أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نجم الدليمي - : حول مفهوم وطبيعة الديمقراطية في المجتمع الطبقي















المزيد.....

: حول مفهوم وطبيعة الديمقراطية في المجتمع الطبقي


نجم الدليمي

الحوار المتمدن-العدد: 7460 - 2022 / 12 / 12 - 15:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


* ان الديمقراطية هي شكل من الحكم السياسي، من السلطة الحكومية، يتميز بمشاركة المواطنين في ادارة الدولة والرقابة الشعبية على عمل ونشاط السلطة الحاكمة، وفي الديمقراطية يتساوى المواطنون جميعاً امام القانون مع توفير وضمان حقوق الإنسان ومنها الحرية الشخصية وتحقيق العدالة الاجتماعية والاقتصادية في المجتمع. ان تاريخ المجتمع البشري لم يشهد ديمقراطية بشكلها العمومي، بل كانت وستبقى الديمقراطية تحمل طابعاً طبقيا، في المجتمع البرجوازي انموذجا. ففي المجتمع العبودي والاقطاعي والراسمالية وجد شكل من اشكال الديمقراطية ولكن في المجتمعات الطبقية تحمل طابعاً طبقيا منحازا لصالح الطبقة الحاكمة، اي انها ديمقراطية الاقلية التي تضمن المصالح الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية والمالية والامنية والعسكرية والخدمات للاقلية الحاكمة، وتتطور الديمقراطية في المجتمع الطبقي بتطور المجتمع الطبقي فالديمقراطية في المجتمع الاقطاعي هي اكثر تطوراً وتقدمية من الديمقراطية في المجتمع العبودي والديمقراطية في المجتمع البرجوازي الراسمالي هي اكثر تطورا ولها طابعاً تقدميا بالمقارنة مع الديمقراطية في المجتمع الاقطاعي، ولكن من اهم السمات للديمقراطية في المجتمعات الطبقية ( العبودي، الاقطاعي، الراسمالي) تكمن في الاتي :: انها تمثل المصالح الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية والمالية والامنية والعسكرية والخدمات لصالح الاقلية الحاكمة في المجتمع الطبقي وكما تقوم على الملكية الخاصة لوسائل الانتاج في المجتمع الطبقي، وتطورت الديمقراطية البرجوازية مع تطور شكل الملكية الخاصة لوسائل الانتاج اي بمعني اخر ان العامل الاقتصادي هو المحرك الأساسي والرئيس لتطور شكل ومضمون الديمقراطية في المجتمع الطبقي ومنه المجتمع الطبقي البرجوازي، المجتمع الراسمالي، وكما يلاحظ ايضاً انها تتصف بالطبقية والانحياز للطبقة الحاكمة التي تؤمن مصالح هذه الطبقة الحاكمة بالدرجة الأولى، ناهيك عن صفة الاستغلال والاضطهاد والانقلابات والحروب.... المجتمع الراسمالي انموذجا حيا وملموسا على ذلك خلال القرن العشرين والقرن الحادي والعشرين . كما انها تمثل صيغة من الحكم والتي تمثل ديكتاتورية الطبقة الحاكمة اي ديكتاتورية البرجوازية.

ثانياً :: شعارات الديمقراطية في المجتمع الطبقي - البرجوازي

* ان الديمقراطية في المجتمع الطبقي المجتمع البرجوازي انموذجا يتم طرح شعارات في شكلها مقبولة ولكنها خادعة وهمية ومشوهه للحقائق الموضوعية، اما بخصوص مضمونها فهي شعارات تخدم مصالح الاوليغارشية الحاكمة، فهي تطرح شعار الرخاء والحرية والمساواة... وهي شعارات بالضد من الانظمة الاستبدادية - الاقطاعية مثلاً، وان مضمون الديمقراطية في المجتمع الطبقي البرجوازي تعني هيمنة السلطة السياسية الحاكمة في المجتمع الطبقي البرجوازي بالدرجة الأولى، فهي تقوم بتأسيس البرلمانات ووضع الدساتير وتعلن عن الحرية السياسية في المجتمع الطبقي البرجوازي وتؤمن حق الاقتراع العام وغيرها من الشعارات الاخرى انها تقوم بذلك تحت ضغط الجماهير، الشغيلة... بالدرجة الأولى ويتم ذلك في تعمق التفاوت الاقتصادي والاجتماعي في المجتمع الطبقي لصالح الاقلية الحاكمة بالدرجة الأولى.

