|
هجر جميل والراح المستعان
محمد علي عبد الجليل
الحوار المتمدن-العدد: 7445 - 2022 / 11 / 27 - 14:48
المحور:
الادب والفن
فَــهَـجْـرٌ جَــمـيـلٌ وَالرَّاحُ الــمُـسْـتَـعانُ *
1- هَـجَــرْتُ مَـسْـقَـطَ رَأْسِــيْ دُونَــمَـاْ غَــــصَّـــةْ، * وَحَــطَّ قَــلْـبِــيَ فِــيْ «إِكْـــسٍ بِــبَــرْبَــنْـــــصَــةْ» [1].
2- وَعِــنْـدَمـاْ ذُقْــتُ خَــمْرًا مِـنْ مَــزارِعِــهَـاْ * عَـشِـقْـتُ «إِكْــسَ» وَفِـــيْ قَــلْــبِــيْ لَــهَـاْ حِـــــصَّـــةْ.
3- أَجُـوْبُ «إِكْـسَ» كَـأَنِّــيْ كُـنْـتُ سـاكِــنَــها * مِـنْ أَلْـفِ عَــامٍ وَلِــيْ فِـيْ حِــضْـنِــهَـاْ قِـــــصَّــةْ،
4- وَذِكْــرَيـاتٌ عِــتــاقٌ [2] فِــيْ أَمــاكنها: * فِــي الْـكَــرْمِ، فِـي الدَّرْبِ، فِـي الْــحـانُـوتِ، فِـي الْـعَــرْصَـــةْ [3].
5- لَـــقَــدْ بَـــرَاْ [4] جُوبِّــيتَـــيْـــرُ [5] الْـــخَــلْــقَ مُـنْـتَـشِــيًا * لَـــمَّـاْ تَـنـاوَلَ مِـنْ فِــرْدَوْسِــهـا قَــبْـــــصَـــةْ [6].
6- يَــاْ خَـمْـرَ بَــرْبَــنْــصَ [7]، يَــاْ رَاْحًا تُـرَيِّــحُــنَــاْ * مِــنْ ذِكْــرَيَـــاْتِ بِــلَاْدٍ مَـــاْ بِــهَـــاْ فُــرْصَـةْ [8]،
7- يَــقُـوْدُهَـــاْ حَــاْكِــمٌ لِــصٌّ، بِــهِ عَــتَــهٌ، * خَـــاْنَ الْــوُعُــوْدَ وَأَعْــطَــى شَــعْـــبَـــهُ «بَــعْـــــصَـــةْ» [9].
8- كُــلُّ الرَّخَـــاْءِ لَـــهُ، بَــعْـضٌ لِــعُــصْـبَــتِــهِ، * وَلِـلْـمُـوَاْلَاْةِ لَــمْ يَــتْـرُكْ سِـــوَى الْــفِـــــصَّـــةْ [10].
بِـحَـالِ الْــجُـمُعَـةِ 25 تِـشْرِيْـنَ الثَّانِـيْ/نُوفَـمْبَـرَ 2022. ----------------------------------------------------------------- *العُنوانُ محاكاةٌ أُسلوبيَّة وَلَفظيَّة للآيِة 18 مِن سورة يوسُفَ: «فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللهُ الْـمُسْتَعَانُ». [1] «بَــرْبَــنْــصَـة» تعريبٌ قَـديـمٌ لِإِقليمِ «پْــرُوْڤَـاْنْسَ» (la Provence) ذَكَرَهُ الـجُغرافيُّ الإدريسيُّ (1100 – 1166 م) (في: نُـزهة الـمُشتاق في اختراق الآفاق، ج1 و2) بِاسمِ إِقليمِ «بَــرْبَــنْــصَـةَ»، وَعَدَّ مِن مُدُنِهِ: طُلُوشَة [ تُولوز] وأَربونة [ناربون] (الّتي دارَت فيها سَنَةَ 737 م مَعركةٌ بَـيـنَ الْـفِـرَنْـجـةِ وَالأُمَوِيِّيـن) وَبَزَارِشَ [بيزييه] وَأَرلِش [آرل] وَشَنْت جيلي [سان-جيل] عَلَى نَهر رودَنو [الـرُّون] وَمَشيلية [مارسيلية] وَإِيْـرش [يَــار]… وَالْـمَقصودُ بِــ«إِكْـــسٍ بِــبَــرْبَــنْــصَــةَ»: أيكس-أُون-پْــرُوْڤَـانْس» (Aix-en-Provence). [2] «العِـتاقُ» جَمْعُ «عَتيق» بِــمَعنَى: «القَديـم» وَكَذلك بِـمَعنَى «الكَريم الشريف». [3] العَرْصَةُ: ساحَةُ الدَّار أو البقعَةُ الواسعةُ بين الدُّور لا بِـناءَ فيها وَجَـمْـعُها: «عَـرَصات». و«عَرَّصَ» بِالـمَكانِ: (1) نَـزَلَ وَأَقامَ، (2) أَو جَعَلَ الآَخَـرَ يَـنْـزِلُ وَيُقيمُ، (1) كَقولِ أَعشَى هَـمْدانَ واصِفًا نُزولَ الـمُـهَـلَّبِ بِــباجَـرْمَى: «أَلَا أَيُّـها اللَّيثُ الَّذي جاءَ خادِرًا * وَأَلْــقَى بِـبَــاجَـرْمَى الـخِيامَ وَعَـرَّصا»، (2) وَكَـقَولِ الصَّـنَوبَريِّ: «ما جُـعِـلَ الـمَصدوقُ كالـمَـخروصِ * عَــرَّصْـتِـنِــي فَاجْـتَـنِـبِـي تَـعريصي». [4] «بَـــرَاْ» مُـخَـفَّفُ «بَـرَأَ»: خَـلَـقَ عَلَى غَيرِ مِثالٍ. ومِنهُ: الباري (الـخالِق) والـبَريَّة (الـخَـلْق). [5] جُوبِّــيتَـــيْـــرُ: إِلَـــــ ــهُ السَّـمـاءِ وَمَــلِـكُ الآلِــهَةِ عِندَ قُـدماءِ الرُّومانِ. [6] الـقَــبْــصَـــةُ: ما يُـتناوَلُ بِأَطرافِ الأَصابِـعِ. [7] بَــرْبَــنْــص: تَـرخيمٌ بِـحَذْفِ الآخِرِ (أبوكوب apocope) لِإِقليمِ «بَــرْبَــنْــصَـة» أَيْ «پْــرُوْڤَـاْنْسَ». [8] الـفُــرْصَـةُ: الظَّرْفُ الـمُناسِبُ لِلْكَسْبِ. [9] الـبَــعْـصَـــةُ: الإهانةُ والـخَسارةُ، وهُوَ مَصْدَرُ الـمَرَّةِ مِنَ الفِعلِ «بَـعَـصَ يَـبْـعَصُ فُلانًا» أَيْ «أَدخَـلَ إِصـبَـعَـهُ في اسْـتِهِ [دُبُرِهِ] حَقيقةً أَو مَـجازًا بِـالإشارةِ». وَمَجازًا: أَلْـحَـقَ بِـهِ إِهانَةً أَو خَسارةً. فَـهُـوَ «مَـبعوص» أَيْ واجِدٌ لِـمَـا لَـحِـقَ بِهِ مِن إِهانة. مِنَ الآرامية fσaz وقَـد قُـلِـبَـت الفاءُ باءً والـحاءُ عَـينًا وَالزَّايُ صادًا لِـقَرابِة مَـخارِجِ الـحُروفِ. [10] الْــفِــصَّـــةُ: البِـرْسِـيمُ الـحِجازِيُّ وهُوَ نَباتٌ بُقوليٌّ يُستَخدَمُ عَلَفًا للحيواناتِ وخاصَّةً للأبقارِ بِـهَدَفِ إدرارِ الـحَليبِ.
#محمد_علي_عبد_الجليل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أعاقر الراح
-
ثقافة القطيع
-
ظاهرة دافيد رجل الكهف
-
من أين جاء نظام الكون؟
-
شآم حبك في قلبي وفي الهدب
-
أثر الدين (2)
-
حاكم عربي يفتخر
-
أثر الدين
-
كلمة بخصوص نشأة الله
-
لا أَخطاءَ في القُرآن: كلمة بخصوص كِتاب «أخطاء القرآن الكريم
...
-
تشكُّل العربية وحركات الإعراب
-
فرضية التضاد في تقاليب الفعل الثلاثي
-
في حب الوطن
-
من هو النبي محمد؟
-
قصيدة النباتية: كل حي شريك لنا في الحياة
-
من وحي الحَجْر الصحّيّ
-
سورة الوطن
-
حُكَّامُ العالَمِ
-
شاربُ الطِلا جَذِل
-
أتانيَ وحيٌ
المزيد.....
-
بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ
...
-
مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
-
روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
-
“بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا
...
-
خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر
...
-
الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا
...
-
الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور-
...
-
الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
-
على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس
...
-
الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟
المزيد.....
-
صغار لكن..
/ سليمان جبران
-
لا ميّةُ العراق
/ نزار ماضي
-
تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي
/ لمى محمد
-
علي السوري -الحب بالأزرق-
/ لمى محمد
-
صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ
...
/ عبد الحسين شعبان
-
غابة ـ قصص قصيرة جدا
/ حسين جداونه
-
اسبوع الآلام "عشر روايات قصار
/ محمود شاهين
-
أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي
/ بدري حسون فريد
-
أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية
/ علي ماجد شبو
المزيد.....
|