء والمال والسياسة الخارجية من مغتصبيها، أي من الميليشيات المسلحة وغير المسلحة ومن المؤسسات الدينية. مع الميليشيات القضية معقدة أما المؤسسات الدينية فالحل معها يتطلب من الدولة أولاً أن يكون لها قانونها الخاص بالأحوال الشخصية مع الحفاظ على القوانين الخاصة بكل طائفة، ويتطلب ثانياً إلحاق المحاكم الدينية بالقضاء المدني مع إعطاء الحق لرجال الدين، أسوة بسواهم من المواطنين، الدخول إلى سلك القضاء استناداً إلى قانون الكفاءة وتكافؤ الفرص، ويتطلب ثالثاً إخضاع المؤسسات الدينية، أسوة بكل المؤسسات الأهلية، للرقابة الإعلامية والمالية بما يحفظ للدولة سيادتها وبما يحول دون توظيف الطائفية في خدمة مصالح السياسيين وفي تخريب الوحدة الوطنية والاعتداء على سيادة الدولة.



#محمد_علي_مقلد (هاشتاغ)       Mokaled_Mohamad_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثقافة الخيارات الإلزامية
- طاولة حوار أم وقت مستقطع لاستئناف الحرب؟
- أسوأ الرؤساء وأفضلهم
- إما النقد الذاتي إما لغة الحرب؟
- السلاح ليس سبباً للأزمة ولا مدخلاً لحلها
- كلام صريح مع حزب الله ومع خصومه(1)
- ماذا بعد الكوميديا البرلمانية الهزلية؟
- العيد الوطني أم عيد الاستقلال؟
- صراع سياسي أم بين حضارتين وثقافتين؟
- ما بين ثورة تشرين وانتفاضة الاستقلال(2)
- ما بين ثورة تشرين وانتفاضة الاستقلال(1)
- رئيس توافقي أم تعطيل توافقي؟
- نواب الثورة : دعسة ناقصة
- تعطيل ما بعد الترسيم ليس كما قبله
- القطاع المصرفي أمام خيارين إما الاقتصاد الحر إما الميليشيات
- تغيير قواعد اللعبة الرئاسية لا تغيير اللاعبين
- -جمّول- و أطلالها
- تكريم الشهداء أم استثمار في الموت؟
- مع روسيا أم مع أوكرانيا؟
- بين خطبة الوداع وخطاب القسم


المزيد.....




- مصدردبلوماسي إسرائيلي: أين بايدن؟ لماذا هو هادئ بينما من ال ...
- هاشتاغ -الغرب يدعم الشذوذ- يتصدر منصة -إكس- في العراق بعد بي ...
- رواية -قناع بلون السماء- لأسير فلسطيني تفوز بالجائزة العالمي ...
- رواية لسجين فلسطيني لدى إسرائيل تفوز بجائزة -بوكر- العربية
- الدوري الألماني: هبوط دارمشتات وشبح الهبوط يلاحق كولن وماينز ...
- الشرطة الأمريكية تعتقل المرشحة الرئاسية جيل ستاين في احتجاجا ...
- البيت الأبيض يكشف موقف بايدن من الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين ف ...
- السياسيون الفرنسيون ينتقدون تصريحات ماكرون حول استخدام الأسل ...
- هل ينجح نتنياهو بمنع صدور مذكرة للجنائية الدولية باعتقاله؟
- أنقرة: روسيا أنقذت تركيا من أزمة الطاقة التي عصفت بالغرب


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد علي مقلد - ليس بقانون الأحوال الشخصية تبنى الدولة