* ان جميع وسائل الاعلام البرجوازي، تلفزيون صحافة، راديو،، مجلات انترنت وجميع وسائل التواصل الاجتماعي... جميع هذه الوسائل الإعلامية تخضع لجهاز السلطة وخاصة الامنية منها، وهي من حيث عائديتها تعود الى الاوليغارشية الحاكمة الاغنياء المتنفذين الاحزاب السياسية الحاكمة من حيث التمويل وخدمة النظام الحاكم الطبقة الحاكمة بالدرجة الأولى، وفي المرحلة المتقدمة الامبريالية في المجتمع الراسمالي، تقوم الاوليغارشية الحاكمة بتقليص الحريات والديمقراطية عندما تشعر بوجود الخطر، وما حدث في اميركا عشية الانتخابات الرئاسية بين بايدن وترامب الا دليل حي وملموس على ذلك. وان الانتخابات الرئاسية في اميركا سادها التزوير وغياب التكافؤ وحتى الموتى شاركوا في الانتخابات الرئاسية لصالح بايدن. ومع ذلك يدعوّن الديمقراطية وحقوق الإنسان وحرية التعبير وغيرها من الخزعبلات الاخرى.

ثالثاً :: الديمقراطية في المجتمع اللاطبقي، المجتمع الاشتراكي

* ان الديمقراطية الاشتراكية، تشكل ارقى اشكال الديمقراطية في المجتمع اللاطبقي المجتمع الاشتراكي، فهي ايضاً ديمقراطية طبقية بامتياز وهي تشكل ديمقراطية الغالبية العظمى من الشعب، ديمقراطية الشعب وهي ايضاً تشكل ديكتاتورية البروليتاريا والتي تشكل احد اهم شروط بناء المجتمع اللاطبقي المجتمع الاشتراكي، وهي ايضاً تمثل الصيغة السياسية العامة للدولة الاشتراكية، وفي ظل هذه الاشتراكية يتمتع جميع المواطنين كافة وبغض النظر عن الجنس ( رجل، امراة كبير، صغير...) والقومية او العرق بحقوق متساوية وفق الدستور الاشتراكي في الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية...، وكذلك ضمان حق العمل للمواطن دستوريا ومجانية التعليم والعلاج والسكن والضمان المادي عند الشيخوخة او العجز او فقدان العمل، وكذلك ربط الاجر بطبيعة العمل وهذا يشكل المساواة داخل المجتمع اللاطبقي المجتمع الاشتراكي، وان الديمقراطية الاشتراكية بخصوص اقرارها حقوق الإنسان فهي تقوم بضمان هذه الحقوق من الناحية المادية والقانونية، وفي الديمقراطية الاشتراكية يختفي مفهوم الاستغلال والاضطهاد بالمفهوم الاقتصادي والاجتماعي في المجتمع اللاطبقي المجتمع الاشتراكي وغياب البطالة والفقر والامية والبؤس والمجاعة والجريمة المنظمة والمشردين في المجتمع الاشتراكي عكس ما يحدث في المجتمع الراسمالي اميركا انموذجا حيا وملموسا على ذلك.

رابعاً :: ديمقراطية المجتمع الطبقي البرجوازي بين النظرية والتطبيق.

* يلاحظ ان الديمقراطية في المجتمع الراسمالي هي ديمقراطية منحازة ومدججة بالسلاح، وهي دائماً في ازمة ارتباطاً بأزمة المجتمع الراسمالي وهناك علاقة وثيقة بين الديمقراطية البرجوازية وازمة المجتمع الطبقي البرجوازي،، فان شعارات: الديمقراطية وحقوق الإنسان والتعددية السياسية وغيرها من الشعارات السياسية والاقتصادية الاخرى، هي بعيدة من حيث المبدأ في التطبيق العملي في حياة المجتمع، من يملك المال والاعلام والسلطة.... هو من يتحكم بالنظام الراسمالي، ففي اميركا مثلاً يلاحظ ديكتاتورية الحزب الواحد من حيث المبدأ وان الحزب الديمقراطي والحزب الجمهوري لا يوجد فرق بينهما الا مواقف ذات طابع شخصي - سياسي بايدن، ترامب انموذجا حيا وملموسا اليوم اما من الناحية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية والمالية والامنية والعسكرية والايديولوجية فهي سياسة واحدة من حيث المبدأ وهي سياسة تخدم مصالح الطبقة البرجوازية الحاكمة اي الاوليغارشية الحاكمة.

