قطر .. والإسلام !!

أحمد فاروق عباس

الحوار المتمدن-العدد: 7438 - 2022 / 11 / 20 - 23:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

تمثل ما تفعله قطر هذه الأيام نموذجا كلاسيكيا لكيف يمكن إستخدام الدين بصورة مبتذلة للضحك على الجموع ..

المناسبة فى الأساس ليست دينية ، هى تجمع كروى يتم كل اربع سنوات ، لممارسة بطولة كروية تجمع كل الأديان ، وكل الطوائف والملل داخل الأديان ، كما تجمع غير المتدينين من كل الأديان ، بالإضافة إلى اللا أدريين والملحدين ..

المناسبة ترفيهية إذن .. وليس فى ذهن زوار قطر الدين وقضاياه ، فلماذا إقحام الدين وجلاله في تلك الالعاب الصغيرة ؟!

يمكن أن يقدم الإسلام بصورة أكثر تحضرا وأكثر احتراما لجلاله ، وفى أجواء أكثر هدوء ، بدلا من أجواء الصخب المصاحبة للبطولة الأشهر والأهم عالميا ..

ثانيا .. لم يعرف عن الأسرة الحاكمة القطرية شدة التعلق بأهداب الدين ، أو الورع والبعد عن ملذات الدنيا وشهواتها ..

على العكس ..
فمن المشهور عن الأسرة الحاكمة القطرية بالذات شدة التعلق بالدنيا ومباهجها ، لدرجة ان الأخ مستعد أن يقتل أخاه في سبيلها ، ولدرجة أن الإبن مستعد أن يركل أباه جانبا ، وأن ينسى واجب الابن تجاه أبيه فى سنوات شيبه الأخيرة بحثا عن الدنيا والسلطان ..

فالشيخ - والشيخ هناك لقب وليس له مدلول دينى معين - خليفة أطاح بأبن عمه الشيخ أحمد بن على عام ١٩٧١ من كرسى الإمارة وجلس مكانه ..
والشيخ حمد أطاح بوالده الشيخ خليفة من كرسى الإمارة عام ١٩٩٦ وجلس مكانه ، بل ونفاه خارج البلاد !!

والشيخ تميم ازاح والده الشيخ حمد عام ٢٠١٣ من كرسى الإمارة وجلس مكانه ..

شيوخ تزيح شيوخ وتجلس مكانها ..
وانقلابات تعقبها انقلابات ، في سلسلة لا تتوقف بحثا عن السلطة والسلطان ، وجريا وراء الدنيا ومفاتنها ..

يأتى هؤلاء الآن ويخدعون من هم مستعدون دائما للخديعة .. باسم الإسلام !!

ويكتبون بعض الأحاديث النبوية على بعض الحوائط ، أو يأتون برجل دين للوعظ والإرشاد أثناء مباريات الكرة واستديوهات التحليل ..

واين كان الدين في كل ما فعلته الأسرة الحاكمة القطرية في العالم العربى فى ربع القرن الاخير ، وبعضه يصل إلى درجة الجرائم الكاملة ..

أم أن الدين يستخدم - كالعادة - فى تجميل وجه قبيح ..

فالمال كالسيل المنهمر ، وهو يشترى الجميع .. بدءا من الاتحاد الدولي لكرة القدم ، إلى كتاب وصحفيين بلا عدد ، ومعلقين سياسيين ورياضيين ، وقادة جماعات إرهابية ، وسياسيين سابقين وحاليين ... إلى آخره .

ألعاب صغيرة من أناس صغار ، جعلتهم ثروتهم التى تشبه أساطير ألف ليلة وليلة يظنون أنهم اشتروا الدنيا وما عليها ..

هذه أيامهم على العموم .. والأيام دول بين بنى الدنيا ..

وعندما تنتهى الثروة ، وتفتح السجلات المطوية ، ولا يعود المال والذهب يشترى النفوس والذمم .. سيظهر التاريخ الحقيقى للأسرة المالكة في قطر ، وما فعلته بالدين والدنيا في المنطقة العربية ..

#أحمد_فاروق_عباس (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل