أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد عصيد - شيخ الأزهر و-قواعد- ضرب النساء














المزيد.....

شيخ الأزهر و-قواعد- ضرب النساء


أحمد عصيد

الحوار المتمدن-العدد: 7209 - 2022 / 4 / 3 - 21:08
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


عاد النقاش حول العنف ضد النساء في مصر بعد أن تقدمت نائبة برلمانية بمقترح قانون لتجريم العنف الزوجي، الذي يطال 86 في المائة من النساء المصريات وهو رقم مهول.
وفي خضم النقاش أحدث شيخ الأزهر زوبعة أخرى كعادته بتصريحه بأن القرآن يبيح للرجال ضرب النساء في حالة الخوف من "نشوزهن" شرط أن يكون الضرب خفيفا فلا "يكسر عظما"، وذلك طبعا بعد "وعظهن" و"هجرهن في الفراش".
الذين هاجموا شيخ الأزهر يعلمون جميعا بأنه لم يفعل سوى أن فسر آية واضحة تبيح فعلا الضرب وبصيغة الأمر، وشيخ الأزهر لم يفعل سوى أن أوضح "معلوما من الدين بالضرورة"، الجملة العزيزة على معسكر الجمود والتخلف.
والحقيقة أنها معضلة طالما نبهنا إليها، وهي معضلة مضامين النصوص الدينية التي لم تعد تطابق أي واقع إنساني معاصر، دون أن يدفع ذلك المرجعيات الفقهية إلى التحلي بشجاعة إعادة النظر في التفاسير القديمة، ووضع تلك النصوص في سياقاتها السوسيوثقافية والسياسية، وتقديم بدائل في الفهم والتفسير من داخل المنظومة الدينية نفسها، تكون مطابقة لحاجات المجتمع الإسلامي المعاصر، وهي خطوة غير ممكنة بدون تغيير قواعد التفكير التي ظلت جامدة على مدى 1200 سنة، ومنها القاعدة الفقهية القائلة بأن "العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب"، أو القائلة بأولوية النص على العقل، أو القائلة ب "لا اجتهاد مع وجود نص".
إن خطأ شيخ الأزهر هو مثل أخطاء "داعش" التي اعتمدت في كل الفظاعات التي ارتكبتها نصوصا شرعية واضحة، وهو خطأ ليس في تفسير النص وبيان مضمونه "الذي أجمع عليه علماء الأمة منذ قرون"، وإنما الخطأ في منهج القراءة الذي اعتمد نفس قواعد الفقه القديم التي لم تتغير رغم انقلاب أوضاع المسلمين رأسا على عقب. فشيخ الأزهر وهو يفسر آية ضرب النساء لم يعبأ بواقعه ومحيطه ولا بالتزامات الدولة التي يعيش فيها ولا العصر الذي يتواجد فيه. لقد فسر القدماء الآية انطلاقا من واقعهم، حيث كانت المرأة تعتبر مجرد ملحق بالرجل الذي تخدمه وتطيعه، نظرا لأنه يحمل السيف ويحارب وينفق عليها من ماله، وكان على شيخ الأزهر أن يقرأ آية الضرب وهو يستحضر الوضع المأساوي للمرأة المصرية، وكذا جهود الدولة المصرية التي تنفق الكثير من الأموال لمحاربة العنف الزوجي.
إن فقهاء اليوم لا عذر لهم ألا يعملوا عقولهم في إعادة القراءة والتفسير وفق ضرورات الوقت، والتي أهمها حقوق الإنسان وكذا عمل المرأة ومردوديتها وكفاءتها، وهي أمور تغير كليا معنى كلمة "نشوز" الواردة في القرآن، والتي فهمها الفقهاء القدامى على أن معناها أن ترفع المرأة رأسها أمام زوجها وترد على كلامه، بل هناك من اعتبر من الفقهاء أن النشوز يشمل أيضا " التباطؤ في تنفيذ أوامر الزوج وطاعته". ولهذا يستحضر الفقهاء الحديث المنسوب للنبي والقائل :"علقوا السوط حيث يراه أهل البيت فإنه أدب لهم". كما يقدمون الصحابة نماذج في ضرب النساء وتعنيفهن.
فما علاقة هذه التفاسير بعصرنا، هل المرأة العاملة داخل بيتها أو خارجه، الفاعلة والمؤثرة، والتي تعيل أسرتها بجانب الزوج، وتتحمل في ذلك أكثر مما يتحمل، لا يمكنها إلا الإسراع في تنفيذ أوامره دون إبداء رأيها المخالف لرأيه، أو تقويم أخطائه إذا تجاوز حدوده ؟ ألم يكن شيخ الأزهر متملقا لمجتمع يتخبط في أوحال التخلف ويسود فيه العنف واحتقار المرأة، عوض أن يتحلى بروح المسؤولية فيدعو إلى وقف العنف وإحداث القطيعة مع فقه العصور الوسطى ؟
كان على شيخ الأزهر بعد تقديمه للتفسير المتداول للآية أن يقول:"هذا ما قاله الفقهاء في غابر الأزمان، أما اليوم فالواقع الاجتماعي ووضعية المرأة لا يسمحان بهذا التفسير لأن العنف مدان ومرفوض بكل أشكاله وأنواعه".
ولكن لكي يقول الشيخ ذلك لا بد أن ينفض الغبار عن دماغه ويستعمله ولو لبرهة، وهو ما لا يستطيعه، لأنه ثبت في ذهنه أن "العلم" هو التكرار الببغائي لما قاله القدماء بما في ذلك أخطاؤهم.



#أحمد_عصيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن -القيم الإسلامية النبيلة- المطاردة في التعليم والإعلام، س ...
- -كأس العرب- التي سيفوز بها -العجم-
- نداء إلى أحرار ليبيا من أجل وطن يحتضن كل مكوناته
- مشكلة الإسلام السياسي مع المدرسة العصرية
- دروس الانتخابات المغربية
- كيف أصبح المغربي الهولندي أحمد بوطالب أفضل عمدة في العالم ؟
- إلى السيد أبو يعرب المرزوقي: من حقنا أن نختار -أخف الضررين-
- انهيار -العدالة والتنمية- ليس نهاية -الإخوان-، تحليل ونداء
- طالبان بين الديمقراطية والشريعة
- الديكتوقراطية
- متى يعتذر -الأزهر- لضحاياه ؟
- اسماعيل هنية بين فلسطين والصحراء المغربية
- .. وقيل إنه تراجع عن أفكاره في نهاية حياته !
- العوامل المعيقة لتفعيل النماذج التنموية
- عن الضحك والبكاء في رمضان
- أصوات من قبر نوال السعداوي
- خريطة أخطائنا التي لا تنتهي
- أنجيلا ميركل الدرس الذي لم نستفد منه
- لماذا فشل العقل العربي في حلّ القضية الفلسطينية
- مساجد الجزائر أماكن عبادة أم تصفية حسابات ؟


المزيد.....




- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد عصيد - شيخ الأزهر و-قواعد- ضرب النساء