أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد عصيد - من فرحة الكرة إلى التخريب، أية علاقة ؟














المزيد.....

من فرحة الكرة إلى التخريب، أية علاقة ؟


أحمد عصيد

الحوار المتمدن-العدد: 7446 - 2022 / 11 / 28 - 16:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم يفهم البلجيكيون السبب الذي يجعل فرحة المغاربة في بروكسل تتحول من احتفالية إلى جرائم تخريب فظيعة، الحقيقة أن الأمر مخجل للغاية، لكنه ينطوي على وضعية بحاجة إلى مقاربة مختلفة، فالانتصار في الكرة يقتضي الفرح والتعبير عن السعادة، لكن المغاربة حولوه إلى مناسبة للانتقام من أوضاعهم، باعتبارهم أبناء الأحياء الهامشية، وهذا سلوك غير مقبول بأي حال من الأحوال، لكنه ينبئ عن غياب أي تأطير لهؤلاء الشباب الذين يعانون من أزمة هوية خانقة، دفعت بهم إلى كل أنواع الانحراف، من مخدرات وإرهاب وعنف غير مبرر.
يسعى هؤلاء المواطنون المنحدرون من عائلات مهاجرة، إلى التعبير عن الوجود وفرض الذات، ولعل الانتصار في الكرة يعطي شعورا بالنشوة والتفوق، لكنه سرعان ما ينقلب في واقع الهجرة المرير والكئيب بالأحياء الهامشية إلى غضب مكتوم ينفجر وسط الحشد، بسبب تعطيل العقل الفردي، وغلبة الهياج الغوغائي المنفلت من كل ضابط أو قانون، وأيضا وهذا أمر لا بد من التأكيد عليه، بسبب اقتران الجهل والبطالة والفشل الدراسي بالشعور بالإقصاء.
إن الحلّ لمثل هذه المعضلات يوجد بين أيدي بلجيكا والدول الأوروبية، أن تحرص على تغيير سياستها في الهجرة وإيواء الأجانب، وأن تعمل على إدماجهم في الأوساط الاجتماعية المختلفة عوض عزلهم في "كيتوهات" ونسيانهم، كما عليها الحرص على تكافؤ الفرص بين جميع من يعيشون على أرضها من الذين يتمتعون بجنسيتها، والذين يتم التعامل معهم بكثير من التمييز والمفاضلة، ويكفي المقارنة في نسبة البطالة بين أحياء المهاجرين وبقية الأحياء الأخرى.
نتمنى ألا تتكرر هذه السلوكات التخريبية من طرف مغاربة، والذين يسيئون أيضا من خلالها إلى وطنهم الأصلي الذي يحملون رايته وهم يقومون بأعمالهم التخريبية الشنيعة، كما يفسدون انتصارات فريقهم الوطني في الكرة، ونتمنى أن يتمكنوا من طرح قضاياهم بالطرق الحضارية المعمول بها عبر منتخبيهم وجمعياتهم وحركاتهم الاحتجاجية وعبر وسائل الإعلام، وأن يدركوا بأن العنف والتطرف والكراهية والجريمة ليست حلولا تمكن من العيش بكرامة، وأن الديمقراطية لها آليات ومفاهيم وطرق تدبير تسمح - في حالة ما إذا تم الالتزام بها - بحل مختلف الخلافات بطرق سلمية. ولعل هذه السلوكات المشينة ستكون بلا شك حافزا جديدا لليمين المتطرف لكي يربح مواقع جديدة، ويُقنع من ما زال مترددا في تبني أطروحة الفاشية اليمينية، مما سيجعل مستقبل جاليتنا المغربية بالخارج مستقبلا غير آمن.



#أحمد_عصيد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قمة الجزائر: تمخض الجبل..
- لماذا فشلنا ؟
- حول الموجة الشبابية الساخرة من الأديان
- حول أدوار المثقفين
- مشكلتنا ليست مع شخص بعينه
- المشترك الحقيقي من الماء إلى الماء
- النقاش حول نظام الإرث ليس نقاشا دينيا
- من المدرسة القرآنية إلى المدرسة الحديثة،، مسافة ضياع
- مشكلات الكتاب والقراءة بالمغرب
- أبطال التفاهة
- تجزيء الديمقراطية معرقل للتغيير
- جهاد المشايخ: نكوص عقلي مزمن
- المغرب بين الأمني والثقافي
- هزائم السلفية
- -الإفطار العلني- في القانون الجنائي المغربي
- الدراما التلفزيونية بين الدين والتاريخ
- شيخ الأزهر و-قواعد- ضرب النساء
- عن -القيم الإسلامية النبيلة- المطاردة في التعليم والإعلام، س ...
- -كأس العرب- التي سيفوز بها -العجم-
- نداء إلى أحرار ليبيا من أجل وطن يحتضن كل مكوناته


المزيد.....




- البندقية تُخفي السرّ الأكبر..تفاصيل خطط زفاف جيف بيزوس في مد ...
- لكموه بعنف واعتقلوه.. شاهد ما حدث لوالد 3 من جنود مشاة البحر ...
- عهد جديد لحلف شمال الأطلسي.. ما الجديد؟
- مسؤول أمني إيراني ينفي استهداف إسرائيل بهجمات صاروخية بعد وق ...
- هدنة بين إيران وإسرائيل.. وترامب: رجاء عدم انتهاك وقف النار ...
- إيران بين المكاسب والخسائر: قراءة في حصيلة المواجهة مع إسرائ ...
- مشاورات على رماد المنشآت: هل لا تزال هناك إمكانية للتفاوض عل ...
- تهميش ونقص في الحماية.. أين يقف فلسطينيو 48 من معادلة الصراع ...
- إيران -تعاقب الشيطان- بضرب قاعدة العديد القطرية.. وطهران لم ...
- بعد قصف إسرائيل لمنشأة فوردو.. ما الذي تبقى من قدرات إيران ا ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد عصيد - من فرحة الكرة إلى التخريب، أية علاقة ؟