أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد عصيد - أسُس النجاح الكروي المغربي














المزيد.....

أسُس النجاح الكروي المغربي


أحمد عصيد

الحوار المتمدن-العدد: 7467 - 2022 / 12 / 19 - 20:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قيل الكثير عن نجاح الفريق الوطني المغربي لكرة القدم في الوصول إلى المربع الذهبي، وإعلاء صوت الكرة والرياضة الوطنية دوليا، لكن دون البت في الأسباب جميعها، التي جعلت هذا الإنجاز التاريخي ممكنا بعد أن كان يبدو لنا من ضروب المستحيل.
كما أن أصواتا أخرى تعالت لكي تتساءل عن الأسباب التي تجعلنا لا ننقل مرتكزات النجاح في الكرة إلى جميع المجالات الأخرى.
إن هذه القوة الضاربة التي حققت النجاح الكروي نبعت من ستة مرتكزات، يمكن اعتبارها أساس تألق الفريق الوطني، كما يمكن اعتبار بعضها أساس النجاح التنموي العام كذلك، إذا ما تم اعتمادها في المجالات الأخرى:
1) توفير جميع المعايير والمرتكزات الدولية للتكوين والتأطير والتدريب الجيد بإرادة سياسية للدولة، بما فيها الاعتمادات المالية المطلوبة، والتي استنكرها كثيرون واعتبروها تبذيرا للمال العام، (خلافا للفترة السابقة التي شاعت فيها الفوضى والتسيب واللاعقالنية في التسيير والتدبير، والتي وصلت أحيانا إلى هضم حقوق اللاعبين المادية وحرمانهم منها). وهذا المُعطى مهم جدا، إذ لا يمكن منافسة فرق دولية تحظى بكل الإمكانيات اللوجستيكية المطلوبة، باعتماد أنصاف الحلول وأنصاف الإمكانيات.
2) استقطاب المهارات الكفأة بالشروط التي ترتضيها، وهو واحد من الأسس التي كانت غائبة في الماضي بسبب سوء التقدير الذي تميز به الناخب الوطني السابق، وبسبب خلل في معايير الاختيار، والتي أصبحت اليوم أكثر وضوحا وإجرائية.
3) توفر مدرب وطني يجيد التواصل بالدارجة المغربية والفرنسية والإنجليزية، ويخاطب كل لاعب باللسان الذي يتقنه، فمعظم اللاعبين المغاربة من أبناء العائلات المهاجرة في بلدان مختلفة، عاشوا سياقات متباينة وتربوا في أوضاع وبلغات تختلف حسب البلد المضيف، ولا بد من مخاطبتهم باللغات التي ترتبط بحياتهم اليومية وأحيانا بحميميتهم، وفي هذا الإطار فقد كان مثيرا للاهتمام تخصيص المدرب لجلسات لكل واحد من اللاعبين على حدة لتأطيره وتوجيهه وتحميسه. وقد انتهج السيد وليد الركراكي أسلوبا جديدا غير مسبوق في فريقنا الوطني، ويتمثل في إعطاء أهمية كبرى للقيم الرمزية، التي تخلق التلاحم بين أعضاء الفريق، وتجعلهم كتلة متراصة، ومعلوم أن هذا العامل هو الأكثر أهمية في كرة القدم، حيث لم يعُد اللعب والمهارة الفرديين من أساب التفوق والنجاح، بل صار اللعب الجماعي والانسجام والتفاهم الكبير بين اللاعبين حتى في غياب النجوم هو مصدر الفوز. 4) الروح الوطنية والشعور الهوياتي بالانتماء لوطن أصلي، حتى ولو كانت هناك جنسية أخرى، مما شكل لحاما بين كل أعضاء الفريق الواحد وخلق لديهم قضية يستميتون من أجلها، وهي رفع راية الوطن عاليا بين الأمم، ويفسر ذلك الروح القتالية الكبيرة والتضحيات الجسيمة التي بذلها اللاعبون رغم كثرة الأعطاب بينهم وشدة التعب والإرهاق، ورغم التزامهم باللعب في أندية أوروبية وغيرها، يتقاضون منها رواتب خيالية أحيانا.
5) حضور العائلات والأمهات مع ما ترمز إليه العائلة في الثقافة المغربية من قيم التلاحم والتراحم والعطف وحرارة المشاعر، وهو عامل زاد من حماسة اللاعبين وضاعف من إرادتهم على الفوز والنجاح.
6) اللعب في قطر، باعتبارها من بلدان منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط، حيث المجال الحضاري المشترك الذي أتاح تلاحما وتعاطفا جماهيريا واسعا مع المنتخب الوطني، إضافة إلى الدعم الجماهيري الإفريقي جنوب الصحراء، باعتبار المغرب ممثلا للقارة الإفريقية، الذي رافقه جمهور مغربي متميز ومتحمس ومؤثر خلق أجواء كروية رائعة ونال تنويه جميع المشاركين.
أما عن نقل أسباب النجاح الكروي إلى مجالات أخرى فدروس المونديال الأربعة أكثر وضوحا من أن تخفى على لبيب، وتتمثل فيما يلي:
ـ توفير الإمكانيات والاعتمادات الضرورية لإنجاح المشاريع التنموية ومراقبة أشكال صرف الميزانية وحمايتها من الفساد والسطو والنهب، وذلك في ظل إرادة سياسية حاسمة في ربط المسؤولية بالمحاسبة.
ـ اعتماد معيار أولوية الكفاءة والمهنية على العلاقات الزبونية والقرابة والتدخلات الفوقية.
ـ وضع الثقة في الكفاءات الوطنية والقطع مع العادة السيئة لتفضيل الأجنبي واحتقار الذات.
ـ شحذ الروح الوطنية والشعور الهوياتي بالانتماء للمغرب، من أجل رفع إنتاجية المغاربة في جميع المجالات عبر تمتيعهم بحقوقهم حتى يقوموا بواجبهم.