* ان المجتمع البرجوازي عاش ويعيش في ازمات عامة وشاملة وهذه الازمات نابعة من الاساس الاقتصادي للنظام الامبريالي وهي الملكية الخاصة الاحتكارية لوسائل الانتاج والتي تخدم مصالح 1 بالمئة، بدليل ان حصة الدخل القومي الاميركي يعود لصالح الاوليغارشية الحاكمة اي لصالح 400-450 عائلة اميركية وهذا يعكس طبقية النظام لصالح 1 بالمئة من المجتمع الاميركي.وكما يلاحظ ان الاوليغارشية الحاكمة في اميركا قد فشلت في ايجاد حلول للمشكلات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية والمالية....، ومنها نمو معدل التضخم النقدي، نمو معدل البطالة والفقر والامية... كما تسعى امبراطورية الشر والكذب والاجرام معالجة ازمتها المتكررة عبر صناعة السيناريوهات السوداء ومنها: سيناريو حقوق الإنسان والديمقراطية وحرية الرأي ونهاية التاريخ وصراع الحضارات ومايسمى بالعولمة المتوحشة والربيع اللاعربي(( ومحاربة)) الارهاب الدولي، والقيام بالانقلابات العسكرية الفاشية وشن الحروب غير العادلة بهدف تصريف جزء من ازمة نظامهم المازوم بنيويا والعمل على تقويض الانظمة الوطنية والتقدمية واليسارية المناهظة لنهج الامبريالية الاميركية وحلفائها المتوحشين. هذا هو جوهر الديمقراطية في المجتمع الراسمالي.

* وبهذا الخصوص يشير البروفيسور المجري توماس سانتوس الى ان الراسمالية كانت نتيجة مرحلة هامة في العملية التاريخية الموضوعية، وان نشؤها مثل انحطاطها وسقوطها لن يكون مصادفة تاريخية بل ضرورة موضوعية مشتقة من الاتجاهات العامة للتطور الاقتصادي والاجتماعي للمجتمع



#نجم_الدليمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- : وجهة نظر :: نهاية القرن الاميركي :: الدليل والبرهان
- : وجهة نظر : هل يوجد مستقبل لنظام القطب الواحد؟
- : استمرار الاحتلال الامريكي للعراق ولغاية اليوم :: الدليل وا ...
- : زيلينسكي واميركا وحربهم ضد الشعب الدونباسي والروسي : صدفة ...
- : وجهة نظر :: الصمت المطبق حول اغتيال قياديين شيء غير مالوف ...
- ثورة اكتوبر الاشتراكية بالارقام -- بمناسبة الذكرى ال 105 للث ...
- دور ومكانة الطابور الخامس وعملاء النفوذ في تفكيك الاتحاد الس ...
- : وجهة نظر : هل يمكن وقف الحرب في اوكرانيا؟
- : عملية استفزازية طائشة وفاشلة :: الدليل والبرهان
- نظام المحاصصة:: اقتصاد متدهور وقطاع التعليم بين التبعيث واسل ...
- العلاقة بين نظام المحاصصة والشعب العراقي في ظل الاحتلال الام ...
- : وجهة نظر : الحرب الاوكرانية -- الروسية ام الحرب الاميركية ...
- : من يهدد شعوب العالم بالسلاح النووي؟.
- خطر الاحتلال الاجنبي للعراق واثاره غير المألوفة :: الدليل وا ...
- : تصريح غير مسؤول؟ مقابل صمت اهل الكهف؟!.
- : الاستراتيجية الاميركية اتجاه الاتحاد السوفيتي -- رابطة الد ...
- : نظرة من الداخل : من بدا الحرب الاوكرانية؟ ومن اشار وروج لا ...
- دول الاتحاد الأوروبي الى اين؟
- قبول اوكرانيا في حلف الناتو و خطر ذلك على المجتمع الدولي الي ...
- : حتمية الحرب في المجتمع الطبقي --- اوكرانيا انموذجا


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نجم الدليمي - : حول مفهوم وطبيعة الديمقراطية في المجتمع الطبقي