#أحمد_عصيد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من فرحة الكرة إلى التخريب، أية علاقة ؟
- قمة الجزائر: تمخض الجبل..
- لماذا فشلنا ؟
- حول الموجة الشبابية الساخرة من الأديان
- حول أدوار المثقفين
- مشكلتنا ليست مع شخص بعينه
- المشترك الحقيقي من الماء إلى الماء
- النقاش حول نظام الإرث ليس نقاشا دينيا
- من المدرسة القرآنية إلى المدرسة الحديثة،، مسافة ضياع
- مشكلات الكتاب والقراءة بالمغرب
- أبطال التفاهة
- تجزيء الديمقراطية معرقل للتغيير
- جهاد المشايخ: نكوص عقلي مزمن
- المغرب بين الأمني والثقافي
- هزائم السلفية
- -الإفطار العلني- في القانون الجنائي المغربي
- الدراما التلفزيونية بين الدين والتاريخ
- شيخ الأزهر و-قواعد- ضرب النساء
- عن -القيم الإسلامية النبيلة- المطاردة في التعليم والإعلام، س ...
- -كأس العرب- التي سيفوز بها -العجم-


المزيد.....




- حزب الله: إيران حقّقت نصرا مؤزرا
- كيف تطيل عمر مناشف الميكروفايبر وتحافظ على فعاليتها؟
- 16 قتيلا في احتجاجات بكينيا
- اعتمد على المباغتة.. الجزيرة تحصل على تفاصيل كمين خان يونس
- الموساد يشيد بعملائه داخل إيران وبدعم الـ-سي آي إيه- للهجوم ...
- إصابة 3345 إسرائيليا بالحرب مع إيران و41 ألفا طالبوا بتعويض ...
- أبو عبيدة: جثث العدو ستصبح حدثا دائما ما لم يتوقف العدوان
- لماذا تتجه طهران لمنع الوكالة الدولية لتفتيش منشآتها؟
- كاتب روسي يدعو موسكو للتحرك دبلوماسيا من موقع قوة
- موقع تركي: القبة الفولاذية باتت ضرورة ملحة لتركيا


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد عصيد - أسُس النجاح الكروي المغربي